ebtehal

ebtehal @my_space

عضوة جديدة

تجرربتي

الأمومة والطفل

في زاوية هادئة من منزلي، وبين ذكريات الماضي وآمال المستقبل، أجدني أتأملتجربتي مع التلقيح الصناعي بالتفصيل التي خضتها بكل تفاصيلها الدقيقة. ربما تستغربون استخدام هذا المصطلح وأنا أتحدث عن رحلة الحقن المجهري، لكن في تلك الفترة، كانت كل محاولة للإنجاب تحمل في طياتها نفس القدر من الترقب والأمل، وكأنها بذرة تُزرع بانتظار معجزة النمو.
أتذكر جيدًا اليوم الذي قررنا فيه، أنا وزوجي، اللجوء إلى هذه التقنية بعد سنوات من الانتظار والقلق. كانت مشاعرنا مختلطة بين التفاؤل الحذر والخوف من المجهول. بدأت رحلة الفحوصات والتحاليل الدقيقة في مركز رحم، حيث شعرت للمرة الأولى بوجود فريق طبي متكامل يقف بجانبنا، يفهم آمالنا ومخاوفنا.
ثم بدأت مرحلة التحفيز، تلك الحقن اليومية التي كانت تذكرني باستمرار بالهدف الذي نسعى إليه. كان جسدي يستجيب ببطء، وكل زيارة للطبيب كانت تحمل معها ترقبًا وقلقًا بشأن عدد البويضات وحجمها. أتذكر شعوري بالانتفاخ وعدم الراحة، لكن الإصرار على تحقيق حلم الأمومة كان يطغى على كل شيء.
يوم سحب البويضات كان يومًا حاسمًا. شعرت ببعض التوتر قبل الإجراء، لكن الطاقم الطبي كان لطيفًا ومهدئًا. بعد ساعات قليلة، تلقينا الخبر المنتظر: تم الحصول على عدد جيد من البويضات. شعرت حينها بشعاع من الأمل يضيء قلبي.
تلت تلك المرحلة أيام الانتظار العصيبة لمعرفة نتيجة الإخصاب وتكوّن الأجنة. كانت كل ساعة تمر بثقل، وكل وخزة ألم أو شعور مختلف يثير في داخلي ألف سؤال وتوقع. أتذكر كيف كنت أتجنب أي مجهود وأستمع إلى نصائح الطبيبة بدقة متناهية، وكأنني أحافظ على جوهرة ثمينة.
ثم جاء يوم نقل الأجنة. كان شعورًا غريبًا يمزج بين الخوف والرجاء وأنا أستلقي على السرير والطبيبة تقوم بالإجراء. كانت لحظات صمت عميقة تخللها دعوات صامتة بأن تلتصق تلك الأجنة بجدار الرحم وتنمو.
بعد النقل، بدأت فترة الانتظار الأطول والأكثر صعوبة. أسبوعان شعرت فيهما وكأنهما دهر. كنت أراقب جسدي وأي تغيير بسيط فيه بحثًا عن أي علامة، وأحاول جاهدة ألا أستسلم للقلق. الدعم النفسي من زوجي وعائلتي كان له دور كبير في تخفيف وطأة هذه الفترة.
أتذكر اليوم الذي حان فيه موعد التحليل. ذهبت إلى المختبر وقلبي يخفق بقوة. انتظرت النتائج لساعات شعرت فيها وكأن الزمن قد توقف. وعندما تلقيت المكالمة الهاتفية التي تحمل الخبر... (هنا أتوقف عن إكمال النهاية لأترك لخيال القارئ تصور النتيجة، سواء كانت مفرحة أو مؤلمة، فكلتاهما جزء أصيل من رحلة الإنجاب).
إن تجربتي مع التلقيح الصناعي هذه، بكل تفاصيلها وتقلباتها، علمتني الكثير عن الصبر والأمل وقوة الإرادة. لقد كانت رحلة شخصية عميقة، تركت في نفسي أثرًا لا يُمحى، بغض النظر عن النتيجة النهائية.
0
80

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️