Zena

Zena @zena

عضوة نشيطة

تبيع كرامتها في الغرب مقابل "ساندويتش بيرجر"

الملتقى العام

خلق الله سبحانه وتعالى الكون بنظام دقيق لايأتيه الباطل، وحدد لكل مخلوق وظيفة، ليسير الكون بدقة، فلكل مخلوق وظيفة محددة في الحياة، سواء من الإنس أو الجن أو الحيوانات، أو حتى الحشرات والطفيليات، فلكل مخلوق دورة حياة ونظام مترابط، وتترابط وظائف الخلائق جميعًا لتكون شبكة من العلاقات المتماسكة تؤدي إلى أن يسير الكون بالنظام الذي وضعه الله تعالى له.

فإذا تدخل الإنسان ـ بجهله أحياناً، وبغروره أحياناً أخرى ـ في وظيفة مخلوق أو في دورة حياته، أو في بعض العلاقات المترابطة بين الكائنات، أدى ذلك إلى حدوث خلل جسيم في الروابط التي يسير الكون عليها، وهو خلل يتفاقم مما يؤثر على بقية العلاقات.

في هذا الإطار خلق الله تعالى الرجل له وظيفة، والمرأة لها وظيفة، وكل ميسَّر لما خلق له، فالرجل مكلف بتكاليف وأعباء جسيمة منها: العمل، والإنفاق، والسعي، والمرأة مكلفة بتربية الأطفال، ومساعدة زوجها، ورعاية أسرتها كما قال الرسول ص : "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، وهذا لا ينقص من قدر أو كرامة المرأة، ولا يعني أن وظيفتها تقتصر على هذا الجانب فقط، فهي تساعد زوجها، والإسلام لا يمنعها من العمل بشرط الحفاظ على كرامتها، وعفتها، ولا يمنعها من التعلم أيضاً، والتفقه في الدين.

ولقد كلف الله الرجل بالإنفاق على المرأة، والرجل لايعني الزوج فقط، بل الأب على ابنته، والأخ على أخته، والزوج على زوجته، فلقد حمى الله سبحانه وتعالى المرأة وحفظها بسياج الكرامة والعفة والطهارة، وفرض على الرجل ضرورة الإنفاق والحفاظ على من يعول، فالبنت تكون في حرز أبيها ينفق عليها، ويؤدبها، ويعلمها، ويربيها حتى تكبر، ويسلمها لزوجها ليكون مسؤولاً عنها مسؤولية تامة، وهذا لا يعني أن المرأة عاجزة عن الكسب، أو تنتظر من يلقي إليها إحسانًا، بل لقد رفع الله قدرها وكرَّمها، وأزال عنها ذل الاحتياج لأحد بأن كلف الرجل بالإنفاق عليها، وهي هنا لاتستجدي من أحد، بل هو أحد حقوق المرأة على الرجل.. هذا هو الوضع في الإسلام.

أما المرأة في الغرب فلا يسأل عنها والدها منذ أن تصل إلى سن البلوغ، وتطرد في الشوارع لتبحث عن أي مأوى، وتستجدي أي أحد، وتعرض عفتها وكرامتها لأشد أنواع المهانة والمذلة، وتكون عرضة للعلاقات غير الشرعية المتعددة حتى يمتن عليها الرجل ويتزوجها، ولهذا فإن المرأة في الغرب سلعة رخيصة الثمن، فهي تتكشف وتتعرى من أجل أن تجد لقمة تسد بها جوعها، ويسهل عليها التفريط في عرضها لا من أجل شيء كبير بل من أجل دولار واحد أو اثنين تسد بهما جوعها!

فهل هذه هى الحرية التى تسعى إليها المرأة العربية المسلمة؟ وهل هذا هو المآل الذي تطمح إليه كل امرأة تتطلع إلى حياة الغرب وحرية نساء الغرب؟ إنها ليست حرية، بل هى ـ ومعذرة للتعبير ـ "سوق نخاسة" يباع فيه عرض المرأة بأرخص الأسعار؛ لأن العرض كثير والطلب من الرجل قليل، فلماذا يتزوج الرجل الغربي، والمرأة تعرض نفسها عليه بلا مقابل تقريبًا؟.

هي ليست حرية، بل تحلل وانحلال من الدين ومن كل القيم والأعراف، وقديمًا قالوا: "تجوع الحرة ولاتأكل بثدييها"، بمعنى أن الأمَة هى التى تتعرى فقط، وتظهر مفاتنها، وتتكسب من وراء ذلك، أما المرأة الحرة فلا تفعل ذلك أبدًا، بل تكون كرامتها وعفتها مصانة ومحفوظة.

هي ليست حرية، بل تعدٍ على نظام الكون الذى رسمه الله تعالى وحدده، وتعدٍ على وظيفة المرأة، وهذا التعدي مآله إلى إحداث اختلالات عنيفة فى المجتمع والحياة الإنسانية.

والأمثلة في الغرب عديدة على الانحلال القيمي، والتفكك الأسري، وضياع المعاني السامية فى الحياة، وانتشار العنف والجرائم، فهل هذا هو ما تطمح إليه المرأة العربية المسلمة؟.

إن دور المرأة عظيم، وبالمحافظة على هذا الدور يقوى المجتمع، وتنشأ الأجيال الواعية القادرة على حمل لواء الدين والعلم، وإعمار الكون كما أراد الله له، والتخلي عن هذا الدور يهدم الأسر، وتنشأ أجيال مفككة يكون العنف والجريمة أسلوبها فى الحياة.

دور المرأة عظيم ولايقل عن دور الرجل، وبتعاونهما يعم السلم، وتعمر الأكوان، أما بتصارعهما ـ وهو ما ينادي به دعاة تحرير المــرأة ـ تخرب الأكوان، ويعم الصراع، وهذا الصراع بعيد عن الفطرة الإنسانية السليمة، وبعيد عن التوجه الإسلامي، إذ يقول تعالى: وجعل بينكم مودة ورحمة (الروم:21)، فالمودة والرحمة دعامتان أساسيتان في علاقة الرجل بالمرأة لا العداء والصراع؟

ولقد كان لي شخصيًا تجربة عن قرب، إذ عايشت المجتمع الأمريكي، وشاهدت بعيني ماتعانيه المرأة الأمريكية من ذل وتحطيم للكرامة، فهذه ظلت خمس سنوات في علاقة غير شرعية مع رجل حتى تزوجها أخيرًا، وأخرى تترجى صديقها أن يتزوجها وهو يعدها ولا يفي بوعده، وتلك طالبة تدرس بالجامعة وتعمل حتى تجد المال اللازم لتكاليف التعليم، وأهلها لايسألون عنها ولايعلمون عنها شيئًا، ونماذج عديدة من الفتيات الكاسيات العاريات من كل فضيلة وحياء، يبذلن شرفهن لمن يدفع أي مبلغ، ولو حتى دولارًا واحدًا!! حتى يستطعن شراء "ساندويتش بيرجر" لأنهن لايجدن الأب الراعي، أو الزوج الحاني، أو الأخ المسؤول عن أخته لكي ينفق عليهن ويرعاهن.

ولأن الإسلام هو دين العفة والفطرة الإنسانية السليمة، فقد كان كثيرًا ما يستوقفني العديد من الرجال الأمريكيين ويسألونني عن سر الملبس الذي أرتديه "الحجاب"، وقد كنا في عز الحر فأجيبهم بأنني مسلمة، وأن الإسلام فرض على المرأة الحجاب، فيكون ردهم إنهم يتمنون أن تلبس النساء الأمريكيات هذا اللبس أيضاً، ويلتزمن باللبس المحتشم، فإن في ذلك صيانة للمرأة وحماية لها وللمجتمع كله من الانحلال والتفكك.

تصوروا هذا هو رأي الرجل الأمريكي، وهذه هي أمنيته أن تتحلى المرأة بالحجاب، وتصون عرضها وكرامتها ؟!

إن لنا في القرآن الكريم خير عظة وعبرة في قوله تعالى عن أهمية الحجاب: .. ذلك أدنى" أن يعرفن فلا يؤذين (الأحزاب:59)، أي أن المرأة المحجبة حين تستر نفسها بالحجاب تعرف بأنها مسلمة مؤمنة، فلا يتعرض لها أحد بالأذى في القول أو الفعل، أو يخدش حياءها من تسول له نفسه ذلك، أما من تعرض نفسها وتتكشف لكل "من هب ودب"، فلا تلومن إلا نفسها.

والواقع إلى أن من ينادين بالتحرر من "عبودية" الرجل يتناسين أنهن بذلك لايحررن أنفسهن بل يحررن الرجل من التكاليف التي كلفه بها الشرع تجاه المرأة، ومنها الإنفاق عليها ورعايتها وصيانتها، فهن بهذا "يحررن الرجل لا المرأة" فواعجبـاً.

كتبها : ناهد عـرنـوس...مركز الإعلام العربي
0
758

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️