والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين...
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...

أحبتي ....
يا من تبحثون عن واحة غناء ....
تتفيئون ظلالها ...
وتشربون من عذب ماءها ....
وتريحون أجسادكم ....
بعد أن أضناها السير الحثيث ....
وتتركون مساحة للصفاء لأذهانكم ....
بعد أتعبتها الدنيا بصخبها وبهرجتها.....
أيتها الأخوات ...
هذه الصفحات....
ليست سوى ...
حديقة وارفة الظلال ...
جمعت ورودها من كل بستان ...
و حرصت أن أقدمها لكم ....
بشكل يرضي فيكم حب التطلع للنافع المفيد ....
قد يكون ما أقدمه ....
قصة مبهجة ....
أو خاطرة محببة إلى النفس ....
أو فائدة تنير لنا الطريق ....
أو نقد بناء يصلح ما أفسده الغير ....

إنها تأملات .....
تحاول أن تُفيد وتستفيد ....
وتكشف النقاب عن خفايا الأمور ....
علنا نستقيم .... ونقف مع أنفسنا وقفة محاسبة ....
هذا ما أحببت أن أُهديكم ....
فما كان من صواب ... فمن الله ....
وما كان من خطأ ... فمن نفسي والشيطان ....
الراجية لدعوة في ظهر الغيب ،،،
بائـ الورد ـعة
( اللهم ارحمنا اذا درس قبرنا... ونسي اسمنا ... وانقطع ذكرنا .. فلم يذكرنا ذاكر ... ولم يزرنا زائر ...
اللهم ارحمنا اذا غسلنا أهلونا ... اللهم ارحمنا اذا كفنونا ... اللهم ارحمنا اذا على اكتافهم حملونا ..)
كان الشريط يسير بسرعة .. وكنت أتابع دعاء الامام بلهفة وتركيز ...
أعدت هذا الدعاء مره واخرى ...كل ماقال ودعا به حق ، ستنقطع بنا الحياة ، وسنغسل ، ونكفن ، ثم نوضع في لحد تحت الأرض ، وينسى اسمنا ...
ولكن ... ذلك الضوت المقترن بالخشوع .. جعلني اتوقف برهة ... وأعيد الشريط مرة ثالثة ...
لقد كانت أختي مثال الأخت الداعيه المجتهدة ... لقد حاولت ان اكون محافظاً على الصلاة ... وعلى الطاعات ... حاولت بكل ما تستطيع ... بالكلمة وبالشريط والكتاب ...
وفي احد الأيام ... عندما ركبت معي السيارة ، أخذ بنا الحديث ، وعندما هممنا بالنزول وضعت هذا الشريط في جهاز التسجيل .
خرجت من الغد بحركة عفوية لا شعورية وضغطت على الشريط وأنا لا أذكر مافيه ، ولكنني كالعاده أتوقع كلمة مغناة من التي أحبها ... ولكن شاء الله أن يكون هذا الشريط .
سمعته في صباح ذلك اليوم ... وأعدته في المساء وبعد العشاء ...
*************************************
سألتها : ماهذا الشريط الذي وضعته ؟
قالت: هل اعجبك ؟
قلت لها : لا شك ....
ولم تكن العاده اجابتي بهذا الترحيب .
فرِحت ...
وكان بيدها كتاب فوضعته جانباً ...
أعادت سؤالها ...
هل أعجبك صوت الإمام وقراءته ؟؟؟
قلت لها : نعم ...
كانت هذه الإجابه مقدمة لحوار طويل معها ...
ولقد كان مثل هذا الحوار متكرراً ...
ولكن هذه المره اختلف كثيراً ..
في النهاية قالت لي : سأقرأ عليك ماقرأته قبل قليل ...
مر الحسن البصري بشاب مستغرق في ضحكه وهو جالس مع قوم في مجلس ...
فقال له الحسن : يا فتى ... هل مررت على الصراط ...؟
قال : لا ...
قال : فهل تدري الى الجنة تصير أم الى النار ..؟؟
قال : لا ...
قال : فما هذا الضحك ؟؟؟
صمتنا لبرهة ...
ثم التفتت الى وقالت ....
الى متى هذه الغفلة ؟؟؟!!!
**********************************************
أحبتي ... أخواتي ....
لتكن دعوتنا الى الله بالموعظة الحسنه ...
لتكن لينة هينة .... متصلة لا يأس معها ولا فيها ....
ولتكن دعوتنا وإصلاحنا لأنفسنا أولاً ... لنجاهد فيها حق الجهاد ....
ثم لننطلق منها الى أخواتنا وأخواننا واهلونا ....
ولكم مني كل الحب ولتقدير ...
أختكم الراجية لدعوة في ظهر الغيب ،،،
بائـ الورد ـعة