تخلى عنه أهله وزوجته طلبت الطلاق وذهبت بعيدا بابنتيه

أحمد نزل في مستشفى النقاهة منذ 15 عاما ساقه حادث مروري إلى واقع مؤلم لم يكن يتصور أنه سيعيشه يوما ما بل مدى الحياة.. فقد تخلت عنه أسرته وزوجته التي طلبت الطلاق بعد تعرضه لحادث مروري وأصبح السرير الأبيض والعاملون في المستشفى هم أصدقاءه الذين يؤنسون وحشته.
وتعود قصة عايش كما رواها فهد شقيق طليقته لـ"الوطن" إلى فترة عمله في القطاع العسكري إبان فترة أزمة الخليج الأولى عندما كان ضمن العاملين في حفر الباطن وأثناء عودته للرياض في إحدى إجازاته تعرض لحادث مروري أقعده عن الحركة ولزم المستشفى معاقا فيما لم يجد أحداً يقف إلى جواره حتى زوجته وأم ابنتيه والتي سارعت إلى طلب الطلاق الذي حصلت عليه بالفعل.
وعلى الرغم من العناية والاهتمام اللذين يتلقاهما عايش إلا أن حالته النفسية كانت أشد، فقد تقادمت به السنون وغزا الشيب رأسه وملأت التجاعيد وجهه فهو غير قادر على الاعتماد على نفسه في أي شيء وفاقد القدرة على التحكم في عمليات الإخراج الطبيعية.
وفي غرفته التي يشاركه فيها مريض آخر أخذ ينادي على العاملين المناوبين طالبا أن يحضروا له بعضاً من وجبة العشاء لعدم تناوله وجبة طوال اليوم. فيما كانت عيناه تتعقبنا أثناء الخروج وبعد انتهاء الزيارة رفع صوته بنبرة حزينة طالبا منا تكرار الزيارة.
الأطباء المشرفون على حالة أحمد أكدوا أنه يعاني من حالة نفسية سيئة نتيجة عدم مقدرته على القيام من السرير بالإضافة إلى قلة زواره وتباعد زياراتهم حيث كانت آخر زيارة له في عيد الفطر الماضي.
وأضافوا أنه تنتابه حالات عصبية بين الحين والآخر وضعفت ذاكرته مشيرين إلى أنه كثيرا ما ينادي طالبا الطعام الذي يكون في كثير من الأحيان قد تناوله في مواعيده المحددة.
وطالب الأطباء والمشرفون على احمدأسرته بالتواصل معه باستمرار وهو أمر من شأنه أن يعيد إليه الاستقرار النفسي الذي يساعد كثيرا على استقرار حالته بشكل عام.
لكن من المؤكد أن عايش قد خرج بالفعل من دائرة اهتمام أسرته وأقاربه فإخوته من أبيه لا يزورونه، أما ابنتاه فتعيشان مع أمهما في القصيم.. أما والده وأمه فقد انتقلا إلى رحمة الله. ولم يبق له سوى المحيطين به في المستشفى.

منقول