،،::،،
http://meshwary.jeeran.com/تــذكر%20إني%20مسلمة.htm
،،::،،
تذكر إني مسلمة
::
مررت ببعض الجبال .. فأخذت أنظر لجمال إرتفاعها .. وشموخها
وقوتها .. وأقلب النظر هنا وهناك .. وفجأة .. وقع من أعلى الجبل
حجر كبير كاد يقتلني .. فحمدت الله أن نجاني من الحجر .. والتفتت للجبال
وقلت : تذكري إني مسلمة .. علامَ تهاجمين من ينظر إليك !
ليستحضر قدرة الخالق فيك .. ويحمده على فضله ..
وتركتها ورحلت .. والحزن يعصرني على ما حدث لي بين سفوحها !
ومشيت في صحراء .. أرهقني حرها ولهيبها ..
وفي أثناء سيري لمحت من بعيد
فإذا بواحة غناء .. طيورها مجتمعه
تسبح الإله .. فجلست تحت ظل شجرة أنظر لهذه النعمة
وهذه الطيور التي تسبح في الفضاء
ووقعت إحدى ثمار هذه الشجرة علي .. وأنا استمتع بهذه المناظر الجميلة !
فتذكرت .. مروري بتلك الجبال الشامخة .. وحديثي معها !
وتذكرت أن لكل إنسان تربة
إن عرف مكانها تمتع بقربها .. وإن لم يعرف مكانها ..
أصيب من غضبها .. وغضب ساكنيها !!
دار في ذهني سؤال عن إرتباط الإنسان بالتراب
فقمت بسؤال الشيخ الفاضل حفظه الله .. محمد العويد عن
قال تعالى ..
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ)
هل التراب له علاقة في طباع البشر.. بمعنى انه
الذي من الصحراء يكون أخلاقه جافه
عذرا على التعبير .. والذي من المزارع له طباع رقيقة
فهل يصح ذلك أي التربة لها علاقة بالطبع ..
بوركتم ووفقتم لكل خير
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أختي الفاضلة وبارك فيك ورزقك الجنة بغير حساب
بالنسبة لتأثر طباع الإنسان فإنها لا تستقر بحسب أصل خلقته بمعنى أن كل الناس مخلوقون من تراب وهذه الخلقة مؤثرة في أصلها لكن التغير يحدث بحسب العوامل التي تطرأ عليه ولذا فإننا نرى طباع الناس متغيرة بصورة جذرية رغم أن أصل الخلقة واحد وكل ذلك بسبب تغير المؤثرات التي يتعرضون لها ، فمن استمر على العيش وشط الرمال فسوف يرجع إلى الطبيعة الهادئة لأن الرمال لينة فيكتسب الليونة منها ومن يعيش في الجبال فسوف يكتسب الطبيعة الصعبة بسبب قسوة الصخور ومن يعش راعياً للإبل فسوف يكون فظاً غليظاً وبعكسه من يعيش راعياً للغنم فسوف يتسم بالهدوء والحكمة .
وهذا للحديث الصحيح :
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم " . متفق عليه
فلاحظي أن رعاة الإبل والغنم تختلف طباعهم بحسب ارتباطهم بغيرهم وهي الغنم والإبل كما أن الطبيعة لها تأثير على الهدوء والتفكير والتعاطي مع الأحداث فالمناطق الجافة يغلب على أهلها التأثر بالجفاف أثناء التعامل والمناطق الساحلية يغلب على أهلها الهدوء والتأمل وحسن المنطق وكل منطقة وبيئة يتأثر أهلها بما يتعايشون معه ، ولعل هذا يجرنا إلى التربية وتأثيرها على من تحت أيدينا من أولاد وزوجات وأهل فإنهم يتأثرون أكثر بتعاملنا معهم
أعتذر عن الإطالة
لكنني أختم بأن التربة في أصلها مؤثرة لكن المتغيرات الأخرى
عموماً تؤثر بحسب نوع المتغير وبحسب نوع العلاقة
وفقكم الله وبارك فيكم
ولا حرمكم الأجر والمثوبة
.
أنتهى كلام الشيخ محمد العويد حفظه الله
::
نسأل الله من فضله
::
كتبته / ليل الثلاثاء الساعة
11: إلا ربع
22/11/1427هـ
\
.
.
نوال جوهرة @noal_gohr
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
التفكر والتأمل من صفات المؤمنين
نسأل الله أن نكون منهم
جزاك الله خيرا ولا حرمك الأجر