
غادة السيف
انهمكت الكثير من الفتيات في قراءة الروايات الإماراتية وأصبحن يتبادلنها بالجوالات والانترنت .. وغدت بعض الاجتماعات العائلية لا تخلو من الحديث عن أحداثها المثيرة وتبادل القصص حولها.. أمر يثير التساؤل والاستغراب، مما حدا بموقع لها أون لاين الذي يتبنى الاهتمام باللغة العربية والغيرة عليها لاستطلاع أراء مجموعة من الفتيات حول قصة انهماك البعض بقراءة هذه الروايات الإماراتية؟
صورة المجتمع الجميل!
بررت منيرة المرزوقي _ السعودية حبها للروايات الإماراتية بأنها غالباً ما تتحدث عن قصص جميلة وبريئة بعكس الروايات المنتشرة الآن والتي تهتم بإبراز الفضائح والمخدرات وقضايا الأخلاق مما يجعلها تكون بعيدة عن روح المجتمع بعكس الروايات الإماراتية التي تحاكي المجتمع وتعرض صورة المجتمع المحافظ الجميل الذي تربطه أواصل الحب ..وأيضاً تجذبني اللهجة الإماراتية المميزة
عند الطفش!
و تجد غلا خالد ( السعودية ) في هذه الروايات سلوى لها في قراءة هذه الروايات عند الملل تقول:"عندما أعاني من الملل "الطفش" ويكون لدي متسع من الوقت اقرأ الروايات الإماراتية ولا أدعها حتى انهيها كاملة ..فيما ترى غالية أن هذه الروايات تجسد الواقع حيث تقول:"ما يشدني نحو الروايات الإماراتية هي تجسيدها للواقع وأشعر وأنا أقرؤها بأني إحدى أبطالها الحقيقيين !
الرويات السعودية أفضل!
بينما ترى لمياء أن أفضل الروايات هي الروايات السعودية معللة ذلك بأنها تواجه صعوبة في فهم اللهجة الإماراتية ..
الروايات تتجه إلى الحضيض!
أما أم رندة فلم تعلق واكتفت قائلة بأن الروايات بشكل عام تتجه إلى الحضيض لأن جميعها يدور حول موضوع واحد إلا وهو الغرام والحب مما يجعلها تفضل الروايات الأجنبية على العربية لأنها تشدها بتنوع موضوعاتها رغم تحفظها على بعض الروايات الأجنبية..
الروايات العامية أسلوب ركيك ولغة ضعيفة!
وتنتقد إيناس الروايات الإماراتية فتقول:" لست أبداً مع طباعة أو قراءة الروايات العامية فالأسلوب الركيك واللغة الضعيفة لا تشجع على قراءتها، وأنا أميل لقراءة الروايات العالمية التي تحمل قيم إنسانية وأخلاقية عالية والتي تكون مترجمة باللغة العربية الفصحى.
يازوجي دلعني مثل مايدلع حميد رمثاء!
أما أم سلطان فلها قصة مع الروايات الإماراتية تقول .. لقد غيرت الروايات الإماراتية حياتي فمنذ أدمنت على الإنترنت عرفتها وأدمنت عليها هي الأخرى وبسببها أصبحت رومانسية مع زوجي لدرجة أنني صرت أشاكس زوجي بقولي له :" دلعني مثل مايدلع حميد رمثاء "وهي إحدى الشخصيات التي تأثرت بها .
حياة طبيعية !
وترى نجلاء القحطاني أن الرواية الإماراتية تجسد حياة الإنسان العادي بشكل بسيط خالي من التعقيد وما يقدم فيها يعرض بشكل مهذب وجميل بعكس الروايات السعودية المبالغ بها والتي كثيراً ما تصور واقعاً مترفاً يركز على إظهار الترف والغنى الفاحش ويهمل الأحداث والقصة الأساسية ! وكثيراً ما كانت الرواية السعودية تبالغ في إظهار أفراد الأسر متفككين ويعانون من وجود أخ عدواني أو أب سكير وهذا لا يعكس واقع الأكثرية إطلاقاً ..
"لي تجربة في كتابة الروايات تكللت بالقبول"
ومن يكتب غير الذي يكتفي بالقراءة، تقول نورة: اقرأ الروايات السعودية لأنها تجسد مجتمعي وبيئتي ولا تستهويني قصص الحب لأنها لا تحمل أيه فائدة ولا يخرج منها القارئ بشيء!
وقد خضت تجربة كتابة الروايات والحمد الله نالت الإعجاب وخرج القراء منها بفوائد وهدف واضح ..
وأنا أنصح جميع الفتيات اللواتي لديهن مقدرة على الكتابة باستغلال هذه الموهبة للدخول إلى قلوب وعقول بناتنا ومحاولة زرع القيم وإصلاحها ..
مضرة بالمجتمع!
وترى مها أن مثل هذه الروايات لا نفع فيها، بل على العكس إنها لمضرة بالمجتمع تقول: عندما وجدت من حولي من الفتيات يتابعن تلك الروايات العامية بشغف ، حاولت ذات مرة أن أطلع على ما يقرؤون ، ظنا مني أني سأجد شيئاً
لكن وللأسف لم أجد حبكة ، ولم أجد صياغة ، ولم أجد ما يجبرني على القراءة!..
بل على العكس ...تطويل ، وأسلوب غير متخصص ، وليست إلا سوالف وهذرا ، وفيها مبالغة مضرة بالمجتمع ، حيث يتم التركيز على الإثارة والسلبيات المحبطة بل ويتفنن كتابها وكاتباتها_وهن الأكثر اكتساحا_ الشباب في العناوين الرنانة ......ويطعمونها بعبارة رواية سعودية (وكأن السعودية مخبأ الآثام ...لأن أغلب الروايات تقوم على أحداث الفساد الأسري ..والأخلاقي ...وكأن هناك أيدٍ تتحرك خفية توافق توجهات تريد الإضرار بشباب المملكة من حيث تشعر أو لا تشعر.
لكن ما سر الإقبال عليها؟
وعن السبب وراء الإقبال عليها تقول مها:" لأن الإنسان يجد في الخيال متعة ، والقصة من الأساليب التي تجذب الإنسان والقصة تفعل ما لا تفعله عشرات المقالات.....لأنها تعطي مثالا يقرب المعنى ومتى ما خلت الساحة من المادة الجيدة ....امتلأت بما يرد إليها من الغث الذي لا يسمن ولا يغني من جوع وإذا لم يجد الشباب من يعلمهم مهارة الانتقاء ، فإنهم يتلقفون ما يسقط بأيديهم تلقف الأرض العطشى للغيث.
ولا يقتصر التعدي في هذه الروايات على المملكة بل والخليج بشكل عام .... وهنا أنا أحمل المسؤولية للكاتب الملتزم الذي يعي معنى الرسالة في قلمه، ليكتب ويملأ الساحة ويسوق لكتاباته خاصة في منتديات الشباب والفتيات بدلا من ترك الساحة فارغة لمثل تلك الروايات.
هناك على الأقل بنات تقرأ
سألنا القاصة والكاتبة أ. سارة محمد الخضير عن تأثير قراءة الروايات العامية على سلامة اللغة ومنها الروايات الإماراتية بصفتها الأكثر انتشارا وتداولاً بين الفتيات فقالت:
تقولين ( اقبال ) وهذا يجعلني فرحة وممتنة.. أما لماذا الفرح والامتنان لأن هناك على الأقل (بنات) تقرأ ..!!
لا تستغربي منطقي ربما يكون غريب وغير مقبول للبعض.. اسمعي رأيي للنهاية وربما ستجدين فيه ما يفيدك.. قمت بتدريب مئات الفتيات على فنون الإبداع - المهارات الصحفية - القراءة..
ومن هذه المئات أجد قلة قليلة تقرأ.. فهذه تخبرني أنها شاعرة سبحان الله !! لكنها تكره القراءة!! هكذا تقولها بالحرف الواحد !
كيف يا ابنتي تريدين أن تكوني كاتبة ولك قلم وتعبرين عن أفكارك إن كنت تكرهين القراءة؟
شيء آخر ربما يعينك على فهم فرحتي بإقبال البنات على الروايات أيا كانت..
أذكر جيداً أن بداياتي في القراءة - وأنا الآن قارئة نهمة - كانت مع أسخف رواية كتبت.. وهذه البداية - السخيفة- جعلت عضلات المخ عندي تتمرن لاستيعاب الأكبر والأجدر.. نبذت هذه وبحثت عن الأعمق.. تدريجياً بدأت أشعر بالفروقات وأصبح لدي عقل مضيء..
عزيزتي ليس في الإقبال على الروايات المسماة أعلاه أي محذور في نظري بل هي شيء أقول عنه ( عساه صدق!!) لأن العقل الطبيعي لا يقفز لقراءة المجلدات والآداب العالمية لابد أن يمر بأشياء بسيطة متداولة.. النفس الإنسانية تميل للمألوف وما هو متداول.. هذي البنت ترى صديقاتها مقبلين على قراءة هذه الروايات فتقول ( ليش أنا ما اقرا؟!) فتقرأ.. إن كان لديها ميول للقراءة صدقيني لن ترضيها هذه الروايات وستستمر بالبحث عن الأفضل
وإن لم تكن فهي لم تخسر شيئاً.. إنما (اطلعت ) وشاهدت ما يدور بالساحة..
أنا تماماً ضد تصدير حرية الشخص سواء فتاة أو كهل أو حتى طفل في أن يطلع ويتعلم.. وإن كانت حجة البعض أن في هذه الروايات تحمل بعض الأفكار والمعتقدات فهو أمر طبيعي في جميع الوسائل المحيطة بنا .. هذه الأفكار ستأتيك سواء من روايات أو من الانترنت أو من فضائيات أو مجلات أو حتى من رسالة جوال أو (سالفة) في مجلس.. ولكن المهم أن نعلم ما هي الأفكار الصحيحة وما هي الأفكار الخاطئة ويكون لدينا الحس الناقد لها.
أما من ناحية اللغة - واعذريني لأنها المحور الرئيسي ولم أتطرق له إلا بالنهاية- فكيف أقيم هذه الروايات لغوياً وغالبها مكتوب بالعامية وليس في ذلك ضير.. الكثير من أدبنا الشعبي وصلنا مكتوباً بالعامية وكذلك تراثنا الشعري المحلي والخليجي غزير من هذه الناحية..
أنا أتمنى وجود بديل جيد، وسيكون هذا أفضل لبناتنا، وهذا ما تقدمه مجلة حياة التي تعتبر رائدة في مجال النشر القصصي
آمل أن لا يكون في رأيي ماهو قابل ( للمصادرة!!!) أنا الأخرى أو (يقتص) منه.. بل هو رأي أعبر عنه وأردده دوماً وقد يحتمل الخطأ.. لكني أشدد عليه حتى على صديقاتي البنات المتدربات لدي..
اقرؤوا - على الأقل في البداية- كل ما يقع في أيديكم.. وبعدها سيضيء مصباح داخل عقولكم يجعل من الأمر متعة لا تقاومونها ولا تشبعها مكتبة الملك عبدالعزيز برمتها !!
لن تتعدى مجتمعاتها التي تفهم تلك اللهجة
وسألنا الأديبة السورية عبير النحاس عن رأيها حيال إقبال الفتيات على قراءة الروايات العامية فقالت:
لا يخفى على أي منا أن اللغة العربية هي لغة الكتاب الكريم الذي حفظه الله تعالى لنا و للدنيا جميعاً و كانت اللغة العربية هي أداة حرفه و السبيل الوحيد لتلاوته و فهمه و العمل و التعبد به
و لهذا نجد حرصاً شديداً من العرب الغيورين الواعيين لإحياء هذه اللغة و الحفاظ على قوتها و نضارتها في قلوب الأجيال المتلاحقة, و حرصاً أقوى ممن يكيد لهذا الدين لمحق و سحق هذه اللغة لإبعادنا عن منهجنا الإلهي و سنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم و دليل وحدتنا عن ساحة الحرب التي لا زالت تتوسطها .
و قد نجد الكثير من الدعوات الخبيثة على مر الأزمان لإحياء اللهجات العامية و الكتابة بها و الهدف الأول والمعروف هو استبدالها باللغة العربية
و لا يخفى علينا أيضا أن اللغة العربية لم تعد تدرس في المدارس بتلك الطريقة التي تحببها و تقربها من قلوب الأطفال فيكبر و قد جافاها و شعر نحوها بالتوجس و اتهمها بالصعوبة و البعد عن السلاسة و السهولة .
و قد يفيدنا أن نعلم أن من يكتب بغير اللغة الميسرة السهلة يسيء للغته كما يسيء ذلك الأستاذ الذي جعلها مادة ينتقم بها من طلابه و يكسر بها شوكتهم
و قد قدمت لنا الروايات العامية على لسان أبناءنا الذين امتلكوا هاجس الكتابة و حبها , مواضيع هامة لازمة , و لم يمتلكوا أدوات اللغة , كانت العامية بالنسبة لهم ملاذا آمنا يخفون خلفها نقصهم و جهلهم بأدوات لغتهم الأم , و من ثم وجدت هذه الروايات لها أنصارا يزعمون أنها أكثر قرباً و سهولة من تلك المكتوبة باللغة الأم و ما ذلك إلا لضعفهم و بعدهم أيضا عن لغتهم .
و قد يكون الأمر في جمال الطرح الموجود في تلك الروايات و ما يحتاجه الشباب من المواضيع الواقعية التي تهمهم و لكنها لن تتعدى مجتمعاتها التي تفهم تلك اللهجة و بالتالي لن تخدم كاتبها بل ستكون خدماتها موجهة بالفعل لمن وقف يحارب اللغة العربية الفصحى بشراسة و جعل الفأس هذه المرة في يد أبنائها البررة فجعلهم يكتبون بغيرها من اللهجات المحكية و يروجون لما يكتبون كأحسن ما يكون الترويج .
المصدر:
http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&task=view§ionid=1&id=17407
شكراً لمن اتحفنا برأيه :)
هالقصص تجنننننننننننننننننننن
وتقول شفته بفرح: هالقصص فيها عادات وتقاليد وقيم تتخللها رومانسية مخفية...مثلا قصة قمر خالد..فيها عادات وتقاليد انه ما في اختلاط بالعائلة ولما تتزوج قمر خالد ما تنتهي العلاقة ...بل تبتدي
يعني هالقصص مو نهايتها مجرد زواج وبس
واللغة العامية لها دور كبير
وسلامتكم