بسم الله الرحمن الرحيم
الرّؤية :
عندما يبلغ الطفلُ شهره الرّابع يبدأ و أسرتـَه بالميل إلى أنْ يكونا في أحسن حال ، فصحبة الطفل الآن ممتعة جدّاً ، فهو ليس جميلَ المنظر فقط بل هو يستجيب إلى مبادراتنا ، يستطيع الطفلُ الآن أنْ يبقى مستيقظاً و متنبّهاً لمدّة تقارب الـ 45 دقيقة .
إذا أرادت الأمّ أنْ يتوافق طفلها مع توقيت الوجباتِ الثلاثةِ والرّضعات الثلاثةِ بدلاً من أربع ، عليها أنْ تسهّـل انتقاله بتبنـّيها التوقيتَ التالي :
- في السّاعة السّابعة : حليب .
- في السّاعة 8 - 30 : حبوب نباتيّة و فاكهة .
- في السّاعة 12 - 13 : حليب و لحم و خضار .
- في السّاعة 17 : حبوب نباتيّة و فاكهة .
ـ في السّاعة 18 20: حليب.
الأكل لعب :
تعدّ الوجباتُ مناسباتٍ ممتازة لمشاركة الطفل و تكيّـفه ، فإذا ما راحت الأمّ تتحدّث إليه أثناء إطعامه، فإنّ حركاته ستستمرّ على مدى ثلاثين دقيقة قبل أنْ يقرّر العودة إلى الثدي .
إنّنا نراه الآن على عجلة من أمره في الكلام وفي ملاحقة أفراد العائلة بعينيه حين تحرّكهم .
إنّ واقعة انتقال الطفل إلى قضاء وقت أقلّ في الرّضاعة ، بغية تكريس المزيد من الدقائق لمراقبةِ أفراد العائلة ، لا تحمل أيّ مؤشـّر غير طبيعيّ ، وإنْ كان ما يزال يتناول غذاءه من ثدي أمّه فإنّه غالباً ما يأخذ حاجته خلال الخمس دقائق الأولى ، وعليها أيضاً أنْ تقدّم للطفل رضعتيه النّهـاريـّتين ، ذلك أنّ الوجباتِ
تمثل أهمّ لحظاتِ الألفة في حياة الطفل .
في هذه السنّ يُمكنه أنْ يلفت رأسه و ينظرَ في جميع الاتجاهات و ربّما استطاع أيضاً أنْ يقوّس ظهره ليتأرجح على بطنه ، و إذا كان الطفل حيويّاً فقد يحدث أنْ يحبّ وضعيّة الوقوف إلى درجة أنّـه يُمكننا أنْ نستخدمها وسيلة لتهدئته حين يبكي .
هذا الوقت هو أيضاً وقتُ حذرالأمّ عندما تتركه وحيداً للانصراف إلى عملها ، إنّه عفريت صغير ، حتى و لو لمْ يكنْ كثيرَ الحركة يُمكنه أنْ يفلتَ بسهولة من الأيدي الرّخوة .
الرّؤية تصديق :
يمتاز أطفال الشّهر الرّابع بأنّ قدراتهم البصريّة قريبة من القدرات البصريّة عند الكبار ، فهم يستطيعون أنْ يميّزوا الألوان ، وأنْ يلقوا نظرة إلى الأشياء المتحرّكة ، والتكيّف مع المسافات المتباينة وهذه القدرات تتطوّر و تتضافر في حوالي الشّهر الرّابع ، فمنذ هذا الشّهر يرى الطفل العالم بالألوان كما يميّز
ألوان الطيف الشّمسيّ .
أجرى الطبيب / روجيه ويب / تجربة ذكيّة أثبت من خلالها أنّ الأطفال بعمر ثلاثة أشهر يدركون مختلفَ مستوياتِ العمق وأنّهم يتصرّفون بعد ذلك وفقاًَ لهذا الإدراك التمييزيّ .
يتمكّن الطفل الآن من تحريك عينيه و رأسه في آن معاً ، و يُمكنه الاتجاهُ نحو الشّيء الذي يثير اهتمامه
و أنْ يستخدم نوعين من حركات الرّأس والعينين .
فعندما يختارُ الطفل النّـظرَ إلى شيء ما فإنّ حركة الرّأس هي التي تقود العينين ، أمّا عندما يتعلق الأمر بتغيير ما في الشّيء نفسِه ، فإن النّظر ينجذب إليه .
الأدواتُ الأولى :
إنّ تحسّن أداء الجهاز البصريّ عند الطفل ، و قدرته على التحكّم برأسه ، يُتيحان له تقديرَ العالم المحيط بأبعاده الثلاثة ، لقدأصبحَ الآن يسيطرُ على كفاءة المَسك بالأشياء و أخذِها ، كما سيكون بوسعه التلويحُ بها في الهواء بحيويّة ، و نقلها من يد إلى أخرى قبل التلويح بها ثانية .
يبدأ الطفل بالنـّظر إلى تصرّفه و هو يكرّر الحركاتِ الهادفة إلى مدّ يده أو إلى الإمساكِ بشيء ما ، إنّه يشرَع بالتمييز بين ما هو منه و بين ما هو من العالم الخارجيّ .
تتـّضح هذه القدرة التمييزيّة أيضاً من خلال تعلق الطفل بلعبته / القماشيّة / مثلاً ، والتي يفضّـلها على أيّ شيء آخر في هذه السّنّ ، وبعد أنْ يستكشف كلّ لعبة ، يستطيع البَدء بالدّلالة على تفضيله الصّريح للأشياء بشكل خاصّ ، لذا كثيراً ما نصطدم بمشاكلَ فعليّة لدى اضطرارنا أحياناً لنزعِها فجأة منه ، حتى ولو كانت الأسبابُ وجيهة جداً ( كغسلها مثلاً ) ، وقد يندمجُ الطفل بلعبته اندماجاً كليّاً يضطر معه الطبيب لفحص هذا ( العزيز الصّغير ) مثلما يفحصه هو ، فيستمع إلى دقات قلبه و يسلط على أذنه المصباحَ الطبّيّ ، و يجسّ له بطنه و ظهره ، و ذلك لكسبِ ثقة الطفل .
إنّ تعلقـّاً كهذا عند الطفل بالأشياء ـ و هي بدائلُ حقيقيّـة عن الأمّ ـ يساعده في إنجاز نقلته في الانفصال عن أمّه ، لذلك يجب ألا تنظر بعين القلق إلى هذا الودّ الذي يربط طفلها بدميته ، بلْ على العكس ، يجب أنْ تشعرَ بارتياح لأنّ الطفل بات يستطيع توسيعَ ميدان الودّ الذي يحمله .
الدّمى هي أيضاً . . أشخاص :
يتيح تطوّر القدرات الحسيّة للطفل أنْ يَمنحَ مزيداً من الاهتمام و الانتباه إلى الألعاب و الأشخاص ، لأنّ الدّمى تمثل للصّغار ما تمثله الكتبُ و الأسطوانات بالنّسبة للكبار في النّهاية كلّ شيء هو لعب بالنّسبة لطفل الشّهر الرّابع .
يستطيع الطفل أنْ يحتفظ ببعض الألعاب في الأسرة ، فمنذ الشّهرين تقلد الأمّ طفلها حين يسعل ، لكنْ في البدايةِ لا يثير سعال الأمّ هذا أو ابتسامتها له سوى الابتسامَ كردّة فعل عنده ، إلا أنّه من المُحتمل أنْ يشرَع هو أيضاً بالسّعال و يبادلها نفسَ الحركات ، فيما بعد هو الذي يأخذ زمامَ اللعبة ، عندما يبدأ بالسّعال بابتسامة عريضة .
منذ الشّهر الرّابع يكرّس حتى الأطفالُ الأكثرُ حيويّة ، جزءاً من الوقت للمشاركة ، و إذا ما تناولـه أحدُهم بين ذراعيه ، يشرَع مباشرة بالكلام و الضّحك و التفرّس في وجه متناوله .
عندما تريد الأمّ تعويده الاستلقاء على بطنه عليها أنْ تفعلَ مثله و تداعبَه وشيئاً فشيئاً يتوصّل إلى القضاء - و لو بضعَ دقائق - في اللعب مستلقياً في هذه الوضعيّة .
الزّيارة الأولى . . خارجَ البيت :
إنّ أفضل وقت لإخراج الطفل خارجَ البيت يتمّ خلال الأشهر السّتة الأولى فهو في هذا الوقت ما يزال خفيفاً و سهلَ الحمل ، بينما ستكون حساسيّته شديدة إزاءَ المحيط الغريب في الأوقات اللاحقة
ويكون أكثرَ تحفظاًَ و تشوّشاً إزاءَ الوجوه الجديدة ، يضافُ إلى ذلك أنّ الحركة و صوتَ المحرّكات في السيّارات و القطارات و الطائرات لها وقع مهدّئ على غالبيّة الأطفال .
إذا بدأت الأمّ حالاً بتنزيه طفلها و نقله معها أثناءَ زيارة أهلها و أصدقائها تكون قد شرَعت بتخفيض ردودِ فعله إزاءَ الغرباء ، والحيواناتِ ، والأشياء والأماكن المجهولة .
إنّ معظمَ أطفال الشّهر الرّابع يميـّزون أمّهاتهم عن غيرهنّ ، و إذا كان نصفهم يتكيّف فعلاً مع وجود امرأةٍ غريبة فإنّ النّصفَ الآخرَ هو في موقفٍ ساخط منها ، و إذا ما وُجدت امرأة ما قربَها على فتراتٍ متعدّدة و متقاربة ، فسيكون من السّهل على الطفل إيجادُ رابط بين الاثنتين .
نقلا عن مجلة الشروق

أثبـــاج @athbag
عضوة شرف عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.

أنستازيا
•
يزاج الله خير على الموضوع الهادف صراحة .. تسلميييييين والله :)

الصفحة الأخيرة