* ~ هذه دعوة يقظة للروح لتتأمل في كل مشاهد الكون الموحية .. ونداء انتباه للعقل ليتدبر ويستشعر آثار صنع الله ...!
دعوة لنعيش واعين بما حولنا من الوجود البديع في يقظة حسٍ وشعور ..!
نحن.. أنا .. وأنت .. كثيراًما تستهلك طاقاتنا مشاغل الحياة وصراعاتها فننسى في غمرة ذلك تلك الروح المركونة فينا تنتظر نصيبها من الزاد ، وكل ما حولنا وردٌ لها.. يتجلى في تضاعيف الكون ، لكننانمضي في غفلة عن هذا ، ويأخذنا صراع العيش بعيداً.. وتكبلنا قيود الواقع ...!
*~ رافقي همساتي وذوقي نكهة المشاهد :
تأملي مشاهد الكون بعقلك وقلبك ، وتلقي إشاراته ، وانصتي للأصداء ، وتلقفي الأضواء .. وكوني جزءاً منها ، وذوبي في آفاق هذا الفضاء الفسيح ، والتقطي الآيات المبثوثة ، واستشعري بكل ماترينه ، وما تلمسيه ، وماتتنفسينه يد الصانع القدير ! كوني قريبة من الله .. وتأملي !
*~ اغرقي أحاسيسك في البحر الزاخر بآيات الجمال ؛ إذ تتوالى على صفحته صور الليل والنهار ، فتتلون المرائي ، ويرشح بالحياة..!
انصتي إلى إيقاعات أمواجه وهي تهرع مشتاقة إلى عناق الشاطيء ،ثم ماتلبث أن تنحسرعنه ، ..امتصي تلك الذبذبات وداوي بها قلق نفسك المضناة فهناك سيولي حفيف الموج نفسك طفحاً من السلام لتعودي بعدها وقد تحرر جنحاك من شرك المتاعب، وتخففت من الأوصاب والآلام فأنت الآن كالنوارس البيضاء تطفو على سطح اليم خفيفة الريش !
*~ توجهي بكينونتك في تأملاتك ، وانفلتي من ربقة الجسد ، وتخففي من أعباء الواقع ، وافتحي مصراعي روحك ، واشرعي منافذ أحاسيسك ، واطلقي لغة مشاعرك ؛ لتطوف هائمة في كل مكان !
*~ انصتي لحديث الزهرة الفاتنة، واشبعي أنفاسك من شذاها الشفاف ، وحيي النسيم متضوعاً بعبيرها ، ثم اسأليها :
ماسر هذا الرحيق الذي يخطف القلوب .. يارسول القلوب ؟!
*~ وإن خامرت الحياة ردحاً من الزمن في أحضان طبيعةٍ وارفة الجمال ، يتبعثر فيها الضياء ، وتراوحها الظلال ، وينساب نهرها ألقاً رقراقاً ، وتضوع نسائمها بالعبير، ويريق فيها البهاء ألوانه، فدعي الروح لتسيح في هذا المكان القصي في خطرات الفجرحيث يوشوش السكون ، وفي غبش الضباب ، وفي سحر المرائي وحفيف الورق على مترفات الغصون ... دعيها تتوحد مع خرير الجدول ، وشقشقات العصافير،ونداء قمرية حالمة .. ولتدلي بهمسهافي أذن السكون، حيث ينهمر السحر مطيراً بالعبق من كل نابضة..!
*~ في هذا المكان الذي يبث سكونه شتى اللغات والألوان .. هنالك في هدوء الصلاة الصامتة يتصاعد التسبيح ، وتتناغم همسات الكون .. فكوني منسجمة مع هذا الإيقاع البديع ..واطلقي روحك من أسرها بالترتيل والتسبيح ، واتركي لدموع الغبطة، والشكرلله .. العنان ..لتغرق بوجدها الشوق ، وتعانق الزمان ..!
ألا ترين معي كم نحن مقصرون في حق أنفسنا !
ذاهلون عما حولنا !
غافلون .. أن الكون أكبر من هذه الرقعة الضيقة التي نعيش عليها ..!
فدعينا نتأمل كل يوم ..!
وسترين كيف ستتسع رقعة الكون من حولنا كلما استغرقنا في التأمل والتدبر..!
هناك سنسمو ونشف ونحلق ونرشف من إكسيرالخلود ..!
هناك ترهف مشاعرنا إلى الصوت الذي يخفق في نبض الروح :كل ماتشهدينه .. فهو منبثق من إرادة واحدة ، ومتجه إلى إله واحد يسبح باسمه!
هو الله ..! وهنا تتفتح مغالق الروح ويشرق فيها النور !
فدعينا نرشف الصفاء من كأس النور البلوري ..!
* ~ وعندما يخطو المساء تزخر السماء بكل همسات الجمال ، ويتأهب الكيان للسفر .. بين حدائق القمر ، وحرير السحاب ، وغبار النجوم حيث يراق الضوء في بوح القناديل ، وتحط أطيار الروح على أغصان التأمل ، ويخامرهامايشبه الذهول ، فتجوب بحار السماء ، وتستريح عند كل ميناء ..!
وحين تغرق الذات في مسارح التأملات في ذلك المعين الثرُّ من مرائي الحسن الذي يتقاطر من الأصوات التي ترشح بالضوء ، وتلغط في خفقها في ملكوت السماوات تتلاشى الصلة بالأرض ، وتنعقد الآصرة بالسماء !.
هنالك يحلو التحليق .. فحلقي !
ويطيب التسبيح .. فسبحي ..!
وخري في سجود الشكر... في محراب الجمال الآلهي
وتوحدي مع آيات الله !
وتخففي من أوهاق الأرض !
وأمني لرحلة عودتك زاداًيثري واقعك المادي ،
ويفيض عليك من نبعه الأزلي .. شعور التقوى والخشوع !
فتعلمي كيف تتأملي !
عذبٌ حديثك يرسم الحبور على الوجوه..
فتتنفس القلوب بعمق لتذوب وتتناغم مع لذة معانيك..
كتاب الكون مليء بالعبر وآيات الجمال...
ولا يقف عندها إلا ذوي البصائر النيِّرة..جعلنا الله وإياك منهم..
حفظك الرحمن يافيضنا الجميلة..