
فوفو الاميرة
•
رفع




بعدما خرج من أستديو برنامج "شباب" في التلفزيون السعودي
فيصل يستمر في سرد تجربة "ماذا يعني أن تكون لقيطا"؟
فيصل عبد الله
الرياض: عبدالإله الخليفي
خارج أستديو القناة الثالث في التلفزيون السعودي، كان فريق عمل برنامج "شباب" قد أنهى حلقة اجتماعية في غاية الأهمية والحساسية لكونها تدور حول الأيتام واللقطاء. وبعد انتهاء التصوير كان المذيعان الشابان علي الشهري وعبدالرحمن الحسين قد نزعا مايكروفونات الصوت بصمت مطبق على غير العادة، وعلى يسارهما اليتيم فيصل عبدالله الذي كان نموذجا للحلقة قال بعدها لـ"الوطن" إن من أقسى المشكلات التي أواجهها العلاقة مع أي صديق أو شخص زميل يبادرني بالسؤال من أنت ومن أبوك وما هي عائلتك وإلى أي أصل أنتمي. الأمر الذي يؤدي إلى عدم تكوين علاقات جديدة بسبب عدم تحملهم وضعي, إضافة إلى عدم ضمان استمرار هذا الشخص معي كصديق عندما يعلم بأمري كشخص يتيم مجهول الهوية". وعلى الرغم من أن الثمانين دقيقة التي صورها فيصل للبرنامج، إلا أنه مازال مليئا بالتجارب التي يرغب في الكشف عنها. ويضيف لـ"الوطن" بعد 80 دقيقة من التصوير "أبلغ من العمر 24 سنة، ومنذ السادسة من العمر واجهت موقفاً غير مسار حياتي ولن أنساه ما حييت فبينما كنت أشاهد التلفاز في ليلةٍ من الليالي أخذت مباشرة إلى دار الحضانة الاجتماعية بجدة ومع مرور الأيام تكيفت نفسياً داخل الدار وبقيت فيها حتى أنهيت الصف الأول الابتدائي. ثم إلى دار (التربية الاجتماعية للبنين) بمدينة أبها، وبعدها بدأ نوع من الغموض يجتاحني حتى أنهيت الصف الثالث متوسط ومنها نقلت إلى (مؤسسة التربية النموذجية للبنين) بمنطقة الرياض حيث بدأت المعاناة الحقيقية وساءت حالتي النفسية يوماً بعد يوم مما دفعني إلى طلب ملفي الشخصي من المشرف كي أطلع عليه إلا أني قوبلت بالرفض، ولكنني اطلعت عليه بطريقتي، ففوجئت باسم والدتي الذي بدا وكأنه مختلقاً لأنه لم تكن هناك أي وثيقة رسمية لها، إضافة إلى أن الملف لم يحتو على أي معلومات لوالدي ولعائلتي, كتمت معاناتي داخلي... لقد أيقنت حينها أنني ضحية رجل وامرأة لم يأبها بابنٍ يقضي عقوبةً لا ذنب له فيها".
ويتمنى فيصل على المجتمع أن يصحح نظرته كي تسير القافلة بنا جميعاً، ففي النهاية كلنا بشر ولكل إنسان ما سعى، كما أتمنى على رجال المال والأعمال إتاحة الفرصة لهم للحصول على وظائف في القطاع الخاص كما يتمنى من الدولة تسهيل أمور منحهم أراض. ويقول "أملي في رجال الصحافة والإعلام إيصال أصواتنا لكل الناس من جميع الشرائح لحاجتنا الماسة بعد الله لكل فرد من أفراد المجتمع صغيراً وكبيراً".
ومن جهة أخرى كان الشيخ عبد الله السويلم الذي شارك في الحلقة يستعد للخروج من الأستديو بعد مشاركة وصفها الواقفون خلف الكاميرا بـ "المؤثرة". ويوضح السويلم لـ"الوطن" خلاصة ما سمعه في الحلقة "لقد كنت مصدوما بالآراء التي عبر عنها الأيتام وحجم المعاناة التي يرونها وكم هي مؤذية لهم". ويقول "إن العناية باللقيط ولو كان أبواه كافرين واجبة لقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) ويجب على الدولة أن تنفق عليهم من بيت المال لقوله عمر رضي الله عنه (لك ولاؤه وعلينا نفقته) وأخذه إحياء للناس فهو كالغريق الذي يجب إنقاذه ويحرم على من يراه أن يتخلى عنه، وله الرعاية الدينية والتربية على محاسن الأخلاق, ولا يفرق بينه وبين الأولاد. ويرى السويلم أن اللقيط مثل غيره فلو اجتمع لقيط مثلاً مع أحد أبناء العلماء أو الصالحين فيقدم للإمامة إذا كان حافظاً للقرآن أو أعلم بالسنة وكذلك الزواج إذا تقدم لأناس يرضون دينه أو خلقه فينبغي أن يزوجوه.
يذكر أن الحلقة من إعداد محرر "الوطن" عبد الله العقلا والذي هيأ للتلفزيون السعودي مجموعة من الأيتام واللقطاء والضيوف المشاركين في 80 دقيقة تلفزيونية قدمت منها 40 دقيقة.
فيصل يستمر في سرد تجربة "ماذا يعني أن تكون لقيطا"؟
فيصل عبد الله
الرياض: عبدالإله الخليفي
خارج أستديو القناة الثالث في التلفزيون السعودي، كان فريق عمل برنامج "شباب" قد أنهى حلقة اجتماعية في غاية الأهمية والحساسية لكونها تدور حول الأيتام واللقطاء. وبعد انتهاء التصوير كان المذيعان الشابان علي الشهري وعبدالرحمن الحسين قد نزعا مايكروفونات الصوت بصمت مطبق على غير العادة، وعلى يسارهما اليتيم فيصل عبدالله الذي كان نموذجا للحلقة قال بعدها لـ"الوطن" إن من أقسى المشكلات التي أواجهها العلاقة مع أي صديق أو شخص زميل يبادرني بالسؤال من أنت ومن أبوك وما هي عائلتك وإلى أي أصل أنتمي. الأمر الذي يؤدي إلى عدم تكوين علاقات جديدة بسبب عدم تحملهم وضعي, إضافة إلى عدم ضمان استمرار هذا الشخص معي كصديق عندما يعلم بأمري كشخص يتيم مجهول الهوية". وعلى الرغم من أن الثمانين دقيقة التي صورها فيصل للبرنامج، إلا أنه مازال مليئا بالتجارب التي يرغب في الكشف عنها. ويضيف لـ"الوطن" بعد 80 دقيقة من التصوير "أبلغ من العمر 24 سنة، ومنذ السادسة من العمر واجهت موقفاً غير مسار حياتي ولن أنساه ما حييت فبينما كنت أشاهد التلفاز في ليلةٍ من الليالي أخذت مباشرة إلى دار الحضانة الاجتماعية بجدة ومع مرور الأيام تكيفت نفسياً داخل الدار وبقيت فيها حتى أنهيت الصف الأول الابتدائي. ثم إلى دار (التربية الاجتماعية للبنين) بمدينة أبها، وبعدها بدأ نوع من الغموض يجتاحني حتى أنهيت الصف الثالث متوسط ومنها نقلت إلى (مؤسسة التربية النموذجية للبنين) بمنطقة الرياض حيث بدأت المعاناة الحقيقية وساءت حالتي النفسية يوماً بعد يوم مما دفعني إلى طلب ملفي الشخصي من المشرف كي أطلع عليه إلا أني قوبلت بالرفض، ولكنني اطلعت عليه بطريقتي، ففوجئت باسم والدتي الذي بدا وكأنه مختلقاً لأنه لم تكن هناك أي وثيقة رسمية لها، إضافة إلى أن الملف لم يحتو على أي معلومات لوالدي ولعائلتي, كتمت معاناتي داخلي... لقد أيقنت حينها أنني ضحية رجل وامرأة لم يأبها بابنٍ يقضي عقوبةً لا ذنب له فيها".
ويتمنى فيصل على المجتمع أن يصحح نظرته كي تسير القافلة بنا جميعاً، ففي النهاية كلنا بشر ولكل إنسان ما سعى، كما أتمنى على رجال المال والأعمال إتاحة الفرصة لهم للحصول على وظائف في القطاع الخاص كما يتمنى من الدولة تسهيل أمور منحهم أراض. ويقول "أملي في رجال الصحافة والإعلام إيصال أصواتنا لكل الناس من جميع الشرائح لحاجتنا الماسة بعد الله لكل فرد من أفراد المجتمع صغيراً وكبيراً".
ومن جهة أخرى كان الشيخ عبد الله السويلم الذي شارك في الحلقة يستعد للخروج من الأستديو بعد مشاركة وصفها الواقفون خلف الكاميرا بـ "المؤثرة". ويوضح السويلم لـ"الوطن" خلاصة ما سمعه في الحلقة "لقد كنت مصدوما بالآراء التي عبر عنها الأيتام وحجم المعاناة التي يرونها وكم هي مؤذية لهم". ويقول "إن العناية باللقيط ولو كان أبواه كافرين واجبة لقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) ويجب على الدولة أن تنفق عليهم من بيت المال لقوله عمر رضي الله عنه (لك ولاؤه وعلينا نفقته) وأخذه إحياء للناس فهو كالغريق الذي يجب إنقاذه ويحرم على من يراه أن يتخلى عنه، وله الرعاية الدينية والتربية على محاسن الأخلاق, ولا يفرق بينه وبين الأولاد. ويرى السويلم أن اللقيط مثل غيره فلو اجتمع لقيط مثلاً مع أحد أبناء العلماء أو الصالحين فيقدم للإمامة إذا كان حافظاً للقرآن أو أعلم بالسنة وكذلك الزواج إذا تقدم لأناس يرضون دينه أو خلقه فينبغي أن يزوجوه.
يذكر أن الحلقة من إعداد محرر "الوطن" عبد الله العقلا والذي هيأ للتلفزيون السعودي مجموعة من الأيتام واللقطاء والضيوف المشاركين في 80 دقيقة تلفزيونية قدمت منها 40 دقيقة.
الصفحة الأخيرة