╗╔ عاشقة طيبه ♥╗╔
الله يدخل الفرح والسرور لقلب كل من ردت ورفعت الموضوع

الجزء الرابع
نكمل رحلتنا الشاقة في الأراضي الإيرانية وما بدأنا بسرده عن جريمة القتل العمد
وبدم بارد على مرأى من أنظارنا.. والتي كان بطلها المدعو (أبو مرتضى الشيباني)
والذي أعتقد أن أسمه كان أبو مصطفى وهو من سكنة مدينة البصرة وأحد قادة فرق الموت
الذي مارس مهامه في القتل بعد الاحتلال..
كان الذي حدث من قتل الشابين العراقيين درسا مبكرا لنا بأن الذي يحاول أن ينقل شيئا
عن ايران للسلطان العراقية أو يفكر أن يلعب “على الحبلين” فإن مصيره هو الذي
شاهدناه، رغم أنني علمت أن المغدورين لم يكن أبو مصطفى يرتاح لهما وحسب، وقد علمت
أنه قتل العشرات من العراقيين بهذه الطريقة.! وقد أوكل الأيرانيون شأن العراقيين
هناك بيد المجرمين المحسوبين على العراق، والذي يقتلونه منهم هو مجرد “كلب وفطس”.
شعرت أننا وقعنا في كماشة ف(دولة المستضعفين) ليس لها وجود على الأرض، وأيران
للأيرانيين .فصرنا بين خيارين أحلاهما مر علقم.
على مقربة من المعسكر توجد لوحة كبيرة شاخصة على الأرض مكتوب عليها: “وطن ما بصره
وشام نيست.. وطن ما أسلام أست” ومعناها: وطننا ليس البصرة والشام، أنما وطننا
الإسلام.!! وهذه شعارات فارغة للمنخدعين، إنما معناها امبراطورية الفرس سيتعدى
الشام والبصرة.! كون الاسلام بريء من هؤلاء الزنادقة القتلة..
دخلنا المعسكر، فإذا بهم وجوه ممسوخة كأنها رؤوس الشياطين، يغلب على سحنتها السواد
المشوب بالصفرة، الكل أسمائهم أبو فلان وأبو فلان على أساس أنها أسماء (حركية). وقد
عرفت في ما بعد أن الذين يسمون بأسمائهم الشخصية أنما يعتزون بأسماءهم الايرانية
وأنهم الأسياد ويعملون علنا لبلدهم فلا داعي للأسماء (الحركية) ومنهم (محمد باقر
الحكيم) و(حسين الشهرستاني) و(هادي العامري) و(علي الأديب) و(كريم شهبوري) الذي صار
في ما بعد موفق الربيعي و(بيان جبر) و(أبراهيم الجعفري) وغيرهم.
من الأسئلة الغريبة التي وجهت لنا في المعسكر هي عن عدد الذكور والأناث في العائلة
والحالة الاجتماعية لكل فرد، وقد عرفت أن أصحاب السطوة والجاه وخاصة المعممين
يستأثرون بالزيجات المتعددة بالأبتزاز والأكراه كما حصل للفنان العراقي هاني
الكرناوي الذي لم يجد بدا من تزويج ابنته لأحد المعممين، والاّ فمصيره إلى السلطات
العراقية، وقد تم الأيقاع بالمئات من العراقيين ومنهم الكثير من الذين أعلنوا
(تووبتهم) للتخلص من قسوة الأسر والتحقوا بفيلق بدر، حيث يرسلونهم إلى العراق
ويحملونهم برسائل خطيرة أو بمتفجرات ثم يخبرون السلطات العراقية عن مكان وزمان
دخولهم العراق ليتم القبض عليهم، وقد كان ذلك يحصل لأتفه الأسباب الشخصية وأحيانا
بدون سبب.
زارنا مرة (السيد) وهذا أسم محمد باقر الحكيم هناك، وقد بذلت حمايته جهدا كبيرا
لأبعاد الذين أنكبوا عليه يقبلون يديه ورأسه ورجليه، ومنهم من أخذ (قبضة من أثر
الرسول) حفنة من التراب الذي كان يقف عليه ليصنعوا منها “الترب”.!! ومن الأمور التي
حركت مشاعر (المجاهدين) ومنهم من أجهش بالبكاء أن عباءة السيد كانت مرقعة وبالية
“كدليل على الفقر والزهد” رغم السيارات الفارهة والخدم والحشم الذين يحيطون به. وقد
كان المسؤولون في المجلس هناك يستشهدون بـ”عباءة السيد” عندما يكون هنالك حديث عن
رواتب متأخرة أو التشكي من بؤس الحال.
لم نبق في المعسكر أكثر من ثلاثة أشهر حتى جاءت الأوامر بإستبعاد الذين لم يكملوا
في (الخدمة) مدة سنة وإحالتهم على ما يسمى ب(القوة الأحتياطية) وهذه الدائرة لا
=====
تطالب بالحضور وأنما يتم الاستدعاء وقت الحاجة وليس فيها راتب. ولكن تصرف هويات
أنتساب كثيرا ما يضعها الإيرانيون في نقاط التفتيش تحت أقدامهم. ولكننا كنا نتملق
كثيرا عندما تنفد مدة هذه البطاقات لنحصل على بطاقات جديدة، وكذلك الحال أذا أردنا
التنقل من مدينة إلى أخرى فيتطلب الأمر الحصول على وثيقة أخرى تسمى “برك تردد” أي
ورقة التنقل وكأنها صكوك الغفران.
إن الآليات العسكرية العراقية كالدبابات والمدرعات التي دخلت المدن الأيرانية في
بداية الحرب وتعطلت هناك فالأيرانيين لم يرفعوها كلها بل تركوا الكثير منها في
الشوارع والساحات، ومنها دبابة في مدينة الخفاجية وثلاثة مدرعات ومدفع في مدينة
البسيتين والعديد من الآليات والمدافع في مدينة المحمرة . وكذلك الكثير من الطائرات
المعطوبة فقد أحيطت بمحوطات وأصبحت جزء من معالم المدن للتذكير وإلى الأبد بالحرب
على العراق.!
ومن الأمور التي يصعب تصديقها فإن جميع القتلى الأيرانيين “وأؤكد على كلمة جمييييع”
من ضباط ومراتب وطيارين ومن القوات البحرية وغيرها فقد أطلقت أسماؤهم على الشوارع
والساحات والبنايات والملاعب والحدائق العامة والأسواق، ومنهم من وضعت صورهم
وأسماؤهم على شكل مجاميع على البنايات والجزرات الوسطية “البلوارات” مثل “بلوار
شهيد” في مدينة الأحواز.
رغم أن التمور تشكل ركنا من أركان الإقتصاد الأيراني حيث تكثر في أقليم عربستان
“خوزستان” مثل المحمرة وعبادان وديزفول وشادكان، ألا أنه تمنع زراعتها في داخل
عاصمة الأقليم مدينة “الأحواز” حيث يمنع زراعتها في الحدائق العامة أو الساحات أو
المتنزهات لأن الفرس يعتبرون أن النخلة هي من الرموز العربية التي يجب الأستفادة
منها فقط من دون أعطائها أي شأن معنوي أو جمالي أو وجودي!.
كذلك فإن الأيرانيين “على نطاق الحكومة” يقفون ضد الأكثار وتربية الجمال “البعير”
ويقومون دائما بتحجيم نشاط المربين من القوميات غير الفارسية ومنهم عشائر “الزنكلة”
وذلك لأن الفرس يعتبرون الجمل مطية العرب ويذكرهم بالقبائل العربية. وكثيرا ما
يدافع الرعاة عن جمالهم بأنهم يستخدمونها في تمثيل خروج السبايا من الكوفة الى
الشام بعد واقعة الطف.!
ننتقل إلى طهران عاصمة دولة الفرس حيث تتدرج مظاهر الفقر كلما أتجهنا الى الجنوب
وتزداد مظاهر الغنى كلما أتجهنا إلى الشمال، وذلك لأن “الجنوب” وبحسب الحس الفارسي
يشير إلى العرب ومهد انطلاق الإسلام والفتوحات من الجزيرة العربية، والتناقض بين
شمال طهران وجنوبها مثل التناقض بين قطبي شمال البوصلة وجنوبها. وحيث يعيش في
الشمال وفي مدينة “تجريش” الراقية هناك خاصة الكثير من الشخصيات الحكومية والسفارات
وعوائل أرباب المشروع الفارسي في العراق مثل محمد باقر الحكيم “أبو العباءة
المرقعة” وموفق الربيعي وعلي الأديب وحسين الشهرستاني وبيان جبر وغيرهم.
قد يخيل إليك أنك ستسمع الأذان وقت الصلاة في كل شارع وحارة في طهران!. أن
الطهرانيين يسمون صوت الأذان بـ”أنكر الأصوات” ولذا فإن الأذان يرفع عبر المكبرات
الداخلية للمساجد والحسينيات، وأحيانا تقام الصلاة بدون أذان.!!
لفتت إنتباهي مرة صورة معلقة في أحد المتاجر لأحد (المتدينين) حيث كانت الصورة تمثل
نبي الله ابراهيم وهو يهم بذبح ابنه أسماعيل وقد رسمت الكعبة في واد بعيد
وخنجر أبراهيم يمس ركن الكعبة! ولكن الغرابة زالت عندما عرفت أن الفرس يعتبرون
أن أبراهيم هو فارسي وليس عربي.!!
هل تعلم أيها المسلم وأيها الشيعي في العراق ويا أيها القاريء الكريم بأنك إذا أردت
أن تعرف أتجاه القبلة في طهران فتوجه بأتجاه المرحاض.!! أن جميع الفنادق والدوائر
والمؤسسات الحكومية والمساجد والحسينيات والأضرحة فإن موقع المرحاض يكون دائما
بأتجاه القبلة بالنسبة لموقعك في المكان! فإذا كنت مثلا في شقة في أحد فنادق طهران
والتي “الشقة” تحتوي عادة على غرفة نوم وبجانبها حمام ومرافق فإنك إذا أردت الصلاة
وأنت في الغرفة ولم تعرف أين أتجاه القبلة فتوجه إلى ناحية “المرافق” وخطيتك

برقب….ة السيستاني والخامنئي.
هذه هي قبلتكم يا مسلمون في نظر الأيرانيين “ولن أقول الفرس” حتى لا يزعل اخواني من
الشيعة المسبحين بحمد ايران والمقدسين لمرافقها.!
وليس هذا في طهران فقط وأنما في معظم المدن الأيرانية ما عدا بعض الحالات لأسباب
أستثنائية. وأنني أدعو جميع الذين كانوا في أيران من العراقيين الشرفاء والذين
كانوا في أقفاص الأسر أن يعودوا بذاكرتهم إلى الوراء ليتحققوا مما أقول.. وليس هذا
كل شيء فالآتي أدهى وأعظم.
هذه هي (جمهورية ايران الإسلامية) التي جاء بها الخميني، فمتى تستفيقون أيها العرب
وأيها المسلمون، ويا دعاة (التقريب بين المذاهب)، ويا منظمة المؤتمر الإسلامي! ويا
دول الخليج ويا المملكة العربية السعودية.
ويا شيعتنا في العراق ودول العالم مما أنتم غارقون فيه من أكاذيب ما يسمى الجمهورية
الايرانية الاسلامية؟ ومتى ستوقنون أنها مملكة العهر والزندقة والكفر واحتقاؤ كل ما
هو مسلم..!
وللحديث بقية.
اللهم اجعلني مجاهدا وسببا في نصرة الاسلام والمسلمين

ومضة حالمة
ومضة حالمة
يالله ,,,


ننتظر التتمة في أسرع وقت
دره الشمال
دره الشمال
يعطيك العافيه
╗╔ عاشقة طيبه ♥╗╔
نكمل لكم مشاهداتنا في دولة الدجل والمشعوذين.. دولة يحكمها الحقد الأزلي ضد كل ما
هو عراقي أو مسلم أو عربي.. ومشاهدتنا في هذه الحلقة تبدأ برحلة سفر وظهور الوجه
العنصري القبيح للايرانيين والكشف عن شواهد الحقد ضد إله العرب (الله) وأسباب
الصلاة على الترب.! ..
كنا ذات يوم أنا وأحد الأخوة العراقيين وهو من نسل الرسول “سيد” وكان يشاطرني
النظرة الجديدة إلى الأيرانيين لحد ما وإن كانت لا تخلوا أحيانا من باب المجاملة.
كنا نستقل باص “أتوبوس” متجهين من مدينة قم إلى طهران، وكان صاحبي يرتدي كوفية
وعقال.! وما أن تحرك الباص وإذا بقشور “الكرزات” يرميها علينا بعض الصبية والذين
رأينا أن آبائهم يحفزونهم على ذلك ، فكتمنا الغيض وقلنا أن الصبر أولى من الكلام
الذي لا طائل من ورائه. كما كان يمر من جانبنا أحد الركاب ليملأ كأسا من الماء من
قرب السائق ويتظاهر بأنه يوصله إلى رفيقه الذي يجلس بجانبه، ولكن ما أن يمر من قرب
“السيد” حتى يتظاهر بأنه فقد توازنه بسبب أنطلاق الباص ليدلق “يسكب” شيئا من الماء
عليه وليستمر بعدها النبس والضحك. وفي وصولونا طهران مشينا أنا وأياه وقد أجتزنا
أحدى الحدائق العامة وإذا بالحجار ينهال علينا من كل صوب، فأسرعنا الخطى صامتين
لأننا نعلم أن تدخل الشرطة يعني لنا سنة من السجن على الأقل (على ذمة التحقيق) وفي
النهاية لن يقولوا لنا حتى كلمة “ببخشي” “عفوا”..
ستمرّت تلك المضايقات ولا أنسى تلك الحادث ففي ليلة ليلاء كنت فيها مسافرا بالباص
ليلا من طهران إلى أصفهان صادفنا في الطريق حادثا مروريا حيث شاحنة مقلوبة وكانت
محملة بالزجاج الذي تناثر في الطريق مما يتطلب التوقف قليلا لأجتياز المكان، وقد
فكرت أن أنزل قليلا لأحرك رجلي وحيث كان الباص قد توقف قليلا مع “تعليقات” الركاب
على الحادث.. وما أن رآني السائق في المرآة وأنا منشغل أتأمل الشاحنة المقلوبة “
وقد عرف أنني عربي من بعض الكلمات التي تفوهت بها داخل الباص”، فأطلق السيارة بأقصى
سرعة ابتدائية فلم ألحق بالباص وقد قضيت الليلة على أصوات الذئاب والثعالب وقد
صرفتها بالدعاء المختلط بحرقة المظلوم لا غير، متحاشيا استيقاف السيارات على الطريق
فقد تكون أحداها عائدة للشرطة وحيث أوراقي الثبوتية لا تسمح لي بمثل هذه المواقف.
وذات يوم ولتفادي الأذى الذي يلحقني دائما بسبب العنصرية المقيتة، فقد خطرت لي فكرة
جائتني من حيث أنني أرى أن الأشخاص الذين أسألهم باللغة الأنكليزية يجيبونني
ويعاملونني بكثير من اللطف والأحترام، فكنت كلما أذهب إلى طهران لبعض الشؤون أدعي
بأنني سائح بريطاني من أصل تركي! وقد رتبت هيئتي بما يناسب الحال وحيث أنني أجيد
الأنكليزية بطلاقة تامة والفضل يعود إلى دراستي في جامعات بغداد.! ولقد أكتشفت أن
الطهرانيين وكذلك عموم الأيرانيين لديهم بعض الشعور بالنقص أمام الأوربيين أو أنهم
على الأقل لا يبدون أية نزعة عدوانية تجاههم مع الأعتزاز والتفاخر بأيرانيتهم
وبلدهم، فكانوا إذا سألت أحدهم بالإنكليزية وعرّفته بأنني بريطاني فأنه يجهد نفسه
كثيرا في الأجابة على السؤال، ومنهم من يوصلني بسيارته وأحيانا يدعونني إلى البيت
للتعارف.!!
ولكن رغم ذلك تحصل الكثير من “المقالب” والإشكالات وأذكر منا “على سبيل المثال”
أنني أستأجرت يوما تاكسي “التاكسيات تعمل بالعداد” وطلبت منه أن يأخذني إلى مكان ما
فأخذ يلف في شوارع طهران ما يقارب الساعة “ليأخذ أجرة أكثر” وقد وجدت في ما بعد أن
المسافة من الأنطلاق إلى الوصول لا تتجاوز العشر دقائق مشيا على الأقدام!.
من المظاهر المألوفة أن جميع الدراجات البخارية “وهي كثيرة جدا في عموم أيران
وطهران خاصة” يربطونها بسلاسل قوية لشيوع السرقات وكذلك النصب والأحتيال، فإذا غفلت
عن حقيبتك لحظة فأقرأ عليها السلامة.
مرة قال لي أحد السائقين وكنا نتحدث بالإنكليزية “حيث أن في طهران نسبة كبيرة جدا
من الذين يتكلمون الإنكليزية” فقال لي: هل ترى هذه العمارات.. لو كانت لي لأعطيتها
لك مقابل أن تأخذني إلى “الخارج”، فقلت له لماذ؟ فأخذ يلف بيده على رأسه ليمثل
عمامة الملالي ويجر حسرة. فسألته لماذا أذن تخرجون للتظاهر عندما يدعوكم الخامنئي
أو خاتمي “رئيس الجمهورية آنذاك” فقال: حتى نظهر بلادنا بمظهر القوي أمام الغرب،
فالخامنئي سيرحل يوما ولكن أيران ستبقى لنا.! فشعرت بأنني خائن ذليل حيث أنني
لطالما كنت أفرح بالغزو الخارجي لتغيير (النظام) والأطاحة بصدام حسين يرحمه الله.
ولن أسامح نفسي إلى أن يكتب الله لي الشهادة في سبيله وفي سبيل العراق.
أن الأيرانيين يحبون بلدهم بشكل عجيب ولا يؤمنون أبدا بالتغيير الخارجي للحكومات،
وهذه شهادة أسجلها لهم. ولا عجب أن يقاتلون مع الحكومة مع أنهم يمقتونها أشد المقت.
لكل أمة حضارة وحضارة الفرس حضارة الحجر وليست حضارة البشر! فلا تجد هنالك معنى
لشيء أسمه الإنسانية. أن المعالم والنقوش الأثرية عادة ما تعكس الرؤية الفلسفية
للكون والطبيعة عند الأمم والشعوب، وفي أيران وخاصة طهران فإن كل النقوش والنحوت
والتماثيل توحي بنظرة عدائية للسماء! وكلما أمعنت في التأمل تفهم أبعاد الديانة
المجوسية والتي يبدو أنها نشأت مع وجود العنصر الفارسي على الأرض ولا زالت إلى
اليوم. أن العرب يجاورون خطرا حقيقيا متربصا بهم من الشرق، و(حضارة) تحارب بكل
الوسائل ومنها الدين من أجل بقائها وسيطرتها. كما أن للفرس نزعة شديدة جدا جدا
للسيطرة على العراق، ولو تمثل لهم العراق على هيئة رجل يمشي في طهران لأبتلعوه
حيا.!
يوم الجمعة هو أتعس يوم في طهران حيث تقام (صلاة الجمعة) الصورية طبعا، ويقطعون
الشوارع ويحولون أتجاه السير المروري لتمثيل هذا المشهد التصديري. أن ثمانين بالمئة
من الذين يحضرون صلاة الجمعة هم من الشيوخ والعجائز المعوزين ويتقاضون راتبا على
ذلك وإذا لم يحظروا يقطعون رواتبهم، وعادة يجلس أمامهم أتباع الحكومة والمنتفعين من
وجودها. والذين يصورونها خبراء في التصوير بمعنى الكلمة، حيث أنصدمت عندما حضرتها
ذات جمعة حيث لم أجدها بالصورة التي رسمها الأعلام الأيراني في مخيلتي.
بالنسبة للمدعو (محمد باقر الصدر) والذي أرسل له الخميني رسالة مفتوحة حمّلها بما
يكفي لإدانته وقد سهل وقوعها في أيدي السلطات العراقية، والذي كان يقول: ( ذوبوا في
الخميني كما ذاب هو في الإسلام! ) فإن في كل طهران لا توجد له ألا صورة واحدة فقط
لا غير، مرسومة على حائط وسخ يعود لعلوة لبيع الخضار وعادة ما يربطون الحمير تحت
هذه الصورة، وإذا أراد (السيد مقتدى) أصف له مكان الصورة، وأتحداه أن يثبت وجود
غيرها في طهران أو في شوارع عموم أيران.
عادة ما توجد في المدن إرشادات مرورية تكتب على الشوارع “الأسفلت” مثل خطوط عبور
المشاة، أو حد السرعة، أو سهم يبين أتجاه السير، ولكن في طهران فقد كتب المجوس لفظ
الجلالة {الله} على شكل كلمة “مدرسة” على أساس أنها أشارة تحذير للسواق من وجود
مدرسة قرب المكان، وأحتمال عبور تلاميذ. وهكذا تدوس عليها المركبات والعربات
والمشاة أربع وعشرين ساعة. فما أكبر حلم ألله سبحانه وتعالى، وما أهون هذه الدنيا
عليه جل جلاله.
أن الفرس يكرهون كلمة لأنها تعني أله العرب، ويفضلون لفظة “خدا” والتي أيضا
تعني “ألله” ولكن بالمفهوم والرؤية الفارسية. وقد أرفقت بالمقال صورة عن الكيفية
التي رسمت بها الكلمة وبطريقة يستحي منها حتى أبليس.
بعض الناس من المغرر بهم يقولون إذا سألتهم: كيف يكون الخميني أو الخامنئي أو
السيستاني “سادة” والرسول عربي؟! فيقولون بأنهم عرب في الأصل وقد هاجر أجدادهم
إلى أيران فرارا من (بطش) العباسيين أو الأمويين أو غيرهم! في كذبة مكشوفة. ومرة
تحدثت مع مواطن في طهران وقلت له مثل هذا الكلام فغضب وتنرفز وزعل كثيرا وكأنني
طعنته في كرامته ولم يهدأ إلا بصعوبة بالغة. ثم قال لي بأن العرب أعتدوا على
الزهراء وسلبوا حقها، وحرفوا الأسلام، بينما هؤلاء “الأيرانيين” حفظوا حقها
وساروا على نهجها فهم سادة بالكرامة والأحقية.! ان الأيرانيين يعتبرون السيدة
البتول هي محور الأسلام وقطبه ولذا يقولون: “فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها” مع
أنني لم ألمس فيهم ألا مكاءا ورياءا وتصدية، وليس لديهم أي حب لشخصها الكريم .
في مدينة قم مركز الدجل والشعوذة توجد الكثير من (المكاتب) للمعممين، وحيث أن
غالبية السكان من المسفرين أو الذين يجيدون اللهجة العراقية بالمعاشرة، وفي قم
الكثير جدا من الأسواق والمحال العراقية. وهذه المكاتب هي كالأندية الترفيهية
للمعممين وأهم ما يمارسون فيها “زواج المتعة” وإليكم السبب الذي أخذ منه المدعو
(صدر الدين القبانجي) أسمه هذا: أشتهر عن القبانجي في بداية نشاطه (الجهادي) بأنه
عندما كانت تقبل امرأة ما على المكتب الذي يكون جالسا فيه القبانجي بين رفاقه، وهم
يعتقدون ما هي نواياها بالحدس، فإنهم يسألون القبانجي: “ها شرايك؟” فيصفها لهم:
نحيلة القوام، ثقيلة الأرداف…إلخ. وبعد أن (يعقدون عليها) كل واحد (زواجا منقطعا)
لمدة نصف ساعة، وبعد أن يخرجون من (الزفة) فإنهم يثنون على وصف (القبانجي) الدقيق.
وكان معروف بأسمه “صدر” وبأنه قد “قبّنها” أي وزنها تماما فيقولون:” صدك كبّنها
صدر” فأشتهر بهذا الأسم فيما بعد وصار (الكبانجي) وهو بعيد كل البعد وليس من عائلة
القبانجي العراقية العريقة.
هذا الدعي مثله الكثير من الذين صارت لهم أسماء عراقية ومنهم “على سبيل المثال” علي
الدباغ الذي قال مرة كلمة فارسية ومن على شاشات التلفزيون وهو يعلق على قصف
الأمريكان داخل الأراضي السورية فقال: “حدثت عمليات خروج وورود للجماعات المسلحة”.
وكلمة “ورود” الفارسية تعني بالعربية “دخول”.
وذات ليلة في قم وفي إحدى الحسينيات وأسمها “على ما أذكر” الحسينية النجفية، وحيث
كان محمد باقر (الحكيم) منغاضا جدا ومستاءا من صعود نجم محمد صادق الصدر في العراق
حتى أنه وصفه مرة بأنه مشكوك في نسبه!. وبعد أن قتلت المخابرات الأيرانية محمد صادق
الصدر وأتهم بها صدام حسين بقتله، فرح محمد باقر الحكيم فرحا عظيما لم يستطع
أخفاءه. وحيث قد فرغت الساحة للحكيم فإنه أراد من على المنبر أن يظهر حزنه العميق
على (فقدان السيد الصدر) ولكن الحاضرون يعلمون ماذا قال عنه بالأمس القريب، فبدأوا
يقذفون عليه الأحذية والشحاطات، وما هي ألا لحظات واذا بدخول الباسيج “الحرس
الأيراني ” والذي عادة يقف بالخارج للطواريء وليتحاشا الكاميرات، وقاموا بضرب
الحاضرين بالعصي والسياط وكسروا الكاميرات.
وبعد أقل من أسبوع حرض بعض ذوي الأصول الأيرانية من المعممين العراقيين المعممين من
أتباع “السيد الصدر” للتظاهر على ما جرى في الحسينية. فما الذي حصل؟. لقد ملأت
العمائم مجاري المياه الثقيلة “حيث تكون المجاري مكشوفة في مدينة قم وكذا في مدن
الجنوب ويسمى واحدها جوب” وكسر الباسيج وقوات الطواريء والسباه العصي على رؤوسهم
وصارت “دماية”. وبعد يوم أو يومين وعلى أساس (المؤمنين) أرادوا أن يشتكوا عند
“السيد الولي” الخامنئي، فأرسل “الأعضب” أوامره فورا بترحيل جميع العراقيين الذين
ليست لهم سجلات أيرانية تثبت أيرانيتهم وأغلقت محالهم التجارية.! ولكن يبدوا أن
الخامنئي أراد فقط أيصال الرسالة للعراقيين هناك، وقد تحدث فضيحة، حيث أن أيران
تقبض من الأمم المتحدة والكثير من الجمعيات والمنظمات العالمية ملايين الدولارات
على أساس أنها (تصرفها) على العراقيين هناك.
يوجد في مدينة كاشان الأيرانية (مزار) كبير لقاتل سيدنا عمر بن الخطاب وهو قبر
أبي لؤلؤة المجوسي ويسمونه بابا شجاع الدين أبو لؤلؤة ويدعونه بالصحابي الجليل، وأن
قراءة زيارته تشبه زيارة عاشوراء. أن أشد شخصية عربية أسلامية يكرهها الفرس بشكل لا
يصدقه العقل هي شخصية سيدنا عمر . وقد عرفت وأنا في ايران أن العرب لم يقفوا
عند مقولته الشهيرة الموقف
المطلوب الذي تستحقه.!
إن الفرس يقدحون حتى بالقرآن الكريم والذي “يمتهنونه” في المجالس، فمثلا وبمقابل
ذكر الأرقام التي وردت في القرآن الكريم مثل “السماوات السبع” وخلق السماوات والأرض
في ستة أيام” فأنهم وضعوا بالمقابل وفي مواضع سافلة تعابير مثل الخرطات السبعة!.
أما بالنسبة “للتربة” فمن خلال المناقشات والتحاور والأقتراب من الحس الفارسي عن
كثب، فقد وقفت على أنهم يستعلون ويستنكفون أن يسجدوا للأله الذي “جاء” به العرب
بنفس المستوى الذي يسجد فيه المسلمون العرب، ويجادل معهم الجاهلون بأنه لا تجوز
الصلاة على الملبوس والمهلوس! ولذا فقد وضعوا تحت جباههم التربة ليرتفعوا قليلا عن
مساجد المسلمين، ومنهم من يضع عشرة ترب الواحدة فوق الأخرى رغبة في الإستعلاء، وقد
نسبوها “ألترب” ألى سيد شباب الجنة”! وهذه من حيل العجم التي يجادلون بها ليطفؤا
نورالله ويأبى ألله ألا أن يتم نوره. وأما الذين يقولون أن التربة أستحبابا “وهذا
أيضا من قول الفرس” ويمكن الصلاة على الورق أو غيره فهذه سذاجة وجهل لأن القاعدة
الأساس هي التربة وليس ما عداها.
وللحديث بقية وإلى اللقاء في الحلقة السادسة..




ام جود9090
ام جود9090
تسلمين اخبث خلق الله على الارض الروافض سلمت يداك