تدبرات فى إسم الله ( المهيمن ) الحلقة الخامسة

ملتقى الإيمان




المهيمن
والاسم المقرر اسم "المهيمن".
من منهج دراسة أسماء الله الحسنى مراعاة نقاط ثلاثة:
- النقطة الأولى: الحديث عن تعريف هذا الاسم.
- النقطة الثانية: تطبيقاته العملية.
- النقطة الثالثة: علاقة المؤمن به.
فمن معاني المهيمن: الرقيب الشهيد الذي يعلم السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين، يعلم ما تخفي الصدور، يعلم ما ظهر وما بطن، يعلم ما يعلن المرء وما يسر، يرى الأشياء ويرى ما خلف الأشياء، يرى الظاهر ويرى الباطن.
ومن لوازم اسم المهيمن، القدرة التامة على تحقيق مصالح العباد علماً وقدرةً، ففي بني البشر من يعلم ولكنه لا يقدر، وفي بني البشر من يقدر ولكنه لا يعلم، ومن لوازم اسم المهيمن صفة ثالثة هي: المواظبة والاستمرار، قد تعلم ولا تقدر حيث يقول العوام: "العين بصيرة واليد قصيرة"، وقد تقدر ولا تعلم. فالإنسان قد يكون قويا قادرا يتمتع بأعلى درجات القوة ولكنه لا يعلم، وقد تعلم وتقدر وهذا النوع في بني البشر نادر الوجود أن يعلم وأن يقدر ولكنه لا يضمن المستقبل. قد يكون المرء على علم بما يجري تحت يديه وعلى علم بما يجري حوله، وهو واثق بأن يده تطول كل هذا الذي تحت سلطانه، ولكن لا يدري ماذا يكون من نتائج في المستقبل، أما إذا قلنا: "المهيمن" اسم من أسماء الله الحسنى فمن لوازم المهيمن أنه يعلم، ولا نهاية لعلمه، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، فلو أن طبيباً فحص مريضة تشكو من بعض أعضائها، واسترق النظر إلى عضو آخر فهذه خيانة وليس في الأرض كلها من يعلم هذه الخيانة إلا الله، يعلم خائنة الأعين، أي يعلم السر، علم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، يعلم السر وما يخفى عنك، يعلم الجهر وما تعلنه، يعلم السر وما تخفيه عن الناس، }يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى{ ، }يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء{ في خواطركم في صراعاتكم في نياتكم في طموحاتكم في حركاتكم في سكناتكم في سركم في جهركم في بواطنكم في علانيتكم يعلم كل شيء.
بالمناسبة إن الإنسان لا يستطيع أن يهيمن إن لم يعلم تلك المعلومات والملابسات المحيطة بموضوعه قبل أن يباشره، لا يستطيع إنسان أن يهيمن على شيء ما مهما كان ضيقاً محدودا إن لم يعلم بكل ذلك يقولون: فلان تقصى الحقائق، يقولون: بِثَّ العيون، كيف تملك القرار إن لم تملك الحقيقة؟ المهيمن يعلم.
ولكن ما نفع العلم إذا كنت لا تقدر ها أنت تعلم مثلا ولا تقدر، المهيمن يعلم وهو يقدر ولا يعجزه شيء ولا نهاية لتعلقات قدرته، كل الممكنات أي كل ما سوى الله من ضمن قدرته، ولكن قد تعلم ما أنت بصدده، وقد تملك ولكن لا تعلم ما سيكون في الغد، قال تعالى في مجال الاقتدار:
}يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ{ .
وقال تعالى في مجال العلم: }إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ{ .
ومن لوازم المهيمن طبعاً هذه الفكرة التي أسوقها للقارئ الكريم لتأكيد هذا المعنى، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا سافر يقول: "اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل".
هل تعتقدون أن هذه الصفة التي يقررها الحديث يمكن أن تكون في إنسان ما، كأن يكون معك في السفر وفي الوقت نفسه يكون خليفتك في بيتك وأهلك وأولادك، مستحيل إما أن يكون معك وإما أن يكون في بيتك، لذلك قالوا: هاتان الصفتان لا تجتمعان إلا لله عز وجل، هو معك بالحفظ والرعاية والتوفيق والتسديد والنصر والتأييد وهو في البيت مع أولادك معية علم وقدرة ورعاية في غيبتك يحفظهم من كل مكروه، هو معك وهو خليفتك في البيت.
أقول: إنه من النادر أن يجتمع لإنسان العلم والقدرة، ففي المجتمعات البشرية أفراد تفوقوا في العلم ولكن يدهم قصيرة عاجزة، وأفراد تفوقوا في القدرة ولكن علمهم محدود، لكن لو أنه، فرضاً، اجتمع لإنسان وهذا شيء نادر جداً، كمال العلم مع كمال القدرة، ولعل نسبة ذلك واحد بالخمسين مليون، وإذا اجتمع لأحد كمال العلم مع كمال القدرة فإن رؤية المستقبل تنقصه حقا، قد يأتي من هو أقوى منه فينتزع ما بيده، وقد يأتي من هو أذكى منه، أو قد يأتي من هو خبيث ماكر فيسلبه ما بين يديه.
إذاً قد يجتمع لديك العلم والقدرة ولا تملك المستقبل ولكن إذا قلت: الله مهيمن معنى ذلك: أنه يملك العلم الكامل
}وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ .
والقدرة الكاملة ولا نهاية لتعلقات علمه ولا نهاية لتعلقات قدرته وليس في الكون جهة أخرى تشاركه في الحكم ألا تسمع قوله:
}مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً{ .
لو كان في الكون آلهة غير الله لفسدتا، }إذاً لذهب كل إله بما خلق ولَعَلا بعضهم على بعض{ ، ليس لجهة أخرى أن تنافس أو تسيطر أو تقاوم أو تنازع أو تفسد، لذلك إذا اتكلت على المهيمن فهو الذي يعلم والذي يقدر، ويعلم ما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، وليس كمثله شيء.
ومن باب الموازنة: فالإنسان قد يملك ولا ينتفع، قد يملك بيتاً ثمنه أربعون مليون ليرة لكنه مؤجر قبل عام السبعين مثلاً، فهو يملكه ولا ينتفع به، وقد ينتفع ببيت لا يملكه، وقد ينتفع به ويملكه، لكن فجأة يصدر قرار استملاك فيغدو مصيره بيد غيره، أما إذا قلنا:
}وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ { .
فالكون كلهُ مْلكُهُ مِلكا وتصرفاً ومصيراً.
وبعد، إني أريد لك أن تعلم أن جزءا أساسيا جداً من إيمانك بالله أن تعرف أسماءه الحسنى وصفاته الفضلى، وقد يسأل سائل عن هذا الحديث هل هو حديث صحيح وهل قاله النبي صلى الله عليه وسلم؟:
"إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة".
نعم إنه صحيح ومتواتر إلى أبي هريرة وطرقه إليه كثيرة جدا، إياك أن تفهم كلمة أحصاها أنه عدَّها، إياك أن تفهم كلمة أحصاها أنه قرأها أو حفظها أو عدها لا، فإن معنى "أحصاها" أي: فهمها ونال نصيبه منها، ولعلك لاحظت مما سبق أن كل اسم من أسماء الله الحسنى -بصفتك مؤمنا- لك منه نصيب فإن لم يكن لك نصيب من هذا الاسم فكأنك ما أحصيت هذه الأسماء.
فالمهيمن، ذو علم لا نهاية له وقدرة تامة ومواظبة واستمرار هذا معنى المهيمن، ولكن هناك أربعة معانٍ فرعية تضفي على هذا المعنى شيئاً نفيساً جداً:
المعنى الأول: إذا كان الله هو المهيمن ففي معاني هيمنته الحب والشفقة، فأحياناً تقف الأم حول سرير ابنها المريض وهي تلاحظ حركاته وسكناته، هذه الوقفة الحانية المشفقة وقفة علم وقفة سيطرة ولكنها بدافع نبيل بدافع الشفقة والعطف والحنان، فإذا قلنا: فلان مهيمن بدافع الحقد وبدافع العنجهية والغطرسة والقوة والانتفاع والمناجزة وما إلى ذلك، فهذا استبداد وبطش إن وصف الإنسان بأنه مهيمن فالمعاني متعددة وقد تنعكس سلبا وإيجابا، أما إن وصف الله عز وجل بأنه مهيمن فمن معاني هيمنة الله عز وجل حبه وعطفه على عباده، مع ملاحظة المعنى الأساسي للاسم، والنبي عليه الصلاة والسلام رأى امرأة تقبل ابنها فقال عليه الصلاة والسلام:
"أترون هذه طارحة ولدها في النار؟" فقلنا: لا، النار حق وإحراقها حق ولهيبها حق، ولكن هذا شيء متعلق بذات الله عز وجل. فقال: "لله أرحم بعباده من هذه بولدها" .
فهيمنة الله عز وجل هيمنة ممزوجة بعطف وحب وشفقة ورحمة وحرص على سعادتك وعلى آخرتك وعلى مستقبلك، فالمعنى الأساسي الأول علم وقدرة وديمومة، أما أحد المعاني الفرعية للهيمنة: فالحب والشفقة.
فلان مهيمن على هذا المستودع أي: أمين عليه لا يدع حاجة تخرج منه بلا علم وبلا تسجيل وبلا مراقبة وبلا محاسبة، هيمنة الأمانة.
ولندع المعنى الأول هيمنة الشفقة كالأم على ابنها إلى:
المعنى الثاني: هيمنة الأمانة، لذلك من معاني المهيمن الحافظ:
}قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ{ .
ومعنى مهيمن: أنك إذا كنت مع الله عز وجل واعتقدت بوجوده وأردت أن تحاور إنساناً فأنت المنتصر، الحوادث كلها تأتي مصدقة لك، كل إنسان يطرح نظرية أو يطرح فرضية أو يطرح مذهباً أو يطرح فكرة أو يطرح تفسيراً أو يطرح تحليلاً أو يطرح عقيدةً، والوقائع العملية تثبت العقيدة التي جاء بها القرآن، فإذا كنت أنت مع القرآن فأنت المهيمن وأنت المنتصر.
أن تقول مثلاً: }يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ{ .
يمحق الله الربا، هذه آية كريمة وهذه عقيدتك، فالمرابي يقول لك العكس: أيعقل أن أجمد المال دون أن أضعه في مصرف لأتقاضى عليه فائدة مجزية أعيش بها؟ أنت –بوصفك مؤمنا-تطرح أن الله عز وجل يمحق الربا وهذا المُعرض الكافر يطرح نظرية أخرى وهي أن الإنسان لا بد من أن يستثمر ماله، الأيام تدور والوقائع تتجدد فإذا بهذا المرابي يمحق ماله، من الذي هيمن في هذا الموضوع؟ أنت، أنت عندما اعتقدت أن المرابي يمحق ماله، والأيام أكدت هذه الحقيقة فأنت المهيمن، أنت تعتقد أن الإنسان إذا غض بصره عن محارم الله أورثه الله نورا في قلبه وانعكس هذا في حياته الزوجية، يقول لك آخر: لا هذه العين يجب أن تستمتع، فهذا الجمال لمن خلق؟ لنا، فلا بد من إطلاق البصر وأن تملأ العين من هذه المناظر الحسنة الجميلة، تقول له: لا، ورأيك خطأ، هذا أمر إلهي وهذه آية قرآنية، تدور الأيام فإذا بهذا الذي يمضي نهاره كله في الطرقات يملأ عينيه من الحرام قد أصيب بمرض ارتخاء الجفون، من الذي هيمن في هذا الموضوع؟ أنت، أنت الذي هيمنت عندما جاءت الوقائع تؤكد ما تعتقد من أن هذا أمر إلهي، أنت إذا اخترت فتاة ولم تخترها إلا لدينها وعفافها وشرفها وصلاحها وأسرتها الصالحة وآثرت دينها على الجمال وعلى المال وعلى الحسب وعلى النسب وعلى الوجاهة في الدنيا، فأنت انطلقت من منطلق أن هذا العمل هو طاعة لله عز وجل قال سبحانه:
}وَلاَ تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُوا الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ{ .
أما ذاك الآخر فقد انطلق من شهوته وقال: الزوجة يجب أن تكون مِلْءَ العين جمالاً وفتنة كما أحب وأشتهي ولا قيمة لقلة دينها، تدور الأيام وإذا بك ترى هذا الذي اختار المرأة الصالحة لصلاحها ودينها ترى حياته الزوجية مستقرة وسعيدة ومفعمة بالمودة والمحبة، تتنامى سعادته ويبارك الله له في هذه الزوجة ويرزقه الأولاد وفيهم قرة العين، أما الذي آثر الجمال على الدين فحياته قطعة من جحيم فمن الذي هيمن في نهاية الموضوع؟ المؤمن، لذلك ربنا عز وجل يقول:
}تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{ .
إذا هذه معان فرعية صحيحة من معاني المهيمن أن هيمنة الله عز وجل هيمنة حب وشفقة وأن هيمنة الله عز وجل هيمنة حفظ وأمانة.
ومن معاني هيمنة الله عز وجل كذلك: أن الله سبحانه يصدقك بأفعاله.
ومن معاني أن الله مهيمن أنك أنت المنتصر، وكلامك هو الصواب، واعتقادك هو الصحيح، والأفعال تأتي مصدقة لك، هذا معنى المهيمن كاسم من أسماء الله الحسنى، إذاً الهيمنة العلم الكامل، العلم التام والقدرة التامة والاستمرار والمواظبة، هذه المعاني الأساسية.
أما المعاني الفرعية فهيمنة حب لا هيمنة غطرسة وعنجهية وسيطرة كما يكون الإنسان، وهيمنة محافظة على المهيمَن عليه، أمين مستودع لا تأخذه في الله لومة لائم، وهيمنة تصديق لكل ما جاء به القرآن، هذا الجانب النظري من معنى المهيمن، علم وقدرة واستمرار، شفقة وحفظ وتصديق.
والآن أسوق بعض الأمثلة للإيضاح: هناك وقائع وشواهد وحقائق تعمق مفهوم هذا الاسم ومدلولاته.
سيدنا موسى حينما قال الله له ولأخيه هارون: }اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى، فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى{ .
فرعون وما أدراكم ما فرعون؟ الذي ذبح أبناء بني إسرائيل واستحيا نساءهم فمن يجرؤ على أن يخاطبه، وعلى أن يبين حقيقة دعواه الزائفة في أنه إله، من يجرؤ؟ }قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى، قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى، فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى { .
إنني معكما أسمع وأرى وفرعون بيدي، إذاً إذا آمنت أن الله هو المهيمن تستسلم ويرتاح قلبك، تطمئن نفسك، يستقر فؤادك، ترتاح أعصابك، الأمر بيد الله بعلمه وبقدرته، كل الخلق بيده ويعلم السر وأخفى.
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعينهم في دية العامريين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري فلما خلا بعضهم ببعض قالوا: لن تجدوا محمدا أقرب منه الآن فمن رجل يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه؟ فقال عمرو بن جحاش بن كعب: أنا! فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر فانصرف عنهم. فأنزل الله تعالى فيه وفيما أراد هو وقومه: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ{ .
من الذي أخبره أن يتحول عن هذا المكان؟ الله عز وجل هم اتفقوا في غرفة محكمة الإغلاق قال ابن إسحاق: ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد، اتفقوا على ذلك والله عز وجل أخبره، معنى مهيمن هنا أنه علم ما يقولون.
عمير ابن وهب كان شيطانا من شياطين قريش وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء أذاهم بمكة وكان ابن وهب بن عمير في أسارى أصحاب بدر قال: فذكروا أصحاب القليب بمصابهم، فقال: والله ما في العيش خير بعدهم فقال عمير بن وهب: صدقت والله! لولا دين علي ليس عندي قضاؤه وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله فإن لي فيهم ابني عندهم أسير في أيديهم قال: فاغتنمها صفوان فقال: علي دينك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أسويهم ما بقوا لا نسعهم بعجز عنهم، قال عمير: اكتم عني شأني وشأنك قال: أفعل! ثم أمر عمير بسيفه فشحذ وسم ثم انطلق إلى المدينة فبينما عمر رضي الله عنه بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر وما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر إلى عمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد متوشح السيف فقال: هذا الكلب والله! عمير بن وهب ما جاء إلا لشر هذا الذي حرض بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! هذا عمير بن وهب قد جاء متوشحا بالسيف قال: فأدخله فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها وقال عمر لرجال من الأنصار ممن كان معه: ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده واحذروا هذا الكلب عليه فإنه غير مأمون ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم به عمر آخذ بحمالة سيفه فقال: أرسله يا عمر! ادن يا عمير! فدنا فقال: أنعموا صباحا وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير السلام تحية أهل الجنة, فقال: أما والله يا محمد إن كنت لحديث عهد بها، قال: فما جاء بك قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم -فأحسبه قال فما بال السيف في عنقك- قال قبحها الله من سيوف فهل أغنت عنا شيئا؟ قال: اصدقني ما الذي جئت له؟ قال: إلا لهذا، قال: بلى قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من قريش فقلت: لولا دين علي وعيالي لخرجت حتى أقتل محمدا فتحمل صفوان لك دينك وعيالك على أن تقتلني والله حائل بينك وبين ذلك، قال عمير أشهد أنك رسول الله قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خير السماء وما ينزل عليك من الوحي وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان فوالله! إني لأعلم ما أنبأك به إلا الله فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق ثم شهد الحق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقهوا أخاكم في دينه وأقرؤوه القرآن وأطلقوا له أسيره ثم قال يا رسول الله: إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله وإني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام لعل الله أن يهديهم ولا أوذيهم كما كنت أؤذي أصحابك في دينهم فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحق بمكة وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب قال لقريش أبشروا بوقعة تنسيكم وقعة بدر وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره بإسلامه فحلف أن لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بنفع أبدا فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الإسلام ويؤذي من خالفه أذى شديدا فأسلم على يديه ناس كثير. .
خولة بنت ثعلبة كانت تحت أوس بن الصامت وكانت حسنة الجسم وكان به لمم فأرادها فأبت فقال لها: أنت علي كظهر أمي ثم ندم على ما قال وكان الظهار والإيلاء من طلاق أهل الجاهلية فقال لها: ما اظنك إلا قد حرمت علي فقالت: والله ما ذاك طلاق وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم –وعائشة رضي الله عنها تغسل شق رأسه- فقالت: يا رسول الله! إن زوجي أوس بن الصامت تزوجني وأنا شابة غنية ذات مال وأهل حتى إذا أكل مالي وأفنى شبابي وتفرق أهلي وكبر سني ظاهر مني وقد ندم فهل من شيء يجمعني وإياه تنعشني به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حرمت عليه فقالت: يا رسول الله والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا وإنه أبو ولدي وأحب الناس إلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حرمت عليه فقالت: أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي قد طالت صحبتي ونفضت له بطني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أراك إلا قد حرمت عليه ولم أومر في شأنك بشيء فجعلت تراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: حرمت عليه هتفت وقالت: أشكو إلى الله فاقتي وشدة حالي وإن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول: اللهم إني أشكو إليك اللهم فأنزل على لسان نبيك وكان هذا أول ظهار في الإسلام فقامت عائشة تغسل شق رأسه الآخر فقالت: انظر في أمري جعلني الله فداءك يا نبي الله فقالت عائشة: أقصري حديثك ومجادلتك أما ترين وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ -وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه أخذه مثل السبات- فلما قضى الوحي قال لها: ادعي زوجك فدعته فتلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد سمع الله قول التي تجادلك) الآيات.
قالت عائشة: تبارك الذي وسع سمعه الأصوات كلها إن المرأة لتحاور رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في ناحية البيت أسمع بعض كلامها ويخفى علي بعضه إذ أنزل الله:
}قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ{ .
فكان عمر بن الخطاب عملاق الإسلام كلما مر بخولة بنت ثعلبة، كان ينزل عن دابته إجلالا لها ويقف أمامها بأدب ويستمع لها، فقال له أحدهم: أنت أمير المؤمنين وتستمع لهذه المرأة؟ قال: كيف لا أستمع لها وقد استمع الله لها من فوق سبع سموات، معنى هذا أن الله مهيمن ويسمع كل شيء.
وكذلك، سيدنا موسى قال لفرعون: أنا رسول الله، وكلمة فرعون تعني في وقته أعظم إنسان ودولته أعظم دولة، وحضارته أعظم حضارة، وهو الذي قال: أنا ربكم الأعلى وجمع السحرة كلهم ووعدهم بالعطايا وبالمناصب من أجل أن يقهروا سحر موسى كما يَدّعون قال تعالى:
}قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى، قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى، وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى{ .
من انتصر؟ سيدنا موسى، فالله مهيمن على كل شيء.
هذه كلها شواهد قرآنية على اسم المهيمن، علم وقدرة واستمرار، هيمنة شفقة وهيمنة حفاظ وهيمنة تصديق.
أما سيدنا إبراهيم فقد جاءه جبريل وقد أوقد قومه ناراً عظيمة، جمعوا حطباً أياماً وأسابيع فأوقدوها وأركبوه المنجنيق وقذفوه كي يسقط في وسطها، هم مسيطرون مهيمنون، بيدهم كل شيء ألسنتهم تردد: مَنْ أشدُّ منّا قوة؟ (أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة)، ثلاث كلمات، قلنا: يا نار -الله مهيمن- كوني بردا، لو لم يقل: وسلاما لمات إبراهيم من البرد، ولوجدوه مجمدا، لكنه أضاف: وسلاما، وقال: على إبراهيم، لو لم يقل: على إبراهيم لانعدم وجود النار في الأرض ولأصبحت النار لا تحرق إلى يوم القيامة، ثلاثة كلمات:
}قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ{ .
من المهيمن؟ الله عز وجل.
وكذلك، أُمُّ موسى، أعطني أُماً تستطيع أن تضع ابنها فلذة كبدها في صندوق وتلقيه في اليمّ، الله عز وجل أمرها بأمرين ونهاها عن نهيين وبشرها ببشارتين:
}وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ{ .
أرضعيه وألقيه في اليم. هذان أمران، (ولا تخافي ولا تحزني) وهذان نهيان، البشارتان: (إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين)، فهذا الصندوق من سَيَّرَهُ إلى شط فرعون؟ يعلم ويسيطر، وحينما فتح الصندوق من ألقى حبه في قلب امرأة فرعون؟ الله عز وجل، إذاً فالله مهيمن.
هذه القصص كلها تؤكد أسماء الله الحسنى، سيدنا يونس لا أعتقد أنه مهما ضاقت الأمور بأحد في الدنيا، لا أعتقد أن هناك مصيبة على وجه الأرض، تفوق مثل أن يكون المرء في ظلمة بطن الحوت مع ظلمة البحر مع ظلمة الليل، أجل في ظلمة بطن الحوت، فإذا فتح الحوت فمه جمع أربعة أطنان من السمك كوجبة عشاء معتدلة ورضعته الواحدة لوليده ثلاثمئة كيلو غرام من الحليب فثلاث رضعات تساوي ألف كيلو غرام تقريبا، كل يوم يحتاج إلى طن حليب، والحوت تقريبا وزنه مئة وخمسون طناً، فجوفه غرفة، وسيدنا يونس نبي عظيم. فجأة وجد نفسه في ظلمة بطن الحوت وفي ظلمة الليل وفي ظلمة البحر.
}وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ{ .
يا ترى هل في بطن الحوت جهاز فاكس أو جهاز تلكس أو هاتف محمول أو جهاز إشارة أو ما يشبه ذلك؟ ليس في بطنه شيء من هذا، إلا أنه نادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين: }فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ{ .
ألا ترتاح نفسك إلى هذه القصة؛ التي ختمت ببشارةٍ لكل مؤمن: (وكذلك ننجي المؤمنين) ففي أي عصر وأي زمان وفي أي مصر وفي أي ظرف مهما يكن شديدا، الله مهيمن، أنت كن مع المهيمن وارتح مطمئناً إلى سلامة المصير.
انظر إلى الطفل الصغير وهو في حضن أمه لا يتكلم بشيءٍ إِطلاقا، الأب يجهد لتأمين الحاجات، ولتأمين الأدوات المدرسية والابن مرتاح يريد الكراسة الفلانية والفلانية والفلانية يلقي الأمر بالطلبات المتلاحقة وهو مرتاح، والأب يتمزق لتأمين هذه الأغراض فإذا كان الشخص مع المهيمن فهو مع من على كل شيء قدير.
نعود إلى موضوع المهيمن، فإن سيدنا زكريا لم يتكلم، وإنما: }إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً{ .
جرب ابقَ صامتاً واطلب من الله طلباً بصدق وبإخلاص وليكن الطلب معقولا من خيري الدنيا والآخرة، واجهد أن تبقى صامتا من دون أي كلمة تنبس بها، تجد أن الله استجاب لك معنى هذا أنه سمعك وعلم سرك فالقضية مع الله لا تحتاج إلى رفع الصوت..
}إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً{ .
نداؤه الخفي اخترق السَّبعَ الطباق فاستجاب الله لسيدنا زكريا لأن الله مهيمن.
في غزوة حنين، أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين خاضوا معه بدرا وأحدا والخندق والمشاهد الأخرى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ساكتون لم يتكلموا إِطلاقا، بل هي مناجاة داخلية وصلت إلى الله وعلم بها:
}وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ{ .
قالوا في سرائرهم: لن نغلب اليوم من قلة عشرة آلاف صحابي ومعهم رسول الله بعد أن فتحوا مكة ودانت لهم الجزيرة من طرفها إلى طرفها الآخر ومع ذلك:
}فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ{ .
الله المهيمن، علم إعجابكم بأنفسكم فألقى في قلوبكم الخوف وقلوبكم في يدي الله. إمّا أن يملأها خوفا وإما أن يملأها طمأنينة.
ففي مسلم والمسند من حديث ابن عمر: "إن قلوب بني أدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء"، الله مهيمن.
الأمر كله بيد الله، سيدنا رسول الله بغار ثور وهو في طريق الهجرة إلى المدينة وسيدنا الصديق إلى جانبه قال: يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موطئ قدمه لرآنا، فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟! .
الله مهيمن، دعوة الإسلام العظيمة، حفظها الله –كما روي- بخيوط العنكبوت، وهذا من عظمة قدرة الله عز وجل أنه يحفظ أعظم شيء بأتفه سبب، الله مهيمن، وأحيانا يهلك إنسان بأتفه سبب، يحفظه بأتفه سبب، ليظهر لك كمال قدرته عز وجل.
في غزوة الأحزاب، الجزيرة العربية كلها اجتمعت على حرب محمد عليه الصلاة والسلام واليهود خانوا عهده معه وانكشف ظهره وبقي للإسلام ساعات، بقي الإسلام قضية زمن إلى أن قال أحدهم: أيعدنا صاحبكم أن تفتح علينا بلاد قيصر وكسرى وأحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته، الله عز وجل أرسل رياحاً عاتية أطفأت نارهم واقتلعت خيامهم وقلبت قدورهم وكفى الله المؤمنين القتال، الله مهيمن، كل شيء بيده، الرياح بيده وصدق الله العظيم:
}وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ{ .
منخفض جوي يمنع الرؤية ... بيده، رياح عاتية تعطل حركة الآليات ... بيده، القلوب ... بيده، يلقي فيها الخوف أو الثبات ..... بيده، كل شيء بيده، باخرة من أضخم البواخر في العالم بنيت سنة ألف وتسعمئة واثنتي عشرة، وقد بنيت طبقتين فلو ثقبت طبقة فالجدار الآخر يبقى سالما ويمنع غرقها، بنيت بلا زوارق نجاة ثقة بأنها لن تغرق، طبعت نشرة تعرف بهذه الباخرة الجبارة الفاخرة، وكُتب في هذه النشرة: إن القدر لا يستطيع إغراق هذه الباخرة، من أفخر البواخر في العالم، قيل: فيها من الأثاث ومن الثريات ومن الفضيات ما لا سبيل إلى وصفه، المطاعم والصالات والأبهاء والغرف والمسابح .... فهي مدينة عائمة، وفي أول رحلة من رحلاتها ركب فيها أغنى أثرياء أوربة، ويقال: إن حلي النساء تقدر بمئات الملايين، وفي عرض البحر ارتطمت بجبل ثلجي فشقها شطرين، وأرسلت إشارات الاستغاثة فظن كل من حولها من البواخر أن هذه الإشارات تعبير عن احتفالات تدشين السفينة وغرق جميع ركابها، وقبل سنة كما أذكر قرأت بحثا في "مجلة العربي" عثروا على مكانها ورأيت صورا لها في قاع البحر هذه الباخرة تدعى "التيتانيك"، قال وقتها أحد القساوسة: هذا درس السماء إلى الأرض.
قبل سنوات، دولة متقدمة جداً ممن يقول أهلها: مَنْ أشدُّ منّا قوة؟ صنعوا مركبة فضائية ومن المقرر أن تبقى في الفضاء سنة تقريبا، سبعة روّاد فضاء مع امرأة، والخطة أن تحمل هذه المرأة في الفضاء من أحد الرواد وأن تبقى في الفضاء تسعة أشهر وأن تلد في الفضاء ومعهم طبيب مُوَلِّد في المركبة ليكون أول مولود يولد في الفضاء، وسَمَّوا هذه المركبة: اشلنجر أي: المتحدي، بعد سبعين ثانية من إطلاقها أصبحت كرة من اللهب. منْ المهيمن؟ ألم يقوموا بالعد التنازلي؟ ألم يضبطوا الأجهزة جهازاً جهازاً؟ أين المهيمن؟ الله سبحانه وتعالى، كن مع المهيمن واسترح.
حدثني صديق لي أنه زار بستانا في أحد أطراف دمشق والبستان مؤلف من قطعتين لأخوين شقيقين، وكان قمح الأخ الأول نامياً نمواً عجيباً، وقمح الآخر نموه ضئيل جدا، وهذا الصديق مؤمن يعرف الله عز وجل فجاء للأول واستحلفه، لماذا بستانك هكذا زرعه نام نموا عجيبا؟ قال: والله أعتني به كما يعتني أخي ببستانه، بل إن الذي يقوم على البستانين مُرابع واحد، إذا فما السر؟ قال: لي أخ آخر متوفى وله أولاد أيتام ونويت في سري أن أعطي أولاد أخي الأيتام نصف غلة هذا البستان، أما الثاني منهما فهو على عكس الأول، هذه القصة تؤكد أن الله علم نية هذا البستاني فضاعف له غلته وعلم نية الآخر فأنقصها إذا المهيمن يعلم ويفعل.
وكذلك صديق آخر حدثني عن مجموعة مزارع في أطراف دمشق وهنالك بعض الرعاة الذين عندهم قطعان غنم يأتون بها لهذا المزارع لتشرب فيطرد أصحاب المزارع، كل راع يأتيهم مع غنمه، من هذه المزارع مزرعة واحدة تستقبل أيَّ راع وتسقي الغنم بنفس طيبة، أقسم لي رجل في هذه المنطقة أن سبع مزارع جفت آبارها إلا هذا البئر حصرا والعائد لهذه المزرعة، ولم يكتفِ بأنه سمح للرعاة بل بنى أحواضاً كي ترتاح الغنم في أثناء شربها، لقد اشترى أحواضاً إكراماً لمن؟ الله مهيمن: النبع بيده واشلنجر بيده و"تيتانيك" بيده، والسحاب بيده، والبواخر بيده، والحوت بيده، كل شيء بيده، فأحيانا قد يكون الإنسان حائرا تائها في مكان ناءٍ، فيخرج عليه ثعبان، وهذا الإنسان مؤمن على الأعم الأغلب فتجد الثعبان واقفاً ولا يتحرك نحوه، بل يتسلل بعيدا عنه، وأحياناً تجد كلباً عقوراً جائعا حائرا من شدة الجوع قضى أياماً عديدة في بؤسه وجوعه، فإذا واجه إنساناً تقياً يقف ساكنا كأن لم ير شيئا، روى الحاكم والبزار بسند صحيح عن سفينة قال: ركبت البحر فانكسرت السفينة فركبت لوحا فطرحني اللوح في أجمة فيها فأقبل إلي يريدني فقلت: يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطأطأ رأسه وأقبل إلي فدفعني بمنكبه حتى أخرجني من الأجمة ووضعني على الطريق وهمهم فظننت أنه يودعني فمن المهيمن؟ الله عز وجل.
الله عز وجل يقول:
}اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ{ .
إذا لله هيمنة، وهو المسيطر، كلُّ شيء خلقه اللهُ مُسيطِرٌ عليه، وما خلق شيئاً وتركه هملاً، لذلك:
}اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ{ .
الحريق شأنه مخيف، ومداهمته عمياء، فقد ينشب حريق في بعض أسواق
7
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

رياح الهنا
رياح الهنا
الحريق شأنه مخيف، ومداهمته عمياء، فقد ينشب حريق في بعض أسواق المدينة ويأكل الأخضر واليابس في معظم الحوانيت إلا حانوتاً واحداً، تلتف النار حوله ولا تحرقه ..... الله المهيمن وبيده النار.
قبل خمسين عاماً زحف جراد على هذه البلدة فأكل الأخضر واليابس، أخبرني رجل، توفي رحمه الله، كان مكلفاً بضبط هذا الأمر ومراقبة أصحاب البساتين في مقاومة الجراد قال: رأينا الأشجار بلا قشر، الجراد أكل أوراقها وثمارها وقشرها الخارجي، ولكننا فوجئنا ببستان كأنه روضة من رياض الجنان، دخلنا إليه وطلبنا صاحبه، فقلنا: ما الذي نرى من أمر بستانك؟ فقال: أنا أستعمل دواء، فامتلأنا غضباً وغيظا منه، أعندك دواء وتمنعه عن المسلمين، قال: نعم يا سيدي، فهذا الدواء لا يستعملونه، هو الزكاة، وأنا أزكي عن غلال هذا البستان، في كل موسم من مواسم العام.
هذه مشاهدات من واقع الناس وحياتهم، آلاف بل ملايين وكل شيء بيد الله عز وجل، فالبطولة أن تعرف الله أن تعرفه هو المهيمن، إذا عرفته مهيمنا انقطعت آمالك ممن سواه، لا تتوسل إلى غيره، أنت فيما بينك وبينه في منتهى الخضوع في منتهى التذلل في منتهى الافتقار. إذاً أنت في جانبك الأمن كله.
أما حالك مع الناس فأنت عزيز، إذا لم تعرفه مهيمنا وظننت بأن زيدا مهيمن، تصبح أمام زيد كالطفل الصغير، تبالغ في التذلل له، ويبالغ في إهانتك، وتبالغ في الخضوع له، ويبالغ في إهدار كرامتك لذلك :
"من جلس إلى غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه".
وهذه الفقرة الثالثة في بحثنا، ففي الفقرة الأولى التعاريف النظرية لاسم المهيمن، كمال العلم وكمال القدرة والاستمرار، وهيمنة الله هيمنة حب وشفقة ورحمة، وهيمنة حفاظ، وهيمنة تصديق، وكانت الفقرة الثانية تتناول التعاريف الفرعية، ثلاث فقرات بالتعريف الأساسي، وثلاث إضاءات فرعية على هذا التعريف، هذا القسم النظري والقسم العملي والشواهد، وهو موضوع الفقرة الثالثة:
أخ كريم أصيب قلبه بآفة، والأطباء هنا بدمشق أجمعوا أنه لا بد له من إجراء عملية في بلد أجنبي، ذهب إلى هناك، وبينما هو مستلق على سرير الفحص، اغرورقت عيناه بالدموع وقال: يا رب! هذا القلب من صنعك وأتمنى ألا يفتح وبكى، فأجري الفحص الأول، وتتابعت الفحوص، وكانت النتيجة أن الله شفاه بما يسميه الأطباء "شفاء ذاتيا"، الشرايين الفرعية التي كانت مسدودة من الذي قام بفتحها؟ يد من فتحتها؟ الله مهيمن على قلبك.
وهذه الكُلْية توقفت عن العمل، لماذا توقفت؟ من أوقفها؟ ومن حركها؟ الله مهيمن، تأكد أن الأعصاب والكليتين والقلب والرئتين والشرايين والمعدة والأمعاء والقنوات الدائرية والسمع والبصر واللسان كل أعضائك بيد الله:
}قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{ .
هذه الخلايا من الذي يمنعها من أن تنمو نمواً خبيثاً؟ الله عز وجل، ليس هنالك سبب واضح للسرطان حتى الآن، إنسان بأتم قوته وبأتم صحته وبأتم نشاطه، غذاء منتظم، رياضة حركة، وفجأة ينمو الخبيث في جهة ما بجسمه.
من المهيمن على هذه الخلايا؟ يمنعها من أن تنمو نمواً خبيثا أو ألا تنمو، إنه الله عز وجل.
حتى الزوجة بيد الله عز وجل، الإمام الفضيل بن عياض يقول: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق جاريتي، أياما تجدها ملاكا سبحان الخالق، ملاكاً من السماء، وأياماً تفكر بهذه الساعة المشؤومة التي عرفتها بها، شأنها بيد الله عز وجل: يلين قلبها أو يقسي قلبها، يجعلها مطواعة، أو عنيدة بيد الله عز وجل.
حتى الأولاد: حالهم الشيء نفسه، وزبائنك، ورؤساؤك في الدائرة ومتبوعوك ومركبتك إذا أثنيت عليها وأثنيت على صانعها ونسيت الله أثناء حديثك عنها، فإنها تتعطل، وتقطعك في الطريق أمرها بيد الله عز وجل، أما الزلازل فالإنسان إزاءها مقيد مكبل، وأما الجراثيم فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى" .
لكن هناك عدوى، ما معنى هذا الحديث؟ أي: إياك أن تعزو هذا الفعل إلى زيد أو عبيد، يجب أن يعزى المرض إلى الله عز وجل، فإذا أذن الله لها فإن هذه الجراثيم تفعل فعلها، وإن لم يأذن فلا تفعل أبدا.
هذا القسم العملي وبقي القسم التطبيقي الأخير..
المؤمن إذا أردناه أن ينتفع بهذا الاسم يجب أن يعرف أحوال نفسه، يعرف نفسه حقيقة، فهل هي مريضة؟ هل فيها انحراف، أو كِبْر، أو عُجْب، أو غرور، أو لديها رغية في تجاوز حدودها، ورغبة الجموح والشرود؟ هل إيمانه بالله كافٍ أم غير كافٍ؟ يجب أن يعلم أحوال قلبه، أحوال نفسه، أن يعلم دخله أهو حلال أم حرام، وإنفاقه للمال، تعامله مع الآخرين، جوارحه مدى انضباطها، أحوالك مرضية عند الله أم غير مرضية، وهل أنت مستقيم أم غير مستقيم، وهل في علاقاتك انحراف؟ أعندك تقصير بالحقوق؟ يجب أن تعلم كل ذلك، ولن تعلم إلا إذا حضرت مجالس العلم، لأن "العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه" رواه الدارقطني في الأفراد بسند حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
هذه حرام، وهذه حلال، هذا يجوز أو لا يجوز، وهذه صفة مذمومة، وهذه صفة ممدوحة، فأنت من حضور مجالس العلم تعلم، فإذا تعلمت فقد حققت ثلث اسم المهيمن، ومن ثم يجب أن تسعى كي تطهر نفسك من آفاتها، والجوارح من المعاصي، تطهير القلب مما سوى الله، تطهير الفكر من عقائد زائغة، من خرافات من أوهام، من خزعبلات، من حيل، من تزوير.
أجل أعود لأقول: ينبغي أن تطهر عقلك من كل عقيدة زائغة، وتطهر جوارحك من كل معصية وعليك أن تطهر قلبك مما سوى الله، فهذا من تطبيق اسم المهيمن، أي: إن المرء راقبَ قلبَه وأشرف على أغواره وأسراره واستولى على تقويم صفاته وهيئاته وقام بمراقبتها على الدوام.
إذا يجب أن تعلم أحوالك، يجب أن تقوّم أفعالك، يجب أن تثبت على هذه الاستقامة، أنت عاهدت الله عز وجل على العلم والإصلاح والثبات.
الأرقى من ذلك أن تدعو إلى الله، وأن تعلم أحوال إخوانك وأن تسعى إلى تقويمهم ما استطعت، وأن تبقى على عهدك مع الله من خلال تعاملك معهم.
وأَنْ تصلح نفسك، فهو من معاني قوله تعالى:
}فَاتَّقُوا اللّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{ .
وبعد، فأصلح نفسك، كيف تصلحها إن لم تعرف أمراضها؟ إن لم تعرف انحرافاتها؟ إن لم تعرف تقصيرها؟ إن لم تعرف أدرانها؟ إن لم تعرف مشكلاتها؟ إن لم تعرف مخالفاتها؟ المعرفةُ أساس في كل سلوك أو عمل، إذاً فأنت تحتاج إلى علم كي تعرف، وإلى إرادة كي تُصَحِّح، وإلى صدق كي تستمر، إذا فعلت هذا فقد انتفعت من اسم المهيمن.
وبعدُ، ما دام الله يراقبك، فما موقفك أنت وهو الرقيب عليك؟ الحياء من الله، من تطبيقات اسم المهيمن أن تستحيي من الله، فالله يراقبك، ولتعلم أيضا أن الله قوي، فيجب أن تتوكل عليه، لا شريك له، ويجب أن تثق بالمستقبل، إذا تفوض الأمر كله إلى الله عز وجل:
}لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ{ .
ثلاثة تطبيقات هي: أن تعلم أحوال قلبك وأحوال نفسك وأحوال عقيدتك فتصوراتُك وقِيَمُك يجب أن تصححها، لا بد من حضور مجالس العلم، وأن تملك إرادة قوية كي تصلح اعوجاجك، كي تقيم جوارحك على طاعة الله، وأن تتحلى بالصدق حقا كي تستمر على هذا، علم وإرادة وصدق هذا أول تطبيق.
أما التطبيق الثاني: فما دام الله شهيداً عليك فيجب أن تستحي منه:
}يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُوا اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً{ .
وما دام الله مسيطراً فيجب أن تتوكل عليه، إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله، وما دام الله واحدا ولا شريك له، وقد قال لك:
}لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ{ .
إذاً يجب عليك أن تثق بالمستقبل، وتثق بالله عز وجل، وأنك ما دمت لم ُتغَيّر فلن يُغَيّر، وما دمت على طاعته قائما فأنت من خير إلى خير ومن درجة عليا إلى درجة أعلى ومن منزلة إلى منزلة أسمى ومن رقي إلى رقي أرضى.
هذا اسم المهيمن أرجو الله سبحانه وتعالى أن أكون قد وفقت إلى توضيح تعريفاته وتطبيقاته وشواهده، كما أرجو أن ينفعك الله بها أيها القارئ فهما وعملا.
رياح الهنا
رياح الهنا
شرح اسماء الله الحسنى منقول من تطبيق عندى على الجوال ..
وهو مرجعه من كتاب للأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسى حفظه الله و من كتب لإبن القيم رحمه الله
فجزاهم الله عنا كل خيرا .
رياح الهنا
رياح الهنا
لا إله إلا الله
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
جزاك الله خيرا على هذا الجهد والطرح المفيد
بوركت 🌹
ورقة جوافة
ورقة جوافة
شرح اسماء الله الحسنى منقول من تطبيق عندى على الجوال .. وهو مرجعه من كتاب للأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسى حفظه الله و من كتب لإبن القيم رحمه الله فجزاهم الله عنا كل خيرا .
شرح اسماء الله الحسنى منقول من تطبيق عندى على الجوال .. وهو مرجعه من كتاب للأستاذ الدكتور محمد...
رووعه ..الله يجعل ايدك ماتمسها النار ❤️

بس ياليت تفصلين بينهم تخلين كل معنى لوحده في صفحه ..علشان يكون واضح اكثر