في البداية يجب القول أن التدريب يعتبر من المهن الحرة او مايسمي FREE LANCE والتي تخضع لثلاث استراتيجيات للتعامل .
1. Time-Based Pricing
سياسة التسعير بناء علي الوقت
2. Project-Based Pricing
سياسة التسعير بناء علي المشروع
3. Value-Based Pricing
سياسة التسعير بناء علي القيمة
- سياسة التسعير بناء علي الوقت " Time-Based Pricing "
يعتبر التسعير المبني علي الوقت هو وسيلة تقريبية لتحديد الاجر اليومي الخاص بك , علي الرغم من انه يختلف من شخص الي أخر بناء علي مهاراتهم , مدي المهنية التي وصل اليها , الحالة الخاصة بسوق العمل نفسه , معدل الطلب علي المدرب نفسه من مؤسسات التدريب .
وتعتبر سياسة التسعير علي أساس الوقت من أسهل السياسات لتسعير خدمات المدربين , مع ملاحظة أن الناتج من العمل يتناسب طرديا مع مقدار الوقت الذي يقضيه المدرب في العملية التدريبية .
ويمكن للمدرب حساب اجر الساعة التدريبية عن طريق أضافة ثلث الراتب الذي كان يتلقاه المدرب من قبل وذالك من أجل تغطية نفقات التسويق والمبيعات وتواجدك علي السوشيال ميديا وملابسك وايضا مصاريفك التطويرية .
وفي الدول العربية عامة تعتبر أيام العمل الفعلية 260 بعد خصم يومين أجازة خلال كل أسبوع , كما يمكنك خصم الأجازات التي تعد عطل رسمية بلأضافة الي شهر رمضان الذي يتوقف فيه العمل نهائيا و10 أيام من أجل عيد الفطر و10 من أجل عيد الأضحي ويمكن حصر الاجازات الوطنية في 10 أيام اخري ليكون أجمالي الايام التدريبية الفعلية التي يمكن للمدرب أن يحصل فيها علي فرصة تدريبية حقيقية =200يوم تدريبي فعلي .
ولنفترض أن راتبك السنوي في الدوام الوظيفي كان يوفر لك سنويا مبلغ قدره 30.000$ علي سبيل المثال في هذه الحالة ستقوم بأضافة ثلث المبلغ علي سبيل التكاليف التي ستتحملها مقابل التسويق لنفسة وتطوير مهاراتك ليصبح المبلغ الاجمالي 40.000$
وبقسمة المبلغ علي عدد الأيام التدريبية الفعلية = 40.000$ / 200 = 200$ لليوم الواحد .
ولنفترض أن عدد ساعات الدوام اليوم لك فعليا 8 ساعات , أذا أجر الساعة = 200$ لليوم التدريبي / 8 عدد الساعات التدريبية الفعلية = 25$ للساعة ويمكن حسابها من خلال الجدول التالي :-
البيان
القيمة
عدد الأيام الفعلية خلال العام للعمل
260 يوم فعلي
خصم أجازات رمضان والأعياد ( الأضحي + الفطر ) وأيام العيد الوطنية
( 60 ) يوم
أيام التدريب الفعلية
200 يوم تدريبي
الراتب السنوي للدوام العادي + ثلث الراتب ( مقابل المصاريف التسويقية والتطويرية )
40.000$
الاجر التدريبي اليومي
200$ لليوم
عدد الساعات اليومية
8 ساعات عمل فعلية
أجر الساعة
25$ للساعة التدريبية
ويمكن القول بأن الحسبة السابقة تمثل الحد الأدني الذي يمكن ان تقبل به خلال الساعة التدريبية الواحدة ويمكنك رفع الأجر التدريبي بعد ذالك بناء علي تطور مهاراتك ورفع كفائتك ومعدل الطلب عليك .
المشكلة في هذه الأستراتيجية :-
وتكمن المشكلة هنا في أنك سوف تقتصر دائما علي ربط دخلك بمقدار ساعات العمل التي قدمتها والتي يمكنك العمل فيها ولكن اذا رغبت في زيادة ربحك فتحتاج الي أحد الخيارات التالية :
- توظيف موظفين
- التحول الي نموذج الأعمال القائم علي المنتجات
2- سياسة التسعير بناء علي المشروع "" Project-Based Pricing
ويمكن القول بأن هذه الطريقة تعتمد علي تقدير مقدار الوقت والموارد الذي سيأخذه المشروع التدريبي منك , ومن أهم مزايا المشروع بالنسبة لعميلك هو أن عميلك ستكون تكاليفه ثابتة والتي لن تزيد نتيجة زيادة وقت المشروع التدريبي وهي بالعكس من السياسة السابقة والتي تعتمد علي الوقت كوحدة أساسية لسياسة التسعير.
وعن طريق هذه الأستراتيجية يمكنك تحقيق ربح اعلي من أستخدام الطريقة السابقة , حيث أن سياسة تسعيرك لخدماتك تعتمد علي المشروع كامل كوحدة .
وتعتمد هذه الاستراتيجية في الأساس علي خبرة المدرب ومدي ألمامه بتكاليف المشروع وأسعار العمل في مشاريع مماثلة وبالفعل هي أستراتيجية رائعة وخاصة في مجال الأستشارات, ولكن يجب ان تضع في حسبانك أن المشاريع ستستغرق وقتا أطول من الخطة وأن تستعد دوما لأي تغيير يحدث في المشروع من قبل العميل.
المشكلة في هذه الأستراتيجية :-
وتعد المشكلة هنا أنك ستحتاج الي تقديرات دقيقة جدا للمدة التي سيستغرقها المشروع وكيفية تحديد السعر المناسب , ويجب ان تضع في ذهن عميلك أحتمالية ارتفاع الأسعار الخاصة بك , وخاصة في ظل تغير رغبات العميل وحدوث المفأجأت .
3- سياسة التسعير بناء علي القيمة " Value-Based Pricing"
وهذه الطريقة تعتمد علي تحديد سياسة التسعير لديك بناء علي القيمة التي سيجلبها المشروع او الدورة التدريبية لعميلك وبالتالي تحديد السعر بناء علي تلك القيمة .
وعلي سبيل المثال مثلا فأن تأليف الكتب لايمكن أن يخضع للأستراتيجيتين السابقتين ولكن يمكن تسعير وقت كتابتك للكتاب بناء علي القيمة التي ستعود من وراء بيع هذا الكتاب أو عدد القرأ المتوقع أن يقوموا بشرأ الكتاب , وتعتبر هذه الأستراتيجية ناجحة جدا وخاصة في مجال تأليف الكتب .
ويقول " Stephen Davies " عملك هو مساعدة العميل علي تحسين الوضع الحالي بأستخدام المهارات والمعارف والخبرات الخاصة بك وعدم الحكم علي قيمتك ( يقصد التسعير ) علي عدد الساعات التي تكون مستعدا للعمل فيها ولكن علي نتائج العمل الذي تقوم به.
المشكلة في هذه الأستراتيجية :-
الصعوبة الرئيسية في أستخدام هذه الاستراتيجية هو أن العميل سوف يرغب في دفع أسعار مختلفة لنفس المشروع بأختلاف المدربين وأنت في هذه الحالة ستقوم بتغير الأسعار بأختلاف الحدود الجغرافية وأيضا الزمنية التي تقدم فيها الخدمات التدريبية .
وفي هذه النقطة ذكر " Alan Weiss " أن الكثير من المدربين والأستشاريين لايفهمون أن القيمة المتصورة هي أساس التسعير , وأهمية أن يترجم العمل الذي يقومون به الي مكاسب طويلة الأجل للعميل , ويقع الكثير من المدربين والاستشاريين في مشكلة انخفاض تقدير الذات وبالتالي ينعكس علي سياسة التسعير في مقابل القيمة التي ينتهجها المدرب .
أيضا يمكن القول بأن هذه السياسة تحتاج الي سمعة قوية جدا في مجالك , ويستغرق أستخدام هذه السياسة وقتا طويل ولكنه نظام مربح للغاية .
متي تقوم برفع الأجر التدريبي الخاص بك ؟
- أذا كنت تعمل بطاقتك الوقتية الكاملة
- أذاكان العميل يطلب الخدمة في وقت قصير وبطريقة سريعة
- أذا قمت بتحسين مهاراتك
- أذا كنت لاترغب في العمل مع عميل معين
- زيادة عدد سنوات خبرتك في التدريب
وبما أنك تستخدم طاقتك الوقتية كاملة , فأن وقتك أصبح محدودا , وبالتالي فأن أي دورة تدريبية او استشارة تأتي الأن يجب أن تقوم برفع الأجر التدريبي الخاص بك وبالتالي فأن دخلك أجمالا سيرتفع .
وتعرف هذه الطريقة بأسم “rush job” وهو يطالبك بأنهاء الخدمة المقدمة في وقت اقل من المعتاد وبأحترافية عالية , وبالتالي ستقوم بأعطاء الأولوية له ويمكن تعمل لحسابه أيضا في اوقات الأجازة .
أذا قمت بتعلم مهارات جديدة , في هذه الحالة يجب عليك دائما رفع معدلات الأجر الخاصة بك كما يمكنك أيضا توسيع قاعدة العملاء والأسواق التي تتعامل معها .
اذا كنت لاترغب في العمل مع عميل معين ولكنك تحتاج الي دخل من هذا المشروع , فبالتالي يمكنك رفع الأجر التدريبي الخاص بك والتي توازن الجانب السلبي للعمل مع هذا العميل .
يمكن رفع الأجر التدريبي في حالة أن عدد السنوات التي تقضيها في التدريب تزيد بمعدلات كبيرة وبالتالي فأن قائمة المؤسسات التي تعاملت معها ايضا يكون في ازدياد .
وفي النهاية يقع علي عاتق كل مدرب أختيار النموذج الذي يتناسب مع ظروف عمله وحسابات دخله .
هيثم الروبي
مسقط
6/1/2018