من أوائل مانزل من القرآن أربع سور
من تأملها وجد فيها أركان تربية القرآن ..
وهي أربع :
سورة اقرأ / العلم .
سورة المدثر / الدعوة .
سورة المزمل / العبادة الخفيّة .
سورة القلم /الخلق الجميل .
◇◇
والركن الأول وهو العلم يتضمن
أول أمر في القرآن في كلمة ( اقرأ)
وأول قسم في القرآن جاء بأداة العلم ( القلم )
ورأس العلم هو العلم بالله،
ثم بموعوده ، ثم بأحكامه ..
قال ابن القيم في ذلك :
والعلم أقسام ثلاث مالها
من رابعٍ والحق ذو التبيان
علم بأوصاف الإله وفعله
وكذلك الأسماء للرحمن
والأمر والنهي الذي هو دينه
وجزاؤه يوم المعاد الثاني
وقد بدأت السورة بالعلم بقدرة الله
( باسم ربك الذي خلق )
ثم ثنت بالعلم بموعوده
( إن إلى ربك الرجعى )
ثم ثلثت بأمره ونهيه
( أرأيت الذي ينهى. عبداً إذا صلى )
إلى قوله ( واسجد واقنرب ) ١٩ العلق.
وهذا كله ينبه على عظيم العلاقة
بين العلم والصلاة
أما الوسيلة العظمى لمعرفة العبد بربه العظيم
هي القراءة ..
وتكررت القراءة مرتين منبهة إلى نوعين من القراءة :
الأول : هو قراءة وحيه الذي خصه به ،
وهذه القراءة لن تنفع صاحبها نفعاً تاماً ..
حتى تكون ملتصقة ب( اسم الله )
مستمدة العون منه !
والثاني : قراءة كونه الذي دل عليه ..
وقد نبهت السورة عليه من مطلعها
وكررت التذكير.. ( خلق الإنسان من علق )
( الذي علم بالقلم )
فمن أراد معرفة الله فلا غنى له عن الولوج
من هذين البابين العظيمين !
أما العوائق التي تحول دون بلوغ ذلك
فهي الجهل .. وهما جنسان :
جهل الإنسان بحقيقة نفسه ،فلا يعرف قدرها
ويجهل فقرها مع وضوح الدلائل
( كلا إن الإنسان ليطغى .أن رآه استغنى )
وثانيهما : جاهل يريد أن يصد الإنسان عن العلم
الذي فيه نجاته
( ارأيت الذي ينهى .عبداً إذا صلى )
والصلاة رأس العمل الذي يورثه أزكى العلم
وكل اعراض من الإنسان إنما سببه نقص العلم
بالله وصفاته.
ونتساءل : هل حققنا هذا الركن في حياتنا
أم لا ؟
والجواب في ختام السورة :
( كلا لاتطعه )لاتطع هذا الجاهل .
( واسجد واقترب )..
فمن أراد إمارة العلم النافع فهي زيادة المعرفة
بالله ..
المعرفة التي تورث التذلل بين يديه تعالى ..
بالسجود ، ومحبة القرب منه..
فمن لم يصل بعلمه الى تلك الغاية فليس بعالم
وقد روى أبو نعيم في ( الحلية )
عن ابن مسعود أنه قال :
( ليس العلم بكثرة الرواية ، ولكن العلم الخشية).
◇◇
رزقنا جميعاً العلم الحق .
من مجالس التدبر
وجزاك الله خيرا ياغالية
وبارك الله فيك