تاريخ الصلاحية على السلع الغذائية

حتى لا يصبح بطريقة ابحث عن الكنز المفقود
كتابة تاريخ الصلاحية على السلع الغذائية في مكان واضح وبخط بارز
الكثير من السلع الغذائية يكتب عليها تاريخ الصلاحية في مكان منزو او بخط صغير جداً تحتاج قراءته الى عدسة مكبرة

بقلم / سالم مريشيد :


تاريخ الصلاحية المدون على السلع الغذائية بمختلف انواعها واصنافها والدول التي تستورد منها يعتبر من اهم الامور التي يجب الاهتمام بها وبضرورة وجودها على اي سلعة غذائية.. وبشكل لا يمكن التلاعب به.. او تغييره تحت اي ظرف.. وبأي شكل.. لأن هذا التاريخ هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن للمستهلك من خلالها الاطمئنان عند شراء السلعة.. ومعرفة فيما اذا كانت صلاحيتها سارية ام انها انتهت.

وتأتي اهمية "تاريخ الصلاحية" في الوقت الحاضر اكثر من أي وقت مضى لاسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر:


* سوء تخزين المواد الغذائية في الكثير من المستودعات والمخازن لدى التجار.. وعدم استخدامهم للأساليب الحديثة والصحية في التخزين للمواد الغذائية والتي تضع ضوابط واشتراطات عديدة لا يتقيد بها إلا البعض من التجار.


* ضعف المراقبة والمتابعة من قبل مفتشي وزارة التجارة والامانات في المدن على هذه المخازن والمستودعات.. مما يعطي فرصة كبيرة لضعاف النفوس من بعض التجار في تمرير الكثير من السلع الرديئة، والمنتهية الصلاحية.. والمخزنة بشكل غير صحي للعديد من المحلات التجارية في الاحياء الشعبية والمدن الصغيرة والقرى.. وبالتالي فإن اضرار استعمال تلك السلع والمواد الغذائية ستضر بالمواطنين.. وقد لا تكون اضرارها آنية وسريعة.. وانما تأتي بعد فترة من الزمن.. ولعلي في هذا المقام اوجد ربطاً قوياً بين انتشار الكثير من الامراض الغريبة والمزمنة بين الناس في الوقت الحاضر.. وبين هذه السلع والمواد الغذائية الفاسدة.. وهي امراض لم تكن موجودة في مجتمعنا.. ولم نكن نعرف عنها.. أو نسمع بها!!


* الترويج لهذه السلع.. وتمريرها للمستهلكين في بعض المناسبات التي تشهد اقبالاً على الشراء مثل موسم شهر رمضان.. او عن طريق خفض اسعارها بشكل كبير مما يغري بعض الناس متوسطي وقليلي الدخل على شرائها.. وهم لا يعلمون انهم يشترون بنقودهم ومالهم سماً زعافاً.. تحظر جميع الانظمة الطبية والغذائية استعماله لما له من اضرار وخيمة على الجسم نتيجة انتهاء مدة صلاحيته.. وفساده.. ويتم الترويج لهذه المواد الغذائية المنتهية الصلاحية عن طريق العمالة الوافدة التي لا يهمها إلا الكسب، وجمع المال.. دون الاهتمام او التفكير فيما سيصيب الناس من اضرار نتيجة استعمال هذه المواد الغذائية الفاسدة.


* الشركات والمؤسسات المصنعة للكثير من المواد الغذائية سواء كانت معلبة او غير معلبة بدأت في الفترة الاخيرة تتبع اسلوباً خبيثاً وشيطانياً في كتابة تاريخ الانتاج، ومدة الصلاحية على هذه السلع.. بخط صغير جداً.. وغير واضح وفي جزء غير واضح على السلعة.. يحتاج معه المستهلك الى وقت طويل للوصول الى مكانه.. ووقت اطول لقراءته والتأكد من صلاحية هذه السلعة او تلك سواء كانت غذائية او غير غذائية.. ويأتي على وجه الخصوص في مقدمة هذه المواد الغذائية التي يصعب على المستهلك الوصول والتعرف على مدة صلاحيتها السلع الموضوعة داخل اكياس البلاستيك.. وبعض انواع البسكوتات.. والمعلبات مثل الاجبان، والخضروات المعلبة وانواع اللحوم.. والدجاج التي توضع داخل عبوات بلاستيكية.

وهذا الاسلوب يأتي من اجل التمويه والتلاعب على المستهلكين والجهات المعنية ايضاً.. لأنهم امام الجهات ا لمسؤولة ابرياء.. فقد وضعوا تاريخ التصنيع ومدة الصلاحية التي يعرفون مكانها جيداً.. اما المواطن أوالمستهلك فعليه ان يدخل مسابقة للكلمات المتقاطعة.. والالغاز الغامضة.. ويجهد نظره ومخه حتى يعثر على تاريخ الصلاحية وربما يراه بوضوح.. وربما لن يستطيع ذلك ـ وهو الغالب ـ إلا بواسطة مكبر.

في احد السوبرماركات الكبيرة لفت نظري احد المواطنين.. وهو يقلب السلع يميناً ويساراً.. وفوق وتحت بشكل متواصل.. وقال منزعجاً هؤلاء اين يضعون تاريخ الصلاحية؟!

وحتى لو وجدت مكان تاريخ الصلاحية الذي يحتاج منك الى بحث طويل.. فإنك في الغالب لن تستطيع ان تفك رموز هذا التاريخ الذي يختلط التاريخ المكتوب بالعربي.. بالتاريخ المكتوب بالانجليزي فلا تستطيع ان تعرف شيئاً من الارقام التي كتبت على السلعة وكأن الأمر مقصود ومخطط له.

ان وضوح مكان وارقام تاريخ الصنع، ومدة الصلاحية على المواد الغذائية وغيرها من السلع التي يستخدمها الناس سواء كانت ادوية او منظفات امر في منتهى الأهمية.. ويجب ان يؤخذ بعين الاعتبار.. وان يكون في مقدمة الامور التي تهتم بها وزارة التجارة.. واي وزارة معنية اخرى حتى يكون كل مواطن على بينة من السلعة التي يشتريها.. وفيما اذا كانت صالحة أم فاسدة؟!

وظاهرة "التعمية" على تاريخ الصنع ومدة الصلاحية المدونة على السلع الغذائية اصبحت ظاهرة واضحة هذه الأيام في الكثير من السلع.. ويكاد يكون معها "تاريخ الصلاحية" احجية أو لغزاً على المستهلك ان يفك رموزه ويفك شفرته حتى يصل اليه؟!
---
الرياض