تقول دراسة علمية إن الرجال الذين يتعرضون لمادة الرصاص بنسب عالية قد يصابون بالعقم. وقد وجد باحثون في الولايات المتحدة ما يشير إلى أن الرصاص يلحق أضرارا بالنطاف. وكثير من الرجال يتعرضون للرصاص أثناء العمل، مثل الدهانين والمشتغلين في الطباعة.
كما يتعرض للرصاص بنسب عالية المدخنون والمتعاطون للمشروبات الكحولية والرجال الذين لا يمارسون التمارين الرياضية. جاءت هذه الدراسة في أعقاب دراسة أخرى تفيد بأن على الرجال أن لا يؤجلوا الإنجاب. فقد وجد باحثون في جامعة كاليفورنيا في بيركلي أن هناك أدلة تفيد بأن قدرة الرجال على الإنجاب تقل سنة بعد سنة. في الدراسة الأولى فحص الباحثون نطاف أزواج 140 امرأة.
ووجد الباحثون أن المستويات العالية من الرصاص في النطاف ترتبط بتراجع القدرة على الإخصاب. وفي اختبارات أخرى وجد الباحثون أن الرصاص يمكن أن يفقد النطاف القدرة على إخصاب البيضة.
وقالت الدكتورة سوزان بينوف العضو في الفريق الباحث: «عندنا من الأدلة ما يفيد أن نسبة عالية من الرصاص تفقد النطفة القدرة على التعلق بالبيضة وقدرتها على إخصابها». ولم يتعرض أي من الرجال المشاركين في البحث للرصاص في العمل.
وقالت الدكتور بينوف إن عوامل أخرى كالتدخين وشرب الكحول لها علاقة بقدرة النطاف على الإخصاب. ووجد الباحثون أن حوالي ربع الرجال المدخنين والمتعاطين للمشروبات الكحولية مصابون بنسبة عالية من الرصاص. وفي الدراسة الثانية، وجد الباحثون أن نوعية النطاف تتراجع بالتقدم في السن.
ويقول الباحثون إن القدرة على الإخصاب تبدأ في التراجع عند الرجال في سن العشرينيات. ولكن الرجال يختلفون عن النساء في انهم يفقدون القدرة على الإخصاب بالتدريج، ويمكن أن يكونوا قادرين على الإخصاب في سن متقدمة. وفحص الباحثون نطافا مأخوذة من رجال ما بين العشرين والثمانين من أعمارهم. وفحص الباحثون قدرة النطاف على الحركة واتجاه الحركة. ووجدوا أن حركة النطاف تتراجع بمعدل 7,0 بالمئة كل سنة.
وهذا يعني أن احتمال أن تكون النطفة غير صالحة للإخصاب او غير صحية هو 25 بالمئة في سن 22 سنة. وفي سن 30 يرتفع الاحتمال إلى 40 بالمئة، وفي سن 40 يرتفع إلى 60 بالمئة. وفي سن 60، 85 بالمئة من النطاف غير صالحة للإخصاب.
ويعتقد الباحثون أن هذا التحول يمكن أن يعزى إلى التقدم في السن. وقال اندرو وايروبيك من مختبرات لورنس ليفرمور الوطنية: «بكل بساطة، تتباطأ النطاف بالتقدم في السن». وتقول البروفيسورة برندا اسكنازي إن الدراسة تشير إلى أن على الرجال أن يفكروا في قدرتهم على الإخصاب. وقالت: «المرأة في العادة هي المسئولة في المسائل المتعلقة بالقدرة على الإنجاب».
وأضافت: «إننا نقول إن الرجال أيضا مسئولون. كلنا سمعنا عن رجال في السبعين واكثر انجبوا، ولكن احتمال ذلك اقل مما كنا نظن». ويحتدم النقاش حول ما اذا كان للرجال سن يأس ولكن العلماء اوضحوا ان الرجال لديهم ساعة بيولوجية وان خصوبتهم تقل مع تقدم العمر. وقال باحثون امس ان الساعة البيولوجية للرجال لا تبدأ عملها بصورة مفاجئة كما يحدث لدى النساء ولكن الرجال الاصحاء يصبحون اقل خصوبة بالتدريج عندما يتقدمون في السن.
وعلى النقيض من النساء اللائي يولدن ولديهن مخزون محدود من البويضات فان الرجال يفرزون حيوانات منوية طوال عمرهم. ولكن العلماء في الولايات المتحدة قالوا ان مني المتقدمين في العمر اقل نشاطا من مني الاصغر سنا.
وقال الدكتور اندرو ويروبيك رئيس قسم التأثيرات الجينية على الصحة في معامل لورانس ليفمور بليفمور بكاليفورنيا «الحيوانات المنوية تصبح ابطأ مع تقدم العمر». واجرى وايروبيك والدكتورة بريندا اسكينازي من جامعة كاليفورنيا ببركلي وزملاؤهما دراسة على السائل المنوي وحالة الحيوان المنوي لنحو مئة من الرجال الاصحاء تتراوح اعمارهم بين 22 و80 عاما.
واوضح بحثهم الذي نشر في دورية التكاثر البشري ان حالة الحيوان المنوي تضعف بمرور كل عام. وتقل قدرة الحيوان المنوي على الحركة بنسبة 7,0 بالمئة كل عام. وفي الثانية والعشرين تصل نسبة الخلل في حركة الحيوانات المنوية الى 25 بالمئة ولكنها ترتفع الى 85 بالمئة بحلول سن الستين.
وقال ويروبيك ان «فكرة ان الرجل يمكنه الانجاب حتى سن الثمانين كحقيقة غير صحيحة بلا ريب. ففرصتك في انجاب الاطفال تتضاءل تدريجيا مع تقدم العمر ولكن ليس على نحو مفاجئ كما يحدث مع المرأة».

سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️