تبرئه لذمه ادخلوا كللللكم بخصوص الدكتورطارق السويدان؟؟؟

الملتقى العام

السلام عليكم
اول شي يشهد الله الموضوع ليس لاثاره الفتنه وانما لتوضيح وتبرئه الذمه
نزلت الاخت ريانه موضوع القول الفصل في طارق السويدان وقلت انا انه ليبرالي وهذا موكلااااااااامي يشهد الله اني اعرف هالشي من زماااان وترددت اكتبها لكن اشفيه اكثر من انه حذر منه بن باز الله يرحمه ومين انا عشان اكفر مسلم انا اصغر واحقر من كذا وهذا كلام



محمد إبراهيم مبروك : وكالة الأخبار الإسلامية


معرفتى بالدكتور (طارق سويدان ) وكل ما أذكره عنه هو أننى عندما كتبت كتابى ( الإسلام الليبرالى ) منذ عامين قابلنى بعض الدعاة السعوديين وقالوا لى: إنك اتخذت المثل لدعاة الإسلام الليبرالى بـ (عمرو خالد) فلماذا لم تذكر (طارق سويدان) وهو أخطر منه ؟

قلت : ومن هو طارق سويدان ؟

قالوا : ألاتعرف من هو؟ إنه داعيه شهير جدا. فتذكرت حينذاك أننى كنت أقرأ هذا الإسم على أغلفة الكثير من شرائط الكاسيت التى تتواجد فى المساجد والتى تتحدث (على حسب ما أذكر الآن) عن عذاب القبر وأهوال النار .ومع ذلك تجاهلت الأمر تماما بل تجاهلت الكثير من أسماء غيره من الدعاة الذين يذكرهم لي الكثيرون على أنهم يدخلون فى دائرة الإسلام الليبرالى .ويمكن للقارئ مراجعة بعض رسائل القراء التى تأتى تعليقا على مقالاتى المنشورة فى نقد عمرو خالد.

وكنت ومازلت أقول للجميع إننى أحاول أن أعمل فى حدود قوله تعالى (لايكلف الله نفسا إلا وسعها) وكذلك فإن تخصصى الأساسى هو الصراع الفكرى العميق بين الإسلام والمذاهب والفلسفات الغربية المسيطرة على الواقع المعاصر ،ومن ثم فإنني أعيش بين أفكار ماركس وهيدجر و وليم جيمس وأرسطو وأفلاطون وابن تيمية والرازى وابن خلدون وابن حزم والغزالى وأشباههم ومن ثم فإننى أبعد الناس عن متابعة اعمال الدعاة وشرائط الكاسيت . أما حكاية تعرضى بالنقد ل(عمرو خالد ) فقد جاءت كإرتباط حتمى بتناولى لموضوع الإسلام الليبرالى الذى يمثل التجسيد الواقعى لأطروحة الإسلام البراجماتى الأمريكى التى تحدثت عنها فى أول كتاب صدر لى منذ أكثر من عشرة سنوات وكان يحمل نفس العنوان تقريبا.

وإنطلاقا من قاعدة ( لايكلف الله نفسا إلا وسعها ) فإننى لا أعمل على التعرض بالنقد للدعاة الآخرين الذين يذكر الناس أنهم يدخلون فى دائرة الإسلام الليبرالى لأنه يكفينى ما حملنى موضوع عمرو خالد من العداوت والخصوم والتهديدات المضمرة والمعلنة والمطلعون على ما يكتبه مريدوه وحلفاؤه ومستثمروه عن كل من ينقده على النت يعلم ذلك جيدا . ولذلك فإننى أدعو متخصصين آخرين للقيام بمهمة نقد أعمال هؤلاء الدعاة الذين يرون أنهم داخلون فى دائرة العمل للإسلام الليبرالى .

إلا أنه وقع من الدكتور (طارق سويدان ) مؤخرا حادث عجيب أصابنى بالدهشة والذهول .وهو انه إستقبل المدعو( جمال البنا ) فى ندوته التلفزيونية بالحفاوة ووافقه على أراء غاية فى الخطورة ودعاه بكلمة (استاذنا).
ومرجع الدهشة والذهول هو أننا نعمل جاهدين لإظهار أوجه الضلال فى تيار الإسلام الليبرالى الذى تروج له أجهزة المخابرات الأمريكية والأوربية الآن فى المنطقة الأمر الذى يعنى أن جهودنا لابد أن تشحذ فى إبراز أوجه الضلال في أمر يلتبس فيه على عوام الناس الحق بالضلال غاية الإلتباس .

لكن هذا الجمال البنا بات معروفا للجميع تلفحه بالضلال غاية الوضوح فى الوقت الذى لايمكن فيه بأية حال من الأحوال اعتبار الدكتور طارق سويدان من عوام الناس فيكون السؤال المطروح هو : لماذا يفعل الدكتور سويدان ذلك ولحساب من ؟ ولكى لا نكون من المطلقين للأمر على عواهنه نوضح الأمور التالية :

ـ الإسلام الليبرالى هو صيغة بديلة لإسلامنا الحقيقى صنعتها المخابرات الأمريكية وتعمل بكل طاقتها المناظرة لقدرتها العسكرية على ترويجها فى عالمنا الإسلامى.

هذه الصيغة لاتحافظ من الإسلام إلا على بعض ( إنتبه لما أقول بعض وليس كل )الشعارات والمظاهر الخارجية وتفرغه من محتواه تماما وتقدم بدلا منه بديلا علمانيا قائما على العقل و المصلحة وبهذه الصيغة يكون هذا الإسلام الليبرالى متوافقا مع العلمانية والديمقراطية والعولمة الغربية وطرق التفكير النفعية (البراحماتية ) ويتوافق مع كل شئ يتم ترويجه فى هذا العالم إلا شئ واحد هو الإسلام نفسه.

ولكن كيف تتم عملية صناعة الإسلام الليبرالى هذه ؟
تتم من خلال آليتين متزامنتين : الأولى هى القضاء على الثوابت والقواعد الإسلامية من خلال تمييعها تماما بحيث تفتقد المرجعية التى يعود الناس إليها فيتم إنكار الثوابت فى القرآن الكريم ويقدم بدلا من ذلك القراءات المختلفة للقرآن (بمعنى إختلالف مفاهيم القرآن بحسب القراءات المختلفة له ) ويتم إنكار صحة الأحاديث نهائيا ويقدم بدلا من ذلك ما يتوافق من الأحاديث مع قراءة كل شخص للقرآن حسب عقله.

وهكذا تضيع كل القواعد التى يحتكم إليها فلا تعد هناك مرجعيه فى شئ سوى مرجعية العقل وحده (وفى الواقع الذى نحن بصدده مرجعية العقل العميل للغرب )ثم تقوم المعاول بالإتيان على كل القواعد الأخرى (الحكم ـ الإقتصاد ـ الجهاد ـ الحجاب ـ الإرث ...إلخ) وتعرض كل هذه الأمور المختلفة على العقول لتقول فيها ما تشاء.
لننظر الآن ماذا فعل الدكتور سويدان فى حلقتين من برنامجه ( الوسطيه )فى موضوع خطير غاية فى الخطورة هو الإيمان والكفر وحد الردة والحرية فى الاسلام .

وبالنسبة لقواعد الإسلام فإننى أتفق مع كل ما قاله العالمان الجليلان (جميل علام) و(محمد البنا ) اللذان اشتركا فى الندوة (وإن كان ليس من حقى أن أتفق أو أختلف أنا أو غيرى فى هذا الموضوع ولكن كل ما فى الأمر أننى أؤكد أن كل ما ذكروه هو بالضبط ما ذكرته كتب العقيده والفقه التى يأخذ عنها المسلمون عبر القرون)، وكان مما ذكراه فى إخراج المسلم من الملة من الأمور التى يهمنى التنويه عنها هنا بوجه خاص بحسب قول الدكتور (جميل علام )وشرح الدكتور( محمد البنا) كالتالى :ـ إنكار معلوم من الدين بالضرورة أى كل ما هو ثابت ومعروف للبسطاء والعلماء.

فلو قلنا إن الصلاة معلومة للناس بأنها من الدين وكذلك الزكاة والحجاب . فمن قال إنه لا يوجد شئ إسمه الحجاب يكون قد أنكر معلوما من الدين بالضرورة . هذا الكلام موجود فى العقيدة الطحاوية التى اتفق عليها العلماء سلفا وخلفا.

ـ أن يكون قد إستحل حراما مقطوعا بحرمته .

وشرح الدكتور جميل علام هذا الكلام بقوله: يعنى مثلا الربا حرام وموجودة حرمة الربا فإذا جاء شخص وقال هذا الكلام كان زمان واليوم المسألة أصبحت (بزنس) فهو حلال وليس حراما يكون قد إستحل حراما مقطوعا بحرمته.

ـ أن يكون قد حرم حلالا مقطوعا بحله
أى حرم مثلا تعدد الزوجات .هذه القضية تعتبر كفرا يخرج من الملة لأن الذى يقول ذلك ينازع الله تعالى فى حقه فى التحليل والتحريم .

والآن علينا أن ننظر لموقف الدكتور (طارق سويدان) نفسه.

وأول شئ يصدمك به هو تساؤله هذا السؤال :ـ هل يجوزللمسلم أن يغير دينه ويرتد عن الإسلام ؟
وياللعجب !!!!

هل من الممكن لمسلم عادى فضلا عن داعية شهيرأن يسأل سؤالا كهذا ؟

وأنا هنا لا أتحدث عن الدين فقط ولكن المنطق نفسه بل وأبسط قوعد البديهه لاتسمح بوجود مثل هذا السؤال :ـ هل يجوز للمسلم أن يكون كافرا ؟

إن الأسئلة التالية على غرابتها أقل استفزازا من السؤال المذكور :

ـ هل يجوز للعاقل أن يكون مجنونا ؟

ـ هل يجوز للعفيفة أن تصبح فاجرة ؟

ـ هل يجوز لابن الوطن أن يكون عميلا لأعدائه؟

إن هذه الأسئلة أقل إستفزازا من السؤال المذكور بل وأقل قدحا للمنطق والبديهه . فكيف ولماذايجرؤ هذا الرجل على التساؤل بمثل هذا السؤال ؟

ثم يوجه الدكتور (سويدان ) سؤالا آخر ليجيب عنه الجمهورالمشارك ...هل تلاحظ ما أقول (الجمهور!) والسؤال هو : إذا فعل شخص مسلم أمرا فيه كفر فهل يجب تكفيره ؟

فهل من الممكن أن يوجه مثل هذا السؤال الذى يخص أمرا خطيرا من أمور الدين للجمهور لكى يتحدث فيه برأيه بينما يجب أن يقتصر الحديث فى ذلك على العلماء وحدهم ؟!!!

أليست هذه هى لبرلة الإسلام ؟ (أى جعل الإسلام ليبراليا يتبع أراء الناس أيا كانت)
التى يدعو إليها الأمريكيون .

ليس هذا فقط . انتظروا قليلا ..إن الداعية الشهير وضع سلسلة من قواعد الدين محلا للتساؤل كالتالى : هل أصول الدين محددة ؟

هل لو واحد أنكر الحجاب يكفر ؟

هل لو واحد أنكر الربا يكفر ؟

لايقف الدكتور سويدان عند هذا الحد بل هو يريد أن يغلق باب التكفير تماما أيا كانت أقوال أو أفعال المتهم بذلك؛ بحجة أن الذى يقوم بذلك أعداد قليلة جدا لن تضر الأمة .

وهذا هو قوله على وجه التحديد (سؤالى لجمهورنا الكريم يجب إغلاق باب التكفير اليوم لأن الإسلام لن يضره أفراد قلائل يرتدون عنه ... معنى السؤال (والكلام مازال لسويدان )لماذا ندخل فى هذه المسألة وتسبب لنا مشاكل ‘ الذى يرتد حكمه عند الله عز وجل ‘دعونا نغلق هذا الباب ‘ لأن الأمة فيها أكثر من مليار ونصف مسلم فلن يضرنا الأعداد القليلة).

والسؤال الآن كيف يمكننا أن نحمى الإسلام ونحدد أعداءه ؟ ولكى أوضح موقفى أقول دعوكم من طعن جهال المسلمين بعضهم فى بعض بهذا التكفير . والتطاول على جماهير المسلمين المطحونين في معاناة الحياة المادية المعاصرة، وغير الناقصين لمن لا يستوعبون مدى معاناتهم ثم يأتي بكل بساطة ويتهم بالكفر والخروج عن الإسلام.

طبعا يجب الوقوف بكل حزم ضد هذا الجهل وهذا الإجتراء على شرع الله . ولكن ماذا فى الملحدين الذين يظهرون لنا كل يوم ويشككون الناس فى دينهم ويدعون بكل فخر إلى التبعية للغرب ويعملون كل جهودهم بحسب الأجندة الغربية ؟
هل نضع رؤوسنا فى الرمال أمام ما يفعل هؤلاء ؟

ثم كيف نعرف الناس بعد ذلك ما هو الإسلام إذا لم نحدد موقف الذي يهاجم الإسلام بأنه كافر .ألا تعد كل الأمورعند ذلك سواء الإيمان والكفر والإسلام والإلحاد.

أليس هذه هى أقصى درجات اللبرلة التى يدعو إليها الغرب ؟!!!!!




من عجائب الدكتور طارق السويدان أيضاً في الحلقتين اللتين ذكرناهما في المقال السابق قوله: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان نبياً مرسلاً وكان حاكماً للدولة في نفس الوقت، وكانت تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً تكون بحكم تشريعي وأحياناً تكون سياسة شرعية وعلم السياسة قابل للتغيير وهذا على اتفاق بين العلماء يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بأمر ولايطبقه الخلفاء من بعده لأنه تصرف فيه من ناحية سياسية، الأمر متفق عليه بين العلماء وابن القيم وغيرهم (هكذا في الأًصل) كلهم قالوا بذلك".
أي أمر هذا المتفق عليه بين العلماء؟!.

لقد استطاع البراجماتيون الإسلاميون اختراع فكرة شيطانية يحاولون من خلالها إلغاء جانب كبير من الشرع بخبطة قلم واحدة، هذه الفكرة هي مايسمى بالاجتهاد الشرعي والاجتهاد السياسي والتفريق بينهما بالطريقة التي يوسعون فيها جانب الاجتهاد السياسي هذا الاستغراق جانب كبير من القواعد الشرعية في سياسة الحكم.
فإذا قيل لهم ما هذه المساومات التي تقدمونها في حديثكم عن نظام الحكم الإسلامي؟ قالوا: إن هذا مجرد اجتهاد سياسي لاعلاقه له بالاجتهاد الشرعي.

ومن هنا كان حديثهم عن قبول الديمقراطية وتداول السلطة مع الأحزاب العلمانية وتولية المرأة للولاية العظمى، وهكذا وأخيراً يأتي الحديث عن تطبيق الرسول صلى الله عليه وسلم لحد الردة. وكل ذلك أكاذيب وأضاليل ما أنزل الله لها بسلطان.

وأما ما يتحدث عنه الفقهاء من اتساع المجال لاجتهاد ولي الأمر في الأمور السياسية فهو لا يخرج عن نطاق منحه المرونة في تطبيق الحكم الشرعي وليس في تحديد الحكم الشرعي. فقرار الحرب مع الأعداء على سبيل المثال لابد أن يقوم على قاعدة شرعية ولكن تحديد وقت هذه الحرب والكيفية التي تقوم عليها يجب أن تخضع لتقديره السياسي. ومثال آخر فإن انفاق الدولة على فقراء الرعية أصل إسلامي ولكن قدر هذا الانفاق بالقدر الذي يصلحهم ولايخل بموازين الدولة فهذا أمر يرجع للتقدير السياسي لولي الأمر هذا لا غير.

أما القول بأن تحديد نظام الدولة وقواعد الحكم والمواقف من أعدائها والموقف من الخارجين عليها أمرو ترجع لما يسمى بالاجتهاد السياسي القابل للتغيير تبعاً للظروف والأحوال فكلام لا علاقة له بالاسلام على الإطلاق.

ثم كيف يجيز الدكتور السويدان لنفسه أن يردد تلك المقولة التي تزعم التفريق بين كون الرسول صلى الله عليه وسلم كان نبياً مرسلاً وبين كونه كان حاكماً للدولة في نفس الوقت ومن ثم ادعاء التفريق بين تصرفاته هنا وتصرفاته هناك وهي المقولة التي ابتدعها علي عبد الرازق ومحمد أحمد خلف الله وغيره من العلمانيين من بعده.

وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تؤكد أن قيامه بحكم الدولة الإسلامية كان جزءاً لا يتجزأ من من مهمته كنبي مرسل وإنه لم يكن بدعاً في ذلك عما سبقه من الأنبياء.

يقول الله سبحانه وتعالى: (ياداؤد إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) ص : 26

وقال سبحانه وتعالى عن داؤد وسليمان عليهما السلام: (وكلا آتينا حكماً وعلما) الأنبياء : 79

فكيف يجوز بعد ذلك للدكتور طارق السويدان أن يقول: "أن النبي عندما مارس حد الردة مارسها بصفته إمام حاكم ولم يمارسها بصفته نبي مرسل وبالتالي قضية سياسية وليست قضية دينية".

سيقول لنا البعض: ها أنتم تفترون على الرجل وتبحثون عن المطاعن فيمن يخالفكم من الدعاة لأن الذي ينفي كل كلامكم أن الجزء الأخير مما ذكرتموه من أقوال على لسان الدكتور طارق السويدان لم يأت سوى حكاية عن رأي المخالفين في الرأي لكلا الدكتورين جميل علام ومحمد البنا ولم يكن بالأصل عن نفسه إذن كل ما ذكرتموه عن الدكتور السويدان مجرد افتراء وليس غير.

وأقول لهؤلاء إن الحاكم بيني وبينكم هو كلام الدكتور نفسه فهو في نهاية الحلقتين يتحدث عن الردة فيقول: "إذا تحولت المسألة الى إظهار فهنا كيف نتعامل مع هذه الظاهرة استاذنا جمال البنا يرى أنه حتى لو أضمر هذا حتى أو أعلن هذا فهذا له ومن حقه أنا شخصياً أميل الى هذا الرأي".

إذن الدكتور السويدان يقر بنفسه أنه يميل الى هذه الآراء المضادة التي يتزعمها المدعو جمال البنا.

لكن تبقى مع ذلك مشكلة كبرى وهي عرض الموضوع وكأن هذا الخلاف في الرأي داخل دائرة الاجتهاد الإسلامي فكأن هذه الآراء المضادة هي آراء مضادة لكلا الدكتورين جميل علام ومحمد البنا وليست أراء مضادة للإسلام نفسه.

وليس الأمر في الحقيقة سوى حديث عن الاجتهاد فيما ليس فيه اجتهاد ومجرد احتيال فكري لوضع قواعد الإسلام على مائدة الحوار والأخذ والرد تبعاً للعقول والأهواء.

ولكي يتضح الأمر أكثر ولنفهم الى أي حد تمادى الدكتور السويدان في الابتعاد عما يجب أن يتوفر فيه من أصالة كداعية إسلامي لابد أن نوضح للناس من هو هذا الجمال البنا؟

وهو الأمر الذي قد بات في الحقيقة لا يحتاج الى وضوح فالرجل افتضح أمره العديد من المرات على أيدي مفكري الإسلام وعلمائه وعالماته على شاشات التلفزيون والقنوات الفضائية ومن بين هؤلاء العديد من علماء الأزهر الذين كان آخرهم الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وكل هؤلاء اتهموه بالتخريف بعيداً عن الدين حتى غدا الرجل لايستدعى على هذه القنوات إلا من باب الطرائف. والمطلعون على المواد والبرامج المنشورة على النت يعرفون جيداً دور صاحب هذه السطور في فضح الرجل وتداعيه سواء ذلك من خلال سلسلة المقالات المنشورة في العديد من المواقع بعنوان (هل جمال البنا مفكر إسلامي أم علماني) أو من خلال مناظرتي المباشرة معه في برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة والذي تم نقله أو التعليق عليه في العديد من المواقع.

والخلاصة في هذا الرجل هو ما ذكرته تماماً في موضوع الإسلام الليبرالي والذي برهنت في أكثر من موضع أن الرجل يكاد يكون مهندس هذا المشروع الذي تأخذ عنه مراكز الدراسات التابعة للمخابرات الأمريكية أفكارها (مثل مؤسسة سابان وراند وكارنجي) إلا أن الرجل يضيف الى ذلك طرائفه الخاصة مثل الاكتفاء بصلاتين بدلاً من خمسة وعدم إبطال شرب الدخان لصيام رمضان والجهاد في سبيل الحياة الدنيا بدلاً من الجهاد في سبيل الآخرة.

ثم يأتي الدكتور السويدان بعد ذلك ويقدم هذا الجمال البنا بالأوصاف التالية (كل هذا في عبارة متصلة غير منفصلة وكأنه يقدم أبو زيد الهلالي الفكر الإسلامي أو أحد المراجع الإسلامية الكبرى): "استاذنا الكبير الباحث الإسلامي المعروف وصاحب المؤلفات المعروفة والشهيرة استاذنا الكبير جمال البنا".

أليس في ذلك وحده تدليس على الأمة الإسلامية وإيقاع بها في حبائل الشيطان؟

بل ولا يكتفي الدكتور السويدان بذلك بل انه يغرر بالأمة الإسلامية حين يضفي على الرجل ثوب الثقة الذي كان لأخيه إذ يكمل العبارة السابقة بقوله: "وهو شقيق الإمام الشهيد حسن البنا" والكل يعلم أن فكر الشيخ حسن البنا بريء تماماً من فكر هذا الجمال البنا.

ثم كيف يقدم طارق السويدان هذا الجمال البنا بكل مافيه من فكر مخالف للإسلام - بحسب ما أجمعت الأمة على ذلك – على أنه طرف إسلامي آخر في مقابل الدكتورين جميل علام ومحمد البنا للاجتهاد في تلك القضايا الإسلامية الخطيرة التي هي لا تحتاج الى اجتهاد أصلا، وإنما كل ما تحتاجه هو الإعلام والتوضيح والبيان.

ثم تأتي الطامة الكبرى التي يختم بها الدكتور السويدان حديثه الطويل حين يعلن ميله الى قول استاذه جمال البنا حيث يقول: "استاذنا جمال البنا يرى أنه حتى لو أضمر هذا حتى لو أعلن هذا فهذا له ومن حقه أنا شخصياً أميل الى هذا الرأي".

يادكتور طارق سويدان: أرجو أن توقف مثل هذه الاستفزازات الكبرى التي تضطر حتى الهاربين من ساحات المواجهة أن يعودوا إليها لمواجهتك.

============================
انتهى النقل ، نسأل الله السلامة والعافية . المتخصصين والله اعلم

اقروا الموضوع شوي طويل لكن للمعرفه
25
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نسيم الصحراء
نسيم الصحراء
لا حول ولا قوة الا بالله
راحتي انعزالي
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رحيل الندى
رحيل الندى
حسبنا الله ونعم الوكيل

نسأل الله أن يهديه ويهدي كل ضال من المسلمين
رحيل الندى
رحيل الندى
حسبنا الله ونعم الوكيل

نسأل الله أن يهديه ويهدي كل ضال من المسلمين
زمردة 2009
زمردة 2009
الواحد مو كل شي يقراه يصدقه
خلصنا من ليبرالية أحمد الشقيري تورشعنا السويدان .!!