تربية الأولاد(من أرجوزة جوهرة الإسلام (3)

الأسرة والمجتمع

( 3 )
======== مُنَاظَرَةٌ مَعَ مُلْحِدٍ ========



وَقُلْ لِذِي الْجُحُود
------وَمُنْكِرِ الْوُجُــودِ

حَدِّقْ بِعَيْنِ الْحِكْمَةِ
------فِيمَا تَرَى مِنْ ذَرَّةِ

أَنَفْسَهَا قَدْ أَوْجَدَتْ
------أَمْ دُونَ شَيْءٍ وُجِدَتْ

أَمَ اْنَّهَا مَخْلُوقَهْ
------لِبَـارِئِ الْخَلِيقَــهْ

فَإِنْ أَقَرَّ وَاعْتَرَفْ
------فَذَاكَ فَضْلٌ وَشَرَفْ

وَإنْ أَبَى فَلْيُخْبَرَا
-------بِزَوْرَقٍ قَدْ سَافَرَا

مِنْ بَصْـرَةٍ لِعَـدَنِ
--------ثُمَّ غَدَا لِلَنْدَنِ


وَيَنْقُـلُ الْبَضَائِعَا
------مُنَزِّلاً وَرَافِعَــا

وَمَا لَهُُ مِنْ صَانِعْ
-----أَوْ قَائِدٍ أَوْ دَافِــعْ

وَعِنْـدَ ذَا سَيُظْهِرُ
-------تَعَجُّباً وَيُنْكِـرُ

فَقُلْ لَهُ يَا صَاحِبِي
-------انْظُرْ إِلَى الْعَجَائِبِ

فِي الأَرْضِ والسَّمَاءِ
---------وَسَائِرِ الأَشْيَاءِ

أَسَائِغٌ أَنْ تُوجَدَا
------بِـدُونِ رَبٍّ أَوْجَـدَا


وَلاَ يَسُوغُ ذَاكَا
-------فِي مَرْكَبٍ ؟ كَفَاكَا

بَلْ أخـبر الْمُرْتَابَا
-------أَنَّ هُنَا كِتَـابَـا

أَوْرَاقُـهُ جَـمِيلَـهْ
--------لَمَّاعَةٌ صَقِيلَهْ

مُبَـوَّبٌ مُفَصَّلُ
------مُنَظَّمٌ مُـكَمَّــل

أُسْلُـوبُـهُ جَـذّابُ
--------أَلْفَاظُهُ عِذَابُ

قَـدْ دَقَّ فِي مَغْزَاهُ
------وَجَلَّ فِي مَعْنَـاهُ

غِـلاَفُـهُ مُـذَهَّبُ
--------وَغَيْرُ ذَاكَ أعْجَبُ

لَيْـسَ لَـهُ مُؤَلِّفُ
-------أَصْلاً وَلاَ مُغَلِّـفُ

بَلْ صُدْفَةً قَدْ وُجِدَا
-------فَصَاحَ مَنْ قَدْ أَلْحَدَا

أَمْسِكْ عَنِ التَّخْرِيفِ
--------وَزَائِفِ التَّحْرِيـف

فَقُلْ عَجِيبٌ أَمْرُكَا
-------أَبْكَى كَمَا قَدْ أَضْحَكَا

تُنْكِـرُ يَـا مُرْتَـاب
--------أَنْ يُوجَدَ الْكِتَابُ

عَنْ صُدْفَةٍ وَلاَ تَرَى
--------لِلْكَوْنِ رَبّاً قَدْ بَرَى؟

وَقُلْ لَهُ أَلاَ تَرَى
---------قَصْراً لَنَا قَدْ ظَهَرا

فِي غَايَةِ الإِتْقَانِ
---------- بِدُونِ أَيِّ بَانِ

إِذَ أَتَى الْمَسَاءُ
-------- بَدَتْ بِهِ أَضْوَاءُ

فِي غَايَةِ التَّنْسِيقِ
------- وَالنُّورِ والْبَرِيقِ

وَكُلَّ صُبْحٍ تَنْطَفِي
------- بِنَفْسِهَا وَتَخْتَفِي

تَعَجَّب الْمَفْتُونُ
-------- وَقَالَ يَا مَجْنُونُ

إِنَّ الَّذِي تَقُولُ
-------- تُحِيلُهُ الْعُقُولُ

فَقُلْ لَهُ يَا رَجُلُ
------- أَمِثْلُ ذَا لاَ يُعْقَلُ

وَالشَّمْسُ حِينَ تُشْرِقُ
------- بِدُونِ رَبٍّ يَخْلُقُ

وَأَنْجُمٌ وَالْقَمَرُ
-------- وَيَابِسٌ وَالأَبْحُرُ

عَقْلُكَ مَا أَحَالاَ
------- وُجودَها ارْتِجَالاَ؟

قَالَ الْيَقِينُ يَفْتَقِرْ
-------- لِرُؤْيَةٍ كَيْ يَسْتَقِرْ

فَهَلْ رَأَيْتُمْ رَبَّكُمْ
------- حَتَّى رَسَا يَقينُكُمْ ؟

قُلْتُ أَجِبْ مُلْتَزِمَا
------- عَلَى سُؤَالٍ رُسِمَا

أَكُلُّ مَا لاَ تُبْصِرُهْ
------- تَجحَدُهُ وَتُنْكِرُه ؟

قَالَ نَعَمْ وَالْعَقْلَ لاَ
------ يَرَى سِوَى ذَا بَدَلاَ

قُلْتُ لَهُ لَوْ كَانَ مَا
-------- تَقُولُهُ مُسَلَّمَا

لَكُنْتَ غَيْرَ عَاقِلِ
------- وَغَيْرَ حَيٍّ فَاعِلِ

فَمَا رَأيْنَا بِالْبَصَرْ
------ رُوحاً وَلاَ عَقْلاً ظَهَرْ

فَقَالَ أنْتَ ذُو جَدَلْ
------ يَغْلِبُ كُلَّ مَنْ عَقَلْ

وَالآنَ إِنِّي مُؤْمِنُ
------- وَرَبِّيَ الْمُهَيْمِنُ

وَكُلَّ شَيءٍ خَلَقَهْ
------ لَكِنْ هُوَ مَن خَلَقَهْ ؟

قُلْتُ الإِلهُ خَلَقَا
------ وَمَا سِوَاهُ خُلِقَا

فَهَلْ هُنَاكَ بَاقِ
----- يُوصَفُ بِالْخَلاَّق ؟

كَلاَّ فَإِنَّ الْعَدَمَا
------ هُوَ الَّذِي سِوَاهُمَا

هُنَا أَقَرَّ الْمُلْحِدُ
------- وَقَالَ رَبِّي أَعْبُدُ
1
566

هذا الموضوع مغلق.

أم يحيى
أم يحيى
لا نملك الا أن نقول ، جزاكم الله خيراعلى هذا النظم البديع
وجعلها في موازين حسناتكم .