تجارب الفتيات في حفظ القرآن الكريم
في هذا المقال تجارب جميلة لفتيات طموحات يسعين إلى حفظ كتاب الله لأنه ضمان للمستقبل الذي لا نهاية له.. فتيات تفتحت براعمهن على أجمل الكلمات فانعكس جمالها ونقاؤها على شخصيتهن وثقتهن بأنفسهن وفاعليتهن في الحياة ..
وفي هذا التحقيق أيضاً نقرأ عن فتيات من غزة رغم الحصار و قطع الكهرباء حرصن على متابعة حفظ كتاب الله .. حرصهن يصيب بالخجل من توفرت لديها كل الإمكانات والفرص في بيتها وبلدها لتحفظ القرآن ولكنها لم تقدم على الحفظ والتنعم بهذا الخير الوفير الذي تحصد خيره في الدنيا والآخرة بركة وأجراً وسعادة ورضى وتفوقا في كل المجالات.
بدأت أثق في نفسي وفي الآخرين
كريمة الشريف قالت عن حياتها قبل الانضمام لمجموعة لتحفيظ القرآن الكريم كنت خجولة جدا ولا أقوى على مواجهة الناس في كثير من الأحيان وكانت حقوقي تضييع بسبب الخجل والانطواء لكني بعدما قررت حفظ القرآن الكريم وانضممت لصحبة طيبة بدأت التفاعل مع الناس والكلام معهم وبدأت أثق في نفسي وفي الآخرين عندما تعلمت من القرآن الكريم الجرأة في الحق وأن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف كما في الحديث الشريف وبعدها تغيرت حياتي فقد حصلت على وظيفة بتوفيق الله عز وجل ثم بسبب التغيرات التي حدثت في شخصيتي بعد حفظ القرآن الكريم.
نأمل من الله أن يعطينا أجر المتحابين فيه
حفصة العبد الله قالت استفدت أمور كثيرة من خلال حفظي القرآن الكريم فالمداوم على قراءة كتاب الله لا يشعر بالضيق والحزن أبدا ألا بذكر الله تطمئن القلوب و أحب أن أذكر من الأمور التي أثرت في حياتي الاجتماع على الحفظ وصحبة الصالحات والتأثر بهن في مثابرتهن على الحفظ والحرص على تعلم العلوم الدينية وحث بعضهن البعض على العمل الصالح فكلما تكاسلت أحدانا حثتها الباقيات على العمل طمعا في الأجر و أمرا بالمعروف وهو ما يجعلنا نشعر وكأننا أسرة واحدة نخاف على بعضنا ونحرص على مصلحة بعضنا البعض ولا أخفي كان البعض قبل الالتحاق بتحفيظ القرآن حريص على الدنيا أكثر ويصادق من أجل الحصول على مصلحة معينة فإذا حصل عليها يدير ظهره لصاحبه وكأنه لا يعرفه أما نحن في حلقات التحفيظ نأمل من الله أن يعطينا أجر المتحابين فيه ولا نبغي غير الأجر والثواب
جوائز محببة.. وكل حسب ما يحفظ
تقول هديل محمد تبلغ من العمر 9 أعوام وتحفظ 20 جزء،: إنها بدأت حفظ القرآن الكريم على يد احدي الداعيات بالمسجد الصغير الملحق بقريتها ومجموعة أخرى من نفس جيلها.
وتضيف هديل، أنها بدأت معها الحفظ منذ سنتين فقط وأنها تأمل في الانتهاء من حفظ الـ 10 أجزاء المتبقين خلال الستة أشهر القادمين.
حول تجربتها في الحفظ تقول هديل، إن المعلمة كانت تضع لها مرغبات كثيرة للحفظ فكانت تعتمد أسلوب الثواب والعقاب وهذا ما جعل الفتيات يحفظن ما يتم تكليفهن به.
وفي نفس تجربة الحفظ تسترسل قائلة: منذ ثلاثة أشهر أعلنت المعلمة عن مسابقة لتسميع 20 جزء وعرضت جوائز لمن يجتزن هذا الحفظ وفوجئنا بأنها جوائز قيمة وعندما استفسرنا من المعلمة عن هذه الجوائز قالت، إنها استعانت بأولياء أمورنا لمعرفة ما هو المحبب إلينا وجعلت جائزة كل واحدة فيما تحب، وبالتالي جميعنا حصل على جوائز كل حسب ما يحفظ.
وفي حالة تخلف إحدانا عن الحفظ تقوم المعلمة بتكليفها بحفظ القديم والجديد في الورد وتحتجزها في المكان المخصص للحفظ حتى تتم حفظ الورد القديم ثم تنصرف لحفظ الجديد.
وتنهى هديل حديثها أن حفظ القرآن الكريم أفادني كثيرا في حياتي العملية وسوف تكون له بصمة مؤكدة على تفوقي بلا شك.
الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر والحفظ في الكبر كالرسم على الماء:
تقول سمية حجاج التي تبلغ من العمر 12 عام ونصف العام وقد أتمت حفظ القرآن الكريم منذ ثلاث سنوات: أنا حفظت القرآن الكريم عن طريق والدتي فهي محفظة في الأساس للقرآن الكريم.
وتضيف، أنها كانت توقظني لحفظ القرآن في الليل، فكان وقت ما بعد الفجر هو وقت الحفظ المخصص الذي حفظنا فيه ثلاثة أرباع القرآن بعدما جربنا كل الأوقات.
وتنصح سمية كل الفتيات بحفظ القرآن الكريم وهن صغيرات قبل أن ينشغلن بالحياة قائلة: الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر والحفظ في الكبر كالرسم على الماء.
وحول تجربة الحفظ والتي تصفها بالممتعة تقول سمية، أتذكر أن والدتي منعت عني مصروف الجيب لمدة شهر كامل كما ألغت كل الرحلات الترفيهية عقابا لي على سوء الحفظ وعدم التركيز.
ومن بعدها، كما تذكر، هديل تغير حال الحفظ لديها للأفضل حتى أنجزت في وقت قصير حفظ أضعاف ما أنجزته في وقت أطول.
تقول موحدة طاهر عمرها 5 سنوات وتحفظ 7 أجزاء من القرآن الكريم، إن حفظ القرآن سهل جدا لكنه يحتاج إلى الاستمرار والمداومة.
وتضيف موحدة، أنها تحفظ القرآن مع أصدقائها في الكّتاب على يد أحد الشيوخ وأنها سعيدة بذلك وسوف تستمر حتى تحفظ القرآن الكريم كاملا.
وعن أمنياتها تقول موحدة،: إنها تتمنى أن تكون محفظة للقرآن الكريم حتى تساعد الصغار على حفظه حتى يعطيها الله الكثير من الحسنات.
التفكير بالمستقبل الذي لانهاية له
أم لين التحقت بمدرسة خديجة بنت خويلد للعلوم الشرعية قالت حفظ القرآن الكريم دعاني إلى التفكر والتدبر في خلق الله ومعجزاته التي لا تنتهي وهو يدعونا إلى التدبر والتفكر في الخلق وإعمال عقولنا وأعمار قلوبنا بالإيمان وقالت عن تجربتها على الرغم من أني كنت ملتزمة وأحافظ على صلاتي وديني إلا أنه عندما التحقت بمدرسة خديجة بنت خويلد للعلوم الشرعية تغيرت نظرتي للحياة وكأني إنسان آخر له شخصية مختلفة وتفكير مختلف فلم تعد الأمور التافهة تشغل بالي وتفكيري كما في السابق فالدنيا ليست بمستقر ومصيرنا للرحيل فإذ نحن راحلون لا محالة فمن الذكاء التفكير في المستقبل الذي لا نهاية له وهو دار الآخرة والعمل لها ومن خلال تجربتي بالالتزام بكتاب الله والحرص على حفظه وجدت أن الله بارك لي في نفسي وأطفالي ومالي يكفي أني لم أعد أخاف على شيء من متاع الدنيا وهو ما يجعلني أشعر بالسعادة والرضا والاستقرار
وأضافت لذا أنا حريصة على تعليم أطفالي القرآن وحفظه وتفسيره فقد لاحظت مدى تأثرهم به وهم في سن صغيرة فأصبحوا يسألون أكثر عن الأمور الدينية حريصون على فهم معاني الآيات وأثر حتى في طريقة تعاملهم معي ومع والدهم فتيات القطاع وجدنّ ضالتهنَّ في الانتساب لدورات تحفيظ القرآن
فتيات غزة المحاصرة يتابعن حفظ كتاب الله
على الرغم من الأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع إلا أنها لم تزد أهله إلا صبراً وجلداً فاتجهوا إلى الله الرحمن الرحيم ليعينهم على مآسيهم ويضمد جراحات قلوبهم الصغيرة، فتيات القطاع وجدنّ ضالتهنَّ في الانتساب لدورات تحفيظ القرآن فأشغلنّ أوقات فراغهنّ به فكان خير معين لهن وفزنَّ به تاجاً للوقار على رؤوسهنّ.
من حي الرمال وسط مدينة غزة إلى شمالها حيث دار القرآن الكريم تخطو شيماء الحلبي بخطوات واثقة لا يوهن جسدها بعد المسافة ولا يثبط طموحها في حفظ القرآن الكريم الأوضاع الصعبة التي تعيشها وجميع الأطفال في غزة المحاصرة بل يدفعها إلى التميز والتفوق والإبداع لتثبت للعالم أن لا مهرب من ألم الحصار إلا الذكر والقرآن الكريم الذي هو بلسم وشفاء لكل داء سواء كان معنوياً أو عضوياً، تؤكد الفتاة التي لم تتجاوز سنوات عمرها الحادية عشر أنها بالأمس القريب أتمت حفظ القرآن الكريم فكانت فرحتها غامرة لم تتسع لها أرض الدنيا الرحبة ولا فضائها خاصة في ظل الظروف التي عانتها خلال الحفظ والمتعلقة ببعد المكان بالإضافة إلى الأوضاع العامة في القطاع المحاصر حيث الافتقار لأدنى مقومات الحياة، تؤكد الفتاة أنه كان عليها يومياً أن تحفظ عشرة صفحات من القرآن الكريم لكن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي كان يعيقها عن ذلك إلا أنها استعانت عليه بالحفظ على أنوار الشموع تماماً كما استعانت بها على استذكار دروسها وكانت النتيجة الفوز بأعلى المراتب على المستويين العلمي والديني فقد حصلت على المعدل الأعلى بين قريناتها في الصف السادس الابتدائي وأيضاً المرتبة الأولى في حفظ كتاب الله كاملاً، وعن سبب تفوقها تقول :"كان السبب التحفيز والتشجيع سواء في الدراسة أو حفظ القرآن فكان ذلك يهون كل الصعاب ويبدد كل المخاوف لديَّ".
وفاءً لشقيقتها
أما شيرين السموني فقد استكملت مشوارها مع حفظ القرآن الكريم وفاءً لشقيقتها "هدى" التي استشهدت في حي الزيتون خلال حرب الرصاص المصبوب على غزة، تقول الفتاة التي تدرس في الصف الأول الثانوي:"كنت قد تعاهدت وشقيقتي هدى على حفظ القرآن الكريم ليكون ربيع قلوبنا يهدينا إلى طريق الحق والهدى لكنها رحلت في أيام الحرب وما استطعت إلا أن أبقى على العهد فأتممت الحفظ بحمد الله" وحول أسلوبها في الحفظ تؤكد الفتاة أنها تعمد إلى حفظ الكم الأكبر مما عليها في المسجد وحين تعود إلى البيت يقتصر الأمر على المراجعة في وقت الفجر بعد أداء الصلاة والسبب لديها أن يومها يكون مشغولاً بالعناية بأشقائها الذين باتوا يعانون آلام الفقد بعد استشهاد والدتها وشقيقتها هدى معاً، وتستكمل أنها تحفز أشقائها الصغار على الحفظ وتتنافس معهم على حفظ آيات وسور يعمدون إلى تحديدها مسبقاً بالإضافة إلى تحديد الوقت لإتمام حفظها، تقول الفتاة أن القرآن الكريم فيه شفاء للنفس من كل الآلام والأمراض التي تعتل بها فلولاه ما استطاعت الصبر على فراق أغلى الناس، مشيرة إلى أن آلام الفقد لم تزدها إلا تمسكاً بدينها فهو معينها على الحق دائماً وأبداً.
وسائل حديثة لتحفيظ القرآن الكريم
وتقول إيمان مؤمن محفظة للقرآن الكريم: إنها تستخدم الوسائل الحديثة في تحفيظ الفتيات للقرآن الكريم بداية من الثواب والعقاب حتى استخدام الكمبيوتر والإنترنت كما أنها تستخدم أسلوب الترغيب.
وتضيف أنا أقوم بدور أخصائية اجتماعية للفتاة التي أحفظها حتى أهيئ لها مناخ الحفظ، وكثيرا ما اشتبكت مع أسرة الفتاة لحل مشكلات داخل الأسرة كانت سبب في سوء حفظ فتياتي.
وحول مواعيد الحفظ المناسبة تقول إيمان إنها تحدد موعد الحفظ مع الفتيات حسب الوقت الذي يناسبهم ويناسبني في ذات الوقت لكثرة المجموعات التي أقوم بتحفيظها.
وأشارت أنها ترفض طلبات البعض تحفيظ فتياتهن بشكل خاص نظرا لكثرة المجموعات وقلة الوقت.
وأنهت كلامها بأنها نجحت في تحفظ 50 فتاة القرآن الكريم كاملا على مدار 3 سنوات فقط وأنها تسعى ل***** معهد تحفيظ والاستعانة بمحفظات أخريات.
شارك في هذا التحقيق: ميرفت عوف من فلسطين، غادة بخش من جدة، سامية مشالي من القاهرة
منقول عن موقع لها أون لاين
aman2005 @aman2005
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️