تحذير..

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾ (الحجرات)
- ليس شرطا أن يكون الفاسق هو ذاك الرث في ثيابه أو أن يكون ذاك العاصي أو المقصر في حق الله والرسول صلوات الله و سلامه عليه.. .
ففي هذا الزمان الذي قد تحول أهله تحولا رهيب في الأخلاق .. حتى رأيت الكثير من الناس إلا من رحم ربي . من جعل الخوض في سيرة الآخرين وتداً من أوتاد مجلسه ..! حتى أن النبذ والإقصاء يكون نصيباً لمن ينكر مثل هذه الفعال في تلك المجالس بدعوى التشدد أو لربما وصف بالجهل لإنكاره ذكر الغائب من الناس .. فلا أخفيكم سرا أن التمييز أصبح صعبا على الفطين ممن يريد أن يستوضح الحال بين الفاسق وغيره من الأسوياء .. خصوصا و أن البعض هدانا الله وإياهم صاروا يتفكهون في مجالسهم بل يطربون ويتلذذون في سرد الأخبار والقصص المهلكة عن فلان وعلان ، وهو عنهم غافل بدعوى أنهم سمعوا عنه أو أن أحد المتكلمين رأى منه ما لا يوافق هواه .. وهاهو يخوض فيه بدعوى أنه صاحب المنكر الفلاني ..! الذي أجزم أن إنكاره بغيبة لن تجد لها محملاً إلا أنها أعظم من المنكر نفسه ولربما هذه الغيبة لم تولد إلا أنها مشروعاً بغيضا أساسه تشويه سمعة أحدهم .
فلو استرجعنا جميعنا الذاكرة شيئا بسيطا أو كثيرا إلى الوراء واستعرضنا غالبية ما قد سمعناه من أفواه الناس لكانت النسبة الغالبة منها عكس ما سمعناه .. بعدها استعرض تلك الشخصية التي أشاعت ذاك الخبر .. صدقني إن قلت لك أنها لن تخرج عن إثنان إما فاسقا يظنه الناس تقي أو جاهلا بجهل مركب لا هم له إلا ترديد كل ما يسمعه .. !
لهذا أيها الأحبة الحذر الحذر من الخوض بهذا المستنقع الآسن .. لنحفظ لأنفسنا أعمالا في الخير عملناها ربما تكون لذاك أو تلك من الناس حينما تجتمع الخصوم يوم القيامة .. والسبب ذاك الخبر أو تلك الضحكة في مجلس أو مكالمة خضت فيها مع فاسق تظنه تقي .
منقول للافاده