شاب تنكر لهذا الدين ورفض أوامره ونواهيه ..سهر مع زملائه في لعب ما يسمى بالبلوت من بعد صلاة العشاء إلى ما بعد صلاة الظهر من اليوم الثاني:
فيا حسرتا كيف انطوى العمر مسرعاً*** صرفناه في عود ولهو ومرقص..
كان المسجد بجوار بيته ولكن قلبه ليس بجوار المسجد, كانت تمر عليه فترات من العناد يستهزيء فيها من الدين وأوامره من صلاة وذكر وأذان وسنن..
ينام ليلة من الليالي بطيئة النجوم وارفة الإنداء طيبة السحر وتنتابه وهو في نومه حالة من الاختناق والرعب أشرف منها على الموت واستيقظ ولا يزال الاختناق يزاوله ويطارحه.
يقول: وأحسست كأن يدين تمسكان بحلقي بقوة وعنف وأحس بالموت حقيقة..
وذاق طعم الموت وفي أثناء هذا الصراع تذكر القدوم على الله عز وجل, تذكر حياته وأيامه , تذكر خطاياه وسيئاته, نسي كل لذة وذهب عنه كل متاع وتخلى عنه كل حبيب وأخذ يعاهد الله تعالى لئن أنجاه من الموت ليعودن إليه وليتوبن إليه من إصراره وفجوره واستفاق وأطلق عنه الخناق فما كان إلا أن صرخ بالتوبة وانفجر باكياً..
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي *** جعلت الرجا ربي لعفوك سُلما
تعـاظمـني ذنـبـي فلمـا قرنتـه *** بعفوك ربي كان عفوك أعظما
وقام فتوضأ وأخذ في صلاته ينتحب ويناجي مولاه حتى أظله الفجر فذهب إلى بيت الله عز وجل منشرح الصدر حي القلب عامر الوجدان..
(أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم)
من كتاب التائبون إلى الله..الجزء الأول..بتصرف بسيط.

طيـ الأمل ــف @ty_alaml_f_1
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء
جزاك الله بالجنه
على هذا الاختيار الطيب