تربية الظن

السلام عليكم ورحمة الله بركاته
اعزائي،،،

تربية الظن عنوان دورة حضرتها للاستاذة الفاضلة عائشة الحيص، استفدت منها كثيرا واريدكم ان تستفيدوا منها مثلي، وذلك من خلال تلخيص اساسياتها لكم في الأسطر القادمة.
صدقوني لن تندموا على قراءتها، وان كانت طويلة.

ما هو الظن؟

يعرف الظن بأنه: تفسير وتوقع أقوال و أفعال الآخرين، ممكن ان يؤول للصواب او الخطأ، وهو لا يحتمل اليقين، انه امر مشكوك به.
قال تعالى بسورة الجاثية:
وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32)
ما الفرق بين الظن والنية؟؟

تعرف النية بانها: اتجاه ارادة الشخص لارتكاب فعل معين حسن كان اوسيئ.
فالنية ترتبط بالشخص صاحب الفعل.

انواع الظن:-

*الظن الحسن.
*الظن السيئ.
مهارة الظن:-

فائدة هذه المهارة هي معرفة ما الغالب على ظنك؟

أختي الكريمة، أخي الكريم،،،
الرجاء منكم احضار ورقة وقلم أسود،

ها هل احضرتوا ما طلبت؟
اطلب منكم ان ترسموا قلب (انه يعبر عن قلبكم)، سأذكر لكم بعض المواقف، لكن موقف اذكر ما ظنك؟ اذا كان سيئ ارسم دائرة سوداء داخل القلب، اما اذا كان ظنك حسن فلا تفعل شيئ.
ارجوكم افعلوا ما طلبت.





المواقف:-

1) صحيت من النوم ليلا على صوت زوجك (او زوجتك) يضحك وهو يتحدث بالهاتف. ماظنك؟
2) رأيت امرأة بالمطار تلف كتفها بالشال فالجو بارد، وخلفها طفلة صغيرة تجر حقائب كبيرة لا تستطيع حملها. ماظنك؟
3) دخلت المنزل وسمعت صوت ابنك يبكي ورأيت الخادمة تجري خلفه. ماظنك؟
4) رأيت في احد مواقف سيارات امرأة تخرج من سيارتها وتذهب بسيارة اخرى يقودها رجل. ماظنك؟
5) حضرت احدى الحفلات النسائية وكان من بين الحضور امرأة ترفض نزع حجابها بالرغم من ان جميع الحاضرات نزعنه والمكان آمن وثقة ولا يوجد بين الحضور اي رجل. ماظنك؟

اكيد البعض منكم فسر المواقف السابقة كالتالي:-

1) اكيد كان يكلم صديقته ولا زوجته الثانية.
2) هذة شكلها زوجة والدها، الظالمة ماتساعدها حتى لو بشيئ بسيط.
3) حسبي الله على الخدامة اكيد ضربت ولدي، يا ويلها مني.
4) اللي ماتستحي، مواعده صديقها جدام العالم.
5) اكيد شعرها خشن ولا صلعة، عيل ليش ما تبي تقط حجابها.

انا متأكده ان بعضكم يضحك على هذه التفسيرات، لكن بالمقابل بعضكم فسرها بتفسيرات اقوى من ذلك.

والآن بعد ان سجلتم ما هو الغالب على ظنكم، سأخبركم عن حقيقة المواقف السابقة:-

1) الزوج يكلم صديقه المسافر للعلاج، فرق التوقيت حتم عليه أن يتصل بهذا الوقت.
2) المرأة مسكينة مقطوعة اليدين وهذه ابنتها تساعدها.
3) ابنك ضربه ابنك الآخر وهو يجري نحوه، لكن الخادمة تريد ان توقفه حتى لا يتازم الموقف.
4) المرأة احست بالتعب فلا تستطيع قيادة سيارتها، اتصلت على زوجها لكى يأخذها.
5) المرأة المسكينه لا تسمع الا من خلال سماعة الأذن ولاتريد احد ان يعلم ذلك.




وبعد ان قرأتم حقيقة المواقف، تفحص القلب الذي رسمته، اذا كان هناك دوائر سوداء بداخله فحاول ان تمنعها من ان تكثر لأنك لن تستطيع محو ماسبق، لكنك تستطيع ان تبدأ بداية جديدة وتمنع تزايدها. اما اذا كانت رسمة القلب خالية من الدوائر السوداء فهنيئا لك، لأنك تلتمس العذر لأخيك المسلم ولا تظن به ظن السوء.



الجريمة الكاملة:-

عندما يمر موقف كأحد المواقف السابقة وظنيت الظن السوء فحاول ان تتوقف عند هذا الحد، فلا تتجسس على الآخرين لكي تعرف ما هو مخبأ بالنسبة لك.
مثلا بالنسبة للموقف رقم5 لا تذهبي خلفها فتتجسسي عليها لكي تعلمي ما تخبأ تحت حجابها، فتعلمي انها تستخدم سماعة الأذن، ثم تغتابيها عند صديقاتك فتذكري لهم الأمر، وتكشفي لهم ما تكره، لكن اذا وصلت الى الغيبة فاني اقول لك:





قال الله تعالى بسورة الحجرات:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12)
فالجريمة الكاملةهي:

سوء الظن------< التجسس-------< الغيبة

الظن السيئ أحيانا نعمة؟!

قد يؤدي سوء ظننا ببعض الأشخاص الى اكتشاف الحقيقة الغائبة عنا بعد البحث والتحري.
مثال:
عندما يرى حارس الأمن الموجود بالبنك شخص أمره مريب، يلبس نظارة تخفي عينيه وملثم، فيمسك به ويفتشه ويرى انه مسلح يريد السطو فيمنعه من ذلك.
فلولا سوء الظن هذا لسرقت اموال الناس ولضيعت الأمانات.

ما مراتب الظن؟

أولا:- حسن الظن بالله سبحانه وتعالى.
فتحسين الظن بالله تعالى أن يظن العبد أن الله تعالى راحمه وفارج همه وكاشف غمه وذلك بتدبر الآيات والأحاديث الواردة في كرم الله وعفوه وما وعد به أهل التوحيد.

ثانيا:- حسن الظن بالرسول صلى الله عليه وسلم.
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يبعث الا رحمة للعالمين وليبشر وينذر الأمة فنتبع نهجه ونبتعد عما نهانا عنه وذلك ايمانا منا بانه بعث خيرا لنا.

ثالثا:- حسن الظن بأنفسنا.
فلا تحقر نفسك ولا أمكاناتك المادية العلمية او العملية، فانك ان لم تحسن الظن بنفسك فلن تحسن الظن بالآخرين.

رابعا:- حسن الظن بالآخرين.
تذكر رسمة القلب والدوائر السوداء، حاول ان لا يزيد اللون الأسود بقلبك.


ولكن كيف تجعل الآخرين يحسنوا الظن بك؟؟؟؟

الأبتعاد عن الشبهات هو الحل الوحيد، فلا تضع نفسك موضع الشبهة.
لأنك لن تستطيع تغيير مافي قلوب الآخرين، ولكنك تستطيع تغيير مافي قلبك فقط.