السلام عليكم و رحمة الله و بركاته......
أخواتي هذا موضوع قرأته من سنوات و يعلم الله تعالى كم تأثرت به و كم تأثر به كثير من الناس
و أنا الآن أطرحه بين أيديكن مع المصدر.....
"***************************************
بسم الله الرحمان الرحيم
تخيل... أنه بعد قليل....سيدخل عليك النبي صلى الله عليه و سلم في زيارة لم تكن رتبت لها...ماذا ستفعل...و هذا خير من مشى على الأرض...خير من كل رؤساء العلم و زعماؤه...خير من مفكريه و عباقرته.....
***************************************
هو خليل الرحمان صلى الله عليه و سلم....داخل عليك...يزورك في بيتك....
***************************************
فكر الآن... ماذا ستفعل أيها المسكين؟
هل ستجري مباشرة نحو الباب...و الدمعة الحارة تقابل الإبتسامة في مشهد لا يمكن نسيانه؟...
قائلا...رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي إنه لأسعد يوم في حياتي...
أم أن فرائصك سترتعد...و تجري بسرعة نحو غرفتك...لتخفي أشرطة الأغاني العربية و الإنجليزية...لتضع بدلا منهاأشرطة القرآن و الأذكار و الدروس الدينية....
هل ستخفي أشرطة الفيديو الساقطة أيضا... و هل سترمي صور الفنانات و الراقصات المتناثرة على الجدران و التي تملأ أدراج مكتبك...التي لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليرضى عنها؟
و هل سيكون الوقت مسعفا لك لتعفي لحيتك؟....و تظهر السواك جنبا إلى جنب مع فرشاة الأسنان....تعظيما لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و مبالغة في إظهار اهتمامك به؟
***************************************
يا ترى بماذا ستقابلين رسول الله صلى الله عليه و سلم أيتها المسلمة....هل سترتدين حجابك الشرعي....الذي مرت السنيـــن و أنت تترددين في مجرد اتخاذ قرار ارتدائه....و كأنه عار عليك....أم ستقابلينه بشعرك المكشوف و ملابسك الضيقة...ووجهك الذي امتلأ بمساحيق التجميل....
و هل سيعرف من هيئتك و مظهرك أن صاحبة البيت مسلمة...أم سيشك أنه طرق الباب على بيت ممثلة غربية لا يظهر أدنى التزام لها بتعاليم الإسلام؟؟؟؟؟؟؟.......
***************************************
هل ستبادر باحترام والديك أمامه و تبجيلهما و تعظيمهما.... و تناديهم بأحسن ما يحبون.... و كلما أمر والدك بأمر أطعته فيه....
أم أنك ستفعل معهما مثلما كنت تفعل قبل زيارته...فتصيح فيهما و تعارض كل قول لهما و لا تعبأ بأمر الله سبحانه و تعالى و أمر نبيه صلى الله عليه و سلم....
***************************************
و ماذا سترد إن قال لك لن أسألك عن آداء صلاة الفجر ...ولا عن الصلاة بالمسجد....و لا عن قيام الليل...فهي بالتأكيد من أولوياتك الأساسية في الحياة...أليس كذلك؟
بماذا ستشعر وقتها؟....بالخجل؟ بالعار؟ بالحزن؟....أم ستواري كل هذا بابتسامة المنافق الموافق.....؟
هل إذا عرف أنك لم تصلي فجرا منذ شهور....و أنك كنت تفتخر بين أصدقائك أنك قرأت القرآن مرة في حياتك...ماذا سيقول؟
هل سيقول لك أنت فخر للإسلام و المسلمين....أم سيحمر وجهه مغضبا و يغادر المكان....
***************************************
عن ماذا ستتحدث معه؟.....
عن جراح المسلمين و ما يعانوه في العالم كله من ظلم و اضطهاد.....عن علوم الدين....عن تاريخ المسلمين...عن أهمية النهوض بالأمة و تطويرها دينيا و دنيويا...علميا و عمليا؟
أم أنك ستخبره عن صديقتك التي تتحدث معها بالهاتف....و تلك التي تخرج معها إلى النادي... و عن آخر أخبار فريق الفناء الشهير ببريطانيا....و نجمة السينما بمصر....و قصة شعر اللاعب الإيطالي الشهير...و مباريات كرة القدم و آخر نتائجها....و عن آخر المطاعم التي تقدم أنواع الخمور و المسكرات...و كيف أنكم استطعتم تكوين مجموعة كاملة بجوار مسكنكم للإفساد و ترويع الآمنين عملا بعكس سنته صلى الله عليه و سلم؟
***************************************
هل تتخيلين موقفك أختي الحبيبة؟ أم أنك تقرئين الكلمات مجرد قراءة عابرة....
هل تشعرين بالندم على ما فات؟ هل تشعرين أنك فعلا على غير استعداد لزيارة قصيرة عابرة من نبي الله صلى الله عليه و سلم؟
***************************************
فما بالك أختي الحبيبة نسيت أن الله سبحانه و تعالى مطلع عليك ليل نهار....عينه لا تغفل و لا تنام....
يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار....ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل.....
و يقول في الثلث الأخير من الليل....هل من تائب فأتوب عليه....هل من مستغفر فأغفر له....هل من سائل فأعطيه....
***************************************
فما أقسى قلبك....وما أجفى فؤادك....تجري وراء الدنيا التي تهرب منك....
و تعرضين عن الله الذي يفتح لك ألف باب...وباب التوبة و المناجاة...
***************************************
أختي الحبيبة....إنك و لا شك ستذكرين هذه الرسالة يوم القيامة...فوقتها لن تكوني و لن تكون إلا....
رجل حمد الله أن وصلته فقد كانت سببا في تغيير حياته...
أو رجل ندم أشد الندم و لم يعمل بها فكانت حجة عليه أمام الله يوم القيامة....
فبادري و أسرعي بالتوبة قبل فوات الأوان.....
***************************************
قال الله تعالى : "اقترب للناس حسابهم و هم في غفلة معرضون. ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه و هم يلعبون"
***************************************
ملاحظة هامة : حفاظا على نسبة الفضل لأهله فإن فكرة المقالة من قصيدة "if the prophet visited you"و التي تحوي فكرة مشابهة باللغة الإنجليزية, كما أن بعض أفكارها قد استوحيت من مقالة كتبتها أحد الأخوات الفاضلات بساحة من ساحات الحوار و ما قمت بشيئ سوى إعادة صياغة المقال و حذف و إضافة بعض الفقرات فيه
تم مراجعة المقال من قبل كل من الشيخ حامد العلي و الشيخ محمود عبد الرازق حفظهما الله
المصدر : خاص بإذاعة طريق الإسلام
al hasnae @al_hasnae
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️