يكفي كلام

يكفي كلام @ykfy_klam

عضوة فعالة

تجيد خمس لغات وترسم وتكتب بفمها وابتسامتها تحمل الألم..

الملتقى العام

​رولا المسحال- سبق - الرياض: سبعة عشر عاماً ولا يزال غدها يشابه أمسها، ست سنوات من عمرها فقط هي ما قضته تلعب وتمشي على قدميها وترسم بيديها الصغيرتين قبل أن يصبح فمها هو المسؤول عن وظائف أطرافها الأربع.


الفتاة سلمى أحمد صديق استطاعت أن تتحدى إعاقتها بفمها فقط، فمن خلاله تتكلم وترسم وتكتب، وعلى الرغم من أنها تحيا بجسد فقد قدرته على الحركة أو الإحساس منذ أكثر من 11 عاما، إلا أن الابتسامة لم تفارق وجهها، ابتسامة تحمل في طياتها من الألم الكثير.


بدأت قصتها منذ زمن طويل عندما كانت تسير ووالدتها، وشاء القدر أن تمر سيارة مسرعة وتختارها لتفقدها قدرتها على الحركة للأبد، لتقضي بعدها أحد عشر عاماً تستيقظ كل يوم لا يحيط بها سوى الأجهزة طبية التي تبقيها على قيد الحياة.


فعنوان سلمى الدائم أصبح السرير رقم 22 في العناية المركزة بمجمع الملك سعود الطبي "الشميسي" في الرياض فهي لم تحظ برؤية ومعرفة بلدها السودان، بينما يبقى حلمها شاهداً على قوتها فأمنيتها أن تكمل تعليمها، فرغم إعاقتها وعجزها , إلا أن شغفها للعلم لم يتوقف ولم تحده أبعاد السرير الذي ترقد فيه.


وتقول سلمى "أريد أن أكمل تعليمي، كبقية أبناء سني"، تغمض عينيها فيما يشبه الأمنية، مضيفة " كل إنسان له قدراته أريد أن أكمل تعليمي ثم سأفكر حينها ماذا سأصبح..".


وأضافت" تأتي إلى معلمة تعلمني القرآن كل يوم وأحفظ ثلاثة أجزاء ولله الحمد، ولكن شوقي للعلم لا ترويه الكتب فقط أو جهاز التلفاز ففي كل يوم أحلم أن التحق بالمدرسة".


والدتها التي انحنى ظهرها وأثقلت الدنيا على كاهلها لم تبك ولم تضعف وهي تبتسم أمام سلمى، تخبرها أن غدها أجمل وتقنع نفسها وطفلتها أنها راضية، وأن قدرها سيتبدل وأن في غدها حديقة لن ترسمها بريشتها، بل تراها بعينيها وتجول أرضها بقدميها.


وقالت والدتها لـ"سبق": آتي يومياً لزيارة ابنتي، ولقد غيرنا مكان إقامتنا حتى نكون بالقرب منها دوما ونستطيع الوصول إليها سيراً على الأقدام"، وتتمنى أن تستطيع أن تعيش ابنتها معها في ذات البيت.


وأضافت "من الصعب ألا أرى ابنتي تكبر أمام عيني أتمنى أن تستطيع أن تعيش معي ومع إخوتها في البيت"، مشيرة إلى أن تجهيز مكان لسلمى في البيت أشبه بحلم مستحيل بسبب التكلفة العالية ووجوب توفير رعاية على مدار الساعة لها". وأوضحت أنها لا تستطيع أن تمنع نفسها من أن تحلم بأن تعود صغيرتها للحركة يوماً ما.


أما سلمى التي تعرف أن غدها لن يتغير وتعرف أن لا حل لمشكلتها وأن عليها أن تستمتع مراراً وتكراراً لزقزقة العصافير ولكن من خلف جدران وأسوار المستشفى، تعلمت أن تحرك قلمها وألوانها بواسطة فمها، وتخط على دفتر صغير بمساعدة ممرضاتها خواطرها أو ترسم صوراً لأماكن لم ترها ربما قرأت عنها أو شاهدتها في التلفاز الصغير الذي تتابعه".


تتحدث بصوت منخفض مع ممرضتها تطلب منها أن تحضر ما رسمته وما خطته بفمها، لكن اللغة الهامسة التي استخدمتها تدفعنا للسؤال، تواجهنا بابتسامتها قائلة "تعلمت عدة لغات أثناء وجودي في المستشفى"، موضحة أنها تجيد الإندونيسية والفلبينية والهندية بالإضافة للإنجليزية والعربية.


تعرض رسوماتها التي تصر أن تكتب عليها تاريخ رسمها حتى لا تنسى في أي يوم رسمتها، وتطلب من ممرضتها مرة أخرى أن تحضر هاتفها النقال لترينا ما تكتب عليه بواسطة محقن طبي تضعه في فمها وتحركه بمهارة بالغة، مشيرة إلى أن أصدقاءها هم أعضاء الطاقم الطبي والمتواجدون في العناية المركزة دوما ومنهم تعلمت الكثير.


وتشير التقارير الطبية الخاصة بحالة سلمى إلى أنها تعاني من شلل رباعي، وضمور في النخاع الشوكي، كما أنها تعتمد على جهاز التنفس الصناعي والمساعدة الطبية الكاملة للبقاء على قيد الحياة، رغم أنها بكامل وعيها.


منقول.
2
641

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

222amal
222amal
لا حول ولا قوة الا بالله
الله يشفيها يارب شفاءا لا يغادر سقما
Loo85Ly
Loo85Ly
الله يشفيها ويصبر اهلها