الجدية في الالتزام ) للشيخ محمد حسين يعقوب
أختي ....إن لكل داء علاج و لكل علاج طرق و إن طرق علاج ضعف الالتزام كثيرة نذكر منها :
أولاً : قفي مع نفسك وقفة صادقة جادة :
لابد من وقفة جادة مع النفس , اصدقي مع نفسك و لا تبخلي في بذل النصح لها , قولي لها : ثم ماذا ؟؟؟ ما هي النهاية لكل ما أنتِ فيه من إعراض عن سبيل الله ؟؟؟؟
فهذا أول سبيل العلاج
سلِ نفسك : ماذا تريدين ؟؟ هل تريدين الجنة أم النار ؟؟ فإن قالت الجنة فقولي لها : فبماذا تطمعين فيها و أنتِ في هذا البلاء و أنتِ تعصين الله في السر و العلن في الليل و النهار حالك هذا والله لا يرضي الله , إن هذا لهو الغرور عينه
سلِ نفسك : مالك تشتهين الدنيا و قد علمتِ حقيقتها ؟؟ أليس نعيمها منغصاً ؟؟أليس كل ما فيها يزول و يفنى ؟؟؟ قولي لها مالك تريدين الدنيا و هي إلى رحيل و لا تعملين للجنة و هي دار الخلود ؟؟؟
أختي ....لابد أن تصدقي مع نفسك في الجواب و إياكِ من التلون و الخداع إياكِ أن تظفر بكِ نفسك في التسويف و القنوط
بعضنا إذا سألته : هل تريد الدنيا أم الآخرة ؟
يقول : الآخرة قطعاً و حاله شاهد على كذبه
و آخرون لا يدرون ماذا يريدون
و بعضنا لا يريد أن يفوت الدنيا و لا الآخرة و الجمع بين النقيضين محال
فيا ترى ممن أنتِ ؟؟؟
إننا نريد موقفاً جدياً نمحص به نياتنا , نعيد من خلاله ترتيب أهدافنا و ابدئي بسؤال نفسك ماذا تريدين ؟؟؟ ثم الأمر يحتاج بعد ذلك إلى قرارات صارمة , لا رجوع فيها
ثانياً : مخالفة النفس طريق الهوى :فهذا أول السبيل تهذيب النفس بمخالفة الهوى فلا تتابعي نفسك في كل ما تشتهي فلا تجيبيها في كل ما تطلب
مثال ذلك : أن تعرف من نفسك أنها لا تصبر على طاعة فإذا قالت لك : هيا لنأكل أو لنذهب لزيارة فلانة أو نحو ذلك من المباحات فقولي لها : ليس قبل أن أقرأ وردي من القرآن فستظل تلح عليكِ فإن خالفتيها و لم تفعلي ما تطلبه منكِ المرة بعد المرة فسوف تتحكمين فيها و من هنا تعلو همتك و تكوني صاحبة إرادة قوية
و مثال آخر أخر أختي المسلمة إذا حادثتكِ النفس في أن تكلمي فلانة او تجلسي مع فلانة فقولي لها : لا ليس قبل أن تنتهي من حفظ هذا الجزء من القرآن أو ليس قبل أن أنتهي من أذكار الصباح و المساء , ليس قبل أن أقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير مائة مرة , و هكذا خالفيها في المباحات فإنكِ إن فعلتِ فإنها لا تأمركِ أبداً بفعل المكروهات و بالطبع المحرمات ...فتكون لكِ النجاة
إذاً فمن تابع نفسه في كل ما تطلب أهلكته لذلك قال الله تعالى في عاقبة من يخالف نفسه في هواها " و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى " و قد بين لنا ربنا حقيقة النفس فقال "إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم "
فالنفس قد تكون طاغوتاً يعبد من دون الله دون أن يدري الإنسان منا .
قال تعالى " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون "
فاتباع الهوى سبب الضلال قال تعالى " فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين "
فاللهم اهدنا بفضلك فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت و قنا شر أنفسنا و اجعلنا من المرحومين
أختي الحبيبة ....هذبي نفسك و أعلميها حقيقتها فهي أمانة لله الكبير المتعال فلابد أن تقيمي حاكمية الله على النفس فالله هو الذي يحكم نفسك و الحاكمية له سبحانه و ليست للشهوات و لا للشيطان .
الله أمرنا بالجدية في الإسلام فقال " إنه لقول فصل و ما هو بالهزل " فالأمر ليس هزلاً , اليوم نرى سمات الصالحين في الظاهر و لكن على قلوب فارغة , على عقول فارغة , فلابد من وقفة للتصحيح لابد من ضبط مواقع الأقدام قبل أن تزل بنا في جهنم .
ثالثاً : التخلص من مظاهر عدم الجدية :
و من أخطر تلك المظاهر : الرضا بالظواهر و الشكليات و نسيان القلب و الأعمال
فليس جل الدين في اللحية و النقاب , إنها من شعائر الإسلام و ينبغي علينا أن نلتزم بها لكن للأسف تسرب بين الملتزمين من ليس منهم و اكتفى بهذه الأمور
و من هنا عدنا نقول : الملتزمة هي الصوامة القوامة , الملتزمة هي القوامة بالقسط , الملتزمة هي من خلا بيتها من المنكرات ...من تتفقه في دينها ... من تعمل على تزكية نفسها ... هذه هي المعايير و من ابتعدت عن هذا فليست من الملتزمين ......فقفي أختي لتحاسبي نفسك .
ينبغي أن يكون الفرق بينك الآن و بين أيام الجاهلية شاسعاً لابد أن تتغيري جذرياً فاللسان يلهج بالذكر و العين تبكي من خشية الله , القدم تورم من القيام و قلبك لا تجديه إلا في دروس العلم , أذنك تعودت على سماع القرآن و هجرت الموسيقى و الغناء .
قال الحسن البصري : ليس الإيمان بالتمني و لا بالتحلي و لكن ما وقر في القلب و صدقته الأعمال , و إن قوماً خرجوا من الدنيا و لا حسنة لهم , قالوا نحسن الظن بالله و كذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل .
إخوتاه ....أين الإخلاص ؟! أين حملة الدين ؟! اما رأيتم الرويبضة و هم يمرقون من الدين إن هؤلاء ما تجرأوا على الدين إلا بسبب تقصيرنا , تقصير في طاعة الله , تقصير في الدعوة إلى الله , و الواحدة منا جل ما تصنع أن تقول : أنا مقصرة , ادع الله لي !! مقصرة!!! فلابد من علاج , فليس الأمر أن تتهمي نفسك في العلن ثم لا يتبع ذلك ندم و توبة .
رابعاً : زيادة الطاعات و عدم الاغترار بالعمل اليسير
معتقد أهل السنة و الجماعة أن الإيمان يزيد و ينقص , يزيد بالطاعات و ينقص بالمعصية فإن لم يكن يزيد فإنه ينقص
أريد أن يزيد إيمانك كل يوم تقربي إلى الله بما تستطيعي و لا تغتري بالعمل اليسير و لا تكثري التشدق بالإنجازات لأن هذا يورث العجب و الفرح بالعمل و الاشتغال بالنعمة عن المنعم
نعم التي ترى نفسها مؤمنة مخلصة فهذه معجبة مغترة بنفسها , لابد أن تري دائماً نفسك بعين النقص و العيب
و لله المثل الأعلى : فأنت تعرفي أن الطالب إذا رضي عن نفسه في علم من العلوم يبدأ يهجر مدارسته ثم بعد ذلك تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن و قد يرسب في هذا العلم بسبب تهاونه و عجبه , و كذلك إيمانك فلا تأمني عليه من الضياع
خامساً : عدم التسويف : فمن مظاهر عدم الجدية في الالتزام كثرة الوعود و الأماني مع التسويف , فتجدي الواحدة منا تمني نفسها , تقولي لها : احفظي القرآن فتقول سأحفظ إن شاء الله عندما أجد الوقت و بطبيعة الحال لا تجد الوقت فهي مشغولة دائماً
سيف التسويف قتل أناس كثيرون فالتسويف رأس كل فساد فمن أجلت الطاعات لغدٍ و بعد الغد لا تلبث أن تتركها بالكلية فالشيطان يسول لها و يمنيها و يغريها بطول الأمل و الموت يأتي بغتة و القبر صندوق العمل ....فالحذر الحذر من التسويف و طول الأمل قبل فجأة الموت .
سادساً : أخذ الدين بشموليته :فكثير من الملتزمين يدخل في الدين و يلتزم ببعض الجزئيات التي أحبها في الدين و قد يكون ذلك هوى فليس الهوى في فعل المحرمات فقط بل و في فعل الطاعات أيضاً
فملاحظة الشمولية في الدين أمر ضروري , فإنني أريدك متكاملة في جانب العبادة صوامة قوامة كثيرة الذكر لله تتلي القرآن فتصبحي ذات شخصية عابدة لله عز و جل , و على الجانب العلمي فأنتِ طالبة علم مجتهدة حافظة للقرآن ذات عقل و فكر نير و استيعاب شامل , و في الجانب الدعوي فنشاط متقدم ذات تأثير ملحوظ في المحيط الذي تعيشين فيه
هذه هي الشخصية التي نبحث عنها أما الرضا ببعض جوانب الدين و تقسم الدين إلى لباب و قشور فهذه بدعة منكرة جرت من ورائها تنازلات كثيرة
تجد بعض الشباب رضي بالجانب العلمي و ترك باقي الجوانب تقول لأحدهم : لماذا لا تقوم الليل ؟! فيقول : طلب العلم يستحوذ على كل وقتي .........من قال ان علماء السلف تركوا الاجتهاد في العبادة و الدعوة من أجل طلب العلم!!!! و تجد آخرين لا هم لهم إلا الدعوة و آخرون ارتضوا من الدين بالعبادة فلا تعلموا و دعوا
الدين كله واحد لا يصلح فيه الترقيع فلابد أن توزعي طاقاتك من أجل خدمة هذه الجوانب الثلاثة علم و عمل ( عبادة) و دعوة .
الجدية في الالتزام ) للشيخ محمد حسين يعقوب
أختي ....إن لكل داء علاج و لكل علاج طرق و إن طرق...
أختي ....إن لكل داء علاج و لكل علاج طرق و إن طرق علاج ضعف الالتزام كثيرة نذكر منها :
أولاً : قفي مع نفسك وقفة صادقة جادة :
لابد من وقفة جادة مع النفس , اصدقي مع نفسك و لا تبخلي في بذل النصح لها , قولي لها : ثم ماذا ؟؟؟ ما هي النهاية لكل ما أنتِ فيه من إعراض عن سبيل الله ؟؟؟؟
فهذا أول سبيل العلاج
سلِ نفسك : ماذا تريدين ؟؟ هل تريدين الجنة أم النار ؟؟ فإن قالت الجنة فقولي لها : فبماذا تطمعين فيها و أنتِ في هذا البلاء و أنتِ تعصين الله في السر و العلن في الليل و النهار حالك هذا والله لا يرضي الله , إن هذا لهو الغرور عينه
سلِ نفسك : مالك تشتهين الدنيا و قد علمتِ حقيقتها ؟؟ أليس نعيمها منغصاً ؟؟أليس كل ما فيها يزول و يفنى ؟؟؟ قولي لها مالك تريدين الدنيا و هي إلى رحيل و لا تعملين للجنة و هي دار الخلود ؟؟؟
أختي ....لابد أن تصدقي مع نفسك في الجواب و إياكِ من التلون و الخداع إياكِ أن تظفر بكِ نفسك في التسويف و القنوط
بعضنا إذا سألته : هل تريد الدنيا أم الآخرة ؟
يقول : الآخرة قطعاً و حاله شاهد على كذبه
و آخرون لا يدرون ماذا يريدون
و بعضنا لا يريد أن يفوت الدنيا و لا الآخرة و الجمع بين النقيضين محال
فيا ترى ممن أنتِ ؟؟؟
إننا نريد موقفاً جدياً نمحص به نياتنا , نعيد من خلاله ترتيب أهدافنا و ابدئي بسؤال نفسك ماذا تريدين ؟؟؟ ثم الأمر يحتاج بعد ذلك إلى قرارات صارمة , لا رجوع فيها
ثانياً : مخالفة النفس طريق الهوى :فهذا أول السبيل تهذيب النفس بمخالفة الهوى فلا تتابعي نفسك في كل ما تشتهي فلا تجيبيها في كل ما تطلب
مثال ذلك : أن تعرف من نفسك أنها لا تصبر على طاعة فإذا قالت لك : هيا لنأكل أو لنذهب لزيارة فلانة أو نحو ذلك من المباحات فقولي لها : ليس قبل أن أقرأ وردي من القرآن فستظل تلح عليكِ فإن خالفتيها و لم تفعلي ما تطلبه منكِ المرة بعد المرة فسوف تتحكمين فيها و من هنا تعلو همتك و تكوني صاحبة إرادة قوية
و مثال آخر أخر أختي المسلمة إذا حادثتكِ النفس في أن تكلمي فلانة او تجلسي مع فلانة فقولي لها : لا ليس قبل أن تنتهي من حفظ هذا الجزء من القرآن أو ليس قبل أن أنتهي من أذكار الصباح و المساء , ليس قبل أن أقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير مائة مرة , و هكذا خالفيها في المباحات فإنكِ إن فعلتِ فإنها لا تأمركِ أبداً بفعل المكروهات و بالطبع المحرمات ...فتكون لكِ النجاة
إذاً فمن تابع نفسه في كل ما تطلب أهلكته لذلك قال الله تعالى في عاقبة من يخالف نفسه في هواها " و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى " و قد بين لنا ربنا حقيقة النفس فقال "إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم "
فالنفس قد تكون طاغوتاً يعبد من دون الله دون أن يدري الإنسان منا .
قال تعالى " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون "
فاتباع الهوى سبب الضلال قال تعالى " فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين "
فاللهم اهدنا بفضلك فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت و قنا شر أنفسنا و اجعلنا من المرحومين
أختي الحبيبة ....هذبي نفسك و أعلميها حقيقتها فهي أمانة لله الكبير المتعال فلابد أن تقيمي حاكمية الله على النفس فالله هو الذي يحكم نفسك و الحاكمية له سبحانه و ليست للشهوات و لا للشيطان .
الله أمرنا بالجدية في الإسلام فقال " إنه لقول فصل و ما هو بالهزل " فالأمر ليس هزلاً , اليوم نرى سمات الصالحين في الظاهر و لكن على قلوب فارغة , على عقول فارغة , فلابد من وقفة للتصحيح لابد من ضبط مواقع الأقدام قبل أن تزل بنا في جهنم .
ثالثاً : التخلص من مظاهر عدم الجدية :
و من أخطر تلك المظاهر : الرضا بالظواهر و الشكليات و نسيان القلب و الأعمال
فليس جل الدين في اللحية و النقاب , إنها من شعائر الإسلام و ينبغي علينا أن نلتزم بها لكن للأسف تسرب بين الملتزمين من ليس منهم و اكتفى بهذه الأمور
و من هنا عدنا نقول : الملتزمة هي الصوامة القوامة , الملتزمة هي القوامة بالقسط , الملتزمة هي من خلا بيتها من المنكرات ...من تتفقه في دينها ... من تعمل على تزكية نفسها ... هذه هي المعايير و من ابتعدت عن هذا فليست من الملتزمين ......فقفي أختي لتحاسبي نفسك .
ينبغي أن يكون الفرق بينك الآن و بين أيام الجاهلية شاسعاً لابد أن تتغيري جذرياً فاللسان يلهج بالذكر و العين تبكي من خشية الله , القدم تورم من القيام و قلبك لا تجديه إلا في دروس العلم , أذنك تعودت على سماع القرآن و هجرت الموسيقى و الغناء .
قال الحسن البصري : ليس الإيمان بالتمني و لا بالتحلي و لكن ما وقر في القلب و صدقته الأعمال , و إن قوماً خرجوا من الدنيا و لا حسنة لهم , قالوا نحسن الظن بالله و كذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل .
إخوتاه ....أين الإخلاص ؟! أين حملة الدين ؟! اما رأيتم الرويبضة و هم يمرقون من الدين إن هؤلاء ما تجرأوا على الدين إلا بسبب تقصيرنا , تقصير في طاعة الله , تقصير في الدعوة إلى الله , و الواحدة منا جل ما تصنع أن تقول : أنا مقصرة , ادع الله لي !! مقصرة!!! فلابد من علاج , فليس الأمر أن تتهمي نفسك في العلن ثم لا يتبع ذلك ندم و توبة .
رابعاً : زيادة الطاعات و عدم الاغترار بالعمل اليسير
معتقد أهل السنة و الجماعة أن الإيمان يزيد و ينقص , يزيد بالطاعات و ينقص بالمعصية فإن لم يكن يزيد فإنه ينقص
أريد أن يزيد إيمانك كل يوم تقربي إلى الله بما تستطيعي و لا تغتري بالعمل اليسير و لا تكثري التشدق بالإنجازات لأن هذا يورث العجب و الفرح بالعمل و الاشتغال بالنعمة عن المنعم
نعم التي ترى نفسها مؤمنة مخلصة فهذه معجبة مغترة بنفسها , لابد أن تري دائماً نفسك بعين النقص و العيب
و لله المثل الأعلى : فأنت تعرفي أن الطالب إذا رضي عن نفسه في علم من العلوم يبدأ يهجر مدارسته ثم بعد ذلك تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن و قد يرسب في هذا العلم بسبب تهاونه و عجبه , و كذلك إيمانك فلا تأمني عليه من الضياع
خامساً : عدم التسويف : فمن مظاهر عدم الجدية في الالتزام كثرة الوعود و الأماني مع التسويف , فتجدي الواحدة منا تمني نفسها , تقولي لها : احفظي القرآن فتقول سأحفظ إن شاء الله عندما أجد الوقت و بطبيعة الحال لا تجد الوقت فهي مشغولة دائماً
سيف التسويف قتل أناس كثيرون فالتسويف رأس كل فساد فمن أجلت الطاعات لغدٍ و بعد الغد لا تلبث أن تتركها بالكلية فالشيطان يسول لها و يمنيها و يغريها بطول الأمل و الموت يأتي بغتة و القبر صندوق العمل ....فالحذر الحذر من التسويف و طول الأمل قبل فجأة الموت .
سادساً : أخذ الدين بشموليته :فكثير من الملتزمين يدخل في الدين و يلتزم ببعض الجزئيات التي أحبها في الدين و قد يكون ذلك هوى فليس الهوى في فعل المحرمات فقط بل و في فعل الطاعات أيضاً
فملاحظة الشمولية في الدين أمر ضروري , فإنني أريدك متكاملة في جانب العبادة صوامة قوامة كثيرة الذكر لله تتلي القرآن فتصبحي ذات شخصية عابدة لله عز و جل , و على الجانب العلمي فأنتِ طالبة علم مجتهدة حافظة للقرآن ذات عقل و فكر نير و استيعاب شامل , و في الجانب الدعوي فنشاط متقدم ذات تأثير ملحوظ في المحيط الذي تعيشين فيه
هذه هي الشخصية التي نبحث عنها أما الرضا ببعض جوانب الدين و تقسم الدين إلى لباب و قشور فهذه بدعة منكرة جرت من ورائها تنازلات كثيرة
تجد بعض الشباب رضي بالجانب العلمي و ترك باقي الجوانب تقول لأحدهم : لماذا لا تقوم الليل ؟! فيقول : طلب العلم يستحوذ على كل وقتي .........من قال ان علماء السلف تركوا الاجتهاد في العبادة و الدعوة من أجل طلب العلم!!!! و تجد آخرين لا هم لهم إلا الدعوة و آخرون ارتضوا من الدين بالعبادة فلا تعلموا و دعوا
الدين كله واحد لا يصلح فيه الترقيع فلابد أن توزعي طاقاتك من أجل خدمة هذه الجوانب الثلاثة علم و عمل ( عبادة) و دعوة .