تحسب نفسها سندريلا
تحسب نفسها سندريلا
علّه بات من السّهل جدّاً على أي ( أحمق ) العبث بمشاعر فتاة و استيطان قلبها
و التوغّل بين جنبات عقلها بعدما قرأ و استطرد في تنبّؤاته الشّيطانيّة على قسمات محيّاهـا
إيحاءات السّذاجة و السّخف البالغيـن فتبلورت فكرة سوداء المغبّة في بوتقة عقليّته المريضة
أن أنّها سهلة المنـال بوسعها الإنزلاق عند أوّل منحدر يقف على مشارف منتهاهـ فُخّ أُحكم نصبه بيدٍ من حديد
فصار من السّهولة بما كان أن يحبكـ لها سيناريو مفصّل لمسلسل غرامي سخيف
اختار لنفسه فيه دور البطولة بعد أن وجد منها ما يُبشّر ببصيص أمل يدبّ في أوصال خطّةٍ ( خبيثة )
كان قد احدودب ظهرها و رقّ عظمها معلناً عن أنّها قد وصلت إلى سنّ اليأس
فهبّت تلكـ الفتاة مسرعةً من دون شرطٍ و قيد ( بإسعافاتٍ أوليّة ) لتتداركـ طيفاً قد بقي منها
طاب له التّحليق بمقربةٍ من ساحل الموت فأنعشت فيه روح الشّباب و لسان حالها يقول ما زلتِ في عمر الصّبا
و الحياة أمامكـِ بساطاً زُهريّ ينتظر منكـِ أن تزرعي بوقع خطاكـ الدّرب ورداً و رياحينــآ !!
لا شكـ و أنّ الجميـع سيقف معي صفّاً حداد ليرثي ( إن لم يُعزّي ) توجّهاً قد تحوّلت منه تلكـ المسكيـنة
لتتقلّب إلى آخر هو على النّقيض من سابقه ( بكامل قواهـا العقليّة ) ألم أقل في مطلع كلامي أنّه بات من السّهل
على أي أحمق التّلاعب و العبث بمشاعر الفتاة كيف لا و هي لا تعدّهـ إلا ( البطل ) الذي سيتوّجها ملكةً على عرش مملكته في يومٍ ما !!
و لو أنّها أمعنت بعين المنطق واقعاً هي عليه تدرج فضلاً عن أنّ ( الآلاف غيرهـا قد درجن على نفس الواقع بخطاً متكسّرة )
فإنّها بلا شكـ ستكتشف أنّه لا وجود لذلكـ البطل المزعوم و أنّ تلكـ المملكة ( وهميّة ) مع التحيّة
و إنّما لا يعدو كونه فأرٌ جبان يستلذّ التّواري عن الأنظار في قعر حجرهـ مُترقّباً لسذاجة فتاةُ عابرة
في هيّنةٍ و توجّس .. و لعلّ الفأر يستأسد في بعض الميادين !
إنّ تلكم الشّاكلة من الفتيات و التي لا تفتأ تنكب على قراءة الرّوايات الروّمانسيّة بعد أن أكثرت منذ الصّغر مشاهدة
أفلام الأنمي ( بذات المدلول السّخيف ) انطلاقاً من ساندريللا و مشتقّاتها و حتّى الأميرة النّائمة
و كل تلكـ القصص بذات الفحوى النّتن ( حب من أوّل نظرة ) ما خلا ساندريللا ( حب من أوّل جزمة .. أكرمكم الله )
ثم الزّواج ناهيكـ عن الدّسائس التي تُنسج على مغزلٍ ( من ذهب )
فأنتَ إن كنت صائماً و جنحت إلى الإفطار فإنّكـ ستتناول بدايةً صحنٌ من التّمر و كأسٌ من اللبن ثم بعدهـا ( تدق بالخمس )
حتّى لا تُفاجئ المعدة بجيش مسلّح يغزوا بطانتها من كلّ حدبٍ و صوب و عليه تقوم برّدة فعل عكسيّة
تعود عليكـ بشكل سلبيّ !! أمّا هؤلاء ( فبالضّبط ) كانوا قد اقتنصوا ذات القاعدة
فحتّى يُفسدوا من هم ثمارٌ يانعة فإنّهم يبدأون أوّلاً بالمقبّلات و بعدين ( المفاطيح )
فمن السّذاجة بما كان أنِ يأمروكـِ مُباشرةً - و عذراً على هذا - أن تُمارس الفاحشة مع إحدى النّساء !!
لأن ردّة فعلكـ حينها ستكون إمّا الإعراض و الإكتفاء باستنكار الأمر و تهويله دون أن تحرّكـ ساكناً
و الأخذ بكامنات الحذر و إمّا استلال السّيف و تجريدهـ عن غمدهـ لتقطع دابر كل من سوّلت له نفسه التّفكير في ذلكـ
ففكروا بصغائر الأمور لاستيقانهم المبطنّ بأنّنا و بكل أسف أمّة تتغابى عند مستصغر الخطب إلا من رحم ربّي
فصوّروا لأبناءنـا الحب ( علاقات غراميّة ) , تعارف , إعجاب ما بين الطّرفين ..
إنّ الحيــاة لا تفتأ تسير يرعاهـا التّشريع الإلهي ليس يكدّر صفوها جللٌ به سمت و ارتقت سفح العلا فناطحت مناط الثريّاً بلوغاً
لكن ( المعضلة ) تتجسّد في أولي الرّذائل و مُغالطوا مفاهيم الفضائل و الحكم بالسّجن المؤبّد و القمع المشدّد
على كل من هو للفضيلة ( عائل )
فأخذوا بمنكب كل صرحٍ ( ضعيف ) ما استند على ركائز الشّرع ليدفعوا بـه إلى تحديث نفسه بالتجرّد عن ثوب المبادئ
و لباس العفّة و الفضيلة فيذر نفسه عارياً تتلقّفه أعاصير التّهلكة فتزجي به عند أقرب ( مزبلة ) !!
و المثير في الأمر أنّها لا تفتأ حيلة سخيفة ضعيفة المبدأ وهنة ( الأساس ) و المنبت منذ العصور ما قبل الحجريّة
قد نُسجت بخيوط العنكبوت لكن و لأنّه - كما ذكرت - استُخدِم في حبكها ( مغزلٌ من ذهب )
فإنها قد شدّت الأنظار إلى بريق ذلكم الذّهب فأعمت البصائر عن وهانة الخيط !!
لذلكـ ما زلنـا نجد لتلكـ الحيلة العفنة سوقٌ رائـجة لكثيرٌ من الغارقين في وحل الضّياع
أعجبني فنقلته ..
1
570
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أم ريان,,,
•
جزيت خيرا أختي
الصفحة الأخيرة