كشفت دراسة علمية عن ارتفاع معدلات العنف المنشور في هذه مجلات الأطفال ، حيث بلغت نسبة القصص التي تحمل عنفاً 40.4% من إجمالي القصص.
ولفتت رسالة الدكتوراه للباحثة سحر فاروق الصادق حول صحافة الطفل في العالم العربي وتأثيرها على شخصية الطفل واتجاهه نحو العنف والتي نوقشت مؤخراً في كلية الإعلام بجامعة القاهرة إلى المعاناة المزدوجة التي يلاقيها أطفالنا بين نقص وعدم كفاءة معظم صحف الأطفال من جهة، وبين المادة التي تقدم في هذه المطبوعات و تحتوي على الكثير من قيم العنف التي تنعكس على سلوك القارئ من جهة أخرى.
وقد قامت الباحثة بدراسة تحليلية لتسع مجلات للأطفال، تمثل ست مجلات مصرية هي: علاء الدين وميكي وسوبر ميكي وسمير وكابتن سمير وقطر الندى، إلى جانب ثلاث مجلات عربية هي: العربي الصغير وماجد وباسم (شملت الأعداد في الفترة من يناير حتى ديسمبر عام 1997م)، ثم قامت بدراسة جمهور الأطفال القارئ لهذه المجلات وقوامه 400 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 11 و 16 عاماً من فئات اقتصادية ومناطق مختلفة.
وبدت مجلات سوبر ميكي وميكي وباسم على رأس القائمة من حيث كمِّ العنف المنشور، بينما ظهرت مجلات علاء الدين وقطر الندى والعربي الصغير أقل الصحف من حيث العنف المقدم بها.
وكانت النسبة الكبرى من مظاهر العنف المنشور نابعة من دوافع اجتماعية مألوفة للطفل بحيث يمكنه فهمها والتفاعل معها، كما ظهرت أماكن العنف قريبة من واقع الطفل، الأمر الذي يقرب العنف من عقله ويمكنه من اختزان صوره وأحياناً تقليده، وكذلك يتم تقديم أشكال العنف في صورة تخلو من العقاب، بل جاء بعضها في شكل ينصف القائم به، ومن هذه الأشكال الضرب والمطاردات والتكسير والقتل والسرقة والعنف اللفظي والسب والقذف والتشبيهات الجارحة... إلخ.
وأوضحت الدراسة الارتفاع الواضح في نسبة الميول العنيفة لدى أطفال العيِّنة، وكشفت النتائج أن اتجاهات الأطفال الذين يتخذون قدوتهم من النماذج الإعلامية -الأبطال والشخصيات الدرامية والكرتونية وغيرها- تميل بدرجة مرتفعة نحو العنف، بينما أظهرت انخفاض الميل نحوه لدى من يتخذون قدوتهم من نماذج الاتصال الشخصي: "الأب - العم - المدرس مثلاً".
كما أظهرت نتائج الدراسة أن الطفل إذا تعرض بشكل دوري لمجموعة من الأبطال يمارسون العنف فإنه يتعلم العنف منهم، وأحياناً يمكنه تقليدهم، خاصة إذا كان سياق القصص يبرز العنف في صورة حسنة تحقق لصاحبه بعض المزايا.
كما قامت الباحثة بدراسة ثمانية عشر مبدعاً من كتَّاب قصص الأطفال في المجلات المذكورة، وقالت إن هناك اتجاهاً سائداً بين العاملين في حقل الطفل يُقِرُّ تقديم العنف ونشره من منطلق ضوابط لا تحد من تأثيره السلبي على الأطفال، كما تساعد الأوضاع المادية لصحف الأطفال على دعم تقديم العنف عبر صفحاتها في محاولة لجذب الطفل لمطبوعاتهم.
وأوصيت الباحثة في نهاية دراستها بأنه إذا كان هناك ضرورة لتقديم مادة صحفية عنيفة للأطفال داخل مجلاتهم، فلنحاول تقديم الحد الأدنى من هذه المواد، ولا بد أن تحتوي على ضوابط للحد من تأثير العنف المقروء على الطفل بحيث تركز على العقاب داخل القصة، ولا تتضمن أية نتائج لصالح مقترفي العنف.
المصدر:اسلام اون لاين
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️