تدريب الطفل علي الشعور باستقلاليته

تدريب الطفل علي الشعور باستقلاليته

حينما يعود طفلك كل يوم من النادي شاكياً من قسوة المدرب أو سخافة زميل له أو من صعوبة التمرينات أو أن يعود من المدرسة شاكياً أحد مدرسيه فلا تلقي باللوم علي الآخرين أو علي المدرس دون أن تبحثي عن أسباب شكوي طفلك المستمرة ، فربما تكون حمايتك المفرطة له من كل ما يضايقه وتدليلك له بتلبية كل طلباته.
وتنصحك الدراسات التربوية الحديثة بالتمهل في تلبية احتياجات طفلك ووضع بعض الضوابط علي رغباته, فقليل من الإحباط وهو لا يزال في أحضانك لن يؤذيه بل سيزيده صلابة وقدرة علي مواجهة الأزمات مستقبلاً.
إن تدريب الطفل علي الشعور باستقلاليته يجب أن يبدأ خلال سنوات الطفولة المبكرة من حياته ويتحقق ذلك عن طريق منحه فرصة المحاولة والخطأ ليكون مستعداً لاحباطات المستقبل ، فتبدأ الأم في تدريبه علي ما يستطيع أن ينجزه بمفرده ولا تقوم عنه بما يستطيع القيام به مثل ارتداء ملابسه أو جمع ألعابه أو إحضار كوب الماء ليشرب ، ولكن عليها مراقبته وتوجيهه ويكون تدخلها فقط حينما تلاحظ أن أداءه أقل من المستوي المطلوب ولا بأس أن يشعر بالإحباط أحيانا لأن هذا بالإحباط قد يدفعه لاستخدام فكره وينمي فيه روح التحدي فيكرر التجربة ويجرب بدائل أخري فيصبح مؤهلاً للاحتكاك بالعالم الخارجي ويستطيع اختيار أصدقائه والتعامل مع الآخرين.
ويجب أن نعلم أن محاولة إرضاء الطفل بتلبية طلباته علي الفور قد يسعد الطفل ويسعدنا أيضاً في نفس الوقت حينما نراه راضياً ولكن هذه السعادة لن تدوم حينما تتعارض رغباته فيما بعد مع الممنوعات مثل السهر لأوقات متأخرة وغير ذلك من المطالب التي تزداد وتتسع مع تقدمه في العمر.
ويجب دائما أن يصاحب تأجيل رغباته تفسير مقنع ، فيجب أن تستخدم الأم لإقناعه أسلوب التأثير بإعطائه بعض الأمثلة في مواقف مماثلة هي نفسها قد مرت بها شخصيا ومع تكرار هذه الطريقة المصاحبة معها إبداء الأسباب في مواقف مختلفة سيعايش الطفل خبرة التنازل عن رغباته ، أما إذا تعرض الطفل لإحباط بسبب أي شيء وتحول هذا الإحباط إلى حزن مثل عدم دعوته لحفل عيد ميلاد أحد الزملاء فما علي الأم إلا أن تعوضه بقضاء وقت ممتع ينسى خلاله تجربته المحزنة لأن الأطفال يتميزون بالنسيان السريع وخاصة في السن المبكر.


..