تخيلو الابتلاء لكل الناس مو انتي فقط

ملتقى الإيمان

الابتلاء

ان الحمد لله نحمده ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا فمن يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا عبد الله ورسوله
ثم أما بعد

يقول تعالي بمحكم أياته" ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين""1"
من هنا يتضح لنا بان الله تعالي كتب الابتلاء علي جميع عباده وذلك ليختبرهم ويمتحنهم ويعلمهم مدي ايمانهم . فنجد الله تعالي قدم لنا الامثلة الشاملة الجامعة والتي تصيب العباد في هذه الاية المباركة فنجده عزوجل يبتلي عباده بالخوف والجوع وهذه تظهر علي حال المبتلي فعندما تنظر لانسان ابتلاه الله بالجوع والخوف فعندما تنظر اليه من أول وهلة ستعلم ما به وهذا لا يحتاج لعلامة أكثر من ذلك .
والابتلاء الاخر عندما يبتليه الله تعالي بنقص في الاموال والانفس فهذه ترها في رجل نزع الله تعالي من ماله البركة فهما كان يكسب الاموال الكثيرة والتي تكفي العديد من الناس وليس لفرد واحد فقط ومع ذلك تجده يقترض من هذا ومن هذا وكل هذا سببه ان الله تعالي نزع منها البركة . واما نقص الانفس فستجدها في فقدان الوالد والولد والام والاخت والزوجة والصاحب.
فكل هذه اختبارات وامتحانات من الله تعالي لعباده ليعلمهم من سيؤمن ومن سيكفر ومن يصبر ومن يقنط من رحمة الله تعالي
فيجب علينا ان نتعرف علي الالتبلاء عن قرب

أولا: تعريف الابتلاء

هواختبار وامتحان من الله تعالي لعباده ليعلم من يصبر فينال رحمة الله تعالي ورضاه ومن يقنط فيحل به عقبال الله وسخطه.

ثانيا : الغاية والهدف من الابتلاء
عندما كتب الله تعالي علي عباده الابتلاء فلم يكتبه ليعذبهم ولكن لغاية وهدف سأمر علي قليل منها للتذكرة وليس للحصر

1 – ليذكرهم لعلهم يرجعون لله تعالي

فيقول تعالي " وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون" "2"
فنجد ان أول الغايات ان الله تعالي يبتلي عباده كلما غابوا عن الطريق الصحيح والصراط المستقيم فيرسل لهم الاختبار والامتحان ليذكرهم فعسي ان يعودوا ويرجعوا

فهذا الرجل يزني فيمتحنه الله تعالي بتعرض ابنته لمحاولة اغتصاب وينجيها الله تعالي وذلك ليمتحنه ويختبر ويذكره بما فعله ببنات الناس ونساء المسلمين فلعله يعود ويتذكر بما كان سيحدث لابنته وأخر رجل لوطي يفعل الفاحشة بالاطفال فعندما تحدثت معه وقلت له يا اخي بارك الله فيك توب الي الله تعالي لعل الله يجعله باهل بيتك فقال لي خليك في نفسك فانا ليه زوجة منتقبه وامي ماتت وليست لي اخوات بنات فلا تقلق فقلت له يا اخي هذا دين ولابد ان يوفي باهل بيتك فقال لا تخاف اجعل النصيحه لغيري
فقلت له ان لله وانا اليه راجعون فوالله الذي نفسي بيده ان الله تعالي قد انهي الدين عليك اليوم فقال لي كيف فقلت له اني حضرت حتي اعلمك بان ابنك ممسوك في القسم لانه تم اعتقاله وهو لوطي ويفعل به في أحدي المقاهي.
ان لله وانا اليه راجعون فهذا وعد الله الحق.
وهذا رجل اخر يسرق فيرزقه الله تعالي بمرض ابنه فيصرف عليه كلا ما يملك علي العلاج. فكل هذه الابتلاءات الله تعالي يبتليهم لعلهم يرجعون.

2- ليعلم الصابرين

فيقول تعالي " أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين""3"
فالله تعالي يعلمنا بأنه لن يدخل أحد الجنة حتي يعلم الصابرين والمجاهدين والجهاد هنا ليس جهاد حرب فقط ولكن هناك من هو اعظم وأكبر هو جهاد النفس الامارة بالسوء.

ويبتليك الله تعالي بالتلفزيون وحب الكمبيوتر ويفتنك فيها بحبك للافلام الاباحية والغناء والعري.

فكل هذه فتن وامتحانات ومن يريد النجاح فعليه بالصبر علي تركها رغم سهولة الحصول عليها .
وهذا رجل ابتلاه الله تعالي بالرزق القليل الذي لا يكفيه لشراء الطعام لاهله واولاده وهو علي هذا الحال فتمرض ابنته ولم يجد ثمن الدواء فيذهب لجاره ليقترض ثمن الدواء وهو علي نفس الحال فيموت ابنه وليس معه ثمن تجهيزه . فكل هذه ابتلاءات رزقه الله تعالي ليعلم مدي صبره وهل يستحق ان يكون من الصابرين والذي قال تعالي بحقهم" أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون""4".

3- ليفتنهم ليعلم من يؤمن ومن يكفر

فالله تعالي يبتلي عباده ويشهدهم علي أنفسهم وذلك ليعلمهم المؤمن من الكافر والعاصي والفاجر . فيقول تعالي " فأما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن""5"
ففي هذه الايه الله تعالي يبتلي الانسان فيكرمه وينعمه فيرزقه المال والاولاد والسيارة والعمارة وهنا الرجل يفرح فيقول " ده ربنا بيبحني ورزقني كل هذا" ولا يعلم انه اختبار من الله تعالي له ليعلم اذا سيؤمن ويفعل الطاعات ومن اخراج الزكاة وحسن عبادة الله تعالي الذي رزقه ام سيترك الدين ويلهي خلف الدنيا وشهواتها
فنجد الرجل لديه المال الكثير وينشغل بعمله فبالنهار مشغوله بالبورصة وبالمساء بالشركات والجلوس امام التلفزيون ويشاهد المباريات وليس لديه نصف ساعة للصلاة مقسمة علي خمس أوقات.

ويقول تعالي " وأما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانه""6"
تجده سبحالن الله فور ان يبتليه الله تعالي بقلة المال ومرض أحد أفراد عائلته فتجده يقول" اه يارب هو مفيش غيري في الدنيا"
فسبحان الله هنا يقنط من رحمة الله تعالي وتجدها كثير اذا خسر الرجل في البورصة او حتي الشاب الذي يفشل في توفير نفقات الزواج او النجاح في الدراسة اول شيء يفكر فيها هي الانتحار.
ومن هنا سنعلم الصابرين من القانطين والغاضبين من قدر الله تعالي.

ثالثا : ضرورة الابتلاء

يقول ابن القيم " لابد من الابتلاء بما يؤذي الناس . فلا خلاص لاحد بما يؤذيه البته. ولابد ان يبتلي الانسان بما يسره وما يسوؤه""7"

فهنا ابن القيم رحمه الله يوضح انه لا مفر من الابتلاء وذلك يكون بما يؤذي الناس يعني يراه الرجل منا أذي فيقول " يا ليتني لم أصاب بهذا".
وقد يبتليه تعالي بمرض ابنه ويحزن لذلك ولا يعلم بانه قد يكون خير له في دينه ودنياه.

وخير مثال نجده بالحديث القدسي يقول تعالي" اذا ابتليت عبدي بحبيبته " عينه" فصبر عوضته منهما الجنة"

وهنا يبين الله تعالي حينما يتبتلي عباده بفقدان عينه ونظره وهذه من أحب الاشياء اليه فيري العبد بانه شر له لانه لا يستطيع العيش من دونها ولا يعلم بان هذا هو الخير وذلك لانه لن يري المعاصي وما يغضب الله تعالي

ويضيف ابن القيم رحمه الله" النفس لا تزكو وتصلح حتي تمحص بالبلاء كالذهب الذي لا يخلص جيده من رديئه يفتن في كبر الامتحان. اذا كانت النفس جاهلة ظالمة وهي منشأ كل شر يحصل للعبد فلا يحصل له شر الا منها""8".

وقال تعالي بحديثه القدسي "أن أعظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله تعالي اذا أحب قوما ابتلاهم قمن رضا فله الرضا ومن سخط فله السخط""9"

فوضح الله تعالي بانه يرزق كل انسان الجزاء علي قدر عظم البلاء فمن الناس من يكون امتحانه يسير واخر امتحانه يكون عظيم وكبير فيرزق بالجنة.
والامثلة كثيره منها الفتاة التي ذهبت للنبي صلي الله عليه واله وسلم وقالت له" اني اصرع يا رسول الله فقال لها النبي صلي الله عليه واله وسلم أدعوا الله ان يشفيكي ام تصبري ولكي الجنة . فقالت بل اصبر يا رسول الله ولكن أدعوا الله ان لا اتكشف فدعا لها النبي صلي الله عليه واله وسلم" او كما قال النبي صلي الله عليه واله وسلم
فهذه الفتاه كان لها ابتلاء عظيم فرزقها الله تعالي الجنة
ومثال اخر لعائلة " عمار بن ياسر" فلما اشتد بهم العذاب الشديد من الكفار فقال لهم النبي صلي الله عليه واله وسلم" صبرا ال ياسر فان موعدكم الجنة"

قال النبي صلي الله عليه واله وسلم" ما يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وولده وماله حتي يلقي الله وما عليه خطيئة""10"
فالنبي صلي الله عليه واله وسلم يعلمنا بان البلاء سيبقي في صراع مع المؤمن في كل من أوتي فاليوم البلاء بنفسه فيمرض او الرزق قليل وغدا ابنه لا ينجح في الدراسة واخر وفاة عزيز عليه وهكذا حتي لقي الله عزوجل وقد غفر الله تعالي له.

فمن هنا نجد أنفسنا تعرفنا علي الابتلاءات والتي كتبها الله تعالي علي عبادة ليرزق من صبر وأحتسب فيرزقه الجنة وهي السلعة الغالية . ومن يكفر فيرزقه الله تعالي سخطه عليه والنار التي أعدها للكافرين وذلك لان عدم الصبر علي الابتلاء يجعل الرجل يخرج من دائرة الرضا بقضاء الله تعالي وقدره الي سخط الله تعالي فيخرج من دائرة الايمان الي دائرة الكفر نعوذ بالله من الكفر.

وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
15
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

غيودة الامورة
جزاك الله خير
بنت الـــــــــعرب
هلابك اختي
( شمس الجنوب )
( شمس الجنوب )
الحمدلله ,,اللهم ارزقنا الرضا والصبر

الله يجزاك الجنة
همم فوق القمم
همم فوق القمم
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات

جزاك الله خير
بنت الـــــــــعرب
الحمدلله ,,اللهم ارزقنا الرضا والصبر الله يجزاك الجنة
الحمدلله ,,اللهم ارزقنا الرضا والصبر الله يجزاك الجنة
امين