ترهيب المرأة أن تخرج من بيتها متعطرة متزينة:

1- عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا، يعني زانية. رواه أبو داود والترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
2- روى النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهم ولفظهم: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية. رواه الحاكم أيضا، وقال صحيح الإسناد.
ومن المناسب هنا أن أذكر سؤالاً ورد إلي وجوابي عنه:
س: إذا دعيت المرأة لحفل زواج أو اجتماع بين النساء، فلا بد لها قبل أن تذهب أن تتعطر فكيف يمكنها أن تضع العطر، ثم تركب السيارة مع السائق؟ فهل تذهب دون أن تتعطر؟ أم
يجوز لها العطر مع العلم بأن نيتها من هذا العطر هو تجملها بين النساء؟ فالمرجو الجواب.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، أما بعد، فالجواب ومن الله العظيم أستمد الصواب:
يحرم على المرأة أن تتعطر وتخرج من بيتها، وفي هذا السؤال حكمان:
الأول: ركوبها مع السائق الذي ليس بمحرم لها، فهذا حرام وإن لم تكن متعطرة. فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم. رواه البخاري ومسلم.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان.
والثاني: إن خرجت المرأة متعطرة في طريق للنساء ليس به رجال فلا يضر، أما إذا مرت بطريق الرجال، ثم دخلت مكان النساء فلا يجوز لحديث أبي موسى السابق ذكره: "كل عين زانية " الحديث.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهدن معنا العشاء" رواه أبو داود والنسائي.
وعلى كل حال فإن المرأة لا تخرج من البيت إلا بإذن الزوج ولو إلى زيارة النساء أو حفل خاص بهن، إلا لجارتها القريبة من بيتها، لأن العادة جرت على زيارة الجيران بعضهم لبعض دون إنكار من الزوج شرط أن يكون بيت الجار خاليا مما يشين بالعرض والأخلاق. والله أعلم بالصواب.


أحمد بن حجر آل بوطامي البنعلي
رئيس قضاة المحكمة الشرعية .... الدوحة - قطر