تستحق البقاء في القمة

الملتقى العام

كل شيء أحسنه، ومن كل فن أجمله ، ومن كل الثمرأطعمه


كم جميل أن تكون كالفضة السريعة زئبقاً سهل التحرك بانسيابية تفاجئ من حولك بكل مميز تزيدة للعالم



اعمل على أن تكون مختلفا


نوِّع ثقافتك ، شكِّل مواهبك ، غاير بين حالتك في المعيشة


، لأن الرتابة مملة، والاستمرار سأم، ولذلك تنوعت العبادات من صلاة وصيام، وزكاة وحج، وتنوعت الصلاة من قيام وقعود وركوع وسجود. الزمن يتجدّد: ليل ونهار، صيف وشتاء، حر وبرد، مطر وصحو..



من الشيق أن تجرب أشياء كثيرة وجميلة وتعيش لحظاتها بأكملها وتتقبلها بسعادة سواء كانت إيجابية أو سلبية


كان المأمون ينتقل في بيته وهو يقرأ، وأنشد قول أبي العتاهية:


* لا يصلح النفس ما دامت مدبّرة إلاَّ التنقل من حال إلى حالِ


اجعل وقتاً للتلاوة، ووقتاً للتفكُّر، وثالثاً للذكر، ورابعاً للمحاسبة، وخامساً للمطالعة، وسادساً للنزهة، وهكذا وزِّع العمر فيما ينفع.


باختصار حب كل شيء جميل حولك وأعطيه من قلبك ...
أرى وأسمع وأحس أن الشخصية الناجحة كلما تتقدم تعطي أكثر



النفس نافورة، والطبيعة متقلبة، والمزاج يتضجر


، فحاول أن تكون مسافراً خرّيتاً، وتاجراً صيرفياً، تأخذ من كل شيء أحسنه، ومن كل فن أجمله. إنّ كدّ النفس على طريقة واحدة، ونسج واحد، قتل لإشراقها وأشواقها، وإن أخْذَ الطبيعة بالصرامة المفرطة والجد الصارم انتحار لها. ولكن ساعة وساعة، إن هناك بدائل من أعمال الخير، وأصول الفضائل، وسنن الهُدى، يمكن للعبد أن ينتقل بين حقولها، ويراوح بين جداولها. ما أحسن الحديقة يوم تضم أشكال الزهور، وأنواع الفواكه، وسائر الأذواق والطعوم، وكذلك حالات النفس وأطوارها، لا بد أن يكون عندها من سعة الأفق، ورحابة المعرفة، ووسائل الحياة، وصنوف الهيئات المباحة ما يسعدها. وإن كبت النفس في مسارات ضيقة، ورتابة باهتة، ما أنزل الله به من سلطان، يجعل النفس ذاوية منهكة محطمة: (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها) . والأجدر بالإنسان أن يضرب في كل غنيمة من أعمال الخير والبر بسهم:




كن مميزاً في مهارات عدة أثبت للعالم أنك تستحق البقاء في القمة





إذاً فكن ذكياً في توزيع الوقت على أعمالك


واعلم أنك بعقلك المبدع وفكرك الخلاَّب تحول كوخك الضيق إلى قصر مشيد، وقد تحول بإحباطك وتشاؤمك حديقتك الغناء إلى مقبرة؛ لأن السعادة تنطلق من النفس وليس مما يحيط بالإنسان، فتجد العاقل لا يأنس لحياة الجسم فحسب بل يريد مُثُلاً عُليا وأهدافاً سامية، أما الجاهل فهمُّه مطعمه وملبسه،


الحياة جملية متى نظرت إليها بأمل وحب واستثمار، والدنيا سوداء كالحة متى نظرت إليها بنظارات سوداء،



كما قال إيليا أبو ماضي:


* أترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقه الندى أكليلا ؟


إن قصيدة (أغنية الفجر) للشاعر العالمي (طاغور الهندي) ملخصها أنه سأل الله أن يرزقه مالاً ليشتري دراجة تحمله إلى السوق، ولكنه التفت فوجد رجلاً جالساً مبتور القدمين فصاح: يا ربي شكراً شكراً ما أريد دراجة تكفيني قدماي.لماذا لا نستثمر عيوننا الجميلة وأيدينا القوية وقلوبنا الحية في صنع حياة كريمة؛ إنّ عندنا مواهب ربانية عظيمة لكن الكثير يعطلها ولا يستثمرها فيعيش منكداً محروماً فلله الحمد على ما أنعم به.



وفقكم الله جميعا


مما ..قرأت
1
347

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ما علي زود
ما علي زود
جزاك الله خير