تسرب الدارسات من الحلقات القرآنية - الأسباب ، والحلول المقترحة !!!!

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواتي الغاليات :) :

السلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد

أرجو أن تتقبلن هذه الهدية مني :P

والتي أرجو ان ينفعكن الله تعالى بها

وأن يعينكن على ان تنفعن بها غيركن،

إنه على كل شيء قدير.


ظاهرة تسرُّب الدارسين من الحلقات القرآنية:
الأسباب، والحلول
=========================

سبحان الله العليم الحكيم، والحمد لله رب العالمين، ولا إله إلا الله العلي العظيم ،الذي أكرمنا بالقرآن الكريم ، وجعله نوراً لحياتنا وزاداً لأرواحنا ، وبهجة لقلوبنا ، ودليلاً لعلومنا ...
والصلاة والسلام على خير المرسلين ، الذي تلقاه من الروح الأمين ،وكان به من المبشِّرين المُنذرين ، و بعد


فإن الحلقة القرآنية روضة من رياض الجنة :) ، يرتع فيها الدارس بين أحضان القرآن الكريم ، فينهل من مناهله العذبة، ويتنسم من عبير آياته، ويشنِّف أذنيه بأنغامه ، و يتفيّّأُ ظلاله ، ويقتبس من أنواره .... ليس هذا فحسب ، وإنما تغشاه الرحمة وتتنزَّل عليه السَّكينة ، و يجلس في موكب من الملائكة التي تحفُّه و تؤمِّن على دعاءه، وتَشهَد على أن الله تعالى قد غفر له؛ فيخرج من هذه الحلقة النورانية، وقد ازداد شعوره بالرضا عن ربه ، وتحرَّق شوقاً إلى لقاءه وهو عنه راضٍ ، وغدا وكأنه يرى جنات عدن رأي العَين ، فيبدو ذلك على قسَمات وجهه ، وينعكس على معاملاته مع الآخرين ، فيصير من الذين يحبهم الله تعالى لأنهم يألَفون ويؤلَفون !!!

إلا أن الواقع لا يكون هكذا دائماً :( ؛ إذ أن هذا الصفاء قد يعكِّره بعض المتنطِّعين، وهذه السََّكينة قد تبدِّدها جهالة الجاهلين... فتنقلب الحلقة النورانية إلى حلقة إحباط، و خيبة رجاء. :ph34r: .. ذلك أن هناك بعضاً من المعلمين، ومديري دور التحفيظ ممن يجوز أن نُطلق عليهم لقب(( المنفِّرين)) الذين تحدث عنهم الحبيب صلى الله عليه وسلم-كما جاء في البخاري- في قوله:" إنَّ مِنكم منفِّرين...".

أدعو الله تعالى ألا يجعلني أو إياكم من هؤلاء ،

و أن يعينني على إلقاء الضوء على ما تيسر من أسباب تسرب الدارسين من هذه الحلقات المباركة، واقتراح الحلول الممكنة لزوال هذه الأسباب،

وأن يتقبل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ،

وأن ينفع به المسلمين ،

إنه على كل شيء قدير.

د.أماني زكريا الرمادي

===============
ما هي المشكلة :unsure: ؟

إن المشكلة التي يحاول هذا المقال معالجتها –كما جاء في عنوانه- هي تسرب الدارسين البالغين من حلقات تعلُّم التجويد، بعد أ ن جاءوها بملء إرادتهم ، يدفعهم الحب لله عز وجل ، والرغبة في تنفيذ أمره ، ويحدوهُم الأمل في تعلُّم تلاوة القرآن كما أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

ما أسباب هذه المشكلة :unsure: ؟

إذا أردنا التعرف على الأسباب الحقيقية لهذه المشكلة، فإنه من الحِكمة أن نسأل عنها أهم الأطراف المعنية، وهما: الدارسين، و المعلِّمين .
لذا فقد توجهت كاتبة هذه السطور إلى مجموعة من كِلا الطرفين ( وكانت المقابلات مع الدارِسات والمعلِّمات- وهو ما تيسر لها - إذ أنه يجوز تعميم نتائج هذه الدراسة على الدارسين من الذكور والإناث معاً )؛ فكانت أقوال الدارسات كما يلي:

أولاً:أسباب شخصية :

قالت شيماء: "كنت أدرس في حلقة تحفيظ جزء عمَّ ، و لم أكن متفوقة بشكل كبير نظراً لضعف لغتي العربية ، ولكن معلمتي كانت تشجعني ، فلما انتقلت زميلاتي بالحلقة إلى دراسة سورة البقرة ، شعرت بالرهبة والخوف منها ، وأنني قد أخفق في الاستمرار معهن ، وعلى الرغم من أن معلمتي شجعتني للاستمرار مع زميلاتي ، إلا أن خوفي كان أكبر من ذلك ، فتوقفت تماماً عن تكملة تعلم التجويد، لأنني كنت أود أ ن أظل مع زميلاتي ومعلمتي ، وفي نفس الوقت كنت أخشى من فشلي في حفظ سورة البقرة !!!!"

وقالت غدير: "كنت أجاهد نفسي لكي أواظب على الحضور في الحلقات القرآنية، وفي نفس الوقت حضور المحاضرات بالجامعة، ولكني عند اقتراب موعد امتحانات آخر الفصل الدراسي لم أستطع أن أجمع بين الحلقة ومذاكرتي لدروسي، فاضطررت لترك الحلقة القرآنية وأنا أُمَنِّي نفسي بالعودة إليها بعد انتهاء الامتحانات... و لكني شعرت بعد انتهاء الامتحانات أنني بحاجة لفترة راحة و استرخاء...و بمرور الوقت اعتدت الراحة و الكسل، ولم أعد أذهب إلى الحلقات القرآنية بعد أن وجدت أنني قد فاتني الكثير، وأن ملاحقة زميلاتي سيكون أمراً صعبا !!!

وقالت منى: "ذهبت إلى الحلقة القرآنية –بعد تخرجي في الجامعة - لأنني أحب المعلمة التي تقوم بالتدريس، حيث أنها قابلتني وسألتني: كيف تقضين وقتك بعد التخرج، ونصحتني بالالتحاق بالحلقة، وكنت سعيدة بها، إلا أنني بمجرد حصولي على وظيفة لائقة لم أستطع الاستمرار في الحلقة القرآنية "

وقالت هدى : "كنت سعيدة جداً بالوقت الذي أقضيه في الحلقة القرآنية ، وأشعر أنني أقوم بإنجاز متميز، ولكن بعد أن تمت خطبتي ، قال لي خطيبي أنه يتقن التجويد ، وأنه سوف يعلِّمني ، فتركت الحلقة على أمل أن يفي بوعده، وبعد أن مرت فترة دون أن أذهب للحلقة اكتشفت انشغال خطيبي بعمله ، وأن الوقت الذي يقضيه معي يود فيه أن يتعرف بي ...فلم أستطع العودة إلى الحلقة بعد أن فاتني الكثير من الدروس!!!!"

ثانياً :أسباب متعلقة بالمعلم أو الإدارة :

قالت نرمين : ذهبت إلى الحلقة وكُلِّي شغف بتعلم تلاوة القرآن بالشكل الصحيح لكي أعلِّمه لتلامذتي بالمدرسة الابتدائية ، ولكن نظراً لأنني أركب مواصلات إلى مكان الحلقة فكنت أفضل ارتداء السروال مع البلوزة الطويلة حتى أتحرك بحرية ، ولكني فوجئت بصاحبة الدار تلفت نظري إلى أنني لا أستطيع الاستمرار معهن إلا إذا ارتديت العباءة ، وكان هذا الطلب صعباً بالنسبة لي ، فلما أوضحت لها أسبابي لم تقتنع ، وقالت لي:"أدعو الله لك بالهداية " ، فلما كان حرصي على تعلم التجويد كبيرا وكانت هذه هي أقرب دار لتعليم التجويد إلى بيتي، فقد رأيت أن أصبر ، وأن أستمر في حضور الحلقات ...ولكنها أصرت وألحت عليَّ لارتداء العباءة ، التي لا أشعر أنها تناسب ظروفي .... فلم يكن أمامي - بعد ذلك - سوى التوقف عن الذهاب إلى هذه الدار!!!!

أما خديجة فقد قالت: ذهبت إلى الحلقة القرآنية بملء إرادتي، ولكني فوجئت بالمعلمة تعنِّفني كلما أخطأت في التسميع، مع العلم بأنني كنت أحاول أن أتقن التجويد...ومع استمرارها في ذلك لم أستطع الاستمرار في الذهاب لهذه الحلقات.

و قالت هالة: اقترحت عليَّ صديقتي أن أرافقها إلى حلقة التجويد، فلم أعترض بعد أن عرفت فضل تعلُّمه وإثم عدم تعلُّمه، وكانت صديقتي تحضر حلقة يحفظن فيها سورة البقرة –إلى جوار تعلم التجويد- بينما كنت لا أحفظ من القرآن الكريم سوى جزء عم َّ، فكانت صديقتي وكل من بالحلقة متقدمات عني، ولما كانت مقدرتي على الحفظ محدودة، بالإضافة إلى انشغالي بعملي ، فقد كان من الصعب عليَّ مجاراتهن في حفظ ربعين من السورة كل أسبوع، وفي نفس الوقت التركيز على تعلُّم التجويد ، ومع ذلك لم أستسلم ، بل حاولت أن أجاريهن ، وصمدت لمدة أسبوع ونصف.. ..ولكني لم أستطع الاستمرار، فأصبحتُ أسوأ دارسة بالحلقة !!!

و لما شكوت ُحالي إلى معلمتي، وطلبت منها إعفائي من الحفظ حتى أستطيع التركيز على تعلُّم التجويد... و لكنها لم توافق، بل أشارت عليَّ بالالتحاق بحلقة تدرس جزء عم لكي أستطيع التركيز على تعلُّم التجويد؛ وبالفعل تركت هذه الحلقة إلى حلقة جزء عم، فكانت النتيجة –بفضل الله، ثم مهارة المعلمة الجديدة- مذهلة، فقد تفوقتُ على كل الدارسات !!!!!

بينما قالت عائشة: كانت المعلمة تدرِّس لنا أحكام التجويد مع تطبيقها على جزء عمَّ، ولكنها لم تكن تحاسبنا على أخطائنا فيما درسناه من الأحكام فقط، بل كانت تحاسبنا أيضاً على الأخطاء في الأحكام التي لم ندرسها بعد...فكانت تكتب الآية وتقول: هنا يوجد كذا وهنا كذا، حتى تنتهي الآيات التي ندرسها في تلك الحلقة، مما كان يُحدث لي –ولزميلاتي – اضطراباً نظراً لما أسمعه من أسماء الأحكام التي لم أدرسها بعد، ومع استمرار هذه الطريقة، شعرت بخلط في الأحكام ، ولم أعد أعرف عنها سوى أسمائها ...وشعرت بالفشل، فلم أستطع الاستمرار في حضور هذه الحلقات .

و قالت زهرة: كانت المعلمة تعرِّفنا بحكم التجويد، وتستخرجه لنا من الآيات التي ندرسها في تلك الحلقة، ولكنها لم تكن تطلب منا استخراج مثل هذا الحكم من آيات أخرى أو تعطينا واجباً منزلياً نستخرج فيه مثل هذا الحكم من آيات أخرى، فكان الحكم يأتي تلو الحكم دون أن يثبت في الذِّهن، وشعرت أنني أتعلم تلاوة وليس تجويداً، فقررت أن أبحث عن حلقة أخرى بديلة .

و قالت بديعة:لقد كنت أحب حلقة التجويد لولا أن معلمـتي كانت تعاملنا وكأننا أطفالاً صغاراً، فكنت أشعر أحياناً أنها تكاد تمسك بالعصا لتضربنا حين لا تكون راضية عنا!!!
وكانت دائماً تعنِّفنا للتأخر عن موعد الحلقة، أو الخطأ في إحدى أحكام التجويد
!!! فلم أحتمل الاستمرار في تلك الحلقة .

أما سعاد فقد قالت:" ذهبت إلى الحلقة القرآنية وكلي شغف بتعلم التجويد، و كنت كلما تعلقت بمعلمة وتعودت على أسلوبها أجدها قد تغيرت دون سابق إنذار، هذا بالإضافة إلى أن إدارة الدار كانت تضم الدارسات بالحلقات المختلفة في حلقة واحدة كلما تناقص عددهن، فكان ذلك يشتتني ويشعرني بالغربة وعدم الاستقرار مع كل معلمة جديدة وزميلات جديدات، ولم أستطع المتابعة مع تغير أسلوب كل من المعلمات في التدريس والتعامل معنا، فقررت ترك الحلقة القرآنية وأنا آسفة "

أما معلمات التجويد ، فكانت وجهات نظرهن في أسباب المشكلة كما يلي:

أولاً: أسباب متعلقة بالدارسات :

قالت " منال" المعلمة بدار الميسِّر : إن بعض الدارسات يأتين بدافع الفضول ، ليس إلا ، وما إن تبدأ دروس التجويد في أن تأخذ مأخذ الجَد ، حتى يتسربن الواحدة تلو الأخرى.

وقالت " مها" المعلمة بدار الهٌدى: إن بعض الدارسات يكُنَّ جادَّات في الدراسة، ولكن ما إن تحدث لهن ظروف تتسبب في انقطاعهن عن الحلقات حتى يخجلن من العودة بعد الانقطاع خوفاً من عدم التمكن من ملاحقة زميلاتهن ، وتعويض ما فات ، رغم أنني أعرض عليهن تعويض ما فات !!!!!

أما " نور" المعلمة بدار الفرقان فقد قالت :" إن اختلاف مستويات الدارسات يتسبب في اضطراب لي ، ولضعيفات المستوى منهن، فما تلبث ضعيفات المستوى أن تتسربن من الحلقة نتيجة الشعور بالنقص ، وعدم الكفاءة .
بينما قالت " حنان" المعلمة بمسجد " عباد الرحمن":" إن أحد أسباب تسرب الدارسين من الحلقات أن بعضهم يأتي إلى الحلقة كمظهر اجتماعي، أو لمجرد تسكين ضميره الذي ما يلبث يؤنبه على ارتكاب المعاصي...و ما إن تبدأ الدروس في أن تأخذ مأخذ الجَد، حتى يفر هارباً من الحلقة!!!!"

ثانياً : أسباب أخرى :

قالت " نور الهدى " المعلمة بدار أهل القرآن إن إدارة الدار تفرض على الدارسات أن يتعلمن أحكام التجويد على مستويات ثلاث متدرجة بهدف أن يُصبحن معلمات في المستقبل ... و بما أنه ليس كل الدارسات يصلحن لهذه المهمة - وخاصة من كبار السن منهن ومتوسطات التعليم- فإن النتيجة تكون تسربهن بعد أن لا يجِدن بديلاً في دارنا عن نهج المعلمات !!!!!

وتستطرد " نور الهدى " قائلة:" ومن المؤسف أن مجموعة الدارسات كان عددهن تسعون ، ولكنه الآن أصبح (خمس) فقط!!!!!"
و قالت" ابتهال" المعلمة بدار اليُسر : إن طبيعة النفس البشرية أن الإنسان يبدأ بهِمَّة عالية ، ما تلبث أن تفتُر بمرور الوقت إذا لم تجد من يعيد رفعها بشتى الوسائل!!!

وقالت "زينب" المعلمة بدار الأرقم: إن من أهم أسباب التسرب هو الشيطان الذي أقسم قائلاً : "لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم " !!!

حيث يظل بالعبد الطائع حتى يخوِّفه، ويصيبه باليأس، ويثبط هِمَّته، ليترك هذه الطاعة، فإذا تفلَّت من الدارسة بعض ما حفظت، قال لها الشيطان: " ستعاقبك المعلمة أو تجرح مشاعرك أمام الزميلات، أو أنك لن تستطيعين الاستمرار، فكلما حفِظتِ قدراً من القرآن تفلَّت منك، فما فائدة تضييع الوقت والجهد؟!!!"

بينما ترى المعلمة "هبة" أن السبب –أحياناً - قد يكون إصرار الدارسة على التعلم على يد معلمة ترتاح إليها، مع أن مستوى الدارسين في حلقتها أعلى منها بكثير، فتصاب – بمرور الوقت – بالإحباط، ثم تنقطع ، رغم تشجيع المعلمة لها مراعاة لمشاعرها.
وتقول "حنان" المعلمة بمسجد" عباد الرحمن " إن من أهم أسباب فشل الحلقة في أداء دورها هو عدم إخلاص المعلم النية، فهو يعتبره وظيفة تؤدَّى كما تؤدَّى أية وظيفة أخرى!!!

وقد يكون السبب هو بعض المعاصي التي ارتكبها المعلِّم أو المتعلِّم...وقد يكون السبب هو كِبر يصيب المعلِّم يجعله لا يتواضع للحق ولا يعترف بخطئه، ولا يتقبل النقد أو النصيحة، مما يكوِّن حاجزاً نفسياً بينه وبين الدارس.
و تختم "حنان" حديثها بقولها: عن المشكلة تكون أحياناً أن المعلم يعرف حقوقه جيداً ويحرص على نيلها، ولكنه لا يعرف حقوق الطالب، ولا يهتم بأن يعرفها، فضلاً عن إعطائها له !!!!
ولقد رأت كاتبة هذه السطور أ ن تدعم هذه الآراء البنَّاءة بقراءات حول الموضوع، فوفقها الله تعالى بفضله إلى الآراء التالية لعلماء أجِلَّاء :

رأى فضيلة الشيخ "سلمان بن فهد العودة" أن "مغريات العصر ومؤثراته الترفيهية والإعلامية قد طبعت شبابنا وطلابنا على روح المرح و الهَزل ، حتى أصبح الجِدّ بالنسبة لهم شيئا ًصعباً أو كريهاً "(1)

و رأى فضيلة الشيخ الدكتور " يحي الغوثاني" – الحاصل على الدكتوراه في علم القراءات، والمحاضر بمعهد الإمام الشاطبي بجدة - أن أسلوب المعلم في معاملة الطلاب هو أحد أهم أسباب جذب الطالب الحلقة إلى القرآنية، أو إبعاده عنها (2)

بينما رأى الأستاذ " محمد بن ابراهيم " معلم القرآن الكريم بالطائف أن هناك أشياء تعوق تعلُّم وحفظ القرآن الكريم في عصرنا الحالي ، و هي :

1–" اختلاط العرب بغيرهم من الأمم والأعاجم منذ الفتوحات الإسلامية وحتى عصرنا الحاضر، مما أفسد اللسان العربي القويم كما أفسد السليقة التي كانت تجعل من العربي يحفظ النص بمجرد سماعه.
2- تشعُّب فروع العلم و اختلافها، فبعد أن كان المسلم في صدر الإسلام وما بعده يصرف همه إلى تعلم القرآن الكريم أو الحديث الشريف أو علم الأصول أو الفقه نجده اليوم يعوم في بحر متلاطم الأمواج من العلوم التي تنتشر في العالم كله بطريقة يصعب اللحاق بكل فروعها، إلا أنه لا بد من قطف بعض ثمارها.
3-انتشار وسائل اللهو المختلفة في هذه الأيام يؤدي إلى صرف الكثير من شباب المسلمين عن حفظ وتعلم كتاب الله وخاصة أن تلك الوسائل تنتشر من خلال وسائل إعلام رسمية وغير رسمية وأكثرها موجهة لصرف الشباب عن الفضائل والانغماس في مجاري اللهو و الفساد .
4-ضعف الروابط الأسرية داخل الأسرة الواحدة، يجعل من الصعب السيطرة على الأبناء وتوجيههم نحو دراسة وحفظ كتاب الله ويعود ذلك الضعف إلى عدة عوامل أهمها:
أ‌- انشغال الأب وهو رب الأسرة في وظيفته أو تجارته وبعده عن الأبناء وعدم صرف الوقت الكافي لرعاية أسرته ومتابعة أبنائه.
ب‌- جهل كثير من الأمهات بالأساليب التربوية الحديثة وعدم الاهتمام بالأبناء بسبب انشغال كثير منهن في سفاسف الأمور مما يؤدي إلى صرف الأبناء عن حفظ القرآن.
ج- اختلاف نمط المعيشة اليومية، مما أدى إلى عدم اجتماع أفراد الأسرة معاً في أوقات معينة كما كان يحدث سابقاً، وكمثال على ذلك انتشار المطاعم في الأسواق و الأحياء، ما جعل الأبناء يتناولون أكثر وجباتهم خارج منازلهم.
فتلك الأسباب وغيرها جعلت الحاجة ماسة وملحة إلى ابتداع وسائل ملائمة وموائمة ومناسبة لمعطيات ومفردات هذه الأيام."(3)

هذه الأسباب - وغيرها- قد نجدها كثيراً حولنا، لذا وجب تصنيفها – بعد الإضافة إليها - لعل ذلك يعين على المزيد من التعرف عليها...و من ثم العمل على حلها – بكفاءة- بإذن الله تعالى :) .
8
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

rainyheart
rainyheart
أولاً: أسباب خاصة بالنظام العام للدار:
1-إلزام الدارسين بالحفظ جنبا ًإلى جنب مع تعلُّم التجويد.
2-إلزام الدارسين بحفظ ربع كامل كل حلقة- أو أكثر- مع عدم قدرة البعض على ذلك.
3- الالتزام بتعليم التجويد مع الحفظ فقط، ومنع التعرض للتفسير الموجَز للقرآن، الذي يعين على الحفظ.
4-تغيير المعلمين بشكل مستمر، مما يسبب استياءً واضطرابا ً للدارسين.
5-إتباع منهج تعليمي هدفه تخريج معلمين فقط، مع عدم الأخذ في الاعتبار أن هناك مَن جاء ليتعلم التجويد لنفسه بالكاد، وأن قدراته – من نواحٍ عديدة - لا تسمح له بأن يصير معلماً.
6-عدم التنسيق بين مستويات الدارسين في كل حلقة.

ثانياً: أسباب خاصة بالمعلِّمين:
1-عدم إخلاص النية لدى المعلم واعتباره تعليم التجويد وظيفة ليس إلا !!!
2- عدم تحديد الأهداف ووضوحها في فكر المدرس.
3-ضيق أُفُق المعلم.
4-(الضعف الأصلي بشخصية المدرس، مما يجعله غير قادر على إدارة الحلقة بشكل جيد، أو يُسىء معاملة الدارسين من حيث لا يدري.
5- عدم تفرغ المدرس للحلقة ذهنياً أو زمنياً.
6- عدم قيام بعض المدرسين بتثقيف أنفسهم و تطويرها
7-افتقار المعلم للمهارات التربوية(4)
8- ضعف المدرس علمياً وتربوياً ومخالفة قوله لعمله (5)
9-كِبر المعلم وعدم تقبله النصيحة, أو النقد.
10-حرص المعلم على حقوقه دون الالتفات لحقوق الدارِس.

ثالثاً: أسباب خاصة بالدارسين :
1- عدم استشعار الدارس لفضل تعلُّم تجويد القران.
2- ضعف اللغة العربية لدى الدارسين بشكل يتعذر معه تعلُّم التجويد.
3- عدم التوفيق بين الدراسة النظامية والحلقة(4)
4- حضور الدارسين إلى الحلقة لتمضية وقت الفراغ، أو بدافع الفضول، أو لاكتساب مظهر اجتماعي معين، أو تسكينا ًللضمير .... ليس إلا.
5-ظهور ظروف جديدة تتعارض مع المواظبة على الحلقة القرآنية (كالالتحاق بعمل أو الخِطبة, أو الزواج ، أو الإنجاب مثلاً)
6-ربط الدارس دراسته للتجويد بالصُحبة التي يفضِّلها، أو المعلِّم الذي اعتاد أسلوبه وألِف التتلمذ على يديه.
8-( شعور الدارس بعدم الأهمية في الحلقة ، كأن يكون المعلم ممن يعتنون بمجموعة من الطلاب دون الآخرين ولا شك أن الطالب يريد أن يجد مكانه في الحلقة وأن يحظى بشيء من اهتمام المعلم، فإذا قابله المعلم بالإغفال تأثر الدارس وكسل وغاب، إما بحثا عن حلقة أخرى يلقى فيها الاهتمام أو ترك حلقات التحفيظ جميعها جملة و تفصيلا.
9-أن يجد الدارس تحقيرا أو استصغارا لشأنه كأن يجري المعلم مقارنة بين طالبين أو مجموعة طلاب من أجل بث روح التنافس بينهم، دون مراعاة الفروق الفردية بينهم.( 6)
10- تعوُّد الدارس على الإسراف في الترفيه، واللهو المباح، لدرجة تجعله لا يحتمل الأمور الجادة مثل تعلُّم التجويد.
11- تفضيل ضعاف النفوس المغريات الأخرى من وسائل الترفيه،و أماكن اللهو على حلقات القرآن .
12-استحواذ الشيطان على الدارسين وتخويفهم وتيئيسهم من الاستمرار في هذه الحلقات.

رابعاً: أسباب متعلقة ببيئة الحلقة :
1- كثرة عدد الطلاب في الحلقة الواحدة .
2- تفاوت أعمار الطلبة في الحلقة الواحدة.
3- عدم مناسبة زمان ومكان الحلقة للدارس .
4- عدم توفر المدرس البديل عند غياب المدرس الأصلي) ( 4)
5-عدم ملائمة الأثاث لأعمار وأحجام الدارسين.
6- "عدم ملائمة الجو - كأن بكون شديد الحرارة أو البرودة – أو عدم ملائمة وضع الجلوس للدارسين بسبب انعقاد الحلقة بالمسجد"( 3)

خامساً: أسباب تتعلق بطريقة التدريس:
وهي أسباب لمستها كاتبة هذه السطور بنفسها...فكلما طلبت كاتبة هذه السطور من إحدى الدارسات الحديثات العهد بالدار أو الحلقة أن تقرأ عليها بعض الآيات لاحظت آثار هذه المشكلة، ألا وهي: طريقة تدريس وعرض منهج التجويد!!!

فقد تبين أن الغالبية العُظمى من المعلمات اللواتي درَّسن لعينة هذا البحث من الدارسات كُنَّّ يقرأن عليهن آيات من المنهج المقرر من جزء عم أو تبارك أو سورة البقرة مثلاً، ثم يستخرجن جميع أحكام التجويد الموجودة في هذه الآيات المقررة، ثم يستعرضنها للدارسات حُكماً تلو الآخر، بغض النظر عن معرفة الدارسات لهذا الحُكم أو لا ..... مما يتسبب في حيرة وارتباك الدارسات، ومن ثم تذكُّرهن لأسماء هذه الأحكام... مع نسيانها عند التطبيق، بل والأسوأ من ذلك أنهن يستطعن تلاوة الآيات التي درسنها فقط بشكل سليم،وإذا طُلب منهن تلاوة آيات أخرى لم يدرِسنها، تكون المفاجأة أنهن يتلونها وكأنهن لم يحضرن حلقة تجويد من قبل :blink: !!!!

و لعل الحل الجِذري لهذه المشكلة هو المنهج المتدرج الذي سيلي الحديث عنه عند الحديث عن تحقيق الأهداف من إنشاء دور التحفيظ( يمكنك مطالعته على الصفحات رقم17-24 من هذا المقال )

هذا بالإضافة إلى إغفال المعلم للأساليب التربوية، حيث نجد بعض المعلمين الذين يَلزمون طريقة واحدة في التدريس وهي طريقة شيوخهم الذين درسوا على أيديهم، بينما يُغفلون الجوانب النفسية عند الطلاب واحتياجهم إلى أساليب التجديد، و التحفيز ،والتشويق، والتشجيع ...و لذلك نجد بعض الطلاب ينتقلون من حلقاتهم إلى حلقات أخرى لما يسمعونه من زملائهم ( 6)

وفي محاولة لحل هذه المشكلات تتمنى كاتبة هذه السطور أن تصل الهمسات التالية إلى الأطراف الثلاث المعنية ،
لعل الله يعين على عدم تسرب الدارسين من هذه الحلقات المباركة،
وعلى زيادة الدارسين كمَّاً، ونَوعاً ... إنه على كل شيء قدير.


همسة في أذن مدير الدار:

أخي الفاضل :) : بارك الله فيك وجزاك خيراً كثيراً عن كل معلم ودارس إلى يوم القيامة، فأنت تيسر عليهم الاجتماع حول مأدُبة الله، والانتفاع بها، ونَفْع الغير بها، فلا تنسَ أن تُخلص النية لله، وأن تستعين به تعالى لتستطيع إدارتها على الوجه الذي يرضيه عنك ....و لكي لا تكون سبباً في نفور الدارسين من الحلقات أو تسربهم منها، أتوجه بالكلمات التالية إلى شخصك الكريم :

إن نجاح دار تعليم التجويد وتحفيظ القرآن يتوقف – بعد عَون الله وتوفيقه – على مدى وضوح الهدف من إنشائها !!!!!

فإذا أحسَنتَ التعرف على الهدف،
و أوضحته لزملائك في الإدارة ومعلمي الدار،
ثم في كل اجتماع بهم أكَّدت هذا الهدف،
وجعلته أكثر وضوحاً،
فاعلم أنك على الطريق الصحيح
!!!!

وفي رأي كاتبة هذه السطور أن الهدف الرئيس من افتتاح دارك المباركة هو تخريج معلمين مدرَّبين على تدريس أحكام التجويد بأفضل وأيسر الوسائل العلمية و التربوية .

هؤلاء المعلمون ليس المطلوب منهم أن يكونوا حافظين للقرآن الكريم كاملاً - مع أن هذا هدف سامٍ - بقدر ما يكونوا مُمثِّلين لأخلاق القرآن الراقية في سلوكهم ومعاملاتهم ….فترى خريجي هذه الدار وقد شُغفوا بالقرآن وعرفوا عظيم قَدره ، حتى اختلط حُبه بلحمهم و دمهم، وعَصَبهم ، وتحركوا بتعاليمه .... فصار أحدهم يستحق- عن جدارة - لقب:" معلِّم قرآن " !!!!

فإن لم يستطع خريج الدار – لأسباب تتعلق به – أن يصير معلماً للقرآن، فليكن مُحبَّاً لكتاب ربه، راغبا ًفي فهمه، قادراً على تلاوته بالشكل السليم ...حتى ولو لم يعرف أحكام التجويد.
وبالإضافة إلى هذه الأهداف هناك أهداف غالية يذكرها الدكتور / أحمد حسبو ( 7)، وهي:

1- بث روح الاعتزاز بكتاب الله في الطالب ، و من ثم الاعتزاز بدينه وهويته العربية الإسلامية.
2- تقويم ألسنة الطلاب والعمل على إجادة النطق السليم للغة العربية وإثرائهم بجملة وافرة من مفرداتها وأساليبها.
3- شغل الشباب بمعالي الأمور ورفيع المنازل.
4- فتح آفاق جديدة وواسعة أمام الشباب على معاني القرآن الآسرة، وحقائقه الفذة التي تفجر الطاقات الإبداعية.
6- تخريج دفعات مؤهلة لتولي إمامة المصلين في المساجد.
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو : كيف نحقق هذه الأهداف ؟

لكي تصل إلى الثمرة المرجوة ، وتستطيع أن تحقق أهدافك، فلابد:

أولاً : أن تنتقي أعضاء الإدارة بحيث يكونوا جميعا ًمتفقين على أهداف الدار، ويكون بينهم من الود ، والتناغم ما يجعل العمل يسير بمرونة ، وإلى الأمام دائماً .

ثانياً : أن تقوم الإدارة باختيار المعلم الناجح الذي يجمع بين العلم بأحكام التجويد، والحِس التربوي، والذي يملك من قوة الشخصية والثقة بالنفس ما يعينه على أداء مهمته بنجاح .


*كما ينبغي للإدارة أن تعين المعلم على معرفة المدخل التربوي لكل مرحلة عمرية، ولكل نوع من الأمزجة وذلك من خلال إقامة دورات نفسية و تربوية للمعلمين الجدد )( 7)

*وفي نفس الوقت يجب أن تعين الإدارة معلميها على متابعة التطورات الحديثة في تعليم التجويد، من خلال لقاءات مع المتخصصين ...مع تشجيعهم على تعليم أنفسهم بشكل مستمر من خلال القراءة والبحث في هذا المجال ومراسلة المختصين من خلال شبكة الإنترنت- منهم على سبيل المثال :
الدكتور يحي الغوثاني ( يمكن مراسلته عبر "منتدى البحوث والدراسات القرآنية "على الرابط التالي:
http://www.yah27.com/vb/index.php?

*كما ينبغي مكافأة مَن يجتهد منهم في البحث من أجل التطوير المستمر لتعليم التجويد، لعل ذلك يمحو الملل الذي قد يتسرب إلى نفوسهم مع تكرار التدريس بنفس الطريقة، وحتى يكونوا مبدعين في هذا المجال، بل ويشجعوا الدارسين أيضاً على هذا البحث والإبداع.
ثالثاً: ينبغي أن تعطي الإدارة اهتماماً خاصاً للطلبة النجباء ، من خلال تدريب المعلمين – في دورات خاصة - ورعايتهم ،حتى يكون المعلم على درجةٍ جيدة من الثقافة والوعي والإيمان بأهمية النجيب ، قادراً على اكتشافه بناءً على معلوماته وثقافته عن خصائص النجباء وسماتهم ... فالنجباء في المجتمع قلة ، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه مسلم في كتاب فضائل الصحابة :" تجدون الناس كإبل مائة لا يجد الرجل فيها راحلة "!!!!(8)

*كما يستحب – قدر المستطاع- توفير حجرة مناسبة لرعاية أطفال الأمهات أو الآباء- الذين يتغيبون بسبب أطفالهم- فيتعلمون القرآن، أو يستمعون للقصص النبوي ، أو القرآني، أو لقصص أخرى هادفة ، أو يُنشدون أناشيد هادفة ، ويَقضون أوقاتاً ممتعة ومفيدة ، مما يجعلهم فيما بعد طلاباً في حلقات الكبار، بالإضافة إلى أن هذا يجعل الآباء والأمهات مطمئنين على أبنائهم ، مما يعينهم على الاستمرار في حضور الحلقات(9)

*وعلى الإدارة تكليف موظف بمتابعة السؤال عن الدارس الذي يتغيب – بعد سؤال معلمه الخاص عنه - لإشعاره بأنه مهم وأن الدار تتمنى له أن يكون مع زملائه بالحلقة، وتقديم العون له،قدر المستطاع .

أما المعلمون النجباء، فإذا لمست الإدارة - من خلال المتابعة والإشراف على الحلقات - في أحدهم حباً حقيقياً لتعليم التجويد، وصِدقاً في النية ، فلا ينبغي أن تفرط فيه مهما تكُن الأسباب ، لأن هذا الحب ، وهذا الصِّدق سوف ينتقلان بالتدريج، وبشكل طبيعي إلى الدارسين ...وكما ينبغي رعاية الطلاب النجباء، كذلك ينبغي رعاية وتشجيع المعلمين النجباء .

كما ينبغي للإدارة تجاه المعلمين :

1_ (أن تربط المعلم دائما بأمر مهم ألا وهو الإخلاص لله ،وانتظار الأجر منه سبحانه وتعالى.
2- أن تشجع المعلمين، و تشكرهم، و تدعو لهم.
3- أن تخالط معلم الحلقة وتقف إلى جانبه في جميع الظروف.
4- أن تستمع إلى شكوى المعلمين من الواقع الذي يعيشون فيه ومحاولة توجيههم التوجيه المناسب
5- أن تربط المعلم بمعلمين أكْفاء سبق لهم المشاركة في الحلقات وذلك لتبادل الخبرات فيما بينهم
( 4) ، مع تذكيرهم( بنهي الله ورسوله عن كتمان العلم النافع)(10)

6- أن تقنع المعلم أن الوقوع في الخطأ ليس عيباً ولكن العيب هو الاستمرار فيه.
8- أن توجه المعلم للبعد عن العواطف والانتصار لنفسه في إدارة الحلقة.( 4)
9- أن تراعي أن تكون مرتبات المعلمين كافية- قدر المستطاع - لكيلا ينشغل ذهن المعلم بالناحية المالية، بل يتفرغ تماما ً لمهمته الشريفة .
10-ألَّا تنفرد الإدارة بالإشراف على الدار من حيث أسلوب الإدارة وتطوير التدريس في الحلقات، و إنما تستفيد دائماً من مبدأ : " الإشراف الجماعي" بمعنى تكوين فريق عمل من أعضاء الإدارة و المدرسين...بالإضافة إلى النجباء من الدارسين، من أجل التعاون و التشاور في أحوال الدار ، لتنطلق الطاقات الكامنة من عقالها، و ينفسح المجال أمام الجميع للابتكار وحل المشكلات التي قد تعوق نجاح الدار في تحقيق أهدافها ) ( 11)
11-أن تشجع المعلمين على نقل تجاربهم لبعضهم البعض لتعم الفائدة، بكتابتها ووضعها في سجل يستفيد منه جميع المعلمين الحاليين و المستقبليين ، من ذلك مثلاً :
(تجربة في معالجة تسرُّب طالب من حلقته، تجربة ناجحة في تفعيل دور ولي أمر، تجربة ناجحة في تنشيط طالب في حفظه، تجربة ناجحة في تعليم الكبار... وهكذا يكتب كل منهم تجاربه، ثم يؤتى بها إلى الإدارة ويتم التنسيق بينها بعد اختيار المناسب منها وتوضع في ملفات يُهدى منها نسخة لكل معلم، وبذلك يجد لكل مشكلة حلاً، ولكل موقف شبيهاً)( 12)

رابعاً : أن تُحسن الإدارة اختيار منهج التدريس : مع الأخذ في الاعتبار أن هذا المنهج ينبغي أن يتغير و يتطور وفقا ًلنجاحه أو فشله عند التطبيق .
فينبغي أن يكون هناك خطة متدرجة لتدريس أحكام التجويد يسير عليها جميع معلمي الدار ويلتزمون بها، بحيث يدرُس الدارس حكماً واحداً في كل حلقة، ثم يقوم المعلم بتطبيق هذا الحُكم أمامهم ، حتى يفهمونه، وبعد ذلك يُطلب من الدارسين تطبيق هذا الحُكم على كل ما درسوه من آيات ، حتى يتمكنون من ممارسة هذا الحكم تماماً ، ثم يقوم المعلم بتكليفهم بواجب منزلي يقومون فيه باستخراج هذا الحُكم من آيات أخرى لم يدرسونها من المصحف الشريف ... ومع تصحيح الأخطاء وتشجيع المجتهدين ترسُخ قواعد هذا الحكم في أذهانهم ويصبح تطبيقها في أي موقع من القرآن أمراً سهلاً وبسيطاً .

ولعل كاتبة هذه السطور قد مارست هذه التجربة بنفسها في عدة دور للتحفيظ وتعليم التجويد بمصر-حيث اللغة التي يتحدث بها الناس هي العامية المصرية وليست العربية – ومن ثم فإن تعلُّم التجويد هناك يعد من الأشياء الصعبة على الدارسين؛ إلا من رحمه الله ، ويسَّرها عليه .

فقد لاحظت إعراض الكثير من الدارسات عن حلقات التجويد بسبب بدء التدريس بمخارج الحروف وصفاتها :( ، حيث عدوا هذه كالمسائل اللوغاريتيمية :huh: ، أو إحدى الطلاسم :blink: ،

فقررت أن يكون المنهج متدرجاً من الأيسر- بالنسبة للدارسات- إلى الأصعب فالأصعب...و هكذا.

ولقد تفضلت بمراجعة هذا المنهج المقترح السيدة الجليلة / الأستاذة "هدى إبراهيم الجندي"، معلمة التجويد بالمدينة المنورة، و الإسكندرية ، و الحاصلة على إجازة دورة "إعداد معلمات القرآن الكريم" المنعقدة بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بالمدينة المنورة ، التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ... والتي تتلمذت على يد الشيخين الجليلين : فضيلة الشيخ" إبراهيم الأخضر" ، شيخ المقرئين بالمدينة المنورة ، وفضيلة الشيخ " علي عبد الرحمن الحذيفي " إمام الحرم النبوي الشريف، والمشرف على هذه الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بالمدينة المنورة .
ولقد تفضلت الأستاذة الجليلة - التي كان لكاتبة هذه السطور شرف التتلمذ على يديها – بعمل ما يلزم من التعديلات على المنهج المقترح.

وفيما يلي نرى هذا المنهج الذي حقق- بفضل الله تعالى - نجاحاً على مدى أعوام ثلاث ، والذي سيظل –بطبيعة الحال- خاضعاً للتطوير، والله المستعان .
***

تبدأ الحلقة الأولى بالتعارف بين المعلم والدارسين، حيث بقدِّم المعلم نفسه كأخ أكبر، أو صديق للدارسين، ويعرِّفهم بنفسه ومؤهلاته، ثم يتعرف على كل واحد منهم باهتمام، حتى يبدأ الأمر بأُلفة بين المعلم والدارسين من ناحية، وبين الدارسين وبعضهم من ناحية أخرى، مع تقديم الحلوى احتفالاً بهذه المناسبة العظيمة، وهي اجتماعهم على دراسة كتاب الله؛ تنفيذا ًلأمره سبحانه :" ورتِّل القرآنَ ترتيلا" ، وطمعا ًفي أن يكُونوا من " الذين آتيناهُمُ الكتابَ يتْلونَهُ حقَّ تِلاوتِهِ ، أولَئِكَ يؤمنون بِه " ...و أملاً في أن يكُونوا جميعاً من خير الناس : الذين يتعلمون القرآن، و يعلِّمونه!!!!

ثم يشرح المعلم هذا الحديث الشريف: " خيرُكم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه " (البخاري)
ويوضح أن كل خطوة نحو هذه الحلقة هي في سبيل الله ، حتى يرجع الدارس إلى بيته .
ثم يطلب المعلم من الدارسين أن يبحثوا بأنفسهم عن أحاديث وآيات تتحدث عن فضل تعلُّم وتعليم القرآن، لتبدأ الحلقات التالية بعرض إحدى الدارسين لحديث أو آية ثم يشرحه، ويقوم المعلم بالتعليق على ذلك إن لزم الأمر، ثم يشكر الدارس على مجهوده، مع ملاحظة أن يرشد المعلم الدارسين إلى المصادر التي تعينهم على البحث عن هذه الأحاديث والآيات مثل كتب الحديث، أو فهارس القرآن، أو برامج الحاسب الآلي، أو مواقع الإنترنت المتخصصة .
ثم يبدأ الدرس الأول من دروس التجويد على بركة الله .

و في الحلقة التالية يتم تسميع ما تم دراسته من آيات، ثم عرض الواجب المنزلي السابق على السبورة ، مع تصحيحه، ثم يبدأ الدرس الثاني من دروس أحكام التجويد...و هكذا.
مع مراعاة ختم كل حلقة بدعاء كفارة المجلس !!!


وقد راعت كاتبة هذه السطور اختيار أسلوب يصلح لجميع الدارسين على اختلاف بيئاتهم وثقافاتهم ومستوياتهم، فليس من سبيل لشد الناس إلى المبدأ المطلوب، إذا كان أسلوب الدعوة أو التعليم صالحاً لفئة منهم دون أخرى ." ( 13)

ولعل بنود المنهج المتدرج هي:

مقدمة عن معني التجويد، وحكم تعلُّمه، وفضله، وآداب تلاوة القرآن، ومراتب القراءة الصحيحة.-

1-الاستعاذة والبسملة
2-الحروف التي تُسمى بالحروف اللثوية ( ظ ، ذ ، ث)
2- تحقيق الحركات.
3- عدم الإمالة.
3-الميم و النون المشدَّدتين.
4-الهمس في الكاف والتاء الساكنتين.
5- تلاوة الفاتحة بالطريقة السليمة، مع الإشارة إلى الأخطاء الشائعة في تلاوتها .
6- اللام الشمسية والقمرية
7- القلقلة.
إختبار تحريري تطبيقي للأحكام السابقة .
8-أحكام النون الساكنة ( يتم تدريس كل حكم في حلقة منفصلة، وقد يعطى الإدغام في حلقتين، وذلك وفقاً لمستوى الدارسبن )
أ- الإظهار
ب- الإقلاب
ج- الإدغام
د- الإخفاء


إختبار تطبيقي في أحكام النون الساكنة

9- اللحن يتم تدريسه في حلقتين منفصلتين)
أ- اللحن الجلي .
ب- اللحن الخفي.
10- أحكام الميم الساكنة


إختبار تطبيقي في كل ما سبق من أحكام

11-أحكام لفظ الجلالة
12-أحكام المَدّ ( يتم تدريس كل نوع في حلقة منفصلة، مع رسم شجرة المُدود في كل مرة بالتدريج، أي أننا نبدأ بقِسمي المد : الطبيعي والفرعي ، ثم نضع تحت الفرعي : ما سببه الهمزة ، وما سببه السكون .
ثم تحت ما سببه الهمزة نضع : المد الواجب المتصل ، و المد الجائز المنفصل( إذا جاء حرف المد قبل الهمزة ) ؛ ثم مد البدل(إذا جاء حرف المد بعد الهمزة )
وتحت ما سببه السكون نضع: مد اللين، والمد العارض للسكون، ثم المد اللازم بأقسامه ... و هكذا في كل مرة نضيف إلى الشجرة مداً جديداً حتى تكتمل، ثم نتبعها بلواحق المد ) كما يلي:
أ‌-المد الطبيعي ( الأصلي)
ب‌-المد الفرعي:
1-المد الواجب المتصل، والجائز المنفصل
2- مد البدل
3- المد العارض للسكون، ومد اللين العارض للسكون
4-المد اللازم الكَلِمي المخفف
5-المد اللازم الكَلِمي المثقَّل
6-المد اللازم الحَرفي المخفف.
7-المد اللازم الحَرفي المثقل.
8-لواحق المد(مد الصلة الكبرى ، والصغرى، والمد الشبيه بالبدل )


إختبار تطبيقي في أحكام المد -

23-أحكام الراء
24-الوقف .
25-الابتداء.
26-المخارج : ( يتم تدريس كل مخرج على حده ، مع تقسيم مخارج اللسان والشفتين حسب مستوى الدارسين )
أ‌-الجوف
ب- الحلق
ج- اللسان
د- الشفتان
هـ- الخيشوم


إمتحان تطبيقي في المخارج

26- الصفات :
أ- الصفا ت التي لها ضد

إمتحان تطبيقي

ب- الصفات التي ليس لها ضد.

إمتحان تطبيقي

ج- تقسيم الصفات إلى قوية وضعيفة
د- التفخيم و الترقيق .
ه- النَّبْر .

إمتحا ن تطبيقي فيما سبق

و-الرَّوْم والإشْمام
27- المثلين،و المتقاربين، والمتجانسين، و المتباعدين .( تقسم حسب مستوى الدارسين )

إمتحان تطبيقي

28-التقاء الساكِنَين.
29-همزتي الوصل والقطع
30- هاء الضمير
31-ياءات الإضافة
32- الصفر المستدير والصفر المستطيل .

إمتحان تطبيقي

33- المقطوع ، والموصول
34- أنواع التنوين
35- تاء التأنيث .
36- الحذف و الإثبات.

إمتحان تطبيقي

مع ملاحظة تدريس كيفية نطق بعض الحروف التي يُخطىء الدارسون فيها كثيراً مثل الجيم، والدال و الطاء ، والضاد) حين تدعو الحاجة إلى ذلك.

يتبع :)
rainyheart
rainyheart
و للإدارة دور تجاه الدارسين :

فالدارسين هم الذين أفتُتِحَت الدار من أجلهم ، ومن خلالهم يكثر عدد مجوِّدي ومُعلِّمي القرآن ، ومن ثم الثواب الجزيل في الدنيا والآخرة ، لذا ينبغي للإدارة أن تولي هؤلاء عناية واعية ، وأن تأخذ بالأسباب التي تعين على عدم تسربهم أو نفورهم من الحلقات، الذي قد يتسبب- والعياذ بالله – في النفور من القرآن .....فيكون الإثم – والعياذ بالله - نصيبهم بدلاً من عظيم الأجر !!!!!

لذا ينبغي للإدارة أن تبذل جهدها من أجل ما يلي:

1-عقد حلقات منفصلة لتعليم التجويد لا يلتزم الدارس بها بالحفظ، وإنما يكون التركيز على تعلُّم أحكام التجويد، أو يُترك الحفظ لاختبار الدارس حتى يكون الأهم هو تعلُّم أحكام التجويد.

2- عقد حلقات منفصلة لمراجعة وتثبيت الحفظ يذهب إليه الدارس بملء إرادته بدلاً من أن يكون الحفظ عبئاً نفسياً عليه.

3- عدم ضم الحلقات إلى بعضها بعد أن يتناقص العدد، لأن هذا يسبب اضطراباً للدارسين بسبب تغير المعلم والزملاء.

4-( إيجاد وسائل نافعة تُثري المجهود المبذول في الحلقات، مثل مكتبه تحتوي على كتب، و مطويات ، وتسجيلات صوتية ، ومرئية نافعة تعضِّد ما يدرسونه .

5- تقسيم الحلقة إلى حِلَق لمراعاة الفوارق الفردية بين الطلاب... من حيث القدرات العقلية ، والعمر، ومستوى الحفظ ، ومستوى دراسة التجويد ليتسنَّى لكل مجموعة متابعتها بما يليق لها، فهناك من يحتاج متابعة شخصية فردية - وهذا أمر وارد - فله أن يعطى بعضاً من الوقت الإضافي لتلقينه ، وإعادة وتكرار ما يلزم حتى يتعلم جيداً ، وقد فعل هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ولنا فيه الأسوة الحسنة... حيث كان يخطب فدخل رجل فقال يا رسول الله رجل غريب يسأل عن دينه، فترك صلى الله عليه وسلم خطبته ودعا بكرسي فجلس يعلِّمه ثم عاد لخطبته، فقد علَّم النبي صلى الله عليه وسلم تعليماً جماعياً تارة، وفردياً تارة أخرى حسب ما يحتاجه مقام التعليم .

ولقد ورد أيضاً في التعليم الفردي الخاص، قول ابن مسعود رضي الله عنه: " علَّمني رسول الله التشهد كفِّي بين كفَّيه ) ومن ذلك حديث معاذ رضي الله عنه:"كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال: ( يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟) "(البخاري ومسلم )

6- إقامة الرحلات والزيارات النافعة التي تقوِّي الرابطة بين الطالب وزملائه ومعلمه، وتكون وسيله من وسائل بقاء الطالب في الحلقة.

7-إعطاء الجوائز و الحوافز للدارسين بالقدر المعقول الذي لا يُصيبهم بالغرور .

8- تبادل الزيارات مع الحلقات الأخرى ووضع المسابقات الثقافية والترفيهية فيما بينهم)(14)

9- تنبيه المعلمين إلى تفسير الآيات المدروسة تفسيرا ًمبسطاً ، ودعوة الدارسين إلى التدبر فيها، فمن تدبر القرآن وفهم معانيه شعر بقيمته، ومن ثم زاد تعلقه به وصار أكثر حرصاً على التمسك بهذه الحلقات، هذا بالإضافة إلى إرشادهم إلى أن الصحابة- رضي الله عنهم- كانوا لا يتجاوزون العشر آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل، كما نقل أبو عبد الرحمن السلمي عن عثمان وابن مسعود وأبي كعب رضي الله عنهم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا".(الجامع لأحكام القرآن، 1/39، وعزاه إلى كتاب أبي عمرو الداني (البيان)، والطبري، 1/60، 72) .

وهذا يدل على أن الصحابة - رضي الله عنهم- (كانوا يتعلمون التفسير مع التلاوة ، فقد قال تعالى : "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ".فكان البيان منه – صلى الله عليه وسلم - بالألفاظ والمعاني،"أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"، والله تعالى يقول:"كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ". ويؤكد هذا الزركشي بقوله(البرهان 2/171): "من لم يكن له علم وفهم وتقوى وتدبر، لم يدرك من لذة القرآن شيئا ". ...و في هذا المعنى قال ابن مسعود: "إنَّا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسهل علينا العمل به، وإن مَنْ بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به"!!!! (15)

10- استطلاع آراء الدارسين من خلال استبانة توزع عليهم ليقولوا آراءهم بصراحة في أسلوب الإدارة والتدريس في الدار، بالإضافة إلى أفكارهم و مقترحاتهم للتطوير.

11-عقد مسابقات بين حلقات الدار، من جهة، وبين دارسي الدار ودارسي الدور الأخرى المجاورة من جهة أخرى، مع مكافأة الفائزين تشجيعا وتحفيزاً لهم .

أما مشكلة فراغ بعض الحلقات ، فعلى الإدارة أن تجيد الدعوة إلى الحلقات ، وذلك من خلال:

أولاً:( الإعلان قبل أسبوع من بدء الموسم (الصيفي أو الشتوي) بورقة إعلانية أنيقة توزَّع في المساجد والمدارس ويرافقها جوائز رمزية فورية .) (16)

ثانياً: إقامة حفلة لافتتاح كل موسم تكون بمثابة مهرجان ثقافي اجتماعي ترفيهي، يوزع فيه التمر، و الحلوى ، والفطائر.

و مما يعين الإدارة على استمرار العطاء في هذا الطريق ، الاستعانة –بعد الله تعالى – بالمختصين ، ومنهم على سبيل المثال المختصون المسئولون عن "منتدى استشارات قرآنية إدارية " الذي يديره الدكتور " يحي الغوثاني"، ويستقبل الاستفسارات الإدارية التي تتعلق بإدارة الحلقات القرآنية و كل ما يتعلق بالمعلمين والمشرفين والإداريين العاملين في الحلقات، كما أنه يتحاور حول أحدث الأفكار الإبداعية في إدارة الحلقات وعلاج مشاكلها .

وهو متاح على الرابط التالي:
http://www.yah27.com/vb/forumdisplay.php?f=34


هذا عن الإدارة ، أما معلم التجويد...فإليه الهمسة التالية :

همسة في أُذُن المعلِّم :
أخي المعلم :) :
بارك الله فيك، ونفع بك ، وجزاك عن الدارسين خيراً كثيراً، آمين .

ولعلك يا أخي قد تفكَّرتَ في أن مكانك في الحلقة يعني اصطفاء الله تعالى لك من بين الكثير من عباده، و تشريفه لك بأشرف مهمة ، ألا وهي تعليم أشرف العلوم ، وهو علم القرآن الكريم ؟!!!!

وتكفيك شهادة حبيبك صلى الله عليه وسلم:{ خيرُكم من تعلَّم القرآن ، وعلَّمه }(رواه البخاري ) ، وهي شهادة مَن لا ينطق عن الهوى تفيد أن متعلم القرآن ومعلِّمه هو خير زمانه ، وأفضل عصره ... لذا فإنه يُنتظر منك على قدرك ، ويؤَّملُ منك على حجمك، فقد قيل لرجل : "نريد منك شُغَيْلاً : أي حاجة صغيرة ، فقال : أطلبوا لها رُجَيلاً - أي بَعض رجل - أما أنا فللكبار !!!!!

وهل هناك أكبر وأعظم من مهمة تيسير تلاوة كتاب الله ، وتقريبه إلى قلوب المسلمين و من ثم إلى عقولهم ؟!!!

وهل هناك أشرف من المكانة التي تحدث عنها الله سبحانه وتعالى قائلاً :
: ؟!!!!

و لعلك أيضاً لاحظتَ أنك تقوم بإحدى مهام الرُّسل والأنبياء :) -عليهم وعلى نبينا أفضل السلام- فهلَّا تخلَّقت بأخلاقهم في الترفق بالضعيف ، والحلم على الجاهل ، والصبر على المقصِّر وبطيء التعليم ، والعطف على الصغير ، و توقير الكبير منهم ؟!!!

وهلَّا اتَّبعت نهجهم في التعليم بالترغيب في معظم الأحيان ، والترهيب عند الضرورة فقط ؛ ثم بالتشويق تارة ، والإقناع العقلي تارة ، ورواية القِصَّة تارة ،والتشبيه تارة ، وضرب المَثل تارة ، وعقد الحوار تارة، ورسم الإيضاحيات تارة ؟!!!

( وللمزيد في هذا المجال يمكنك أن تطالع كيف كان معلم البشرية يعلم ، و يربي أصحابه )(17)

أخي الكريم :) :
إن الإنسان" ينطوي على إمكاناتٍ هائلةٍ للتعلم وزيادة المعرفة، والمخزون الثقافي، يقول الله تعالى : { وعلّمَ آدمَ الأسماءَ كلّها } سورة البقرة (2/31) .

و يرى بعض علماء النفس أنّ أيّ إنسان إذا استثار نصف طاقاته العقلية, فإنه يمكن أن يتعلّم عشرين لغة, وأن يجمع بين عشر جامعات !!!

إذن ، فكل إنسان ينطوي على منطقةٍ وافرة الخصوبة , تنتظرُ من يزرعُ فيها فسائل الخير والفكر .

وكما تعجز المرآة عن رؤية نفسها, والوردةُ عن استنشاق عطرها, فإنّ الدارس عاجزٌ عن تلّمس طاقاته ...لذا كان على المعلم أن يساعده في العثور على هذه الطاقات لتحديدِ هويّتها بدقّة, ومن ثمّ إطلاقها إلى أعلى مستويات النجاح .
وبهذا يلعبُ تشجيعُ الدارس, وإثارةُ اهتمامه, وتحفيزُه للإنجاز, دوراً مهماً في العملية التربوية .

وهذا هو منهجُ النبي صلى الله عليه وسلم في كشف الإمكانات الكامنة لدى الأطفال وتحفيزها, من ذلك أنه لما أبصرَ ملامح الذكاء المتوقّد عند زيد بن ثابت : من خلال حفظِه المتقن لسورٍ من القرآن الكريم, حضّه على تعلُّم اللغة العبرية واللغات الأجنبية . وبذلك تميّز زيدٌ في أربعةِ علوم : الترجمة والقراءات و علم الفرائض وكتابة الوحي والرسائل النبوية ..

ومن منهج النبي عليه الصلاة والسلام في هذا المضمار, ثناؤه على المتفوقين من أصحابه, وتقويمُهُ للإنجاز اليومي، ليثير عبقرية الاهتمام عند الآخرين , ففي أثناء رجوعهم من غزوة الغابة, أثنى على بطليْها قائلاً: (( خيرُ فرساننا اليوم أبو قتادة , وخيرُ رجّالتنا سلمةُ بنُ الأكوع )) ، كما ضرب على صدر أُبيّ بن كعب قائلاً : (( لِيَهنِكَ العلمُ أبا المنذر ))

وكـان من ثنائه على المتفوقين إطلاق الألقاب عليهم , فأبو عبيدة " أمينُ الأمة ", وابن مسعود "غلامٌ مُعلَّمٌ ", والزبير" حواريُّ الرسول" .. وهذه الألقاب بمنـزلة " شهاداتٍ نبوية " مباركة, لا نّدري كم كان فرح أصحابها بها !
نسأل الله تعالى أن يجمعنا مع أصحابها الكرام :) .

ومن سيرته صلى الله عليه وسلم في تشجيع الأطفال, الاستحسانُ والابتسام و الجائزةُ , ومسحُ الرأس , وحتى قرْصُ الأذُن بتحبّبٍ , فقد فعل هذا مع زيد بن أرقم قائلاً : (( وفَتْ أذنُكَ يا غلام ))، و ذلك لما نزل القرآن مصدِّقاً لما أخبر زيد.

فالثناءُ إذن من أهم عوامل الإثارة , ولا بأس بأن يُسمِعَ المعلم دارسه هذا الثناء على مقربة منه وكأنّه لا يشعرُ بوجوده , الأمر الذي يدفع الدارس لتقويم أخطائه لكي يكون أهلاً لهذا الثناء ..
فاحرص أخي المعلم على ألا تكون ممن قال عنهم الشاعر:

فيا أَسفَي على غصنٍ أخضرَ كان للثمر , فقلنا له : كُنْ للحطبْ :angry: !!!!( 18)

أخي الكريم :) :
إن تسرُّب دارس من حلقتك- إذا كان السبب هو أنت- فهذا يعني تكوُّن حاجز بين الدارس وبين المصحف، وأنه قد لا يذهب لحلقة قرآنية أخرى ، بل ربما قد لا يقرأ القرآن مرة أخرى في حياته ، فلا تكونن أنت المسئول عن هذا!!!

بل لك أن تستشعر مدى الأجر العظيم الذي ستناله حين تكون حلقتك متكاملة تجمع بين تعليم التجويد، وتوجيه الدارسين بالحِكمة والموعظة الحسَنة لما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وذلك في جو من الأُلفة والمودة والحب يجعل الدارس تهفو نفسه إلى حلقتك، ويشتاق إليها قبل أن يغادرها!!!

أخي الفاضل :) :
إن أسلوبك في التعامل مع الدارسين، ومظهرك قد يكون سبباً في هداية الكثير منهم وإرشادهم إلى الصواب... ليس فقط في مجال تعلُّم التجويد، وإنما في عقيدتهم و أخلاقهم، فاحرص على أن تكون أهلا ً لهذه المهمة الشريفة ، لعل الله تعالى ينفعهم بك، ويرفع بسببهم درجاتك في الدنيا والآخرة .

أما علاقتك بالدارسين، فما أجملها حين تكون علاقة أخوَّة في الله ، تتحول مع مرور الوقت إلى علاقة حب في الله ، ولعل ذلك يظهر في ترحيبك الحار بهم حين تلقاهم، ووُدّك حين تتعامل معهم، ولُطفك في توجيه المخطىء منهم ، ودعاؤك المستمر لهم بأن يكونوا من أهل القرآن الذين هُم أهل الله وخاصَّتُه، و ابتسامتك الحانية حين تودعهم بعد انتهاء كل حلقة ، وسؤالك عمَّن يتغيب منهم ليشعر بأنه مرغوب فيه، وأن ما بينك وبينه ليست مجرد وظيفة تؤديها .

كما أن (مواظبتك أيها المعلم الكريم في الحضور ، وتقبُّلك للنقد ، وحُسن مواجهتك للمواقف الطارئة) ( 16)، من شأنه أن يرفع قدرك في نظر الدارس ، و يزيده منك قرباً ، وبك تأثُّراً ، ولك احتراماً !!!

و لا تنسَ أن معلم التجويد ليس آلة رد، وإنما هو في عبادة لله منذ خروجه من منزله قاصداً هذه الحلقة المباركة، تَحُفُّه الملائكة، ويصلِّي عليه الله وملائكته وسائر الكائنات لأنه يعلِّم الناس الخير، وهل هناك أكثر خيراً من القرآن الكريم !!!!!

لذا يجب أن تحرص-بادىء ذي بدء- على تذكيرهم في كل حلقة بالأجر العظيم الذي ينالونه بسبب حضورهم هذه الحلقة ، ومن ثم استحضار النية الخالصة لله عز وجل ، مما يرفع هِمَمَهم ، ويقوي عزائمهم على الاجتهاد والتفوق في تعلُّم القرآن الكريم . ويكفيهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن للهِ أهلين من الناس ) قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال: ( هُم أهل القرآن أهل الله و خاصته ) (صجيج الجامع 2165)

فلينتسب كل إنسان لما يحلو له : أهل الدنيا ، أهل الثراء ، أهل الفن ، أهل الرياضة ، ولتأتي القواميس بكل وصف وثناء فلن تأتي بأكمل مما وُصف به حَمَلة ودارسي القرآن :( أهل الله و خاصَّته ) (6)

كما ينبغي شحذ هممهم برواية قصص الصالحين من أمثال ( الإمام النووي رحمه الله ، الذي كان لا يلهو مع الأطفال وإذا دعوه للعب معهم اعتزلهم وظل يردد آيات القرآن حتى حفظه دون الثامنة من عمره )(10)

(فحماس الإنسان لهدف ما في حياته يعين كثيراً على عدم نسيان العناصر المرتبطة بهذا الموقف، فكلما تحمس الإنسان لما يريد الوصول إليه كلما تذكر الأمور المرتبطة والمتصلة بهذا الهدف ، وعلى العكس من ذلك الطالب الذي يدرس مادة لا يحبها إما لصعوبتها أو بسبب تعقيد المدرس من خلال شرحه أو غير ذلك ، فإن هذا يؤدي إلى ضعف الحماس نحو هذه المادة ، وبالتالي إلى النتيجة الطبيعية وهي ضعف التذكر في تفاصيل هذه المادة .
وإذا كانت الخطب الحماسية لها دور كبير في نصر الجيش أو هزيمته، فكيف بالطالب الصغير، وهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمس أصحابه فيقول:(( قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض )) ، فيقوم عميربن الحمام لى الجهاد مسرعاً حتى إنه لا يجد متسعاً من الوقت لأكل تمراته !!!

وها هو صلى الله عليه وسلم يصيح أثناء المعركة :(( إرْمِ سعد فِداكَ أبي وأمي"
هاهو صلى الله عليه وسلم قدوتنا في كل شيء، فداؤه آباؤنا وأمهاتنا(5)

كما ينبغي أن تحرص على كفاءة طلابك ليس فقط في تعلُّم التجويد ، وإنما في استشعار حلاوة القرآن الكريم ، والتأدُّب بآدابه، والامتثال لأوامره ، والانتهاء عن نواهيه... وكأن الخطاب القرآني موجه إلى كل منهم شخصيا ً،

" فالقرآن الكريم جاء ليربي أمة ، وينشئ مجتمعاً ويقيم نظاماً، والتربية تحتاج إلى زمن وإلى تأثير وانفعال بالكلمة ، وإلى حركة تترجم التأثير والانفعال إلى واقع" (7)




(فلا يخفى عليك أن المسلمين لو جددوا إيمانهم بأهمية القرآن الكريم، وكانوا جادين في الالتزام والطاعة لما فيه من أوامر وتوجيهات إلهية حكيمة ، فإنهم يجدون ما يحتاجون إليه من حياة روحية طاهرة وثروة حضارية ونِعَم لا تُعد ولا تُحصى) (19)

فإذا كان من بين طلابك منهو غير ملتزم بتعاليم الدين –كطالب مدخن مثلاً ، أو طالبة لا ترتدي الحجاب مثلا ًأو أن حجابها ليس هو الحجاب الشرعي المطلوب- فما أجمل أن تصبر عليه ، لأن القرآن هو خير ما ينير القلوب ، ويشرح الصدور لطاعة الله ، وكُن داعية له بالقُدوة ، أو النصيحة غير المباشرة ؛ مع الدعاء له حتى يهديه الله ويعينه ... وتذكر أن الهُدى هدى الله، وان إحراجك له لن ينتج عنه سوى الانقطاع عن حلقتك ، ومن ثم البُعد عن القرآن الكريم... وفي النهاية المزيد من البُعد عن الله تعالى، والعياذُ بالله .

ولا تنس نصيحة حبيبك صلى الله عليه وسلم:" تَهَادُوا تَحابُّوا "(صحيح الجامع -3004)، فهداياك لطلاب الحلقة مهما كانت بسيطة- من حين لآخر- قادرة على بعث روح الود بينك وبين طلابك ، وربطهم بحلقتك.

"و تذكّر دائماً أنك إنما أتيت لتعلّم لا لتعاقب من لا يتعلم ! ولعل هذا يذكرنا بقول معلم البشرية - صلى الله عليه و سلم : " إن الرِّفق لا يكون في شيء إلا زانه، وما خلا منه شيء إلا شانَه"(رواه مسلم )

و تذكّر أيضاً أنه ليس كل عجز في التعلم يرجع سببه إلى الطالب. ..بل قد يكون السبب هو البطء في التعلّم وغفلة المعلّم عن ذلك.

فإذا رجعت بذاكرتك إلى الوراء ـ خاصة إن كنت ممن جاوز الثلاثين ـ وتذكر مدرسيك فستجد أن أول ما يخطر بذهنك صورة المدرس الغليظ الفظ الذي كانت رؤيته تثير الرعب في قلوب الطلاب، وإذا تحسست قلبك فستجد كم فيه من الحِنق عليه ـ إلى اليوم ـ لما سبَّبه لك أو لغيرك من الآلام النفسية في أيام الدراسة... و هناك من المدرسين من كانوا بعنفهم وغلظتهم سبباً في ترك كثير من الطلاب للدراسة ممن كان يتمتع بقدرات عقليّة جيّدة وكان يُرجى له مستقبلاً جيداً.

ولعل هذا يذكرنا بما حدث حين دخل معاوية بن الحكم رضي الله عنه في الصلاة مع الجماعة ولم يعلم أن الكلام قد حُرِّم في الصلاة، فعطس أحد الصحابة فشمَّته، فنبهه بعض الصحابة ـ بالإشارة ـ فلم يفهم واستمر في كلامه، فلما انتهت الصلاة ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى إليه خائفاً، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم بكل لطف ولين:" إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح و التحميد وقراءة القرآن

فقال معاوية معلِّقا على فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم:" بأبي هو وأمي، ما رأيت أحسن تعليما ولا أرفق منه صلى الله عليه وسلم"(20)

كما ينبغي توجيههم إلى الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم:" زيِّنوا القرآن بأصواتكم " (رواه الدارمي وصححه الألباني)ليجتهدوا في تحسين أصواتهم عند تلاوته- قدر الإمكان- من خلال ممارسة تمرينات التنفس معهم داخل الحلقة ، وتوصيتهم بممارستها بمفردهم خارجها, هذا بالإضافة إلى إرشادهم إلى أفضل الطرق لحفظ القرآن وتثبيته من خلال نصحهم بزيارة المواقع المتخصصة في هذا المجال، على شبكة الإنترنت ، ومنها على سبيل المثال: " منتدى البحوث والدراسات القرآنية " للدكتور" يحي الغوثاني" المتاح على الرابط التالي:
http://www.yah27.com/vb/index.php?

و موقع " التميُّز لإدارة الحلقات القرآنية " المتاح على الرابط التالي:
http://tamauz.com/modules.php?name=News&file=article&sid=15


( كما أن هناك مواقع أخرى تجدها بالملحق الأول المرفق بالمقال )

هذا بالإضافة إلى تشجيعهم على بلوغ أعلى مستويات من خلال تحفيزهم بالهدايا و المكافآت ، وحكاية القصص عن أشخاص بلغوا هذه الغايات وهم فوق سن الأربعين، أو أشخاص حققوا أرقاماً قياسية كمن حفظت القرآن في أربعين يوماً ،و المرأة الأمُِّية التي ختمت القرآن تلاوةً وهي في السبعين من عمرها، و الأبكم الذي شُفي بفضل تلاوة القرآن الكريم ...وغير ذلك من القصص المتاحة على " منتدى البحوث القرآنية "،ومن المفيد توجيههم لقراءة تفسير ميسَّر لما يتلونه من آيات، فإن هذا أعون لهم على الحفظ ، وأكثر طمأنة لنفوسهم ، وإفادة لعقولهم ، وإبعاداً للغُربة التي قد يشعرون بها وهم يتلون القرآن .

كما لا ينبغي أن نُغفل أهمية تذكيرهم بأخلاق حامل القرآن وأهمية التحلي بها،

أو أن نغفل عن أهمية " فتح المجال للطالب لكي يتحدث مع معلمه فيما يجول في خاطره"(4)
فهذا أعون للطالب على إقامة صلة قوية بمعلمه ، وأكثر راحة لنفسه،وإفادة لعقله .

ولا تنس أخي الكريم :) أ ن تصحح خطأ المُخطىء في التلاوة بصوت خفيض ، فإن ذلك يخفف من وطأة شعوره بالحرج أمام زملائه ،

كما ينبغي أن تلفت أنظارهم- مراراً وتِكراراً- إلى أن المرء يتعلم من أخطاءه ، وأننا جئنا جميعاً لنتعلم ونُصحح أخطاءنا، ولو أ ن أحدهم لا يُخطىء فإن وجوده في الحلقة لا مبرر له !!!

لأن النصيحة تكون دائماً ثقيلة على النفس ، لذا ينبغي للمعلم الذكي أن يقدمها ( في أزهى أثوابها ، وأجمل ألفاظها ، وألطف معانيها ، فهذا خلق نبوي ، وتعليم محمدي ، فقد
قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يقولن أحدكم خبُثت نفسـي ، ولكن ليقـل لَقِسَت نفسي )(رواه البخاري ومسلم ) ، ويؤخـذ من الحديث : استحبـاب مجانبة الألفاظ القبيحـة ، والعـدول إلى ما لا قبيـح فيه ، وإن كـان المعنى يتـأدى بكل منهما، كما قال الشاعر :
تقول هـذا جنـاءُ النحـل تمدحـه وإن تشـأ قلـت ذا قيـئ الزنـابيرِ
مدحا وذما وما جـاوزت وصفهمـا والحـق قـد يُقْلـى بسـوء تعبـير


وإليك أهدي هاتين التجربتين :

الأولى : مر أحد النبهاء على شاب يلعب حارساً لمرمى فريقه ، وكان كل اهتمامه منصباً على حراسة المرمى لا يعرف إلا ذلك ، ولا يعيش إلا له ، فقال له عبارة تخير لفظها قال : " أسأل الله أن أراك حارساً لمرمى الإسـلام من أعدائه "... فاستولى عليه المعنى، وأسَرَتْه العبارة، وترك ما هو فيه ، وأقبل على دينه ، وأصبح من الدعاة !!!

الثانية : سمع أحدهم شاباً يغني بصوت مـؤثر ، فقال : " والله ما أجمل صوتك إذا كان بالقرآن " فترك ذلك، وأقبل على القرآن الكريم .

ولعلك لن تحتار في العثور على عبارة رقيقة، أو كلمة أنيقة ، مكان الجارح من الألفاظ ، أو الخادش من العبارات ، فالذي غاب من طلابك تقول له مثلاً : "بالأمس أزعجتنا عليك" ،

والذي لم يحفظ اليوم تقول له : لقد حرمتنا الاستماع لصوتك ،

والذي شوش عليك تقول لزملائه : أريدكم سكوتاً مثل فلان :P !!! وخصوصا إذا صاحب ذلك بسمة غير متصنع ،
وإنما في القلب منشؤها ، وعلى صفحة الوجه مرآها )(12)

(ومن مهارات إدارة الحلقة : أن تلتمس العذر للكرام منهم :

بأن تجتهد في أن تدفع عن طالبك موقف الذل و الخذلان، ولك في رسول الله أسوة ، وبه قدوة ، فالصحابة بعد الغزو جاءوا وقالوا : (رواه أحمد وابو داود والترمذي ) . و قوله : أنا فئتكم : يمهد بذلك عذرهم ( ) لقوله تعالى : .

ومن هذه المهارات: كيف يجدد المعلم مخزون الحب عنده ، ويضمن عدم نفاده ، حتى يُنـزل طلابه منزلة أولاده ، قال الإمام النووي رحمه الله :

ومن أراد أن يربِّي فليوطن نفسه على التغاضي عن بعض الأمور، ما دام التغاضي حكمة، وهو نهج نبوي ، قال تعالى : ، فلتلتمس أيها المعلم الكريم أسلوب النبي العظيم . ) (12)

ومن المفيد أن تكون مُبدعاً وتبتعد عن الروتين، بأن تحاول دائماً أن تتعامل مع كل درس بشكل مستقل من حيث الطريقة والأسلوب، فيكون –قدر المستطاع - لكل درس بدايته المشوقة: فمرة بالسؤال ومرة بالقصة ومرة بعرض الوسيلة التعليمية ومرة بنشاط طلابي، ومرة بخبر له علاقة بالقرآن وأهله ... وهكذا.

و كلما كانت البداية غير متوقعة كلما استطعت أن تشد انتباه الطلاب أكثر. ولعله من الأشياء التي تجلب ملل الطلاب، و تجعل الدرس رتيباً وضع جلوس الطلاب في الفصل. فالمعتاد لدى كثير من المعلمين أن يكون الفصل صفوفاً متراصّة، وتغيير هذا الوضع بين وقت وآخر بما يناسب الدرس والموضوع يعطي شيئا من التجديد لبيئة الفصل،
لذا ينبغي أن تحاول ـ ما أمكن ـ أن يكون لكل درس وضعاً مختلفاً، فمرة على شكل صفوف، وأخرى على شكل دائرة، وثالثة على شكل مجموعات صغيرة.. وهكذا، و إن كان أداء الدرس خارج الفصل مفيداً ويساعد على تحقيق أهدافه فلماذا الجلوس في الفصل؟!

ويا حبَّذا لو جعلت درسك مُمتعا ً، بأن تتوقف وتراجع طريقة الدرس إذا رأيت أنها سبب في بعث الملل في نفوس الطلاب، فالهدف ليس إكمال خطة الدرس كما كتبت، بل الهدف هو إفادة الطلاب فإذا رأيت أن الخطة لا تؤدي عملها فاستخدم "خطة للطوارئ" تنقذ الموقف وتحصل منها على أكبر فائدة ممكنة للطلاب. فلا شيء أسوأ من معلم يشتغل في الفصل بمفرده !!

و تذكر أن الأهداف العامة للتعليم والأهداف العامة للمنهج أكبر وأهم من درس معين يمكن تأجيل عرضه أو تغيير طريقته. (20)

( فالتنويع يدفع السأم ، ويبعد الملل ، ويجدد النشاط ، ويجعل الفكرة المعروضة أدعى للقبول ، وأيسر للفهم ، وإذا تأملت أسلوبَي القرآن الكريم والسنة المطهرة لوجدتهما يحفلان بالأساليب المتنوعة لتقريب الفكرة للمخاطبين .

وإذا أخذنا مثالاً من القرآن الكريم على تحريم الزِّنا ؛ فإننا نجده قد سلك مسالك عدة في ذلك ،

فنهى عنه نهياً صريحاً بقوله ، فقال : " ولا تقربوا الزِّنا " ، ثم نهى عنه بالتشنيع على مرتكبه بقوله : "الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة " أي أنه إنما يزني بزانية مثله أو مشركة!!!
ثم مدح من لا يزنون بقوله :
"والذين لا يدْعون مع الله إلهاً آخرَ ولا يقتلون النفسَ التي حرَّم اللهُ إلا بالحقِّ ولا يزنون ".
كما ذكر قصة يوسف التي تبين شرف العفة وفضلها ..... وكل ذلك من شأنه أن يقرر الفكرة في ذهن المخاطَب !!!!

وكذلك الطالب ينبغي أن تنوَّع أساليب التعليم له فمرة بالإلقاء ، ومرة بالسؤال ، ومرة بطلب البحث ، وهكذا(5)

ولا بأس من الدُّعابة والمزاح الخفيف الذي لا إيذاء فيه لمشاعر أحد ، ولا كذب ، مما يروِّح عن نفوسهم ويطرد الملل ويشيع جو الود بينكم جميعا ."(20)

" فالفرح والسرور يؤثِّران في نفوس الطلاب تأثيراً كبيراً، و لو تدبَّرتَ معظم الأعمال التي يقومون بها وحدهم أو في غياب مدرسهم لوجدت أن هدفها إدخال السرور إلى نفوسهم، فإذا تولى المدرس هذه المهمة ووجهها نحو أهدافه فإنه يثير نشاط الطلاب ويكسب محبتهم له ولحلقته، ولما جاؤوا من أجله ، لأنه يبعث الفرح في نفوسهم .

كما أن الفرح يورث الحيوية والانطلاق ويبعث النشاط فيكون الطالب على أهبة الاستعداد لتلقي الأوامر وتنفيذ المطلوب منه،وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه ، و يقبِّل الصغار ، ويمسح رؤوسهم ، ويحملهم ، ويطعمهم ، وبأكل معهم ، ويختار لهم كُنَى تناسبهم ، ويناديهم بها .

وقد ظهر في العصر الحديث هذا الاتجاه فيما يسمى ( التعليم بالترفيه ) وهو مسلك تسلكه الدول الغربية في تعليمها للأطفال، ولا يعني هذا أن تفقد الحلقة انضباطها، لكن أن يُدخل المدرس بحديثه وأسلوبه الفرح في النفوس حتى يسارع الطلاب إلى الطاعة والتزام ما يطلب منهم .(5)

وما أجمل أن تحتفل مع طلابك ، في حضور الإدارة بالانتهاء من ختم جزء من القرآن ، مع توزيع شهادات تقدير لكل منهم ... فإن ذلك يشحذ الهمم، ويشجع على المزيد من المضي قُدُماً في الدراسة و الحفظ ، كما يمكنك أن تدعو إلى الاحتفال طلاب من الحلقات الأقل مستوى ليكون هذا حافزاً لهم ليتموا المستوى الذي يدرسونه ، ويرون بأنفسهم أن الأمر ليس مستحيلاً .

و من المفيد أن تحاول دائماً ـ ما أمكن ـ أن يقوم الطلاب بالنشاط بأنفسهم ، لا أن تعمله أنت وهم ينظرون ، وتذكّر أن من أهداف المناهج أن يقوم الطلاب أنفسهم بالعمل لا أن يجلسوا ليشاهدوا من يقوم بالعمل!

و من المثير لهممهم أن ترغِّّب الطلاب في عمل ما تريده منهم وأن تجعل الأفكار تأتي منهم!!!
فمثلاً بدلاً من أن تقول:" ذاكروا الدرس السابق وسأعطيكم درجات في الواجب أو المشاركة
قل لهم: "ماذا تحبون أن تفعلوا حتى أعطيكم درجات أكثر في المشاركة؟!.. ما رأيكم في مذاكرة الدرس السابق :) ؟!"

ومن المهم أن يشعر الطلاب بثقتك فيهم واعتزازك بهم ، فقد أثبتت البحوث التجريبية أن نظرة المعلم لتلاميذه ذات أثر كبير على تحصيلهم وتقبلهم ؛ فإذا كان المعلم ينظر إلى تلاميذه على أنهم أذكياء وقادرون على التعلّم وجادّون ـ ويحسّون هم بذلك ـ فسيؤثر هذا إيجابياً عليهم، أما إذا كان المعلّم ينظر إليهم على أنهم كُسالى ولا يفهمون شيئاً فسيكونون كذلك!!!(20)

أخي المعلم الفاضل :) :

لِمَ لاتجعل الطالب يشعر بأهميته لديك ؟!

(إن أصعب شيء على الطالب أن يشعر بأنه مهمّش وغير مُهتم به، ولذا فالمعلم الذي لا يُشعِر إخوانه الطلاب بأهميتهم فإنه من الصعب الوصول إلى قلوبهم، وبالتالي يصعب إيصال المعلومة لهم ، إن إشعار الطلاب بأهميتهم يكون عن طريق التأكيد على جودة قراءتهم وتلاوتهم ودرجة إتقانهم للحفظ ، أو الإشادة بصفات حميدة يتصف بها طلابه ، أو سلوكاً معتدلاً يسلكونه في حياتهم .

ولكن.... على المعلم أن يكون حريصاً في المدح فلا ينفخ البالونة كثيراً حتى لا تنفجر .

فهناك فرق واضح بين التشجيع والثناء والمدح المتزن، وبين النفاق ، فالأول فيه قدر كبير من الصدق والإخلاص ، والثاني فيه قدر كبير من الكذب والخداع ، فما أجمل أن يتصف معلم القرآن بصفة المدح المتزن لطلابه الذي ينبو عن صدق وإخلاص ، وليحذر المعلم من الإفراط في المدح .
فإذا أفرط في مدحه فرح الطالب وفتر عن المواصلة ورضِيَ عن نفسه، ومن أُُعجب بنفسه قَلَّ تشميره للخير) (19)

يتبع :27:
rainyheart
rainyheart

ولعلك أخي الكريم تعلم أهمية النظرة إلي طالبك نظرة واثقة، فمن أهم عوامل تنشيط
... الطالب ودفعه للحفظ، تنمية ثقته بنفسه، لأن الواثق من نفسه يقوم على العمل بجد لتوقعه أن سينجح بخلاف من يفقد الثقة بنفسه ويُقدم وهو يحمل في طيات نفسه الفشل قبل العمل فلا يبذل أي مجهود لأنه يظن أنه لن يكون هناك نتيجة في نظره ... ويمكن تنمية ثقته هذه بما يلي :-

أ) تنمية ثقته بالله عز و جل، وأنه يعين من يستعين به ، وُيقبل على من يقبل عليه ، وأن كل جهد يبذله يثاب عليه ولا يضيع سدى ، بالإضافة إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتذكر مراقبة الله دوماً ، ومراعاة حدوده ، والإقبال على الآخرة ، فكل ذلك ينمي الثقة بالله عز وجل .

ب) ثقته بجدوى ما يتعلم، لأن الذي لا يدرك قيمة ما يسعى إليه لا يبذل في سبيله أي جهد، وذلك ببيان فضل القرآن وفضل تعلمه وخيرية أهله .

ج) إبراز الجوانب التي ينجح فيها الطالب و يتميز فيها على أقرانه ومدحه عليها والإشادة به.. كل ذلك من شأنه أن ينمي ثقته بنفسه.

د) قياس نجاح الطالب بقدراته هو، وليس بقدرات زملائه، فمن لا يستطيع حفظ أكثر من صفحة في اليوم يقال له : أنت ناجح لأنك أتيت بكل ما تقدر عليه ، ولا يقال : أنت فاشل لأن فلاناً حفظ صفحتين .

هـ) أخذه إلى مجالس الكبار ومخالطته لهم مع التوجيه المستمر ، والاعتماد عليه في قضاء بعض الحاجيات ، ومشاركته في بعض الأنشطة الإذاعية ونحوها ، وتقدير كلامه والسماع له ومحاورته وحمل آرائه محمل الجد.

د-(عدم إهمال مجهودات الطالب ولو كانت قليلة، أو دون ما تتوقع ، بل ينبغي أن تُظهر شكرك وتقديرك لاستجاباته وأن تطلب منه المزيد، ليحس بالفرق بين المشاركة وعدمها ويتيقّن أنك منتبه لمشاركته ) (19)

وحينئذ ينشط الطالب ويقبل على القرآن واثقاً من معونة الله له ، واثقاً من مقدرته على الحفظ ، واثقاً من تحقيق نتائج جيدة ... فديننا يثق بالشباب ثقة واضحة :
فهذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث معاذاً إلى اليمن ويوليه ثقته وهو شاب ، مع لفت نظره وتوجيهه والاطمئنان على المنهج الذي سيسير عليه .

و هاهو صلى الله عليه وسلم يدعو لابن عباس :(( اللهم فقِّهه الدين وعلِّمه التأويل )) .

وهاهو يولِّي أسامة بن زيد الجيش العظيم .

ولا يدري كثير من الناس أن الطفل واحد من رجال الأمة، إلا أنه مستتر بثياب الصبا ، فلو كُشف لنا عنه وهو كامن تحتها لرأيناه واقفاً في مصافّ الرجال القوامين ، ولكن جرت سنة الله أن لا يتفتق زوال تلك الأستار إلا بالتربية شيئاً فشيئاً ، ولا تؤخذ إلا بالسياسات الجيدة على وجه التدرج .
وحين ينظر المعلم إلى طالبه نظرة واثقة بأنه سيحقق كذا وكذا ، وسيحفظ كذا وكذا ، فأن الطالب يشعر بأنه قادر على الإنجاز وتنبعث الرغبة في نفسه وينشط لتحقيقها .

وبعد بث روح الثقة في طلابك ، لا يخفى عليك أن الله تعالى قد ( فاوت بين خلقه فيما أعطاهم من الأموال والأرزاق والعقول و الفهوم ، وميز بين الأعطيات والقدرات التي يهبها لمن يشاء من الناس ، بدليل قوله –على سبيل المثال:" نحنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيْشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ درَجَات " (الزخرف -32)، والمعلم الناجح يستخدم ويوظف هذه الطاقات لدعم عمله والارتقاء به ، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام وأوكل لكل واحد المهمة التي يتقنها ويجيدها أكثر من غيره فيوظفها وينميها .

ففي قيادة الجيوش كان خالد وأسامة وأبو عبيده، لحنكتهم فيها .

وفي الدعوة كان مصعب ومعاذ، لرقة الأسلوب والقدرة على الإقناع .

وفي الرد على الخصوم كان حسان، لقوة شِعره وتأثيره عليهم .

و في فتح خيبر كان عليٌّ، لشجاعته وإقدامه واقتحامه الحصون ،

كما أنه قال ذات مرة:" نِعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل !!" فما تركه ابن عمر بعد ذلك أبداً "، إذن، فقد رأيت كيف يوظِّف المعلم هذه الطاقات !!

و البداية تكون من تحديد طاقات وقدرات الطالب ،

ثم يبدأ بعد ذلك استغلالها لصالح الحلقة... ولنضرب على ذلك أمثلة:

1-لوحظ على طالب أنه سريع الحفظ، فهذه طاقة ومزية لا بد أن يستغلها المعلم بأن يسمِّع له أكثر من مرة في اليوم ويشجعه عليها .

2- طلاب عندهم غيرة من أقرانهم ، يستغلها المعلم بإشعال التنافس في الحفظ بينهم وإثارة حماسهم في هذا الأمر .

3-طلاب عندهم حب الثناء و المدح، فهذه أيضا طاقة يستغلها المعلم بأن يربطها بحفظهم ويشعرهم بأنهم ينالون من المدح بقدر الحفظ .

4-طالب صوته جميل لكنه لا يحفظ، فيا حبذا لو يربط المعلم بين جمال صوته و الحفظ، كأن يقول مثلا " نعم هذا الصوت الجميل لو كان حافظا للقرآن " ، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع ابن عمر .

5-طلاب مؤدبون وعندهم أمانة يستفيد منها المعلم داخل الحلقة بالتسميع لزملائهم ، وإفهام الطلاب هذه الأمانة ومكانتها وقدرها حتى يكونوا قدوة لزملائهم .

6-الاستفادة من الطلاب ذوي القراءة المتميزة في موضوع التلقين .

وإليك أخي المعلم الكريم-حتى يكون الكلام واقعياً- هذه التجربة العملية الواقعية للارتقاء بمستوى الحلقة : يقول الأستاذ/ صلاح بن شوقي صاحب هذه التجربة :
" قبل سنوات أقامت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم مسابقة بين الحلقات وكانت تلك المسابقة هي أكبر مسابقة في تاريخ الجمعية منذ إنشائها ، لأنها كانت في حوالي خمسة عشر فرعا تنقسم إلى فروع في القرآن ، وفروع في حفظ أحاديث لمستويات التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي ، ومسابقات كتابية ،وبحوث في قصص الأنبياء ،
وكانت حلقة سعيد بن زيد في بدايتها ، ومستوى الطلاب لا يؤهلهم للمنافسة مع الحلقات المتميزة القديمة ، وكان الطلاب يقولون كيف ننافس هذه الحلقات ،
ولكن بعد الاستعانة بالله ثم الأخذ بالأسباب ، وتوظيف الطاقات بدأنا في توزيع الطلاب على فروع المسابقة ، ثم بدأت بإثارة الحماس حتى أصبحت لديهم قناعة ذاتية بأنفسهم ،
ومن ثم بالتحدي للآخرين ، وتواصل العمل ليل نهار بين المكتبات والحلقة إلى أن حفظ كل طالب ما أوكل إليه كما يحفظ اسمه أو أشد ، وكانت المفاجأة :) ،
أن تفوز الحلقة بحوالي ستة فروع بين المركز الأول والثاني وبالتالي تفوز الحلقة بالمركز الأول على جميع الحلقات وبعدها لم تتنازل عن المراكز الأولى في أي اختبار . ( 10)

أما الطالب المتعثر :( ، أخي المعلم الفاضل ، فلا ينبغي أن تيأس منه على الإطلاق، فلقد نقل الله تعالى بهذا القرآن أناساً (من الجاهلية إلى الهداية ونقل به أمة تحمل شعار الهمجية إلى أمة تأخذ بزمام البشرية لتقودها إلى سعادة أبدية )

ولقد لمس أعداؤنا ذلك وشهدوا به ، فهذه المستشرقة لورا فاغليري تقول : " إننا اليوم وعلى الرغم من انحسار موجة الإيمان نجد آلافاً من الناس القادرين على ترديده عن ظهر قلب ، وفي مصر وحدها عدد من الحفاظ أكثر من عدد القادرين على تلاوة الأناجيل عن ظهر قلب في أوربا كلها " .

فهذا مستشرق يدعى جيمس يقول : " لعل القرآن هو أكثر الكتب التي تُقرأ في العالم وهو بكل تأكيد أيسرها حفظا " (6)

فهذا النوع من الطلاب لا يدعو لليأس بقدر ما يدعونا للمزيد من الاهتمام به وتشجيعه وتحفيزه بشتى الوسائل التي تناسب ظروفه، و إمكاناته ، والتودد إليه حتى نصل إلى النتيجة المرجوة . ) (10)

(ومن الأمور الرئيسة أيها المعلم الفاضل أن لا تتحرج من أن تقول " لا أعلم " :) ،
إذا سئلت عمّا لا تعلم... بل يجب أن تقولها بثقة تزيد من قَدْرك عند طلابك، و في الوقت نفسه يجب أن ترشدهم إلى كيفيّة الحصول على تلك المعلومة، أو أن تعدهم بأن تبحث عنها وتأتيهم بها في الحلقة التالية .... لكي يرسخ في ذهنك، وأذهان الطلاب أنه ليس مطلوباّ من المعلم (ولا من الطالب) -وليس في مقدوره -أن يعلم كل شيء، بل يجب أن يعرف الفرد حدود علمه وقدراته، فلا يتكلم فيما لا يُحسن.(20)

وجميل منك أيها المعلم الماهر :) أن ترشد طلابك إلى اعتياد العادات الحسنة التي تضمن لهم نشاطاً وافراً وعطاءً مستمراً ، مثل الاستيقاظ في وقت مبكر ( في الصيف ) والحفظ قبل موعد الحلقة ، والمراجعة في البيت ، وسرد المراجعة – ولو على زملائهم – وتصحيح الدرس الجديد قبل حفظه ، والحفظ بدون أخطاء ، والتسميع المفاجئ من غير ترتيب ،
فإن ذلك كله يشعل النشاط في الطالب ويجعله على أهبة الاستعداد دوماً ....فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بتعويد الصبيان على الصلاة منذ سبع سنين ،
وبتربية الأبناء على العادات الحسنة ،
حتى يصبح الخير عادة من عادات النفوس تستسيغ فعلها بنشاط ودون كلل أو تعب .(5)

( ومن واجبات المعلم، العدالة بحيث تكون من صفاته الأساسية في التسميع والتأديب بين الطلاب ومراعاة فروقهم الفردية التي وضعها الله فيهم ، فعلى العدل قامت السماوات والأرض وبه أوصى الله عباده ، قال تعالى : ( إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القُربَى وينهى عن الفحشاءِ والمُنكرِ والبَغي يَعِظُكم لعلكم تذكَّرون ) (سورة النحل )

فلذا علينا معشر المعلمين أن نتحرى العدل و نقصده، ونسعى إليه بين طلابنا وأن لا تظهر الميول والتقديرات الشخصية قدر الإمكان فالمحاباة والتفريق في المعاملة مما يمقته الطلاب وينفرون منه ومن صاحبه .

وهي قضية لم تكن تغيب عن علمائنا الأوائل فتوارثوا وصية المعلم بالعدل، قال الإمام النووي : (وينبغي أن يقدم في تعليمهم إذا ازدحموا الأسبق فالأسبق ، ولا يقدمه في أكثر من درس إلا برضا الباقين) (14)

ومما يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد درَس وعلِم أصحابه وعرفهم حق المعرفة وعلم عن قدراتهم حينما قال : ( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدّهم في أمر الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأقرؤهم لكتاب الله أُبي بن كعب ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأعلمهم بالحلال والحرام مُعاذ بن جبل ، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ) رواه البخاري .

فحرِيٌ بك أيها المعلم الفاضل أن تتأسى بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم وأن تقتدي بهديه في التعليم وأن تحاول التعرف على قدرات تلاميذك حتى يتسنى لك العطاء كل على قدر استطاعتك وحتى تستطيع تكليف كل طالب بما يليق له من قدرات ، فهناك طالب يصلح أن يحفظ وجهين(صفحتين ) ،وهناك آخر يحفظ نصف وجه ،وطالب يستطيع أن يعين المعلم على كشف الحضور والغياب والتسجيل، وآخر لا يستطيع.... لذا لا بد من مخاطبة الطلاب ومعاملتهم على قدر عقولهم .

ومن الأشياء الهامة أيضاً تذكير الطالب بأهمية المراجعة في المنزل والاستماع إلى تلاوة لما تم دراسته من آيات في كل حلقة مع التنبيه إلى بعض التلاوات التي تقصر المد الجائز المنفصل، فهذا الاستماع هو البديل الأمثل عن المعلم مادام الطالب خارج الحلقة.

و من المهارات المطلوبة منك أيها المعلم الكريم :) أن تعرف كيف تدير فصلك بفعالية، بأن تحاول ألا تكون أنشطة التعلّم متركّزة حولك ، بل تعمل على جعل الطلاب يستفيد بعضهم من بعض، ويقومون هم بالعمل بأقل جهد منك، حيث ينحصر دورك في الإشراف وتسهيل عمليّات التعلّم. كما ينبغي أن تعوّد الطلاب على طرح الأسئلة على زملائهم، وعلى الاستنتاج وعدم انتظار المعلومة تأتيهم جاهزة.

أخي الكريم :) :
ما رأيك في أن تستبدل السؤال :" هل فهمتم؟! " بأن تتأكد بنفسك من خلال طرح الأسئلة عليهم بشكل ودي)(20)

و من المفيد لك ولتلاميذك أ ن تقوم بتقسيم طلابك في الحلقات وفقاً للأعمار، والمستوى التعليمي، ومستوى الحفظ، ومستوى التقدم في أحكام التجويد، لتكون الحلقات متناغمة، فيسير العمل فيها بسلاسة(21)

وإذا كان هناك من الطلاب من لا يتناسب مستواه مع مستوى الدارسين في حلقتك ، فلا بأس من أن تنصحه برفق لينضم إلى حلقة أخرى تناسب مستواه ، دون أن تجرح مشاعره .

ولا تنسَ أن تُشعر الطالب باهتمامك مهما كانت قدراته وأن تعمل على المساواة بينهم فقد أثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يجمع الشباب لعبد الله الخزاعي في المسجد ليعلمهم ويهتم بهم ويقول له :" راعِ الغبي كما تراعي الذكي منهم " (19)

أخي المعلم الكريم :) ، لقد (قال صلى الله عليه وسلم : ( الدين المعاملة ) ، فحَرِيٌ بمعلم القرآن أن يكون قدوة لطلابه بحسن التعامل ....كأن يبدأ طلابه بالسلام إن جاء بعدهم ويستقبلهم بالبشر والابتسامة و طلاقة الوجه ،هذا بالإضافة إلى استقبالهم بعبارات التشجيع والتحفيز وامتداح السلوكيات الإيجابية لكل واحد بما يناسبه من خصلة وصفة ...فصاحب الأدب الحسن تسميه باسم يناسبه، وصاحب الصوت الحسن كذلك ، وصاحب الحافظة القوية ، ومن لم تجد له صفة تميزه ، فيمكنك أن تناديه بما يناسب اسمه
؛ فمن كان اسمه سعيد مثلاً يمكنك أن تناديه : يا سعيد أسعدك الله في الدنيا والآخرة ... و هكذا . وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بما ا يناسبهم ، فسمى سيف الله ، وأمين الأمة ، وقال في سعد:" هذا خالي فليرني امرؤ خاله"(الجامع الصغير) .(19)


و لا تنس أخي الكريم :) نصيجة نبيك صلى الله عليه وسلم :" لا تغضب"

فإن غضب المعلم في الفصل على تلاميذه :angry: من أكثر الأشياء التي تجعله متوتر الأعصاب ومن ثم يفقد السيطرة على فصله، مما يجعل الفصل في جوّ من الخوف والرهبة.

وقد يقود الغضب المعلّم إلى تصرّفات تكون عواقبها وخيمة :( ...ولعله مما يعينك على ضبط أعصابك :

1ـ أن تتعرّف على خصائص السلوك العامّة للمرحلة العُمْرية التي تدرّسها

2ـ أن تتوقّع سلوك الدارسين : فإن معرفتك لنوعيات السلوك في المرحلة العمريّة لطلابك يجعلك تتوقّع بعض التصرّفات، فإذا حدثت لم يكن ذلك مفاجئاً بل تكون قد أعددت نفسك للتصرّف السليم حيالها. لذا فاحرص على اقتناء ومطالعة مرجع موثوق في علم نفس النمو.

3ـ ألا تهوّل الأمر ، بألا تتصوّر أن كل تصرف غير مرغوب يقوم به الطالب المقصود به إغاظة المعلم أو إفساد جوّ الدرس، فهذه النظرة تجلب الغضب فعلاً، بل حاول ـ ما أمكن ـ أن تنظر إلى تلك السلوكيّات على أنها أخطاء فحسب. . فهذا موسى ـ عليه السلام ـ وهو نبي الله المكلََّم، لم يتمالك نفسه مع معلّمه الخَضِر فكرّر السؤال عن أسباب ما يفعله الخضر من أمور رغم أنه قد وعده ألا يسأله عنها ورغم تنبيه الخضر له بعد كل سؤال!!!.

كما أوصيك أخي الكريم :) بأن تتمثل قول النبي الكريم صلى الله عليه و سلم: "يسِّروا ولا تعسروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا ... "(رواه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي )

فمن المعلمين من يرى أن نجاحه في التعليم يقاس بمدى تشديده على طلابه وتشدّده معهم، فيكلفهم بالواجبات الكثيرة ، ويصر على أن تكون الحلول نموذجيّة، كما يعطيهم اختبارات صعبة ومحبطة.... وهذا غير صحيح، فالتيسير مطلب شرعي وتربوي، والمعلّم الناجح هو الذي يأخذ بأيدي طلابه ويصعد بهم شيئا فشيئاً بالحفز والترغيب، وشيء من الترهيب، فالنفوس دائماً تميل إلى من يسهِّل عليها الأمور. و الله عندما أمر بالصيام، ولما فيه من المشقّة قال: {أيّاماً معدودات} تسهيلاً للأمر على النفوس.

ولا تنسَ أيها المعلم الكريم :) أن السبورة هي صديقك الدائم، لذا ينبغي لك أن تُحسن استخدامها، فهي من أقدم الوسائل التعليمية وأقلّها تكلفة، ولا يكاد يستغني عنها معلّم ، ،والمعلم الناجح يستخدم السبورة بشكل منظّم ولأهداف محدّدة.

فيقوم بتقسيمها لقسمين أو ثلاثة، ويحدّد لكل قسم نوعيّة معيّنة من الأشياء المكتوبة توضع فيه بشكل منظم وواضح، فمثلاً، يمكنك أن تخصص قسماً لعناصر الدرس، وقسماً للجمل والعبارات التي يُراد لها البقاء طول الدرس، وقسماً للعبارات الوقتية التي يمكن إزالتها أثناء الشرح.(20)

هذا بالإضافة إلى الوسائل التعليمية الأخرى المساعدة ، " و هي الطرق والأساليب التي يستعين بها المعلم على إيصال الفكرة إلى أذهان الطلاب.

فتعين على الفهم، وترسِّخ المعلومة في الذهن، وتجعل التعلم أمراً مسلياً محبباً إلى النفوس ، كما تلفت الانتباه وتجذب المتعلمين بما تتضمنه من عناصر جذابة ، وقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في تعليمه للصحابة .

فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً ، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه ، وخط خطوطاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط ، فقال : ( هذا الإنسان ، وهذا أجَلُه محيط به ، وهذا الذي هو خارج أمَلُه ، وهذه الخطوط الصغار : الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه كلها نهشه الهرم)رواه البخــاري

ومثال ذلك

: أن يشرح المعلم الحكم التجويدي مستعيناً باللوح لتوضيحه ، ثم يطبقه عمليا ً ويسمعهم إياه من المسجل ، ويريهم إياه في المصاحف التي تبرز التجويد بألوان مختلفة... ثم يطلب من الطلاب استخراج أمثلة له من المصاحف غير الملونة ، وبعد ذلك يمكنه أ، يطلب منهم التلاوة باستخدام هذا الحُكم ... فهذا من شأنه أن يثبت المعلومة وأن يثير النشاط ويُذهب السأم .(12)

(و لا يفوتك أيها المعلم النابه :) استخدام الواجبات المنزليّة بفعاليّة:
فالواجب المنزلي جزء من الدرس ويجب أن يكون مخططاً له وله أهداف محدّدة... فليس القصد منه إشغال الطلاب أو إتعابهم.

و فيما يلي بعض النّقاط المهمّة التي تتعلّق بالواجب المنزلي:

1ـ حدّد الهدف من إعطاء الواجب، هل هو للتمرين والتطبيق، أم للتقويم...؟

2ـ يجب ألاّ يكون الواجب مُرهقاُ للطالب، أو كثيراً بحيث يطغى على بقية الأنشطة التي يقوم بها في حياته .

3ـ تأكّد أنّ الطالب يفهم ما ينبغي عمله، فجهله بالطريقة يجرّه إلى أحد أمرين:
ا. الحلّ الخاطئ. ب. النّقل من زملائه.

4ـ يُفضل (وأحيانا يجب) أن تبدأ الحلّ مع الطلاب في الفصل أو تعطي أمثلة محلولة.

أما عن تصحيح الواجبات:

1ـ فإذا أعطيتَ واجباً فلا بد من تصحيحه بشكل ما، فلا فائدة من واجب لا يُصحَّح.

2ـ كما أن تصحيح الواجب لا يعني التأشير عليه، أو كتابة "نُظِر" أو "شوهد"، بل لا بد أن يكون التصحيح تصحيحاً فعلياً؛كما ينبغي أن يكون دقيقاً ، فمن أقبح الأشياء أن تؤشر بعلامة "الصح" على عمل خاطئ...و لك أن تتصوّر الموقف لو قارن الطالب إجابته بإجابة طالب آخر صحيحة، أو لو حاكمك لدفتر الواجبات عند تصحيحك لورقة امتحانه!.

4ـ و لا يكفي أن تشير بعلامة "الخطأ" على إجابة الطالب بل لابد أن تشير إلى نوعيّة الخطأ. (20)

يتبع :27:
rainyheart
rainyheart
ولا تنسَ أخي الفاضل أن المعلم الماهر :) هو (الذي يفتح عيادة القرآن وهو طبيبها، فيرى تلاميذه أصنافاً شتى : هذا يشكو قسوة قلبه ، وهذا يشكو ضعف شهيته في حفظه ، وآخر يشكو عسر فهمه ، وآخـر يشكـو صعوبة نطقه ، وآخـر يشكو شهوة نفسـه ، وآخر يشكـو فسـاد طبعـه ، وأخير يشكو جـمود عينـه .... وكلهـم يريـد حفظ كلام ربـه .

فيـداويهـم بحكمتـه، ويوجههـم ببصيرتـه، ويـرقق قلوبـهم بقراءته ، ويرفع همتهم بهمته ، ويفجر طاقاتهم بعزيمته .) (12)

وإليك أخي الكريم ، وإلى كل معلم للقرآن أقول :

( تحية إلى من لم يشغل نفسه بما أخذت ، ولكنه دائماً يسألها: كم أعطت ، كـم وجَّهت ، كم علَّّمت ، كم أفادت ونصحت ، ماذا أثرت ، سؤالَ اللائم نفسَه ، وقبل أن يتهم طلابه يتهم نفسه ، يقول : لعلي لم أجرِّد نيتي ، لعلي لم أحسن طريقتي ، لعلي زدت في قسوتي ، لعلي أفرطت في تجاوزي ومسامحتي ...إلخ.

تحية إلى خير الأمة - كما شهد بذلك نبي الأمة - فحاز الخيرية من طرفيها تعلَّم وعلَّـم ، وقـرأ وأقرأ ، وصلح وأصلح ، ورشد وأرشد ، تحية إلى من سكن القرى والهجر واصطحب معه النور الذي لا يخبو يبدد الظلام ، ويوقظ النيام ، ويبارك الله به الأيام . الناس في متاجر الدنيا وهو في متجر الآخرة ، و مَعِيَّة الملائكة ، الناس أرصدتهم في البنوك ، ورصيده هو في القلوب ... الناس تبني مدائن من تراب، وهو يبني مدائن من فكر وقيم وآداب، ويعلي قلاع القرآن لتناطح السحاب،

وأخيراً تحية لمن فجر في حياتنا ينابيع القرآن دفاقة، وأجرى في صحاري العقول أنهار الحكمة رقراقة ، تحية وسلاماً إلى معلم القرآن ، في كل زمان ، وكل مكان )(12)

والله العظيم أسأل لك أيها المعلم الكريم أن يريك ثمار ما زرعت في الدنيا قبل الآخرة ، وكفى بذلك مصدراً لراحة قلبك ، وسعادة نفسك ، ورفع همتك للاستمرار على هذا الطريق المبارك.

همسة في أذن دارس التجويد :) :

لقد ذهبت أخي الدارس- بارك الله فيك – :) وأنت تنوي إرضاء الله سبحانه، والحصول على عظيم الأجر، فلا تدع شيئاً يقف في طريق تحقيق هدفك، بل اجتهد لتتعاون قدر المستطاع مع المعلم والإدارة لبلوغ هذا الهدف، فإن ظهَرَت لك إحدى المشكلات المذكورة أعلاه،
أو غيرها، فلا مانع من مناقشتها بهدوء مع المعلم أو الإدارة ... مع التركيز على كيفية حل هذه المشكلات، وليس المشكلات نفسها،

فإن لم يستجيبوا لك فلك أن تختار حلقة قرآنية أخرى تتجنب فيها هذه المشكلات، فإن لم تحقق هذه الحلقة الأخرى هدفك، فلك أن تبحث عن حلقة ثالثة، ورابعة و خامسة ... وهكذا حتى تتقن التجويد، وتتلو القرآن كما أُنزل على الحبيب صلى الله عليه و سلم ،

فلا تدَع صغار الأمور تغلبك على أمرك ،
ولا تدع الحصوات تعرقل طريقك ،
بل ذلِّل العقبات ،
و عينك على الهدف النهائي وهو إتقان التجويد، ولا تنسَ قول الله تعالى : " والذين جاهَدوا فينا لنَهديَنَّهُم سُبُلَنا " !!!!

ولا تنسَ أن اللغة العربية هي لغة حبيبك صلى الله عليه وسلم، ولغة القرآن الكريم، ولغتك الأصلية، بل ولغة أهل الجنة :) !!!!

فلا تخشاها، بل ينبغي أن تفخر بإتقانك إياها قبل اللغات الأخرى...ولك أن تطالع إحصاءات المقبلين على تعلُّمها من الغربيين، والشرقيين ، بل ومن المسلمين من غير الناطقين بها ... لتعلم مدى أهميتها !!!!

وتذكَّر أن المواظبة على حضور الحلقات القرآنية أمر من أهم الأمور لتقدمك في تعلم القرآن ، لأن التغيب يضيِّع عليك حُكماً من أحكام التجويد، فيؤدي ذلك إلى تراكم الأحكام المفقودة منك بتكرار التغيب، وتكون النتيجة أن يتلاعب بك الشيطان ويحاول أن يشدك خارج الحلقة شيئاً فشيئاً إلى أن تهجر هذه الحلقة النورانية ( والعياذ بالله )

ولعله من الفوائد التي تعود عليك من ارتياد هذه الحلقات :

( إكتساب فصاحة اللسان،

وشغل وقتك بالنافع من الأشياء- فوقتك هو عمرك الذي سوف تُسأل عنه يوم القيامة-

واكتساب صُحبة صالحة تدلك على الخير،
وتعينك عليه دون أية مصلحة أو غرض - اللهم إلا رضوان الله تعالى –

هذا بالإضافة إلى علو منزلتك في الدنيا والآخرة ،

والفوز برحمة الله ورضوانه ،
والتفوق الدراسي نتيجة لما سيتركه القرآن في حياتك كلها ،

والبعد عن الشيطان ،

و انشراح الصدر،

ونور الوجه،

والنجاة من الفتن )(22)

فلا تدعن هذه الفوائد، وغيرها تفوتك .... بل استعِن بالله وابدأ ؛ فإنّ رحلة النّجاح الطويلة تبدأ بخطوة واحدة!

كما أن من يجلس مكانه ويتصوّر ما يجب عليه أن يفعله ليكون ناجحاً، ويكتفي بذلك :( ... لا يمكن أن ينجح أبداً،

أما من يبدأ العمل ويخطو الخطوة الأولى- ولو كانت صغيرة- :P فهو بذلك يضع قدمه على الطريق ... ومن سار على الدرب وصل!!!وتذكّر أنّ تسعة أعشار العبقريّة ،إنّما هي في بذل الجهد (20)


ولا تنسَ أنك عند تحقيق هذا الهدف- بعون الله وتوفيقه - ستشعر بسعادة لا تعادلها سعادة :P !!!!

و أنك ستنسى وقتها كل ما واجهته من صعاب في سبيل تحقيق هذا الهدف السامي :D .

وبعد ذلك، لا تنس فضل الله عليك، إذ اصطفاك بهذا العلم الشريف، وحاول أن تشكره بطريقة عملية، وهي بتعليم ما تعلمته بأفضل وأيسر الأساليب،

لتكون من خير الناس كما قال الحبيب صلى الله عليه و سلم :" خيرُكُم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه "

*************

و ختاماً :) ، " فإن تعليم كتاب الله تعالى منّة منّ الله تعالى بها على المعلم ، و على المتعلم معاً ،

وإن أهل القرآن هم خير هذه الأمة ، و أشرافها ، و فضلاؤها ، وسادتها ،

وهم الذين تبوءوا المحل الأعلى ، والمنزل الأسمى ، حين اشتغلوا بكلام الله ،

وإنهم - وهم كذلك - لفي أجر عظيم ، وثواب كبير ، وعمل غير مقطوع ، وتجارة لن تبور ؛ فاحرص على أن تكون منهم!!!!

و حَرِيٌ بكل مسلم أن يغبطهم بعملهم ويمد يد العون لهم ؛ لعله يشاركهم خيريتهم ، عسى أن يكتب له أجر كأجرهم (5)،

والحمد لله رب العالمين :) .

****************************

(ملحق بروابط مفيدة في تعلُّم وتعليم القرآن الكريم)

1- نصائح غالية في حفظ القرآن الكريم
http://links.islammemo.cc/KASHAF/one_news.asp?IDnews=525

2- خطة جديدة لحفظ القرآن الكريم كاملاً www.quraat.com/download/m7.doc

3- "ماذا بعد حفظ القرآن الكريم ؟" مقال للأستاذ: طاهر أحمد الريامي ،وهو متاح على الرابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1105

4-مواقع متميزة تهتم بالقرآن الكريم :

أ- إذاعة رياض المسك(تقدم دروساً يومية للقرآن الكريم بالبث المباشر)
http://almisk.net

ب- الأسرار :
موقع يعنى بالقرآن تدبرا، ومن أعظم مزاياه اعتماده على القرآن والسنة الثابتة الصحيحة ، دون التفات الى قيل ...وقيل.

http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=derasat1

ج- قرآن مكة : هو موقع جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة
دراسات قرآنية ـ الجمعيات الرائدة بمنطقة مكة المكرمة ، ويعالج الموضوعات التالية: علوم ودراسات قرآنية، جمعيات قرآنية ، مواقع قرآنية.
www.quranmakkah.org

د- المرتِّل: هو موقع يساعد على اختبار الحفظ بعرض وإخفاء الآيات ، كما يجري اختبارات مرحة للمعلومات ، وذلك بعرض الآية ، وعلى لامستخدم أ، يحزر السورة التي وردت بها .
www.reciter.org

هـ- موسوعة الإسلام : هي موسوعة إسلامية معاصرة لكتاب الله العظيم ، وبها واحة خاصة بالأطفال أيضا.ً
www.islampedia.com

و- موقع قراء القرآن الكريم
http://www.qquran.com/qu.php

ز- ملتقى أهل القرآن : وهو يعالج الموضوعات التالية: إذاعة القرآن الكريم ، و مكتبة القراءات، والمتون ، وأسرار الجمال في القرآن ، وفضائل السور، وسلسلة تفاسير أهل السُّنة، وأصول التفسير .
http://www.ahlalquran.com/vb/

ح-الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ، ويشرف عليها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، و مقرها كلية أصول الدين بالرياض قسم القرآن وعلومه ، وتهدف إلى:
• خدمة كتاب الله عز وجل ونشر هديه وعلومه بين الناس.
• التأصيل العلمي في مجال التخصص والعمل على تنميته وتطويره وتنظيمه وتنشيطه .
• متابعة الدراسات الحديثة في القرآن وعلومه والاستفادة منها .
• العمل على نشر البحوث والدراسات والرسائل العلمية "ماجستير والدكتوراه " في الدراسات القرآنية.
• تقديم المشورة العلمية في مجال التخصص .
• تحقيق التواصل العلمي لأعضاء الجمعية والمهتمين بنشاطها .
• تيسير تبادل النتاج العلمي ، والتجارب العلمية في مجال اهتمامات الجمعية بين الهيئات والمؤسسات المعنية داخل المملكة السعودية وخارجها والتعاون معها.
• العناية بالتراث العلمي في التفسير وعلوم القرآن في مكتبات العالم ،جمعاً وتحقيقاً ودراسة ونشراً .
http://www.taifedu.gov.sa/links/Links.asp?Linkid=1319


ط- موقع القرآن أون لاين: الذي يحتوي –ضمن ما يحتوي - على غرفة الدكتور يحي الغوثاني للدراسات القرآنية .
http://www.quranonline.us

/
ي-السلسة الدقيقة في أحكام التجويد: للدكتور" أيمن بن رشدي السويد" المستشار في الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي ، وهي متاحة على الرابط التالي:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1301


***




ملحق رقم (2)
خُلُق المسلم مع القرآن

1. محبته لأنه كلام الله تعالى .
2. اعتقاد فضله وعلو مكانته .
3. اعتقاد أنه أفضل الكتب المنزّلة .
4. العمل به ، والتخلق بآدابه ،والبعد عن ما نهى عنه وقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام يوصف بأن ( خُلقه القرآن ) .
5. تلاوته في كل وقت ، حتى لو كنت على غير طهارة بدون مس .
6. أن لا يُمس القرآن إلا طاهراً .
7. ترتيل القران (ورتّل القرآن ترتيلاً ) ولأن تحسين الصوت في التلاوة يزيد القرآن حسنا.
8. الخشوع عند سماعه.
9. الخوف من وعيده ، والرجاء في وعده .
10. الإنصات عند سماعه .
11. محبة العاملين به .
12. معاداة من يقدح فيه أو يقلل من شأنه .
13. اعتقاد أنه أصدق الكلام .
14. الاستشفاء به ، والقراءة به على المريض " قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء " وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يرقي نفسه عند النوم بالمعوذات ، وأرشدنا إلى التداوي بالقرآن في نصوص كثيرة.
15. قراءته كل يوم ، وعدم هجره ، ولو تأملت حال بعض الناس تجد أنه يقرأ المجلة كل يوم ، وكذا الجريدة فإذا قلت له لماذا لا تقرأ القرآن ؟؟ قال لك :أنا مشغول ، بل أنت محروم، إي والله.
16. تدبر آياته ومحاولة فهم معاني الآيات "أفلا يتدبرون القرآن "
17. اعتقاد أنه محفوظ من الزيادة والنقصان ( إنا نحن نزَّلنا الذكر وإنا له لحافظون ).
18. عدم وضع المصحف على الأرض (مرفوعةٍ مُطهّرة ).
19. استخدام السواك قبل قراءة القرآن لما في الحديث ( طيبوا أفواهكم بالسواك فإنها طرق القرآن ) صحيح الجامع (3939 ).
20. الاستعاذة من الشيطان الرجيم قبل القراءة ( وإذا قرأتَ القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم).
21. القراءة في كتب التفسير حتى تعرف معاني الآيات .
22. تعليم الناس القرآن( خيركم من تعلم القرآن وعلّمه) رواه البخاري.

( هذه الأخلاق مقتبسة من مقال بعنوان : خُلُق المسلم مع ... لكاتبه : سلطان العمري)

************


المصادر


1-الشيخ سلمان بن فهد العودة ( من حوار له(بتصرف )، وهو متاح على الرابط التالي: http://tamauz.com/modules.php?name=News&file=article&sid=15

2- (تم استخلاص هذا الرأي من مقال بعنوان " فن الإشراف على الحلقات والمؤسسات القرآنية: دراسة تأصيلية ميدانية " للدكتور يحي الغوثاني ، المتاح على منتدى البحوث والدراسات القرآنية ، والمستخلص من كتاب له بنفس العنوان )

3- (محمد ابن ابراهيم. الإبداع في تعليم القرآن. بحث مقدم إلى الدورة التعليمية التربوية الرابعة )

4- ((أبو أمل : حلقات التحفيظ مشكلاتها ووسائل تطويرها. بحث مقدم إلى الدورة التربوية التعليمية الرابعة للمعلمين ، ومتاح على الرابط:
http://saaid.net/Quran/14.htm

5- . (عبد الله المهيب بن محمد خير. أفضل الطرق لتنشيط الطالب للحفظ والمراجعة. بحث مقدم إلى الدورة التربوية التعليمية الرابعة للمعلمين ، ومتاح ضمن الأبحاث المنشورة على موقع " التميز لإدارة الحلقات القرآنية " من خلال الرابط:
http://tamauz.com/modules.php?name=Downloads&d_op=brokendownload&lid=12

6- .(خالد بن علي . الطالب غير المتفاعل مع الحلقة . بحث مقدم إلى الدورة التربوية التعليمية الرابعة للمعلمين بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالطائف، وهو متاح من خلال الرابط :
http://tamauz.com/modules.php?name=Downloads&d_op=brokendownload&lid=12

7- أحمد حسبو الدور التربوي للحلقات القرآنية مقال متاح على الرابط:
http://www.saaid.net/Quran/26.htm

8- الطلاب النجباء في الحلقات . أحد البحوث المقدمة للدورة التربوية الرابعة للمعلمين ، وهو متاح على الرابط : http://tamauz.com/modules.php?name=Downloads&d_op=viewdownload&cid=4 )
9- اقتراح للأستاذة/ حنان ، المعلمة بمسجد عباد الرحمن .
10-صلاح بن شوقي .كيفية الرقي بمستوى الحلقة. بحث مقدم إلى الدورة التربوية التعليمية الرابعة للمعلمين بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالطائف، وهو متاح من خلال الرابط : http://tamauz.com/modules.php?name=Downloads&d_op=brokendownload&lid=12

11- من كتاب الدكتور يحي الغوثاني : فن الإشراف على الحلقات والمؤسسات القرآنية ... دراسة تأصيلية ميدانية ، "بتصرف يسير"

12- (أحمد بن محمد .كيف يجدد المعلم نفسه . بحث مقدم إلى الدورة التربوية التعليمية الرابعة للمعلمين بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالطائف، وهو متاح من خلال الرابط : http://tamauz.com/modules.php?name=Downloads&d_op=brokendownload&lid=12

13- الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.منهج تربوي فريد في القرآن .مقال متاح على الرابط التالي:
www.qudsway.to/Links/Islamyiat7/7hist14.htm

14- علي بن حسين .الفروق الفردية بين الطلاب . بحث مقدم إلى الدورة التربوية التعليمية الرابعة للمعلمين بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالطائف، وهو متاح من خلال الرابط :
http://tamauz.com/modules.php?name=Downloads&d_op=brokendownload&lid=12

16- د . عبد المحسن السيف . الطريقة المثالية لإدارة الحلقات القرآنية. بحث مقدم إلى الدورة التربوية التعليمية الرابعة للمعلمين بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالطائف، وهو متاح من خلال الرابط : http://tamauz.com/modules.php?name=Downloads&d_op=brokendownload&lid=12
17- هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم
مقال متاح على المكتبة التربوية بمنتدى الإمارات ، على الرابط التالي:
http://www.uae4ever.com/vb/archive/index.php/t-36741.html
18- د . عبد المعطي الدالاتي. المنهج النبوي في تشجيع الأطفال والشباب مقال متاح على الرابط:
http://saaid.net/Doat/dali/7.htm
19- حسن بن محمد .طرق تدريس القرآن الكريم لكبار السن. بحث مقدم إلى الدورة التربوية التعليمية الرابعة للمعلمين بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالطائف، وهو متاح من خلال الرابط :
http://tamauz.com/modules.php?name=Downloads&d_op=brokendownload&lid=12


20- (ا لتدريس الناجح، مقال متاح على الرابط التالي: http://www.saqr.sch.sa/33.htm
بتصرُّف يسير

21-( . الشيخ إبراهيم الدويش . طرق تقسيم طلاب الحلقات، مقال متاح على الرابط التالي :
http://www.saaid.net/Quran/9.htm

22- د . عبد المحسن السيف . الطريقة المثالية لإدارة الحلقات القرآنية
إحدى محاضرات ملتقى الحلقات القرآنية الذي نظمته الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم .. بالتعاون مع حلقات مسجد الهجرة ..
..، 5 / 1 / 1424 هـ ، وهو متاح على الرابط التالي :

http://www.saaid.net/Quran/15.htm

*******
rainyheart
rainyheart
بارك الله فيك يا بنت التوحيد وجزاك خيرا كثيرا
ونفعك بهذا الموضوع، آمين :27: