نجـ*مة 2007
نجـ*مة 2007
شايله هم القدرات اختباري الأسبوع الجاي
نجـ*مة 2007
نجـ*مة 2007
ايش السوره الحفظ في القران
دلوعـ دنيتي ـة
أستغفر الله
دودي الاموووره
مساء الخير بنات هذا بحث للمكتبه
لاتحرموني من دعواتكم




المملكة العربية السعودية



وزارةالتربية والتعليم



الثانوية 18







عــنـــوان البــحــث



فــتـــح مـــكــة



إعدادالطالبة


............................



إشرافالمعلمة


...................................








أعددت هذا البحث كمتطلب لمادة البحث والمكتبة لعام

1433 – 1434هـ





الفهرس



المقدمة _1-2



البابالأول (بداية فتح مكة ) _ 3-4-5



البابالثاني (الفتح بين السبب والفرصة ) _ 6-8



البابالثالث ( السرية والمفاجأة ) _ 9ـ10-11-12-13ـ14



البابالرابع ( تجنب الحرب .. تكسبها ) _15



البابالخامس ( التواضع في قمة النصر ) _16



الخاتمة _17



المراجع _18












المقدمه



بسمالله الرحمن الرحيم





الحمدلله رب العالمين ، خالق السموات والأرض ، وجاعل الظلمات والنور ، وصلى الله علىسيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، بشر وأنذر ، ووعد وأوعد ، أنقذ الله به البشرمن الضلالة ، وهدى الناس إلى صراط مستقيم ، صراط الله الذي له ما في السموات والأرضألا إلى الله تصير الأمور ، وبعد:



فلماأعطى الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم الشفاعة والدرجة الرفيعة ، وهدىالمسلمين لمحبته والشوق لرؤيته ، وجعل إتباعه من محبته تعالى فقال تعالى : (( قل إنكنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) ، فكان هذا من الأسبابالتي صيرت القلوب تهفو إلى محبته صلى الله عليه وسلم وتتلمس الأسباب التي توثقالصلة فيما بينها وبينه صلى الله عليه وسلم فمنذ فجر الإسلام والمسلمون يتسابقونإلى إبراز محاسنه ونشر سيرته العطرة ، وسيرته صلى الله عليه وسلم هي أقواله وأفعالهوأخلاقه الكريمة ، فقد قالت السيدة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي اللهعنها : (( كان خلقه القرآن ))، والقرآن كتاب الله وكلماته التامة ، ومن كان كذلككان أحسن الناس وأكملهم وأحقهم بمحبة خلق الله جميعا .
إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوبالعباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه لرسالته .
لم نراه ولكن مازلنا متشوقينلرؤيته صلى الله عليه وسلم كشوق العطشان للماء والجوعان للغذاء ولكن مانملكه تأديةحقه بإتباع أوامره واجتناب نواهيه وحينما نتحدث عن حق المصطفى صلى الله عليه وسلملا نتحدث عن شخص كسائر البشر بل هو أفضل من خلقه الله وهو المبلغ عن الله ، وصاحبالمنزلة الرفيعة والمقام المحمود هو سيد ولد آدم ، ولن يدخل الجنة أحد إلا بالإيمانبه ، فله علينا حقوق كثيرة نلزم مراعاتها .
لما تكاملت الدعوة ، وسيطرالإسلام على الموقف ، وأخذت طلائع التوديع للحياة والأحياء تطلع من مشاعره صلى اللهعليه وسلم ، وتتضح بعباراته وأفعاله .
مهما حاولنا أن نصف الدرجة التيوصلنا إليها من شوق لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم فلن نستطع الإحاطة بذلك فأيمعبر وأي مبدع وأي كاتب لا يستطيع أن يستقصي كل ذلك .
قد يتخاذل البنان ويتلعثم اللسان عن تسطير الشعور الذي يسيطر علينا عندرؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تملك العينان إلا أن تمطر دمعا ولا يملك اللسانإلا أن يصمت ولا تملك الجوارح إلا أن تعانق
بعده يستفتح اللسان قائلا (( هذا الحبيب يا محب )) حينها سأطلب من حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشفعلي عند ربي ويسأله أن يدخلني الجنة لأهنا بالعيش مع الرسول صلى الله عليهوسلم.
لا أحب أن أثير شجون المؤمنين والمؤمنات ، ولا أن أهيج نفسي بالبكاءالذي لا يجدي ؛ بل يجدي إذ يطفئ نار أحشاء تلتهب ولكن كيف أواصل الحديث والقلب جريح، والعين تذرف والدمع منهمر .




مع المصطفى أرجو بذاك جواره وفينيل ذاك اليوم أسعى وأجهد


وصلىالله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبهأجمعين



كانتالبداية الحقيقية لفتح مكة، بعد "غزوة الخندق" في السنة الخامسة من الهجرة، عندماأعلن النبي صلى الله عليه وسلم عبارته الشهيرة "الآن نغزوهم ولا يغزوننا".



فبعدهذه الغزوة تفكك التحالف الذي قام بين اليهود ومشركي مكة، وكشفت أحداث الخندقاستحالة قيام مثل هذا التحالف مرة أخرى؛ وبالتالي أمن المسلمون المقاتلة على جبهتينفي وقت واحد.



وكانت الرؤية النبوية ذات بعد إستراتيجي في تحليل الموقفالسياسي والعسكري في الجزيرة العربية بعد الخندق؛ إذ أثبتت الأحداث وتطوراتها أنرقعة الإسلام أخذت تزداد مقابل انحسار القوتين الضاربتين: اليهود والمشركين؛ حيث لميبق لليهود تجمعات إلا في خيبر الحصينة، ولم يبق للمشركين مكان إلا في مكة وبعضالقبائل والتجمعات الصغيرة التي يكفيها بعض السرايا الصغيرة لتأديبها والقضاء علىخطرهاكانت تحركات المسلمين في السنوات الثلاث الفاصلة بين الخندق وفتح مكة مدروسةبعناية فائقة، وتنطلق من


رؤىإستراتيجية، وتهدف إلى تحقيق أمرين: أولهما القضاء النهائي على قوة اليهود فيالجزيرة العربية؛ لأن هؤلاء يرفضون الإسلام رغم يقينهم أنه الحق، واستمرار وجودهموعدم تصفيته نهائيا يعني استمرار الخطر الدائم والمتفاقم على الإسلام بما يدبرونهويكيدونه، ولذلك هدفت ضربات النبي لليهود إلى اقتلاع جذور وجودهم بين العرب، وحدثذلك مع يهود "بني قينقاع"، ويهود "بني قريظة"، ويهود "بني النضير"، ثم كانت المعركةالفاصلة الحاسمة مع يهود "خيبر"



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



السرايا : جمع سرية



فيالسنة السابعة من الهجرة، والتي أضاف انتصارها قوة إلى قوة المسلمين حتى قالقائلهم: "ما شبعنا إلا بعد فتح خيبر". وكانت السنة السابعة من الهجرة هي آخر سطركتبه المسلمون في نهاية اليهود في الجزيرة.



وثانيالأمرين هو: حصار المشركين وسحب البساط تدريجيا من تحت أقدامهم بعد تنظيفه من الكفروالشرك، مع إعطاء مساحة لهؤلاء للدخول في الإسلام؛ لأن دواخل أنفسهم -رغم كفرهم- ليست في صدام مع الإسلام، على خلاف اليهود، ولكنهم يحتاجون إلى فترة من الجهدوالجهاد لكسر عناد الكفر في نفوسهم؛ لأنهم مواد خام نقية وجيدة يمكن للإسلام صبهافي قوالبه الصحيحة، ولذلك كانت الخطة الإستراتيجية النبوية للتعامل معهم هيالمزاوجة بين الأساليب الدعوية والسياسية والعسكرية والنفسية لتحطيم الحواجز بينهموبين الإسلام، مع عدم اللجوء إلى القتال إلا في حالات الضرورة القصوى، وبالقدر الذييحقق هيبة المسلمين، وليس تحطيم الخصم نهائيا، لذلك كانت سياسة العفو النبوي عنوانابارزا في تلك السنوات، فكان هذا العفو يأسر القلوب، ويجعل القبائل تدخل في دين اللهأفواجا.



وقد أنتجت هذه السياسة النبوية وضعا فريدا في الجزيرةالعربية هو أن رقعة الكفر كادت تنحصر في مكة فقط وقضى على اليهودنهائيا،






ــــــــــــــــــــــــــــــ



أفواجا: أي جماعات





واتسعترقعة الإسلام. وكانت روعة النبي صلى الله عليه وسلم أنه بدأ في جذب قادة مكة إلىالإسلام بحكمته، ومما يروى في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى خالد بنالوليد بطريق غير مباشر رسالة يدعوه فيه إلى الإسلام عن طريق أخيه "الوليد" الذيبعث إليه برسالة جاء فيها: "وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك، وقال: أينخالد؟ فقلت: يأتي به الله، فقال: مثله يجهل الإسلام؟! ولو جعل نكايته وجدّه معالمسلمين كان خيرا له، ولقدّمناه على غيره"؛ ففتحت هذه الكلمات قلب "خالد" الذيحارب الإسلام عشرين سنة فجاء مسلما في بداية السنة الثامنة هو و"عمرو بن العاص" و"عثمان بن طلحة" رضي الله عنهم، وكان معنى ذلك أن معسكر الكفر في مكة بدأ يتخلخلمن داخله ويفقد قادته الأفذاذ، وصدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقدرمتكم مكة بأفلاذ أكبادها







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



نكايته: :أي هزمه وغلبه



آفلاذأكبداها: أي كنوزها






الفتحبين السبب والفرصة






كانصلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة ينظم العلاقة بين المسلمين والمشركين لمدةعشر سنوات، وكان من بنوده المهمة أنه "من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخله، ومنأحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخله" فدخلت قبيلة "خزاعة" في تحالف مع المسلمين،ودخلت قبيلة "بكر" في تحالف مع قريش.



وأدتالتطورات والأحداث التي أعقبت صلح الحديبية إلى تغير في ميزان القوى بين المسلمينوقريش لصالح المسلمين.. وكما يؤكد خبراء السياسة فإن المعاهدات التي تعقد في ظلاختلال موازين القوى لا بد أن تتغير عندما تتغير هذه الموازين، ولكن النبي صلى اللهعليه وسلم -تقديرا منه لعهده وميثاقه- حافظ على ما ورد في صلح الحديبية، عالماومدركا أنه لا بد من وقوع حادثة من جانب قريش تعصف بالصلح، وتجعل المسلمين في حل منالتزاماته.



وصدقت الرؤية النبوية، حيث أغارت قبيلة بكر على خزاعة،وأمدت قريش حليفتها "بكر" بالمال والسلاح، وقتلوا أكثر من عشرين من خزاعة حليفةالمسلمين،





ــــــــــــــــــــــــــــــــ



آعقبت:وقعت



واعتدوا عليهم هم رغم لجوئهم إلى الحرم. وأمام هذا النقض الصريح للعهدركب "عمرو بن سالم الخزاعي" في أربعين من قومه وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلميطلب منه النصرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نُصرت يا عمرو بن سالم"، وأمرالمسلمين بالخروج لمناصرة خزاعة



وقدحققت مساعدة النبي لخزاعة ووعده لها بالنصرة عدة أهداف، منها أنها فرقت بين أنيحترم المسلمون العهود والمواثيق التي وقعوا عليها، وبين أن يعيشوا في غفلة عمايدبره المهادنون لهم؛ لأن وقائع التاريخ تؤكد أن غالبية العهود ما هي إلا فتراتلالتقاط الأنفاس في الصراع، كما أنها كشفت عن احترام المسلمين لتحالفاتهم حتى لوكانت مع خزاعة التي لم تكن قد أسلمت بعد، وأثبتت أن المسلمينجادون في تنفيذ بنودتحالفهم حتى لو كلفهم ذلك دخول حرب، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام القبائلالعربية للتحالف مع المسلمين وليس مع قريش (الغادرة)، مع خلق رأي عام في الجزيرةالعربية يذيب بعض الحواجز بين هذه القبائل والإسلام، ويجعلهم يستمعون إلى القرآنالكريم دون تحيز مسبق؛ وبالتالي يكسر الحدود الوهمية بينهم وبين الإيمان.



أدركت قريش أنها ارتكبت خطأ إستراتيجيا كبيرا بما أقدمت عليه من تقديمالمال والسلاح لقبيلة بكر، وحاولت أن تعالج هذا الخطأ؛ حيث انطلق زعيمها وأكبرساستها "أبو سفيان بن حرب" إلى المدينة المنورة طلبا في العفو عن هذا الخطأ الفادح،وتجديدا للهدنة، واستشفع بكبار المسلمين مثل أبي بكر وعمر وعلي وفاطمة، لكن علي بنأبي طالب لخص الموقف بقوله لأبي سفيان: "ويحك يا أبا سفيان! والله لقد عزم رسولالله على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه"؛ فعاد أبو سفيان صفر اليدين إلى قريش واتهمبأن المسلمين لعبوا به واعتدوا ع


السرية والمفاجأة



كانفشل سفارة أبي سفيان لا يعني إلا شيئا واحدا وهو الحرب، وجهز المسلمون جيشا ضخمابلغ قوامه عشرة آلاف مقاتل، وقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم السرية الشديدة حتىيحقق عنصر المفاجأة لكفار مكة، فكتم وجهة الجيش في التحرك عن الجميع، بما فيهم أبوبكر، حتى إنه دخل على ابنته فسألها عن وجهة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: واللهلا أدري، وعندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم دعا ربه "اللهم خذ العيون والأخبارعن قريش حتى نبغتها في بلادها".



واستكمالا لعملية التوكل التيتجمع بين دعاء الرب والأخذ بالأسباب، قام النبي صلى الله عليه وسلم بعملية خداعرائعة، اقترنت بعملية تأمين للمعلومات وسرية تحرك الجيش، فبعث النبي صلى الله عليهوسلم سرية من ثمانية رجال بقيادة "أبي قتادة بن ربعي" إلى مكان يسمى "بطن إضم"،وكان هدفها الحقيقي غير المعلن هو تضليل المشركين، كذلك كانت هناك وحدات صغيرةبقيادة عمر بن الخطاب، قوي الشكيمة، تحقق في الداخلين والخارجين من المدينةالمنورة، وتتحفظ على من سلك طريق المدينة- مكة، وبذلك حال دون حصول قريش على أيمعلومات عن تجهيزات المسلمين







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



الشكيمة: اي قوة قلب






وأحبطتمحاولة كبيرة لتسريب معلومات إلى قريش حول استعدادات المسلمين، قام بها أحد الصحابةالبدريين وهو "حاطب بن أبي بلتعة"؛ وتم القبض على المرأة والرسالة التي تحملها منقبله قبل أن تصل إلى قريش.



وماارتكبه حاطب خيانة عظمى عقوبتها معلومة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم علم أنالضعف الإنساني قد يصيب بعض المسلمين رغم إيمانهم العميق، لذلك رفض رغبة عمر في قطعرقبة حاطب، وقال له: "وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر يوم بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، وأيد القرآن الكريم موقف النبي صلى الله عليه وسلمفي "سورة الممتحنة" واصفا حاطبا بالإيمان رغم ما ارتكبه.
وافق خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى فتح مكة العاشر من رمضان منالسنة الثامنة للهجرة فصام، وصام المسلمون معه، حتى إذا بلغوا مكانا يسمى "الكديد" أفطر وأفطر المسلمون معه، ولم يزل مفطرا باقي الشهر حتى دخل مكة




واستجاب الله تعالى دعوة نبيه صلى الله عليهوسلم










.



، فلمتعلم قريش شيئا عن تحركات المسلمين أو نواياهم، وفي هذه الأثناء خرج العباس بن عبدالمطلب بأهله مهاجرا إلى المدينة، وكان العباس هو الذي يمد المسلمين بالمعلوماتالاستخبارية عن نشاطات قريش منذ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينةالمنورة.
ولم يستطع زعيم قريش أبو سفيان السكوت طويلا على هذا الوضع المقلق الذيخلقه نقض قومه لعهدهم مع المسلمين؛ فخرج يتحسس الأخبار ففوجئ بجيش المسلمين الضخمعند مكان يسمى "ثنية العقاب" قرب مكة، فأسرته قوة من استطلاعات المسلمين، وهمّ عمربن الخطاب أن يضرب عنقه، إلا أن العباس أجار أبا سفيان وأركبه خلفه على بغلتهليدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسون العفو.




رفض النبي صلى الله عليه وسلم استقبال أبي سفيان في بداية الأمر، فقالأبو سفيان: "والله ليأذنن، أو لآخذن بيد ابني هذا، ثم لنذهب في الأرض حتى نموت عطشاأو جوعا"، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك رق له، ورحم عزيز قوم أصابتهتقلبات الدهر، وأذن له بالدخول، ولما رآه قال له: "ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لكأن تعلم ألا إله إلا الله؟".









فتحتهذه الكلمة من النبي صلى الله عليه وسلم قلب أبي سفيان للإسلام، وقال: "بأبي أنتوأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، أما هذه والله فإن في النفس منها حتى الآن شيئا"،فقال له العباس: "ويحك! أسلم واشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، قبل أنتُضرب عنقك" فأسلم أبو سفيان. ويكشف هذا الموقف عن روعة تقاسم الأدوار بين المسلمينلهداية الناس إلى الله تعالى، فإن الأقفال المغلقة للقلوب تحتاج إلى مفاتيح مختلفةتمزج بين الشدة واللين، وبين الصفحوالحزم.




أسر زعيم قريش هذا المعروف النبوي؛ واللين في مواقف القوةوالتملك أشد وقعا على النفوس من السيف، والأخلاق النبوية أصابت سويداء قلب هذاالزعيم القرشي بعد حرب ومناهضة للإسلام زادت على عشرينعاما








ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



سويداء: أي القلب الصغيرالآسود





.



ولمتتوقف الدروس النبوية في حق أبي سفيان عند هذا الحد، بل إن النبي صلى الله عليهوسلم أجلسه في مكان يرى فيه جيش المسلمين القوي وهو يمر بقواته الكثيفة أمام عينيه،حتى يزيل جميع رواسب الكفر من نفسه، وحتى يقوم أبو سفيان قائما -دون أن يشعر- بحربنفسية لصالح المسلمين وسط قريش، تخيفهم من قوة المسلمين، وتحول كلماته عن وصف هذاالجيش الكثيف دون أي محاولة قرشية للمقاومة. وتقول روايات السيرة: إن أبا سفيان لمارأى ذلك المشهد انطلق إلى قومه وصرخ فيهم بأعلى صوته: "يا معشر قريش، هذا محمد قدجاءكم فيما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهوآمن، ومن دخل المسجد فهو آمن".



لقد راعى النبي صلى الله عليهوسلم نفسية هذا الزعيم بأن جعل له من الفخر نصيبا ريثما يستقر الإيمان في قلبه،فقال من "دخل دار أبي سفيان فهوآمن










تجنبالحرب.. تكسبها



تفرقالقرشيون ولزم كثير منهم دورهم، أما الباقون فلجئوا إلى المسجد، وبذلك نجحت خطةالمسلمين في تحطيم مقاومة قريش، وخلق استعداد عند أهل مكة ليطبق عليهم المسلمون مايعرف في عصرنا الحالي "حظر التجول"، وهو ما يمهد للسيطرة التامة دون مقاومة علىمكة.



لقدسبق دخول النبي صلى الله عليه وسلم لمكة حرب نفسية مركزة ومتعددة الأدوات، ومنها:
- أنه أمر كلجندي في الجيش أن يوقد نارا ضخمة، فأوقد من النار عشرةآلاف حول مكة طوال الليل وهو ما أدخل الرعب في قلوبهم، وشتت أي عزيمة في المقاومةوحرمتهم النوم بالليل خوفا من المداهمة، فأضعفت استعدادهم لمواجهة المسلمين فيالصباح.
- أنه فتح باب الرحمة والعفو لقريش قبل أن يبدأ في دخولها مستحضرا فيذلك عظمة البيت الحرام، فإذا فعل المنتصر ذلك فإن المقاومة تنهار.. تروي كتب السيرةأن النبي صلى الله عليه وسلم علم أن "سعد بن عبادة" وهو أحد قادة الجيش قال: "اليوميوم الملحمة، اليوم تُستحل الحرمة"، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُعزل منقيادة الفيلق ويتولى ابنه "قيس بن سعد".




- كانت خطة المسلمين أن يدخلوامكة من جهاتها الأربع في وقت واحد، وهو ما يشتت أي احتمالات لمقاومة مكية، ويهدممعنويات الخصم ويدخل اليأس إلى نفسه من جدوى المقاومة التي تعد انتحارا لا طائل منورائه





التواضع في قمة النصر



نجحتالخطة الإستراتيجية التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم عند دخول مكة في عدم تعرضجيش المسلمين لمقاومة تذكر، وأسلم غالبية زعاماتهم.. لكن هذا الانتصار العظيم زادالنبي صلى الله عليه وسلم تواضعا، فدخل مكة وهو يركب ناقته، ويقرأ سورة الفتح، وكانيطأطئ رأسه حتى لتكاد تمس رحله شكرا لربه تعالى، ولما جاء على باب الكعبة قال: "لاإله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده".



يقولالشيخ محمد الغزالي في ذلك: "إن هذا الفتح المبين ليذكره صلى الله عليه وسلم بماضطويل الفصول كيف خرج مطاردا، وكيف يعود اليوم منصورا مؤيدا، وأي كرامة عظمى حفهالله بها هذا الصباح الميمون، وكلما استشعر هذه النعماء ازداد لله على راحلته خشوعاوانحناء".



وعقب دخوله صلى الله عليه وسلم مكة أعلن العفو العامبمقولته الشهيرة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، ولم يمنع هذا العفو العام من إهدارهلدماء بضعة عشر رجلا أمر بقتلهم حتى لو تعلقوا بأستار الكعبة، لكونهم "مجرمي حرب"،وكان الوجه الآخر لهذا الأمر أن تبقى هذه الرؤوس التي من الممكن أن تكون نواة لنمومقاومة ضد المسلمين في حالة خوف وحذر على أنفسها تمنعها من التحرك وتفرض عليهاالتخفي، وكانت روعة الإسلام أن غالبية هؤلاء أسلموا وحسن إسلامهم، وقبل منهم النبيصلى الله عليه وسلم الإسلام.





نسألالله أن يوفقنا لما يحب ويرضاه وأن ينال هذا البحث الموجز والمختصر على رضاواستحسان قارئه هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياءوالمرسلين.



وصلىالله وسلم على آلهوصحبه

















المراجع



_المباركفوري ،صفي الرحمن _الرحيق المختوم_دار المؤيد،1418.





_ محمد،فضل الحاج _ السيرة النبوية للشباب _ الرياض،1426.





_سليمان ، محمد بن عبد الوهاب _مختصر سيرة الرسول _ الرياض،1418.
دودي الاموووره