السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي في الله ...
الحديث عن التربية – تربية النشء والرعاية النفس البشرية التي ستبعث يوم القيامة ، ذلك اليوم الذي تتميز فيه من عاشت هذه الحياة مشفقة في أهلها ، خائفة عليهم وعلى نفسها من غضب العزيز الجبار ، تعمل ليل نهار لإقامة دين الله في نفسها وأهلها .
من تلك التي عاشت هذه الحياة تتمطى ، أشرة ، بطرة ، لا همة لها ولا عمل سوى القيل والقال ، والأكل والشرب والمباهاة في الملبس ، والنزول للأسواق ، وصرف الأموال ، والتنقل بين المناسبات البعيدة والقريبة ، ولهذه أقول ( كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون )
والتربية الإسلامية مسؤولية لا يستطيع القيام بها من لم يجعلها هدفه وهي فريضة شرعية في أعناق الآباء والأمهات ليعلموا الأبناء أن يحكموا شريعة الله في جميع أعمالهم وتصرفاتهم ، ويشعروا بمراقبة الله ، والخضوع له وحده وذلك بـ :
غرس العقيدة السليمة والسلوك الاسلامي ، والأسرة هي المكان الطبيعي لنشأة العقائد الدينية واستمرارها وتعتبر المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل لغته ، ودينه ، وسلوكه ، فالبداية السليمة لتربية هذه الأمة بتربية الإسلام هي أخذ الأولاد منذ الصغر على الاسلام .
وللتربية دور هام ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه إما يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ) واليهود عرفوا هذه الحقيقة ؛ فدسوا بين المسلمين بأن نرحم الصغير ونتركه حتى إذا كبر نعلمه الآداب الاسلامية ،، وأن تهتم بأكله وملبسه وشكله .
أما هم فيغرسون في أولادهم اليهودية منذ نعومة أظفارهم ، وبشكل مستمر ، ولقد أثبتت الأيام أن اليهودي يظل يهوديا ، لأنه ينشأ من صغره في جو مشبع بأحاديث التوراة ، فتنتقش في ذاكرته ، وتتأصل جذورها في أعماقه ؛ للذلك يجب علينا أن نعمل كما امرنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، لا كما أمرنا اليهود ، فقد قال لرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه : ( علموا أبناءكم حب نبيكم ، وحب آل بيته ، وتلاوة القرآن )
وقال أيضا : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين ، وفرقوا بينهم في المضاجع )
وقد دأب السلف الصالح على غرس العقيدة والمداومة على الصلاة ، والتفقه بالدين منذ الصغر ، فقد جاء أن عبد العزيز أرسل ابنه عمر بن عبد العزيز إلى المدينة يتأدب بها على يد صالح بن كيسان ، وكان يلزم الصلاة ، فأبطأ يوما عن الصلاة فقال له : ما حبسك ؟ قال كانت مرجلتي تسكن شعري ، فقال : بلغ حبك تسكين شعرك أن تؤثره على الصلاة ؟! وكتب الى أبوه بذلك ، فبعث إليه رسولا ، فلم يكلمه حتى حلق شعره .
وكان السلطان مراد الثاني يستصحب ولده محمد الى الجهاد ليتعلم فنون القتال عمليا ، حتى اذا خاضها خاضها عن دراية وخبرة ، فكان فاتح القسطنطينبة ...
*من كتاب تربية الأولاد لام حسان الحلو *
أنهار الجنة @anhar_algn
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
shahr
•
بارك الله فيك يا انهار معلومات قيمة :26:
الصفحة الأخيرة