تربية الشيبان
انطلقت مباراة بين ممحاتي وقلمي
وبدأ قلمي يراوغ بالكلمات في ميدان السطور والهدف أن اصل للحقيقة او لإيضاح السر الذي يعلم به الجميع ولكنه يبقى ظاهرة حيرتني بل جعلتني اتتبع قلمي بممحاتي فأمسح ما كتبه قلمي
فالنتيجة التي كتبها قلمي لم تدخل حيز قناعاتي
وانا الان اعطيكم ممحاتي فأن اقتنعتم بما كتبه قلمي فأعلنوا هزيمة ممحاتي
وأن لم تقتنعوا بما كتبه قلمي فلكم الحق في أن تمسحوا كل كلامي بممحاتي وتكتبوا لي بأقلامكم سبب عدم اقتناعكم بكلامي
وبقرارك سيتحدد الفائز في المباراة بين قلمي او ممحاتي
حين نتكلم عن التربية واقصد تربية الابناء فأن ديننا دلنا على الطريق الصحيح ولكن للأسف نحن في مجتمعاتنا اعتمدنا طرق أخرى في التربية
وسوف اتكلم عن نوعان هما الابرز والاكثر استخداما
1_تربية الشيبان(اي كبار السن )وهي طريقة منتشرة في القرى وفي البادية
2_تربية المثقفين(اي استخدام نظريات التربية)وهي منتشرة في المدن
وسأبدا بالكلام عن الطريقة الثانية حيث أن علماء النفس والاجتماع والتربية قضوا اوقات طويلة لأيجاد افضل الطرق لتربية الناشئة فأوجدوا النظريات المختلفة والوسائل التي تساعد في ***** جيل متعلم ومتحضر فيزدهر وينمو ويتطور المجتمع بهذا الجيل المتربي على الاسس العلمية وكذلك يجني الاب ثمار تعبة في تربية ابناءه حسب الطرق العلمية في التربية
ولكن الامر الغريب أن نسبة كبيرة من هؤلاء الاباء الذين استخدموا هذه الطرق وصل ابنائهم إلى قمة الفشل بل وجد الاباء من ابنائهم الجحود والنكران بل أن الاباء يتمنوا أن يعتمد هؤلاء الابناء على انفسهم فهذا كل امانيهم حيث اصبح ابنه عالة عليه بل ومركز لجلب المشاكل
اما الطريقة الاولى التي اطرح فيها النقاش واضع هنا السؤال هل ما سيأكتبه قلمي حقيقة وأن هؤلاء الشيبان تفوقوا على علماء النفس والتربية في اسلوب وطرق التربية
طبعا هذا النوع من التربية يعرفها من كان عمره الثلاثين سنة فما فوق وخاصة في مناطق الجنوب
واطلقت على هذه التربية بتربية الشيبان لان الأب يورث ابنه نفس اسلوبه في تربية الابن لابناءه في المستقبل
وماذا عساني اقول او ما هي الكلمات التي قد توصل صور طرق تربية الشيبان لجيل ما سمع عن تلك الطرق
فلن احلف ولن اقسم بل أنت إسأل كل من كان عمره فوق الثلاثين من ابناء القرى والبادية فسوف تسمع العجب وستسمع ما لا يستسيغه العقل ولا يتصوره بشر
فلا تدري هل الاب يربي ابنه او يريد قتل عدوة
فأنا اعتقد لو كل منا اعترف ببعض ما حدث له في الصغر من ضرب وإهانة لظننت أن هذا الطفل يعيش في فلسطين تحت وطأت الاستعمار اليهودي
ولكن رويدك فالضارب هو الاب والمضروب هو الابن
وكل ذلك العنف والقسوة والجبروت يزعم الاب انه يربي ابنه وإلى الاستقامة يوجهه
نعم هناك نسبة قليلة تمردت فيصدر الاب صك براءة من معرفته لإبنه ويطرده من بيته وبهذه الطريقة يكون الاب حل مشكلة ابنه
اما النسبة الاكثر وهو تجرع الابناء كل انواع العنف الابوي حتى يصبح رجل يعتمد على نفسه
وهنا النقطة التي ستحير علماء التربية ابد الابدين
أن هؤلاء الابناء يحققوا النجاح في حياتهم
بل والاغرب من ذلك أن هؤلاء الابناء يكونون بارين مع ابائهم مطعين لهم ومقدرين لكلامهم متحملين مشقة العناية بهم
بخلاف ابناء المثقفين الذين يكافئون ابائهم بالاهمال وعدم المبالاة بهم وعدم احترامهم بل والتخلص منهم في دار المسنين
قد تكون نظرتي لاسر محدودة اتبع فيها كل اب احدى الطريقتين فتصور عندي هذه الفرضية
مع أن الموضوع يحتاج إلى دراسة جادة ومكثفة واختيار عينات اكبر لكي يعرف هل النتائج التي استقيتها من اسر قليلة ستكون مطابقة في تلك الدراسة
اما الطريقة الاولى وهي تربية الشيبان فهي السائدة في مجتمعنا وانا استغرب أن هؤلاء الشيبان نجحوا في قطف ثمار تربيتهم من بر الابناء لهم
بل أن كل شاب يقول في داخل نفسه أن اباه اعنف اب في العالم ولكن يتفاجأ أن اباه يعتبر رحوم مقارنة بأب اخر
فمرة كنت مع شباب فتطرقنا لتربية الشيبان
فقال الاول كان ابي يضربني بسلسلة من حديد في كل انحاء جسمي
وقال الثاني كان ابي يربطني بحبل بالسيارة ثم يسحبني بين الحصى والتراب
فتبسم الثالث ورفع ثوبه لكي نرى اثار رصاصة فقال اما انا فقد رماني ابي برصاصة في بطني
والله اعلم بصدقهم
فحمدت الله أن ابي كان رحوم كان فقد محترف رفع اثقال يرفعني في السماء ثم يرميني بصراحة كنت استمتع بالتحليق في الهواء الطلق صح انها تجي رضوض وعلوم ما تسر لكن هذي ضريبة الرجلة عند الشيبان
ويا ويلك وسواد ليلك بعد هذا الضرب تبكي
ولكن من عاش بذلك الزمان لن يستغرب ان تلك القصص حقيقة قد وقعت فقسوة الاباء كانت في تلك الفترة سمة من سمات الرجوله
فسبحان الله من تلك العقول
في الختام لا انكر نجاح اساليب الشيبان في التربية لكن وبكل صدق أن ابناء ذلك الجيل قد فقد او حرموا بالاصح من حنان الاب فكانوا ايتام واباؤهم احياء يرزقون
بل أن هناك شباب دخلوا في دائرة الفشل بسبب عنف الاباء بل و سلكوا طريق الإجرام واصبحوا اداة هدم للمجتمع
فأن كنت تريد أن تربي ابناء صالحين فمنهج الرسول الكريم عليه افضل صلاة وتسليم هو المنهج الرباني الذي لا يضل عن الصواب ولن تجد فيه عيوب و دوما يكون البر ختامه
فتربي ابناء يكونون من الاعمال الصالحة التي لا تنقطع بعد موتك
كما قيل في الحديث ( ولد صالحا يدعوا له)
اللهم اعنا على تربية ابنائنا على القران السنة
وارزقنا بر ابنائنا ولا تحرمنا جنتك نحن وابائنا وذرياتنا يا ارحم الراحمين
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
صحيح تربية الشيبان قويه لكنها نفعت مع اولادهم والله حتى في المشوره تلاقي شايب امي لكن قراراته صائبه اكثر من المتعلمين
وبالفعل اللي قبل افقدوا الحنان لكن حصلوا الرجوله
شاكره ومقدره
لك الود