تجنبوها...تسلموا

<FONT COLOR="Blue">التخمة والشبع</FONT c>
هي من أسوء وأضر العادات الغذائية المنتشرة بين الناس .إن فضول الطعام داع إلى أنواع كثيرة من الشر،إذ يحرك الجوارح إلى المعاصي ويثقلها عن الطاعات ويكفي بهذين شراً.
يقول إبن الجوزية رحمه الله:فمن وقي شر بطنه فقد وقي شراً عظيماً,والشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملاأ بطنه من الطعام.
************ *********** **********
ولو ذلل الإنسان نفسه بالجوع، وضيق به مجاري الشيطان لأذعنت لطاعة الله عز وجل ولن تسلك سبيل البطر والطغيان.
إذ أن من أعظم المهلكات لابن آدم شهوة البطن، فبها أخًرج آدم عليه السلام وحواء من دار القرار إلى دار الذل والإفتقار.والبطن على التحقيق ينبوع الشهوات ومنبت الأدواء والآفات.
إن على المرء أن يتجنب الشبع والتخمة اتباعاً لقوله (صلى الله عليه وسلم):"ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه،حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه،فإن لم يفعل فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه "رواه أحمد وابن ماجة والحاكم.
ولو نظرنا إلى أسباب تفشي هذه المشكلة لوجدنا لجوء الكثير من الناس إلى الإسراف والتبذير والتفاخر بالمآكل والمشارب ،وقضاء أوقات الفراغ أيضاً بصحبة ما لذ وطاب من المأكولات كالمعجنات والمكسرات والحلويات بأنواعها وعدم إعطاء المعدة فرصه للراحه ....

جاء في حلية الأولياء الأبيات الشعرية التالية:
وجدت الجوع يطرده رغيف........وملء الكف من ماء الفرات
وقل الطعم عون للمصلي ..........وكثر الطعم عون للسبات
وهذه ليست دعوه للتقشف ولكن يجب الرأفه بأجسامنا من اجل حياة سعيدة وصحة مديدةبإذن الله...فبعض الناس يكتفي بوجبة واحدة طوال يومه لكن هذه الوجبة كافية لإطعام أكثر من شخص ..وعندما ينتهي من طعامه تجده يتنفس بصعوبه بسبب الثقل الذي بلى جسمه به وغير قادر على إكمال اعماله اليوميه غالباً..وأفضل من هذا كله أن يتناول الشخص ثلاث وجبات يومياً وقد تتعدى إلى اربع أو خمس وجبات لكن قليلة المحتوى من الطعام وبذلك يسد بعض جوعه ويتمتع بخفه في جسمه ويكون تنفسه طبيعي ويزاول عمله بسهوله عكس الحالة الأولى.
وورد عن جمع من العلماء والفقهاء أن في تقليل الأكل فوائد جمة من ذلك:

أولاً: صفاء القلب وإيقاد القريحة وإنفاذ البصيرة،فإن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب.

ثانياً: رقة القلب وصفاؤه،الذي به يتهيأ لإدراك لذة المثابرة والتأثر بالذكر.

ثالثاً: تذكر بلاء الله وعذابه وأهل البلاء،فإن الشبعان ينسي الجائع وينسى الجوع.

رابعاً: دفع النوم ودوام السهر،فإن من شبع شرب كثيراً،ومن كثر شربه كثر نومه،وفي كثرة النوم ضياع العمر وفوت التهجد وبلادة الطبع وقساوة القلب.

خامساً: صحة البدن ودفع الأمراض ،وفي الجوع ما يمنع ذلك.

سادساً: خفة المؤونة،فإن من تعود قلة الأكل، كفاه من المال قدر يسير،والذي تعود الشبع صار بطنه غريماً ملازماً له.

سابعاً: الإيثار والتصدق بما فضل من الأطعمة على اليتامى والمساكين،فيكون يوم القيامة في ظل صدقته كل متصدق يرجو وجه ربه.
*********** ********** **********
وقد أشار أبو سليمان الدارامي رحمه الله إلى ست آفات من الشبع فقال:من شبع دخلت عليه ست آفات :فقد حلاوة المناجاة،وتعذر حفظ الحكمة، وحرمان الشفقةعلى الخلق، لإنه إذا شبع ظن الخلق كلهم شباع، وثقل العبادة، وزيادة الشهوات،والدوران حول المزابل.(أعزكم الله).والتخمة أصل كل داء ،فلو قيل لأهل القبور ما كان سبب آجالكم ؟ لقالوا: التخمة.
وصدق من قال :الجوع مفتاح الآخرة وباب الزهد ، والشبع مفتاح الدنيا وباب الرغبة.
أمدكم الله بكامل الصحة والعافية ..وأبعد عنكم شر التخمة .
*********************************************
*********************************************