تحالف ظالم، وتخاذل آثم!(2)

ملتقى الإيمان

الأمر الثالث: أن تتجه أي دولة في البلدان الإسلامية، إلى الحكم بالشريعة الإسلامية، كالحال في السودان، التي أعلنت أنها تريد تطبيق الشريعة على المسلمين، فحاربتها أمريكا حربا شعواء بسبب ذلك، وأعلنت الإدارة الأمريكية ذلك مرارا.
الأمر الرابع: أن يقوم شعب أو حزب أو جماعة بالجهاد في سبيل الله، ضد عدو اغتصب بلده، وانتهك حرماته، ودنس مقدساته، وأخرج أهله من ديارهم، وهدم منازلهم، وافسد مزارعهم، وقتل وسفك دماءهم، كمنظمتي "حماس" و "الجهاد" في فلسطين، و "المجاهدون" في كشمير، و "جبهة مورو الإسلامية" في الفيليبين...
وقد جمعت أمريكا قبل سنتين تقريبا زعماء العالم، ومنهم زعماء الدول العربية، وزعيم الشرطة الفلسطينية، في شرم الشيخ، لمحاربة الإرهابيين في فلسطين، والمقصود منهم منظمتا حماس والجهاد... افتح الرابط الآتي:
http://64.29.210.216/completesearch/arabic/mDetails.asp?hMagazineID=14334
الأمر الخامس: أن تتمكن أي جماعة إسلامية في أي بلد إسلامي من نشر مبادئ الإسلام بين أبناء شعبها، عن طريق مدارس ومعاهد إسلامية، وبمناهج وكتب إسلامية، كالحال في اليمن التي بلغت المعاهد العلمية فيها ما يقارب ألف معهد، وكذلك المدارس الإسلامية في الأردن، فقد تكرر الضغط الأمريكي على الدولتين، وقد استجابت الحكومة اليمنية للضغط، فقررت إلغاء تلك المعاهد، مع إلحاح عامة الشعب –وبخاصةالطلاب وأولياء أمرهم- على الإبقاء عليها. افتح الرابط الآتي
http://www.yemeniislahparty.com/baianat/baianalhia19-5-2001.htm
وكذلك أصدرت الحكومة الأردنية قانونا للسيطرة على المدارس الإسلامية، وهو شرط من شروط التطبيع مع اليهود. افتح الرابط الآتي:
http://www.islam-online.net/Arabic/news/2001-06/12/Article34.shtml
هذه هي مظاهر الإرهاب عند الولايات المتحدة الأمريكية، والدولة اليهودية الصهيونية، وهي التي ستسوق أمريكا حلفاءها من حكومات الشعوب الإسلامية التي وافقت على محاربة الإرهاب، إلى محاربتها.
نعم نحن نسمع تصريحات –على خجل-من بعض حكومات الشعوب الإسلامية، تدعو إلى تعريف الإرهاب، بحيث تستثنى منه حركات التحرير التي تدافع عن العدوان على أرضها، كالشعب الفلسطيني، ولكن تلك التصريحات، لا أظن أنها ستصمد أمام الأوامر والتهديدات الأمريكية، وبخاصة إذا تلقت الشرطة الفلسطينية طعما من اليهود، بإقامة حكم ذاتي، يسمى "دولة فلسطينية" فإن الشرطة الفلسطينية، ستؤم الدول العربية إلى القبلة الصليبية "واشنطن" في التضييق على المجاهدين الذين يجاهدون في فلسطين لنيل حريتهم من الهيمنة اليهودية، ومعاملتهم معاملة الإرهابيين.
وهاهي الشرطة الفلسطينية قد قتلت ثلاثة من أبناء شعبها قبل يومين أو ثلاثة، وجرحت ستين منهم، عندما قاموا بمظاهرات سلمية، استجابة لتصريح أمريكي صحفي، أن أمريكا ترغب في إقامة دولة فلسطينية!!!
إن تحالف حكومات الشعوب الإسلامية مع الدولة الأمريكية الصليبية باسم محاربة الإرهاب، للاعتداء على الشعب الأفغاني المسلم، هو من موالاة أعداء الله الكافرين ونصرهم على أولياء الله المسلمين، وهو أمر محرم، لا يرضاه الله ولا رسوله ولا المؤمنون.
والحقيقة أن غالب حكومات الشعوب الإسلامية، إنما تستجيب للتحالف مع أمريكا، لأمرين:
الأمر الأول: الرعب الشديد الذي أنزلته أمريكا في قلوبهم، وخوفهم من بطشها وهز عروشهم من تحتهم، وهو أمر مألوف عند من يخاف الناس أشد من خوف الله، ويعتمد على الناس أكثر من اعتماده على الله، وقد قال تعالى في أمثال هؤلاء: ((ياأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين))
الأمر الثاني: أن ذلك قد وافق هوى في نفوسهم، فهم قد ضاقوا ذرعا بالصحوة الإسلامية التي عمت الأرض، وأصبح المسلمون بسبب ذلك يتوقون إلى أن يستظلوا في ظل حكم الإسلام الذي حرمهم منه المغتصبون لبلادهم من الصليبيين في القرن الماضي، وحاربوا تطبيقه في حياتهم بكل وسيلة: إعلامية وتعليمية وتشريعية وقانونية، وعسكرية، ثم نصبوا على كراسي حكمهم تلامذتهم من أبناء تلك الشعوب الذين أخلصوا لتطبيق أهداف أساتذتهم أشد منهم، وهم يرون أن نمو الصحوة الإسلامية وتأثيرها في الشعوب الإسلامية، سيقضي على زعاماتهم التي لم يعد لهم مؤهلات تمكنهم من البقاء فيها.
ولهذا تراهم يهرولون إلى التحالف مع الصليبي الظالم، كما قال الله تعالى: ((فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة)) ولا يدرون كما لم يكن يدري إخوانهم من قبلهم أن العاقبة لأولياء الله المؤمنين، وأن عاقبة تولي الكافرين هي الندم: ((فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين))
الخلاصة أن تحالف المسلمين مع الكافرين للعدوان على الشعب الأفغاني المسلم، تحالف محرم شرعا لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتعاطاه، وأن متعاطيه يعتبر مواليا للكافرين، معاديا للمؤمنين، والله تعالى يقول: ((ومن يتولهم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين))
وللحديث صلة.
1
476

هذا الموضوع مغلق.

ام احمد
ام احمد
اشكرك على الموضوع القيم وبارك الله فيك.