تخيـــــــــــل

السلام عليكم....
خطرت لي هذه الفكرة في اليلة الماضية..ورغم أني أحب اختصار كتاباتي قدر الإمكان.. إلا أني هذه المرة تمردت على القاعدة..
ولا يرجع الفضل لي في ذلك.. لأنني كنت أفضل أن تكون مختصرة.. ولكني لم أستطع إلا أن أضعها بهذه الصورة...

كما أني غير معتادة على هذا النوع من الكتابة.. ولكن أحببت أن اشارككم محاولاتي...

__________________________________________


تخيل..قارئ هذه السطور.. لو أنك شعرت بازدياد في ضربات قلبك.. واضطراب في جوانحك.. ونشوة تغمر فؤادك.. وشجن يعصف بكيانك.. وترقب وقلق دائم يسيطر على تفكيرك.. وتغير جذري في أفكارك.. ونظرة جديدة لحياتك.. وتيار كهربائي – بالمعنى المجازي طبعا – يلمس خيوط ووصلات دنياك.. وسهاد دائم يؤرقك.. ودوار يكاد يلقيك أرضا.. ومعاول تدمر ماضيك.. وأخرى تبني حاضرك.. وثالثة تعد نفسها وتحلم معك ببناء مستقبلك..
تخيل... لو حدث هذا كله لك... ماذا تفعل..؟!!
أتزور أخصائيا في أمراض القلب.. أم طبيب باطنية.. أم تراك تزور طبيبا نفسيا.. أو تستشير كهربائيا... أم تحجز موعدا لدى طبيب عيون.. أم تأخذ إبرا لعلاجك مما تظنه أنيميا حادة.. أم تطلب العون والنصح من مهندس معمار أو عامل بناء.. أم.. أم ستزور وتستشير كل هؤلاء.. علك تجد لديهم دواء لما ألم بك والذي احترت فيه...؟؟

تحاول علاج نفسك.. وإنقاذ حياتك من شئ أنت حتما – إذا أصبت بهذه الأعراض- تعرفه تماما.. وتعلم أنه غوص في عالم يزخر بالغرائب.. عالم تجد فيه الفرح والحزن متجاورين.. الدمعة والابتسامة قريبتين.. البكاء والضحك جليسين.. الرضا والسخط متواليين.. ثم تحاول وتحاول الهرب.. وتقنع نفسك بأنك نجحت.. ولكنك تعود.. لتحزن وتفرح وتضحك وتبكي ولتقنع أخيرا بأنك أحببت..

يحجبك – ربما- حاجز عن من تحب.. تحاول وتأمل تخطيه.. وتسمع، وربما ترى محاولات نجحت لتفرح لها وتأمل أن تكون تجربتك مثلها.. وتأنف عن سماع تجارب فشلت.. وتهرب بنفسك بعيدا عنها.. حتى لا تصيبك – كما تظن – عدوى السقوط، والفشل في الوصول..

وثق – قارئ هذه السطور- أن الحب سلطان.. انه ربان ماهر.. قائد فذ.. مغامر شجاع.. أمل بلا يأس.. قوة بلا ضعف.. حنان يكره القسوة.. عزيمة تحقد على الفتور.. حرارة ودفء يذبان الثلج والبرد المتراكمين على أبواب قلبك وروحك وفكرك ودنياك...

الحب سمو بالروح.. وصعود بها لأعالي الفضيلة والرقي والجمال.. فإن كنت ممن أصيب بتلك الأعراض.. وألمت به.. وكابدها وعذبته.. وعاناها وسهرته.. وقاومها وأرقته.. فأنت حقا قادر على الشعور بالحياة والإحساس بها..

الشوق يزداد.. والترقب والقلق يكبران.. ومساحة الخوف من المستقبل والفشل فيه تزداد رقعتها.. والأمل يخبو ويضيء .. يتحدى ويصمم ويتراجع أحايين عدة.. والقلب يحب.. والنفس تتمنى.. والعقل يرجو.. والفؤاد يصلي.. إلى أن يرتفع بيرق الحب منتصرا.. وإلى أن تفتح أبواب الهوى منتصرة على صوت ولون الصدأ وصرير الأبواب العتيقة.. لنرى جمال الحياة.. التي تعج بخليط من المتناقضات والمعكوسات.. فالضد يظهر وجود ضده.. والعكس يبرز مكان عكسه.. وللحياة شجون والآم.. و الحب زعيم الشجن.. يسير في موكب يحف به العاشقون.. نحو طريق معبد بالحلم، والأمل يحدوهم ليوم يلتقي كل منهم فيه مع وجه جديد للحياة التي يحيونها ويعيشون سويعاتها وثوانيها بكل ما فيها من أمراض:

قلب ونفس وباطنية وأنيميا..و....و....



تقبلوا تحياتي....
Judi