عطني عهد

عطني عهد @aatny_aahd

محررة فضية

تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى

الملتقى العام

تحـسبهـم جميعـا وقلوبهــم شتى ...!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

قبل أيام إستقبلت عائلتنا خبر وفاة أحد الأقارب رحمه الله .. فكان العزاء في بيت والده .. دخلنا لنعزي أسرته وأهله في موقف مبكي .. موقف يحرك قلوب الأموات ..تعرفون موقف العزاء عامة فكيف موقف العزاء لمن مات صغيرا .. أُخذ من بين أهله فجأة دون سابق إنذار .. خرج في الصباح عله يعود في الظهيرة ولكن قدر الله أسبق والموت أنهى جدول مواعيده قبل أن يتمها ..
عزاء أمه كان يقطع القلب لحد لا يوصف .. أما أخواته فشيء لا يذكر .. والله المستعان ..

موقف العزاء هذا كان مسرحا لمواقف أخرى ضمها ذات الموقف .. على الجانب الأخر أصبح مكان لتصفية الحسابات و إظهار العداوت .. و إكمال لسلسة الإنتقامات ..
هناك تأتي تلك المرأة وتبدأ بالسلام والعزاء وما أن أنهت الصفوف و أنا أرقبها لمعرفتي بها وقبل أن تراني أو تسلم علي .. وقفت فسلمت على أخر إمرأة وكان في نفس المجلس عمتها شقيقة أبيها .. مرت من أمامها ولم تسلم عليها .. بعد أن سلمت على كل الموجودين .. عدا عمتها .. وذلك كما قلت لتصفية الحسابات ..

لا أدري ما بال القلوب .. الموقف بحد ذاته يجعل الشخص يستحقر الدنيا فكيف المنافسة عليها وكيف بنصرة النفس وإبداء العدوات ..
وأين القلوب من هذا المتوفي .. شاب في مقتبل العمر .. لا يشتكي شيئا .. ذهب لعمله .. وسقط بين أقرانه متلفظا بأنفاسه الأخيرة .. ومع هذا نرجو من الدنيا الكثير لتُبقي لنا أيام نصفي بها حساباتنا مع الأخرين ونعاديهم ..

ثم ما الذي جرى لنا أصبحنا لا نتنازل عن خلافاتنا الاسرية على الاقل أمام الناس أو إحترام للموقف ومشاعر الأخرين ..

هل أصبح اليهود خير منا .. ونحن من عائلة واحدة ونحمل مسمى المسلمين .. أم أن الانتصار لأنفسنا خير من أن نظهر بنيتنا الأسرية الاسلامية المشرفة ...
اليهود نحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.. فهم بالتأكيد أمام الناس بنيان واحد لولا أن فضحهم الله وكشف تفرق قلوبهم .. فماذا عنا نحن المسلمين ولنا قلوب أسرية وكلنا نحمل مسمى عائلة واحدة نختم بها أسمائنا ..


هل أصبحت الأنفس أهم من الأخوان والأخوات والأهل .. هل هذه ظاهرة تحتاج الى توعية وكفاح .. وماذا نفعل تجاه هؤلاء الذين باتت أنفسهم أعز عليهم من كل شيء ..

والمثل يقول : أن على ولد عمي وأنا و ولد عمي ع الغريب ..
فجميل أن تخاصم لنبث روح الحياة .. والاجمل أن نتنازل من أجل أنفسنا .. لا أن نسلط الأضواء والاعين على خلافاتنا الاسرية فهي باب لدخول الوشاية ثم الانهيار الذي لا يعقبه بناء ...

المواقف كثيرة لكن ما أحببت أن أطيل وماذكرته يكفي

.. نسأل الله أن لا يقسي قلوبنا ويجمع شملنا و يسلل سخائم قلوبنا ..
م.ن
1
443

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطني عهد
عطني عهد
الرد يااخواتي على و ش فهمتي من القصه حيث انها تحكي واقعنا الان وكثير ماتكررهذه الصوره انه حتى بنفس العزاء مافيه عبره من الدنيا اتمنى اللي تمر تحط وش الي استوعبته من القصه