الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولي الصالحين، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، إمام المتقين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: ((إن الرجل ليعمل الحسنة فيثق بها، وينسى المحقرات، فيلقى الله وقد أحاطت به، وإن الرجل ليعمل السيئة، فلا يزال منها مشفقاً حتى يلقى الله آمنا))، أخرجه أسد بن موسى في الزهد. فيا عباد الله:ما أكثر ما نستهين بأمر اللسان، ونتكلم بمئات الكلمات، والتي قد تكون من المهلكات، فنحتقرها ولا نقدر عاقبتها قال : ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة)). وفي رواية: ((لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار))، وفي رواية: ((وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر ما يعلم مبلغها، يكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه)). فالمؤمن حقا، هو الذي ينظر إلى صغائر الذنوب خوفا ووجلا كأنها كبائر وعظائم، والفاجر، ينظر إلى ذنوبه كأنها لاشيء، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((ان المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل، يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، قال به هكذا ـ أي بيده ـ فذبه عنه)). نعم معاشر المسلمين: المؤمن حقا، لا فرق عنده بين الصغير والكبير، لأن كله عند ربه عظيم، مصداقا لقوله تعالى: وكل صغير وكبير مستطر. قال ابن كثير في التفسير: (أي مجموع عليهم ومسطر في صحائفهم، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها)، قال أحد السلف لصاحبه يعظه: (ويحك يا سعيد بن مسلم، لقد حدثني سليمان بن المغيرة، أنه عمل ذنباً فاستصغره، فأتاه آت في منامه فقال: يا سليمان،
لا تحقرنّ من الذنوب صغيرا * إن الصغير غدا يعود كبيرا
إنّ الصغير ولو تقادم عهده * عند الإله مسطرا تسطيرا ).
اللهم ارزقنا خير العمل، وجنبنا شر الزلل، اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وألسنتنا من الكذب، اللهم طهر قلوبنا، واشف صدورنا، وجمل أخلاقنا أبدا ما أبقيتنا، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم أحينا سعداء، وأمتنا شهداء، واجعلنا مع نبيك في الجنة رفقاء، اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، وجمل أخلاقنا أبدا ما أبقيتنا، اللهم تب علينا، واهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى. ونسأل الله أن يتولنا بعفوه ومغفرته، اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، وثقل موازيننا، وجمل أخلاقنا، أبداً ما أبقيتنا، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أنت أعلم به منا، و صلوا عباد الله على نبيكم محمد، فقد أمركم الله بذلك فقال، إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آ له وصحبه أجمعين، وارضى اللهم عن الخلفاء الأربع، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، و عن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم انصر الإسلام والمسلمين، ودمر أعدائك أعداء الدين، اللهم اجعل أعمارنا في ميزان حسناتنا، اللهم وفقنا لخير الدنيا و الآخرة، اللهم وفق ولي أمرنا وجميع ولاة المسلمين لما تحب وترضى، اللهم فك اسر بيت المقدس من أيدي المعتدين، وفك الحصار عن الفلسطينيين، وأسعدهم في الدنيا ويوم الدين، برحمتك يا ارحم الراحمين، اللهم ارحم شهدائنا واجزهم عنا وعن أوطانهم ودينهم خير الجزاء.
عباد الله إن الله يأمر بالعدل و الإحسان . . . .

اسوار واسرار @asoar_oasrar
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
والله يستعملنا في طاعته
جزاك الله الفردوس