تبوك ....

الملتقى العام

أسبوع كامل ونحن نقرأ ونتابع أحداث سيول تبوك، ولن ننساها؛ فمشاهد الألم والكوارث الإنسانية أصبحت موسماً سنوياً؛ لا تنتهي السنة إلا وتحدث كارثة أدهى.. وما زال الأمناء في سبات! وكأن الأمر لا يعنيهم! والأمر قضاء وقدر!! فلا بد على المواطن أن يصبر على القضاء والقدر .
وفي حالة الكوارث يتوجب على المدنيين وعلى الدفاع المدني التصدي وتحمّل المسؤولية!! لأن الأمر ما زال كسابقاته لا يعني المسؤولين؛ فمنازلهم محصنة، وأبناؤهم في أمان، والأحداث لم تصب منشأة كبيرة مهمة حتى تحدث ضجة إعلامية!! بل أصابت بعض الأحياء القديمة وبعض الوديان وبعض رعاة الغنم والمناطق المجاورة لها فقط!!
تبوك والألم الجديد لهذه السنة، وقد لامس الحزن قلوبنا على مشاهد الناس والمستغيثين والشوارع المتحطمة بها، وعلى بعض الإنجازات الجديدة التي أصبحت دليلاً قطعياً على نزاهة وأمانة البنية التحتية بها، بعدم مقاومة العبارات للمياه والسيول مقارنة مع العبارات العثمانية الصامدة رغم توالي السنين..
لن أطيل في الاسترسال؛ فقد استُوفِّي الحدث حقه بتسطير الحروف من قِبل زميلاتي وزملائي لعلها تجدي في ترسيخ إيقاظ ضمير النائمين .
منظر الشاب الذي أجهش بالبكاء لفقدانه سيارته يكفي عن آلاف الصور.. لا نلومه؛ فلا نعلم كم استغرق من الوقت للحصول عليها، وكيف من شحيح المال استطاع أن يمتلكها، وأمام عينيه تغرق في مشروع متهالك داخلياً، وقد اعتُبر ذلك من أكثر المشاهد متابعة. وكل الشكر للدكتور غازي الشمري على وقفته الأخوية والتبرع بإهداء سيارة مشابهة للشاب.. ولكن من يعين - بعد الله - كل من فقد عزيزاً عليه؟ وكل من فقد منزلاً "متهرهر" البناء، ولكل من فقد ممتلكاته؟
ولا ننسى أن نشكر الطاقم التطوعي من أبناء البلد، ونخص بالشكر أولئك الأسود بقوتهم ووقفتهم الوطنية بأجسادهم النحيلة في مساعدة المتضررين، ولا نرمي باللوم يمنة ويسرة؛ فالأمور واضحة.
فما جدة وتبوك إلا عينان في وطن واحد، وانشغل المجتمع والمفكرون بمحاكمة المفسدين والمسؤولين عن كارثة جدة، وأصبحت جدلاً مملاً بطيئاً حتى أرخت الأمانات طرفاً باسماً بانشغالهم عما يحدث، فنامت إمارات، ومسؤولون قدماء لا يعرفون للتطور أي صياغة سوى الصياغة التراجدية التي نراها..
لا نشمت، ولكن يحزننا مثل هذه البنيات التحتية أن تحدث في بلادنا ونحن بلد التريليون!!
فما سوف يحدث هو تكوين لجنة ومُساءلة وضجة إعلامية وقضية تطويها أحوال الطقس من عام إلى عام!! ومع الأحداث المتتالية يُعَدّ للمطر فائدة عظيمة في اكتشاف الفساد وقياس الأمانة.
ماذا لو استيقظنا على فيضانات مثل مقاطعة "برزبن" الأسترالية؟؟
ماذا لو حدث زلزال كاليابان مؤخراً؟؟
ماذا لو حاصرنا تسونامي يوماً؟
ماذا نقول جميعاً عندما نحاسَب أمام الواحد الجبار؟؟
3
383

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اسيرة الأمل
اسيرة الأمل
لاسف بنتبح اصواتنا وقواتنا تضعف ونحن نطالب
ولن تتحقق هذه المطالب
لان الفساد استشرى بكل الاركان كالاخطبوط
هدوء---
هدوء---
الحمدالله فيه يوم حساب .. ..
ياويلهم من دعوه المظلوووم ....
RACHIDA77
RACHIDA77
الله يعين اختي يا ويل كل من اكل اموال الشعب