تشكو انكسارآ

الملتقى العام

تشكو انكساراً في خاطركَ،
وجرحاً في قلبكَ، ووهناً في نفسكَ،
وتسأل أهوَ غضبٌ من اللهِ؟!

فأقول لكَ: هذه والله من أمارات حبِّهِ،
فإنَّ الله سبحانه إذا أحبَّ عبداً ابتلاه،
وما زال البلاء في المؤمن حتى يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة!

بلاءٌ يجعلكَ تُقبلُ على الله بقلبكَ وجوارحكَ،
خيرٌ من نعمةٍ تُطغيكَ،
ولعلَّه أرادَ أن يُعطيكَ فمنعكَ،
ومتى فتحَ لكَ بابَ الفهمِ في المنعِ فقد اجتباكَ!

اُنظُرْ في سِيرِ الصَّالحين ،
تعرِفْ أن الابتلاء لم يكُنْ إلا مخاضاً للاصطفاء والتقريب!
بكى يعقوب عليه السّلام فَقْدَ ابنه حتى ذهبَ بصره،
ولم يكُن ربّنا مشغولاً عنه،
وإنما كانت يده تصنعُ من يوسف عليه السّلام ملكاً!
فلا تستعجلْ، فإنَّ أحلكَ ساعات الليل هي تلك التي تسبقُ الفجر بقليل!

خرجَ موسى عليه السّلام من مصر خائفاً يترقَّب،
فلا تنظُرْ إلى مرارة الابتلاء فبعدها حلاوة الجبر،
أي خوفٍ ذاك الذي أعقبه النداء العظيم: إنني أنا الله؟!
ثم بلسمَ له قلبه ﴿وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ﴾


الجبرُ قريبٌ ،
غمامة صيفٍ ستنقشعُ بإذن الله،
ولن يبقى من هذا الحزن إلا ذكرى تُخبرك دوماً،
أن من كان مع اللهِ كان الله معه

🤍
0
134

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️