


@فيافي@
•
جزاك الله خير ياغيمة
وجزى الله الأستاذه هناء الصنيع كل خير ... وشفاها شفاء لايغادر سقما ...
وجزى الله الأستاذه هناء الصنيع كل خير ... وشفاها شفاء لايغادر سقما ...

الصفحة الأخيرة
قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ .
يجب على كل أب وأم أن يعودا أبناءهم على الصلاة وأن يحتسبوا ذلك عبادة لله وامتثالا لأمر الله، وإبراءً للذمة أمام الله عندما يسألهم عن رعيتهم أحفظوها أم ضيعوها؟ وللحصول على الولد الصالح الذي يدعو لهم بعد الموت.. واقتداء بالأنبياء.
قال بعض السلف: «من لم يعرف ثواب الأعمال، شقت عليه في جميع الأحوال».
وهذه تجربة أم مع ابنها...
منذ سنوات أولادي الأولى وأنا أسأل نفسي كيف أربي أطفالي على الصلاة؟
كان ذلك يشغلني كثيرا حتى أني حفظت ابني عبد الله ذا الخمس سنوات هذه العبارة: (الصلاه عماد الدين.. وإذا سقط عمود الخيمة سقطت الخيمة على من فيها).
وقبل أن ينهي (عبد الله) السابعة من عمره كنت أخبره بأنه قريبا سيكون هناك حدث سعيد ومهم في حياته ذلك أنه سيكبر وسيكون من المصلين.
أصبحت أقول له على فترات: بقي عليك كذا كذا من الزمن لتصبح من المصلين بإذن الله.
لما صار عبد الله في العمر الذي يؤمر به بالصلاة أفهمته بأن الصلاة أمرها خطير.. ودائما أستشهد بأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثناء محاوراتي له وإن لم يفهم شيئا، ولكني كنت أريد أن أعظم أمر الصلاة عنده.
حاولت أن يأخذه والده إلى المسجد ليعتاد عليه ونظرًا لحب عبد الله للخروج مع والده كنت أشترط عليه الوضوء للصلاة فكان يستجيب لي.
كنت آمر ولدي بالصلاة وأشجعه عليها.. وأثني عليه أمام صديقاتي وهو يسمع.. كما كنت أركز على صلاة الفجر وأعطيها أهميه خاصة.
حرصت أيضًا على رواية قصص المحافظين على الصلاة لابني مع ذكر الجزاء الذي يلقونه في الدنيا والآخرة.. حدثته عن نعيم الجنة وجحيم النار بصورة مبسطة حتى يفهمها وتدخل في ذهنه. وعندما يؤدي عبد الله صلاة الفجر أخبره بأن لصلاة الفجر وللطاعة عموما نورا في الوجه فيذهب مسرعا ليرى وجهه في المرآة!
لم أنس أن أربط ابني بالصلاة من خلال مواقف الحياة اليومية، فمثلا عندما يتعرض عبد الله للضرب من بعض الأولاد أو عندما يسقط بقوة ويتألم أو يسرق منه شيء، أو يجد ألما في جسده، أخبره: بأن هذا قد يكون بسبب أنك تركت فرض كذا في يوم كذا فيسهل علي ترويضه على الصلاة، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ .
كما أنتهز الفرص عندما تمر بعبد الله أحداث سعيدة وأخبره بأن السعادة من أثر الطاعة وخصوصًا الصلاة فالله يوفق المصلي لكل خير.
وهكذا لحظة بلحظة أجاهده بنفسي لتعويده على الصلاة وتطبيق كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين، وإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها (.
عبد الله لم يصل إلى سن العاشرة بعد، وأتمنى من الله ألا أحتاج لضربه فمن يعود أطفاله بإخلاص نية على الصلاة منذ صغرهم لا أظن أنه سيحتاج إلى الضرب بإذن الله.
وأذكر أن الوسائل التي استخدمتها في تعويد عبد الله على الصلاة أني أحضرت له جهاز تسجيل وأشرطة فارغة وبدأ يسجل صلاته في غير وقت الصلاة.. ثم طلبت منه أن يلقي خطبة فكان يقرب شماعة الملابس كأنها الميكرفون ويلقي خطبته. واشتريت له عباءة صغيرة وشماغا وسلوكا. وساعدني في ذلك ذهابه للجمعة مع أبيه حيث كان يرى ذلك عمليا.
لقد تأملت في قول الله تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ .
فوجدت في هذه الآية (حكمة.. ومشقة) تتجليان في أن الأمر بالصلاة لا يستجاب بسرعة، بل لا بد من الأمر بها بكثرة حتى تصل إلى عدة مرات في اليوم، ثم لا بد من المصابرة وعدم تعجل النتيجة.
كان الأمر بالنسبة لي بعد الولد الأول سهلا لأن تعلم عبد الله سهّل علي تعويد الباقين على الصلاة فلم أجد مشقة مثل ما وجدتها مع الأول.
ابني عبد الله بدأ يعلم إخوته من بعده، وصار يصلي بهم جمعيا في البيت.. ويوجه إخوته بنفس الطريقة التي وجهته بها وإن كانت بشكل طفولي غير مرضي، ولكنها محاولات طيبة منه أدخلت السرور إلى قلبي وأشعرتني بأن مصابرتي على أمره بالصلاة جاءت بأفضل النتائج والحمد لله.
إن للدعاء سرًّا عجيبًا وأثرًا قويًّا، فكم من مرة دعوت بهذا الدعاء: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ ، وكنت أكرره عند الطواف ببيت الله الحرام وكذلك في أوقات الإجابة.. حتى أراني الله صغرى بناتي تأخذ السجادة وتصلي وحدها دون أن أقول لها شيئًا في معظم الأوقات! مع أن شخصيتها متعبة جدًّا.. ولكن الله سهل أمرها.. وهذا بفضله وحده وتوفيقه.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصادر:
تجارب للآباء والأمهات في تعويد الأولاد على الصلاة.