تحدي الثلج في"ميزان الشرع " ..
“تحدي الثلج” أو ما يعرف بـ”آيس باكيت تشالنج” Ice Bucket Challenge
ظاهرة انتشرت بسرعة البرق في وسائل التواصل الاجتماعي
وعلى موقع اليوتيوب.
ولاقت الظاهرة الغربية رواجًا كبيرًا في العالم العربي، إلى حد التقليد في أوساط العامة،
إلا أن الآراء تباينت بين مؤيد ومستنكر لها.
ففي حين يرى فريق أن التجربة تمثل حافزًا
على البذل والمسارعة في تقديم الصدقة والتبرعات للجمعيات والمؤسسات الخيرية،
يؤكد آخرون أن التبرع لا يحتاج إلى هذا التقليد الأعمى للغرب.
** تقصت أحد الصحف القضية من بعدٍ آخر،
ووضعت الأمر بين يدي الشيخ: عبدالعزيز الطريفي _حفظه الله_
ليقول رأيه فيها من الناحية الشرعية،
واستخدامها تحفيزًا للبذل والصدقة والعمل الإنساني.
وقال الشيخ :
“الصدقة والزكاة والمعونات تستخرج من الناس بالوسائل المشروعة
ترغيبًا بفضلها وترهيبًا من عاقبة تركها على الإنسان والناس في الدنيا والآخرة،
وأما استخراجها بوسائل الإلزام النفسي (والتحدي) أمام الجماهير بأي أسلوب كان
فهذا لا يليق إقحام أعمال البر العظيمة وخاصة الصدقة”.
واستند في رأيه إلى عدة وجوه، هي:
- أولاً:
أن الصدقة والنفقة تتشوف الشريعة إلى إخراجها بطيب نفس خالص
وإخراجها بغير ذلك من صفات المنافقين
قال تعالى: (وَلا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ)
ومعنى التحدي لسكب الثلج أن من خاف من الثلج يتصدق
فتصدق خوفًا ورهبة،
وقد نهى النبي عن النذر لأن فيه إلزام الإنسان من غير طيب نفس
وهذا يربي على البخل؛
وأما الشريعة فتحث على المبادرة كما في الصحيحين عن ابن عمر قال:
(نهى رسول الله ﷺ عن النذر وقال إنما يستخرج به من البخيل).
- ثانياً:
أن من هذه الأفعال ما يورث خطورة على النفس فالبرودة الشديدة
لا تتحملها كل الأجسام، وقد يهلك الإنسان ويموت بسببها وهذا
إهلاك للنفس .
- ثالثاً:
أن الطرق الشرعية غنية عن سبل الإنفاق التي يقلد بها الأمم،
ففي أساليب القرآن والسنة كفاية ونصوص الحث والترغيب بالإنفاق متواترة.
- رابعاً:
يُجمع العلماء على أن المال الذي يؤخذ بسيف الحياء منهي عنه
فيحرج الإنسان لاستغلال غلبة حيائه الفطرية ليؤخذ ماله
ولو نفقة أو بيعًا أو هدية وهبة،
ويجب أن يحيا في نفوس الناس البذل وتؤخذ الزكاة من الأغنياء
وتسهل الوسائل للإنفاق والبذل،
وتكثر الجمعيات الخيرية والتضييق على ذلك يفتح أبواب الاجتهاد الخاطيء.
- خامسًا:
أنتقليد الغرب وما جاءوا به؛
هو تتبع لسننهم الخاطئة رغم وجود المحفزات الشرعية في ديننا،
وفي ذلك مصداق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ).
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟
قَالَ: (فَمَنْ؟)
(متفق عليه).
-----------------------------------------------------------
منقول
يارا7 @yara7
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
يارا7
•
...................
الصفحة الأخيرة