تطبيق الشريعة الإسلامية

ملتقى الإيمان

تطبيق الشريعة الإسلامية

لقد أصبحت الشريعة الإسلامية وتطبيقها في العصر الحديث محل اتهام الغربيين ومن ختم الله على قلبه من ( المتمسلمين ) ، فما بين الإتهامات باهمال حقوق المرأة .. وشراسة الحدود المترتبة على الجرائم ... كان أعداء الإسلام يكيدون لهذه الشريعة .
لكن الحقيقة التي ينساها أو يتناساها كل من يقدح فيها ، هو أن هذه الشريعة من لدن خالق الإنسان وهو الوحيد الذي يعلم كل ما يصلح لهذا الإنسان .
ولقد استوعبت الشريعة الإسلامية موضوع الجريمة والعقاب من كل زواياه في آن واحد بعكس التشريعات الوضعية التي لا تخلو من الثغرات الفادحة التي لا تلبث أن تُسقط هذه القوانين .
إن الإسلام لا يبدأ بايقاع العقوبة فوراً ... إنما يبدأ بوقاية المجتمع من الجرائم بالإحاطة بمنابعها قبل ظهورها .
وأولها احاطة القلب البشري ذاته ... منبع الخير والشر كما قال نبينا الكريم : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح كله كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) .
فهو يربط القلب من خيطي الخوف والرجاء : { ويرجون رحمته ويخافون عذابه } كما أن الأسماء والصفات التي وردت في القرآن والسنة نزت لتربي هذا القلب ، فإن تطلع إلى شيء فهو يعلم أن كل شيء بيد الله وإن هم بمعصية فهو يعلم أن الله شديد العقاب وإن هم بالإنتقام ، تذكر أن الله عفو يحب العفو ، ويحب الصفح وإن كسل في العبادة تذكر أن الله يوفي الجزاء الأوفى .
وحين يتربى القلب بهذه الصورة .. فإنه لا يتجه إلى الجريمة اصلاً إلا إننا لا نقول إن هذه التربية تحول الناس إلى ملائكة .... لكننا نقول بيقين أن المجتمع الإسلامي حيث كان ... فهو أقل مجتمعات الأرض في معدلات الجريمة .
والإسلام برغم ذلك نظام واقعي ،فهو لا يفترض في الناس المناعة والجو مليء بالجراثيم ،إنما يكافح الجرثومة في نفس الوقت الذي يربي فيه القلب .
فالسرقة مثلاً : جرثومتها الفقر ، ويسعى التشريع الإسلامي إلى مكافحة الجوع والفقر بالزكاة والصدقة ، حتى لا يبقى أي جائع يضطر إلى السرقة .
والزنا جرثومتها الفتنة والإثارة والخلاعة والفراغ والإسلام يسد هذا الفراغ الروحي ويحارب التبرج والمجون ، ويحث على الزواج ويدعو إلى تيسير أموره حتى يُعف جميع الشباب والشابات .
ومع ذلك فالإسلام ينظر لكل جريمة كحالة مفردة ،فهل يمكن أن يكون مرتكب الجريمة معذوراً ؟ لو وجد فإن قاعدة الشرع تنص على أن الحدود تدرأ بالشبهات .
كما أن الحد في ذاته أداة للوقاية من الجريمة ،فإن شدتها الملحوظة تخوف كل من تحدثه نفسه الإجرام ،فيفكر مرات ومرات قبل أن يقدم على التنفيذ ، وهذا يعطيه فرصة للبعد عن التهور .
ثم إن الإسلام حين يوقع العقوبة على مرتكب الجريمة غير المعذور فإنه لا ينبذه ، بل إن الحد كفارة ( .. فمن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة ) .
لذلك يرد الإسلام له صفحته بيضاء نقية فلا يغمز أو يلمز كيلا يعود إلى الجريمة من جديد .
أي تشريع في الأرض قديماً وحديثاً أحاط بهذا الموضوع مثل هذه الإحاطة الشاملة ووضع له التشريع الأمثل ! { أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون }
0
281

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️