تخفف من الذنوب بالتوبة

تخفف من الذنوب بالتوبة

ما أجدر المذنبين أن يعودوا إلى رحاب الله ... مستغفرين تائبين .
ابسطوا أيديكم _ أيها المؤمنون _ لرحمات الله التي تتنزل في الثلث الأخير من الليل الذي هدأت فيه العيون .... وغارت فيه النجوم .... وتفتحت أبواب السماء لدعوات المذنبين ... ولا ستغاثات المنكوبين .. ولتضرعات الذن ظلموا أنفسهم من الناس أجمعين .
فأقبلوا على الله الكريم الذي لا تنفد خزائنه واسألوه المغفرة والثواب .
ما حوجنا - أيها المؤمنون - إلى أن تخفف من الذنوب فإنها لتثقل الكاهل ، ولقد كان السلف الصالح يعدون الذنوب أخوف من عدوهم .
والطريق إلى الله الآن ممهد ، والتخلص من الأوزار الساعة ميسر ، أما إذا بلغت الروح الحلقوم وغرغر ابن آدم فقد فاتت عليه فرصة العمر وخسر الخسران المبين ، ويندم ولات ساعة مندم.
إن التخفف يكون بالتوبة النصوح ، والتخلص من أعباء الذنوب يحصل بالاستغفار . إن الذنب ليورث القلب جموداً وقسوة حتى يصبح أشد قسوة من الحجارة ، فلا تنفتح مغاليقه لخشية الله ، ولا يبض بقطرة من العاطفة الكريمة أو الخير والحنان .

إن الناس جمعياً معرضون للمعصية ، فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ... هذا هو مفرق الطريق بين الطائع والعاصي . إن المسلم مرهف الحس ، رقيق القلب ، حاضر الفؤاد ، إذا ألمت به مخالفة أو زلت به القدم في معصية فإن الذنب يقض مضجعه ويؤرق منامه ، وينغص عليه شرابه وطعامه ... ولا يزال كذلك حتى يغسل بماء التوبة والاستغفار رجس الذنب ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا
وحياتنا مملوءة بالخالفات ،ونحن معرضون للوقوع فيها بحكم ضعفنا فإلى الاستغفار فإنه الوسيلة التي تعيدنا إلى الجادة ، والوقاية التي تحفظنا من السقوط وتحمينا من الانحراف ..وإلى التوبة فأنها الخطوة المتقدمة في حياتنا ... لنبك ذنوبنا ولنتبرأ من معاصينا .. ولنهجرنا ولنعاهد الله على ذلك حتى نكون من المفلحين (وتوبوا إلى الله جميعاً أية المؤمنون لعلكم تفلحون).