أخواتي الفاضلات :
هل تفكرتن يوماَ أو تخيلتن أن الله جل في علاه يحبك أنت .. أنت بعينك ..
لا تقولين هذا شيء صعب و مستحيل لا هناك فئة من الناس يحبهم الله ..
فيكون سمعهم الذي يسمعون به .. و يدهم التي يبطشون بها .. و بصرهم الذي يبصرون به ..
أي أنه يوفقهم لكل صالح و خير ويسخر لهم عباده الصالحين ..
والله عز وجل لم يتردد في أمر قط إلا في قبض روح الإنسان الذي يحبه ..
أكيد أنكم متشوقون لمعرفة أصحاب هذه المنزلة العظيمة ..
هم من يتدبرون و يتفكرون في نعم الله عز و جل وفي بديع صنعه و خلقه ..
أعطيت عقلي مساحة واسعة لأتفكر في هذا الموضوع .. فحار عقلي.. و
تعطل فكري.. وخفق قلبي و أرتعد من عظم الباري عز وجل ..
فاستصغرت نفسي و استحقرتها و عرفت قدرها و أنها لا تساوي جناح
بعوضه من غير خالقها و باريها ..
تفكرت في جسم الإنسان فقط و أنه مكون من عدة أجهزة لكل جهاز وظيفة معينة وهي تمشي مثل الساعة ..
فعندنا الجهاز الهضمي .. و التنفسي .. و الدوري الدموي .. و العصبي ..و الإخراجي .. و التناسلي.. و البولي .... الخ )
تخليوا معي لو حصل عطل بسيط لهذه الأجهزة ما الذي يحدث ...؟؟؟؟
مثلاَ أصبت بتلوث في المعدة فستلاحظين أن نظام الجهاز الهضمي تغير .. فآلام في المعدة و غثيان ووهن في الجسم .. الخ )
ولا تستقر حالتك إلا بعد أن يذهب منك هذا الداء ..
وكذلك الجهاز التنفسي فلوا أصابك ضيق في التنفس ستقضين اليوم بأكمله في المستشفى تحت جهاز الأكسجين ولا تمارسين حياتك الطبيعية إلا بعد أن يشفيك الله ..
الكليتين لو تعطلت عن العمل لقضيتي ثلاث أرباع حياتك في المستشفى لأنك ستذهبين لغسيل الكلى ثلاث مرات في الأسبوع .. فالشخص المصاب تغسل كلاه 12 مرة في الشهر و يتجرع العناء و المشقه منها أما السليم فتغسل 36 مره في اليوم دون مقابل و دون تعب أو ألم ..
ودعونا نفكر في أبسط شيء لو حصل للإنسان لا سمح الله إحتباس للبول والله ثم والله لا ينعم بالمال ولا بلذة طعام ولن يأنس بالجلوس أو التحدث إلا بعد أن يفرج الله ما به..
هل وصلت لكم الرسالة التي أردتها من طرحي هذا ؟؟
وهو أننا لاشيء .. ولا نساوي قلامة الظفر من دون ربنا جل شأنه و تقدست أسمائه و صفاته ..
إذن لماذا لا نشكر والله عز وجل يقول ( و إن شكرتم لأزيدنكم ) ؟؟
لماذا لا نتدبر ؟؟
لماذا لا نتفكر ؟؟
لماذا لا نتحدث و نفكر الناس بنعم الله عليهم ؟؟
لماذا لا نحمد و قول ( الحمد الله حمداَ يليق بجلال وجهك و عظيم سلطانك ) ؟؟
لماذا نعصي و نذنب و نتعدى الخطوط الحمراء التي حدها الله لنا ؟؟
لهذه الدرجة نحن ظلمة !!
الله عز وجل يعطينا و يغدق علينا النعم و نعصي الله بنعمة ..
لو أراد الإنتقام لأخذ هذه النعم و العطايا ..ولو أخذها من يردها لنا غيره جل شأنه ؟؟
يقول الله تعالى ( قل أرءيتم إن أصبح ماؤكم غوراَ فمن يأتيكم بماء معين )
يقول الشيخ عبد المحسن الأحمد هل عندما يدخل أي شخص لدورة
المياه ( عزكم الله ) و يقضي حاجته قبل أن يخرج يقول ( الحمد لله الذي
أعطاني الصحة و القدرة على أن أذهب الأذى عني فهناك أناس كثير
معوقين و مشلولين ولا يستطيعون ذلك إلا بمساعدة الآخرين فالحمد لله
الذي فضلني على كثير من عبادة تفضيلا ) )
و الذي ذكرته فقط أجهزة الجسم هذا من غير الحواس و نعمها و من غير
الأعضاء و الأطراف و من غير حسن المنظر و الشكل.. الخ )
هذه النعم في أنفسنا لكن من كرم الله علينا أن متعنا بهذه
الصحة و متع أهلونا .. و حبانا بالأموال و الوظائف و الأولاد و الأمن و الأمان ..
و أعظم هذه النعم التي لو حمدنا الله عليها إلى قيام الساعة لا نوافيه ذرة من كرمة علينا هي نعمة الإسلام ..
أتخيل و أقول لو أني و العياذ بالله أبنت طاغية من طغاة الأرض بوش أو شارون مثلاَ ..
هل هناك بصيص من الأمل في إسلامي ؟؟
فالحمد لله الذي خلقنا من أم و أب مسلمين موحدين على نهج الرسول صلى الله عليه و سلم و صحبة الكرام ..
من أم و أب صحيحين فلم نكن أبناء خنى أو زنى و العياذ بالله ..
فتخيلو لو أنّا وعينا على الدنيا و نحن في دار الأيتام قد كنا لقطاء لا أصل لنا ولا نسب ..
كل هذه النعم هل كان لنا دخل في 1% فيها ؟؟
كل هذه النعم هل هيئنا الجو المناسب قبل أن نخرج من أرحام أمهاتنا للعيش فيها ؟؟
بالطبع لا بل أفضال و نعم تنزل علينا كزخات المطر من خالقنا وولي نعمنا ولملاذنا عند الكرب وهو الله الواحد القهار ..
فهل من مدكر و متعظ ؟؟
بعد كل ذلك لو أصاب الأنسان مصاب بسيط مثل رسوب في إختبار .. أو طلاق .. أو ترمل .. أو حياة زوجيه تعيسة .. أو موت عزيز .. الخ من المصائب و النكبات ..
دائماَ لسان الحال يقول ( يالله حياتي كلها تعيسة.. و جميع الناس سعداء.. ولم أرى يوم جميل في حياتي قط ..و بكاء و عويل و تسخط ..)
أخواتي الفاضلات أرجو أن لا نكون من الذين قال الله عنهم في كتابه العزيز ( إن الإنسان خلق هلوعا . إذا مسه الشر جزوعا . و إذا مسه الخير منوعا )
أي إذا أصابته مصيبة تجزع و تسخط ولم يرضى بقدر الله .. و إذا أصابه الخير منع ولم يعطي و طغى و تجبر ولم يشكر المنعم عز و جل ..
ولكن الإنسان المؤمن الصادق هو الذي يشكر الله عند النعم و عند البلاء
يصبر و يحتسب و يقول الحمد لله متعني الله بالنعم فتره من الزمن و
ابتلاني فتره بسيطة فالحمد لله من قبل و من بعد .
وهذا هو نهج نبي الله أيوب عليه السلام حيث ابتلاه الله بالمرض 7 سنين
فقالت له زوجته أدعوا الله أن يشفيك فقال : والله إني أستحي من الله
فقط متعني الله بالصحة 40 سنة و ابتلاني بالمرض 7 سنين فقط ..
و من ثم فرج الله عنه البلاء و قال فيه عز و جل ( إنا وجدناه صابراَ نعم العبد أنه أواب )
ولا تحسبون انا لن نسأل عن هذه النعم و لن يحاسبنا الله عليها .. فالله سيسألنا يومئذ عن النعيم ..
أتمنى أني لم اطل عليكم لكن ليت كل واحده تعطي نفسها 5 دقائق تتفكر فقط في نعم الله عليها فستجدها أمور لا عد لها ولا حصر ..و ستستحقر أي أمر محزنها و تشعر انه لا شيء ..و أنها أسعد إنسانه في العالم ..
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300) والترمذي في "السنن" (2346) وقال : حسن غريب .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله بعد تخريجه الحديث عن جماعة من الصحابة : " وبالجملة ، فالحديث حسن إن شاء الله بمجموع حديثي الأنصاري وابن عمر . و الله أعلم . انتهى. "السلسلة الصحيحة" (رقم/2318)
///
إن كنت في نعمة فرعها .. فإن المعاصي تزيل النعم ..
هذا وصلى الله على محمد و على أله و صحبه أجمعين ..
منقول
وأسعد الله من ساهم بنشرها
اخر انفاسي رحيل @akhr_anfasy_rhyl_1
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جبرني الوقت اصبر
•
جزاك الله خير
وياااكم ...
منووووورين .
دمتن بكل خير,,,,
لااله الا انت سبحانك اني كنت من الضالمين
استغفر الله واتوب اليه عدد المؤمنين والمؤمنات ا
الاحياء منهم والامووووت,,
منووووورين .
دمتن بكل خير,,,,
لااله الا انت سبحانك اني كنت من الضالمين
استغفر الله واتوب اليه عدد المؤمنين والمؤمنات ا
الاحياء منهم والامووووت,,
الصفحة الأخيرة