
كن لُعبةً كما نهوى وإلّا اصمت،
فلا نريد أن نسمع صوتك. حديثك يَمِسُ
سلامنا النفسي، ويستفزّ عالمنا الوردي..
لسنا على استعدادٍ أن نرى العالم بعينيك،
فالعالمُ حقيقتهُ موحشة، ونحن نخشى
الظلام. لا نهتدي لحروفك معنًى، ولا لكلامك
كلام!
ماذا تقول؟ اصمت!! فلم يبقْ لك كلامٌ هنا،
اذهب إلى ذلك القبر المحفور، وادفن نفسك،
فحنٌ لسنا على استعدادٍ لنسمع صوتك. وآلامك
لا تهمنّا، أنانِيَّتُنَا تجعلنا نركلك الركلة تلو
الركلة على بطنك الموجوع، ونتهم معاناتك
بالمبالغة، ونتهمك بالدراما، أصابعنا تشير
باتجاهك، واتهاماتُنا ضدك.
أنت عدوُّنا إن نطقت بالحقيقة، فنحن لا
نشتري الواقع، بل نصنع واقعًا من حلوى،
وننسى جميع قصص المعاناة في الدنيا،
ننسى الأطفال، والنساء، والرجال، ننسى كُلَّ
إنسانٍ مظلوم أو مريض، ننسى العالم
أجمع. في سبيل لحظة راحة.
أنا وبعدي الطوفان، هذا هو مبدَئُنا..
وزادك فضلاً