بنت أدم

بنت أدم @bnt_adm_7

عضوة جديدة

تأملات قرآنية

الملتقى العام

* قال الله تعالى { براءة من الله ورسوله إلى الذين عهدتم من المشركين } الآية ( 1 )
يوجد مُتَبِرئ ، ويوجد مُتَبَرء منه ، فمن المتبرأ ؟ الله ورسوله , من ماذا ؟ من الذين عاهدتم من المشركين ، البراءة الانفكاك والتخلص من الشيء ، ولا تكون البراءة من شيء إلا إذا كنت لا تريده بالكلية ، وهي أعظم صفات الانفكاك من الأشياء ، فأنت لو تعاملت مع أحد وأخذت صك براءة فلا يستطيع خصمك أن يطالبك بماذا ؟ بأي شيء لانفكاكك تماماً عنه ، فالله جل وعلا يقول لنبيه أن يقول للناس هذه { براءة } خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين ،
النبي عليه الصلاة والسلام كان الناس حوله ثلاثة أقسام :
أهل حرب ـ أهل ذمة ـ أهل عهد .


1. أهل الحرب : الذين يحاربون والذين ما زال بينهم وبينه حروب .
2. أهل العهد : الذين في الأصل هم محاربون ، لكن يوجد عهد لمدة معينة ، هذا أهل عهد .
3. أهل الذمة : غير مسلمين يعيشون أين ؟ يعيشون تحت حكم المسلمين ،كاليهود الذين كانوا أفراد في المدينة هؤلاء يسمون ماذا ؟ أهل ذمة .
الخطاب هنا ليس موجه لا لأهل الحرب ولا لأهل من ؟ ولا لأهل الذمة ، موجه إلى لمن لأهل العهد { براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين } هذه البراءة فيها
* { فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين } معنى الآية يا أخي : أن من كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد أو لم يكن بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد ، فقد جعل الله لهم أربعة أشهر ، هذه الأربعة الأشهر حرم الله فيها على المسلمين قتال أهل الإشراك ، قتال من ؟ قتال أهل الإشراك قال لهم : { فسيحوا في الأرض } الخطاب لمن ؟ للمشركين ، سيحوا في الأرض أي أقبلوا وأدبروا ، سافروا ، اغدوا , روحوا ، اذهبوا كيف ما شئتم لن ينالكم أذى ممن ؟ من المسلمين ، هذا بأمر ممن ؟ من الله تعالى ، لكن بعد الأربعة أشهر ينتهي الآمان كما سيأتي { فسيحوا في الأرض أربعة أشهر } .
ثم قال تعالى { واعلموا أنكم غير معجزي الله } أي وإن أذن الله قدراً وشرعاً أن تبقوا أربعة أشهر تسيحون في الأرض إلا أن ذلك لا يعني أبدً خروجكم وانفكاككم عن سلطان من ؟ عن سلطان الله ، لأن هذا العطاء من الله أصلاً لا يعني خروجكم وانفكاككم عن سلطان الله تعالى .
{ واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين } آية ( 2 ) الخزي للكافرين واقع لا محالة في الدنيا والآخرة واقع في الدنيا بالحرب والقتل والأسر وبما يقع فيه من التعذيب والنكال ويقع في الآخرة قطعا بشيء واحد وهو عذاب النار وأن الله مخزي الكافرين .
هذه { فسيحوا في الأرض أربعة أشهر } يجب أن تعلم أن المخاطب بها من ؟ المشركين لذلك لا يجوز نزع الآية من سياقها والاحتجاج بها ، وقد قرأت مرة لأحدهم يكتب عن السياحة وعلى أنه يجوز للمؤمن السياحة مطلقاً في أي ديار ، فقال فإن السياحة مباحة قال الله جلا وعلا { فسيحوا في الأرض } ، وهذا إخراج النص من سياقه ووضعه في موضع غير موضعه هذا { فسيحوا في الأرض } ، المخاطب بها المشركون ، والمقصود أنه لكم آمان من الله تعالى أن تبقوا في الأرض أربعة أشهر أعطاكم الله إياها حتى يراجع المرء منهم حسابه ويتدبر في أمره ربما يفيء إلى أمر الله ، بعد ذلك ينتهي الآمان الذي أعطاهم الله جلا وعلا لهم .
{ فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين }
المرجع : تفسير المغامسي , من سورة التوبه
0
461

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️