محبةالسنة
محبةالسنة
لا اله الا الله محمد صلى الله علية وسلم رسول الله
((هموم وآمال ))
((هموم وآمال ))
في أمان الله

اعزمين معك وين حاتم الطائي عنك
قصة حلم
قصة حلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الى الصابرات الشامخات صاحبات البلاء اسأل الله ان يعظم الأجر لجميع احببت ان انقل لكم هذا الحديث لما فيه من فوائد عظيمة
اردت ان اضعه في شرح الاربعين لكن رأيت لعظيم الفائدة ان اضعه هنا لعل الله ان ينفعني واياكم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ....
وقفات تربوية مع حديث: "احفظ الله يحفظك"
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ."
وفي رواية : " احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسراً ."
شرح الحديث :
مكانته : هذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهم أمور الدين حتى قال بعض العلماء : تدبرت هذا الحديث فأدهشني . فوا أسفى من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه .
احفظ الله :. يعني احفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه .
وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال ، وعند نواهيه بالاجتناب ، وعند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به إلى ما نهى عنه ، فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين قال الله فيهم : { هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ ، من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب } .
وفُسِّر الحفيظ هنا بالحافظ لأوامر الله ، وبالحافظ لذنوبه ليتوب منها .
ومن أعظم ما يجب حفظه:.
1 ـ الصلاة :. وقد أمر الله بالمحافظة عليها فقال : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } ومدح المحافظين عليها بقوله :{ والذين هم على صلاتهم يحافظون } وقال عليه الصلاة والسلام :
" من حافظ عليها كان له عند الله عهداَ أن يدخله الجنة " وقال : " من حافظ عليهن كن له فوزاً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة ".
وما أبعدنا اليوم للمحافظة عليها إلا من رحم الله ـ فحالنا اليوم مع الصلاة حالٌ يرثى له ، نتذكر فيها جميع أحداث اليوم والغد ، الهاتف يرن ، الأكل لم يطهى ، نسيتُ أن أكلم فلان ، ابنتي لم أذاكر لها، غداً حفلة لم أجلب الثوب المناسب من السوق ، لي موعد مع صديقي ...وهكذا .
سلسلة من الأحداث لا نتذكرها إلا إذا قلنا : الله أكبر ، فاللسان يقول: الله أكبر ، والحال يقول : الدنيا أكبر .... فالله المستعان !!!
2 ـ الطهارة :. مما أمرنا أن نحافظ عليها ، فإنها مفتاح الصلاة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لايُحافظ على الوضوء إلا مؤمن "
3 ـ حفظ الإيمان : قال تعالى :{ واحفظوا أيمانكم } فإن الأيمان يقع فيها الناس كثيراً ، فيكثرون من الحلف واليمين صدقاً وكذباً ، وقد كان السلف الصالح لا يحلف بالله إلا في مجلس القضاء وإن احتاج الأمر ، ونحن اليوم نحلف ونهدد حتى الأطفال الذين لا يقدرون معنى الحلف ، ونقول له : والله إن لم تفعل كذا فلن أعطيك أو لن أفعل لك ؛ ثم نعطيه ونفعل مما يجعل الطفل يستهين بالحلف من صغره .
رُوي عن أيوب عليه السلام أنه كان إذا مرَّ باثنين يحلفان بالله ذهب فكفَّر عنهما يمينهما لئلا يأثمان وهما لا يشعران ...
ولهذا لما حلف على ضرب امرأته مائة جلدة أفتاهُ الله بالرخصة لحفظه لأيمانه وأيمان غيره ..
4 ـ حفظ الرأس والبطن : كما ورد في الحديث :" وحفظ الرأس وما وعى " ويدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات ( فهل يا ترى حفظناهم ؟!!! )
وحفظ البطن وما حوى : ويتضمن حفظ القلب عن الإصرار على المحرم ، وحفظه من إدخال الحرام إليه من المأكولات والمشروبات .
5 ـ حفظ اللسان والفرج : وهو داخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم السابق الذكر ، وقال صلى الله عليه وسلم: " من يضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنة " وقال تعالى :{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم } وقال :{ والحافظين فروجهم والحافظات } ..

يحفظك :.
يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى: { وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم } .
وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان من الحفظ :.
1 ـ حفظ له في مصالح دنياه : بحفظه في بدنه وولده وأهله وماله قال تعالى :{ له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } قال ابن عباس : هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا جاء القدر خلوا عنه ، قال علي رضي الله عنه : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يُقدَّر فإذا جاء القدر خليَّا بينه وبينه .. وقال مجاهد : ما من عبد إلا له ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام، فما من شيء يأتيه إلا قال : وراءك ، إلا شيئاً أذن الله فيه أن يصيبه .
لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا بهذه الكلمات حين يُمسي وحين يُصبح " اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي "..
أ / ومن حفظ الله في صباه حفظه الله في حال كبره وضعف قوته ، وقنعه بسمعه وبصره ، وحوله وقوته وعقله .
كان بعض العلماء قد جاوز مائة سنة وهو يتمتع بقوته ، فوثب يوماً وثبة شديدة فعوتب في ذلك فقال : هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر .
وعكس ذلك أن بعض السلف رأى شيخاً يسأل الناس فقال : إن هذا ضيع الله في صغره فضيعه شيخاً في كبره .
ب / وقد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته في ذريته كما في قوله تعالى :{ وكان أبوهما صالحاً } فقد حفظا بصلاح أبيهما .
قال سعيد بن المسيب لابنه : لأزيدنَّ في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك .
ج /ومتى كان العبد مشتغلاً بطاعة الله فإن الله يحفظه في تلك الحال كما روى النبي صلى الله عليه وسلم قصة المرأة التي أتته فقال :" إن امرأة كانت قد خرجت في سرية من المسلمين وتركت اثنتي عشرة عنزة وصيصتها قال : ففقدت عنزاً وصيصيتها كانت تنسج بها .. فقالت: يارب إنك ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه وإني قد فقدت عنزاً من غنمي وصيصيتي وإني أنشدك عنزي وصيصيتي ، وإني أنشدك عنزي وصيصيتي ، قال : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شدة مناشدتها ربها تبارك وتعالى ، قال صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنزها ومثلها ، وصيصيتها ومثلها وهاتيك فأيها إن شئت ، قلت ( والكلام للراوي ) : بل أصدقك .
د / ومن حفظ الله في الدنيا الحفظ من الهم والغم قال تعالى :{ ومن يتق الله يجعل له مخرجاً } قالت عائشة : يكفيه غمَّ الدنيا وهمها . وقال الربيع بن خيثم : يجعل له مخرجاً من كل ما ضاق على الناس. وكتبت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية : إن اتقيت الله كفاك الناس ، وإن اتقيت الناس لم يُغنوا عنك من الله شيئاً .
هـ / ومن عجيب حفظ الله تعالى لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية بالطبع حافظاً له من الأذى وساعية في مصالحه .. كان إبراهيم بن أدهم نائماً في بستان وعنده حية في فمها طاقة نرجس فما زالت تذب عنه الذباب حتى استيقظ .
ومن ضيع الله ضيعه الله بين خلقه حتى يُدخل عليه الضرر ممن كان يرجو أن ينفعه كما قال بعضهم : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خُلق خادمي وحماري .
2 ـ حفظ الله له في دينه وإيمانه : وهو أشرف أنواع الحفظ ، فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة والشهوات المحرمة ، ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الإيمان .
وقد ثبت في الصحيحين : من حديث البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن يقول عند منامه :" اللهم إن قبضت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين "
وقد علم عمر رضي الله عنه أن يقول :"اللهم احفظني بالإسلام قائماً ، واحفظني بالإسلام قاعداً ، واحفظني بالإسلام راقداً ، ولا تطع فيُّ عدواً ولا حاسداً ".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ودع من يريد السفر يقول له :" استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ".
وفي رواية :" إن الله إذا استُودع شيئاً حفظه " .
وقد يكون الحفظ بصرف ما يكرهه كما حفظ يوسف عليه السلام قال تعالى :{ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء } وعصمه الله منها من حيث لا يشعر وحال بينه وبين أسباب المعاصي المهلكة .
وقد سمع عمر رجلاً يقول :" اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه فحُل بيني وبين معاصيك " فأعجب عمر ودعا له بخير .
وروى ابن عباس في قوله تعالى { يحول بين المرء وقلبه } قال : يحول بين المؤمن وبين المعصية التي تجره إلى النار .
ومنهم من عصم نفسه بموعظة جرت على لسان من أراد منه الموافقة على المعصية كما راود رجل امرأة عن نفسها وأمرها بغلق الأبواب ففعلت وقالت : بقي باب واحد قال : أي باب ؟ قالت:
الباب الذي بيننا وبين الله تعالى فلم يتعرض لها .. وراود رجل أعرابية قال لها :ما يرانا إلا الكواكب ، قالت : فأين مكوكبها ؟؟
ففي الجملة أن الله عز وجل يحفظ على المؤمن الحافظ حدوده دينه ويحول بينه وبين ما يُفسد عليه بأنواع من الحفظ ، وقد لا يشعر العبد ببعضها ، وقد يكون كارهاً لبعضها .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة فينظر الله إليه فيقول للملائكة : اصرفوا عنه فإني إن يسرتُهُ له أدخلته النار فيصرفه الله عنه فيظل يتطير بقول : سبقني فلان ، دهاني فلان وما هو إلا فضل الله عز وجل .
وخرج الطبراني وغيره حديث أنس مرفوعاً يقول الله عز وجل :"إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم لو صححته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من يطلب باباً من العبادة فأكفه عنه كيلا يدخله العجب ، إني أُدبر عبادي بعلمي بما في قلوبهم إني عليم خبير ".

احفظ الله تجده تجاهك :.
معناه أن من حفظ الله وراعى حقوقه وحدوده وجد الله معه في كل أحواله حيث توجًّه يحوطه وينصره ، ويحفظه ويوفقه ويسدده ، بمعية الله الخاصة والعامة . قال تعالى :{ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } .فإذا حصل ذلك للعبد من الله استأنس به واستغنى به عن خلقه كما ورد في حديث : " أفضل الإيمان أن يعلم العبد أن الله معه حيث كان "
قال أحد السلف لأخيه : إن كان الله معك فمن تخاف ؟ وإن كان عليك فمن ترجوا ؟
فهذه المعية خاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ والإعانة ، كما قال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام :{ لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى} ، وقوله تعالى :{ إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}.. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه في تلك الحال :" ما ظنك باثنين الله ثالثهما ".
ومن هذا المعنى الخاص الحديث الإلهي :" ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ".

تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة :.يعني أن العبد إذا اتقى الله وحفظ حدوده وراعى حقوقه في حال رخائه فقد تعرف بذلك إلى الله وصار بينه وبين ربه معرفة خاصة ، فعرفه ربه في الشدة ورعى له تعرفه إليه في الرخاء فنجاه من الشدائد بهذه المعرفة وذلك أن معرفة العبد لربه نوعان :
1 / المعرفة العامة :. وهي معرفة الإقرار به والتصديق والإيمان ، وهذه عامة للمؤمنين .
2 / المعرفة الخاصة :. وتقتضي ميل القلب إلى الله بالكلية والانقطاع إليه والأنس به والطمأنينة بذكره ، والحياء منه ، وهذه المعرفة الخاصة هي التي يدور حولها العارفون كما قال بعض السلف : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قيل له : ما هو ؟ قال : معرفة الله عز وجل.
سمع أبو سليمان رجلاً يقول : سهرت البارحة في ذكر النساء ، فقال : ويحك أما تستحي منه يراك ساهراً في ذكر غيره ، ولكن كيف تستحي ممن لا تعرف ؟!!
فكيف بحال من يسهر على اللهو واللعب والغناء والأفلام ..... نسأل الله السلامة والعافية ..
كما أن معرفة الله لعبده نوعان :
1 / معرفة عامة : وهي علمه بعباده سبحانه وإطلاعه على ما أسروه وما أعلنوه قال تعالى : { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه } .
2 / معرفة خاصة : وهي تقتضي محبته لعبده وتقربه إليه ، وإجابته دعائه ، وإنجائه من الشدائد لحديث :" ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ......."
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :" من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء "
قال سلمان الفارسي : إذا كان الرجل دعَّاءٌ في السراء فنزلت به ضراء ، فدعا الله تعالى قالت الملائكة : صوت معروف فشفعوا له ، وإن كان ليس بدعَّاء في السراء فنزلت به الضراء فدعا الله تعالى قالت الملائكة : صوت ليس بمعروف فلا يشفعون له .
ومن ذلك استجابته لدعوة يونس عليه السلام في بطن الحوت . قال الضحاك بن قيس : اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة ، إن يونس عليه السلام كان يذكر الله فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى :{ فلولا أنه كان من المسبحين ، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون }.
وحديث الثلاثة الذين دخلوا الغار وانطبقت عليهم الصخرة يشهد بتفريج الشدة لما سبق من الأعمال الصالحة .... ومن أعظم الشدائد التي تنزل بالعبد في الدنيا الموت ، فالواجب على المؤمن الاستعداد للموت وما بعده في حال الصحة بالتقوى والأعمال الصالحة قال تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون } .... فمن أطاع الله وحفظ حدوده في حياته تولاه الله عند وفاته على الإيمان ، وثبته بالقول الثابت في القبر عند سؤال الملكين ، ودفع عنه عذاب القبر ، وآنس وحشته في تلك الوحدة المظلمة .
فيا رب كن لي مؤنساً يوم وحشتي فإني بـما أنزلته لمُصــدِّقُ
وما ضرني أني إلـى الله صائـرٌ ومن هو من أهلي أبرُّ وأشفقُ
إذا سألت فاسأل الله :.
السؤال لله هو دعاؤه والرغبة إليه ، والدعاء هو العبادة قال تعالى :{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } فأما السؤال فقد أمر الله بمسألته فقال : { واسألوا الله من فضله } وفي الحديث :" سلوا الله من فضله فإن الله يُحب أن يسأل ".
وسؤال الله تعالى دون خلقه هو المتعين ؛ لأن السؤال فيه إظهار الذل من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار ، وفيه الاعتراف بقدرة المسئول على دفع هذا الضرر وجلب المنافع ، ولا يصلح ذلك كله إلا لله . وقد كان الإمام أحمد يقول في دعائه : اللهم كما صُنت وجهي عن السجود لغيرك فصُنه عن المسألة لغيرك ....
وليعلم العبد أنه لا يقدر على كشف الضر إلا الله لقوله تعالى :{ وإن يمسسك الله بضرٌ فلا كاشف له إلا هو ، وإن يردك بخير فلا راد لفضله } .. والله يُحب أن يُسأل والمخلوق بخلاف ذلك .
وفي حديث قال صلى الله عليه وسلم :" ليسأل أحدكم حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع "
وكان الصحابة يسقط سوط أحدهم وخطام ناقته فلا يسأل أحداً أن يناوله إياه .
قال الشاعر :
لا تسألنُّ بني آدم حاجةً وسَل الذي أبوابه لا تُحجَبِ
وإذا استعنت فاستعن بالله :.أي اللجوء لله والاستعانة به في قضاء الحوائج ، فالاستعانة بالله دون غيره من الخلق ؛ لأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه ودفع مضاره ،ولا مُعين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله ، فمن أعانه فهو المُعان ، ومن خذله فهو المخذول ، وقد ورد في الحديث :" احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز " .. ومن ترك الاستعانة بالله واستعان بغيره وكله الله إلى من استعان به.
" واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك " المراد أن ما يصيب العبد في دنياه مما يضره أو ينفعه فكله مقدر عليه ولا يصيب العبد إلا ما كتب له من ذلك في الكتاب ، ولو اجتهد على ذلك الخلق كلهم قال تعالى :{ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا }. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :" إن لكل شيء حقيقة ، وما بلغ عبدٌ حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ".
وجميع ما سبق متفرع عن هذه الحقيقة ، فإن العبد إذا علم أنه لن يصيبه إلا ما كُتب له من خير وشر وعلم أن الله هو الضار النافع أوجب ذلك على العبد توحيد ربه ، وإفراده بالطاعة ، وحفظ حدوده ، وحتى في أمور السحر التي يعتقد فيها العبد أن الساحر له منفعة ومضرة ، وأن بيده أن يغير شيئاً فإنه لا يستطيع أن يضر أو ينفع إلا بأمر الله قال تعالى :{ فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ، وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله } .. قال أحد الصالحين : لو قُرض جسمي بالمقاريض أحبُّ إليَّ من أقول لشيء قضاه الله ليته لم يقضه .
وقال سعيد المري : منذ أربعين سنة ما أقامني الله تعالى في شيء فكرهته ، ولا نقلني إلى حال فسخطته .
اصبر ففي الصبر خير لو علمت به لكنت باركت شكراً صاحب النـعم
واعلم بأنك إن لم تصـبر كـرماً صبرت قهراً على ما خُـط بـالقـلم
رفعت الأقلام وجفت الصحف :.كناية عن تقدم كتابة المقادير كلها والفراغ منها من أمدٍ بعيد ، وقد دلت على ذلك كثير من الآيات والأحاديث منها :{ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير }.. وقوله صلى الله عليه وسلم :"إن أول ما خلق الله القلم ثم قال : اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ".

واعلم أن النصر مع الصبر :.أي أن من يصبر ويثبت في كل المواقف فإن الله ينصره خاصة في الجهاد كما قال تعالى :{ قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلةٍ غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين } .. سواء كان جهاد هوى ، أو جهاد عدو ، أو جهاد نفس ، فمن صبر في مجاهدة العدو ، أو في مجاهدة نفسه وهواه ، حصل له النصر والظفر ، ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك غُلب وقُهر وأُسر ، وصار ذليلاً .
فالله عز وجل دعا إلى الصبر في مواطن المثابرة والعبادة بقوله جل من قائل :{ فاعبده واصطبر لعبادته } وقوله تعالى :{ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } ، فالصلاة تحتاج لصبر ، والزكاة وإخراج المال يحتاج لصبر ، والصيام يحتاج لصبر ..... وهكذا سائر العبادات .
وترك الشهوات يحتاج لصبر ، ومجاهدة النفس لترك الغناء والملاهي والمحرمات يحتاج كذلك لصبر .
ومن الصبر أيضاً الصبر في مواطن البلاء قال تعالى :{ ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم }.، وعدد الله أنواع البلاء في قوله تعالى :{ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا :إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون} .
ومن أنواع الصبر :.
الصبر على الطاعة ـ والصبر عن المعصية ـ والصبر على أقدار الله .
أما مراتب الصبر :.
فهي كظم الغيظ ـ والعفو ـ والإحسان مع الإساءة .
جُمعت في قوله تعالى :{ والكاظمين الغيظ ، والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين } ـ نسأل الله الكريم من فضله وأن يجعلنا مع المحسنين ـ
وإذا عرتك بليةٌ فاصـبرلها صبر الكريم فإنـه بك أعـلمُ
وإذا شكوتَ إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ
فالفائز الحقيقي هو الذي يصبر على ما أصابه ، ويعلم أن النصر والظفر الحقيقي لا يأتي إلا مع الصبر ، ويكفيه أجر الصبر في الآخرة حتى وإن لم ينل مراده في الدنيا .
قال أحد الصالحين : لو لم يكن للصبر إلا قوله تعالى :{إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} لكفى ..
وأن الفرج مع الكرب :.
قال الشاعر :
يا صاحب الهم إن الهم منفرجٌ *ابشر بخيــر فإن الفارج اللهُ
اليأس يقطع أحياناً بصاحبه *لا تيأسـن فـإن الفـارج اللهَ
إذا بليت فثق بالله وارض به *إن الذي يكشف البلوى هو اللهَ
الله حسبك مما عذتُ به *ومن أمنع ممن عـذتُ به اللهُ
الله يُحدث بعد العسر ميسرة *لا تجزعنَّ فإن الكـافـي اللهُ
واللهِ مالك غيرُ الله من أحدٍ *فحسبك الله في كـلٍّ لـك اللهُ
هذا مثل قوله تعالى :{ فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزَّل عليهم من قبله لمبلسين }. فتفريج الكربات من الله عز وجل ، وقد قص الله علينا قصص تفريج الكربات عندما تناهى الكرب كإنجاء نوح من قومه ، وإنجاء إبراهيم من النار، وأيوب من المرض ، ويونس من بطن الحوت،والنبي صلى الله عليه وسلم من الكافرين واليهود .
فعلى العاقل أن يعلم أن تفريج الكربات لا يكون إلا من الله عز وجل ، فإذا همَّ به أمر ، وضاق به الصدر رفع يديه إلى السماء وقال : يارب ، ودعا الله بما شاء فإن الله سيُفرج همه .
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهم اجعل لي من كل هم أوغم أصبحت أو أمسيت فيه فرجاً ومخرجاً " .
واسمعوا معي إلى التوكل على الله والاستعانة به في تفريج الكربات ، وفي أضيق الأزمات .
نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار ، ورمي بالمنجنيق استقبله جبريل فقال : يا إبراهيم ألك حاجة ؟ فقال: أما إليك فلا فقال : أما إليك فلا ، فقال جبريل : فاسأل ربك فقال إبراهيم : حسبي من سؤال علمه بحالي فأنزل الله أمره ورحمته إلى النار فقال جل وعلا :{ قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم } ولو جعلها برداً لهلك وإنما جعلها برداً وسلاماً.
قال ابن عباس : لما ألقي إبراهيم جعل خازن المطر يقول : متى أؤمر بالمطر فأرسله ، قال : فكان أمر الله أسرع من أمره .
وأن مع العسر يسراً :.
كما قال جل وعلا :{ سيجعل الله بعد عسر يسراً } ، فمهما ينزل بامرئٍ من شدة يجعل الله بعدها فرجاً ولن يغلب عسرٌ يسرين .قال تعالى :{ إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً } والخطاب فيه تأكيد من الله عز وجل .
ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر :
1 / أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى حصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين ، وتعلق قلبه بالله وحده ، وهذا حقيقة التوكل ، والله يكفي من توكل عليه {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
2 / إن المؤمن إذا استبطأ الفرج وأَيِسَ منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة : لو كان فيك خيراً لأُجبت ، وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير الطاعات، فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه ، واعترافه له بأنه أهل لما نزل به من البلاء ، فلذلك تُسرع إليه حينئذٍ إجابة الدعاء وتفريج الكرب .
قال صلى الله عليه وسلم :"إن العبد ليحرم الرزق من الذنب يصيبه " ... إذاً فتفريج الكربات وتيسير الأمور مداره على الأعمال الصالحة ، وقد قال عز من قائل في قصة يونس عليه السلام: { فلولا أن كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } . وفي قصة زكريا يقول عز وجل: { فاستجبنا له ووهبنا له يحي وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً ، وكانوا لنا خاشعين } .
أخيراً :نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الحافظين لأوامره ، الذاكرين له المتعرفين عليه في الرخاء والشدة ، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه


اخوتي العزيزات سامحوني بروح مكة احضر الزواج ولا اعلم هل لنا لقاء ام انه اخر رد اكتبه ان شاء الله يخرج زوجي يحضر الزواج ومعاد يرجع عاداذا طولت مار جعت اذكروني بالخير .
ايه نسيت اقول طولت عليكم بشر ح الحديث.
لا تنسوني من صالح دعائكم
استودعكم الله التي لا تضيع ودائعه

كتبتة
قصقوصة بنت حويلم
ام ندى 2010
ام ندى 2010
يارب ياأرحم الراحمين وفي هذا اليوم المبارك وفي هذه الساعه المجاب فيها الدعاء بأذن الله أسألك يارب أن تفرج عن أخواتي همومهن وتفرج عن أزواجهن وتفرحهن وأولادهن بخروج أحبابهم وتجعلها اخر الأحزان باذنك يارب.
المتميزة-1
المتميزة-1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لوسمحتو يااخوات انا عندي زيارة لزوجي يوم الاحد في الطرفية وانا ساكنه في جدة ابقى اسأل عن السكن كيف وعن المواصلات هل هو على حسابكم او على حساب السجن وجزاكم الله خيرا ارجو الرد في اقرب وقت الله يفرجها علينا وعلى الجميع الاخوات يارب العالمين عاجلا غير آجل