تعالوا نتعلم من سوزان تميم

الملتقى العام

تعالوا نتعلم من سوزان تميم

ماذا نعرف عن سوزان تميم؟ عن نفسي سمعت بها مرة واحدة قبل موتها وكانت منذ سنوات ........... قرأت اعلانا عن احدى المجلات الاجتماعية كما يسمونها وكان فيه (سوزان تميم: أفكر في الحجاب) ....في الحقيقة لم أقرأ المجلة ولم أعرف التفاصيل وليس هذا موضوعنا ......موضوعنا هو هذه الجملة.......فكرت في التوبة ولم تتب وأنا بحديثي هذا أعظ نفسي قبل الجميع .......كلنا نذنب وكلنا نفكر في التوبة .....وقليل ممنا يتوب .....وقليل جدا من يبادر بالتوبة فور تفكيره فيها .........لماذا نؤجل التوبة؟ لماذا لا ننتهز الفرصة فور ان تلوح؟ دوما في حياتنا نردد مقولة شهيرة : الفرصة لا تأتي إلا لمن يستحقها .......الفرصة لا تأتي مرتين......... وهكذا نسارع الى اي فرصة تلوح لنا لتحقيق مكاسب دنيوية .....وهذا ليس عيبا طبعا ما دمنا داخل حدود المباح شرعا ....ولكننا لا نفعل هذا في أمور الدين!

كم مرة لاحت فيها لنا فرص التوبة؟ كم مرة راودتنا فيها أفكار العودة الى طريق الله؟ كم مرة ندمنا فيها على تقصيرنا وتفريطنا في حق الله؟......... والسؤال الأهم : كم مرة بادرنا الى هذا؟
هل يمهلنا القدر حتى نتوب .........يا أخواتي توبة قبل الموت......الموت يأتي بغتة......... سوزان وغيرها –ربما من المقربين منا- كن ملئ السمع والبصر .........لم يلحظن ملك الموت المنتظر ..... إن هي الا لحظة يزول فيها كل شيء ..... لحظة تفتح فيها صناديق الأعمال........لحظة تصرخ فيها الحناجر: رب ارجعون .......رب ارجعون ......لعلي أعمل صالحا فيما تركت .......لحظة تزول فيها بهجة الحياة الدنيا وتبقى مرارة تلك اللحظة التي فكرت فيها سوزان في الحجاب ولم تفعل ......نفس اللحظة –لحظة الحجاب- وردت لسعاد حسني في أوج شهرتها وفعلت –ارتدت الحجاب- ولكنها لم تثبت عليه وجاءت لحظة زلت فيها من جديد ....وكما قلنا فالفرصة لا تأتي مرتين .......وهكذا دفعت ثمن لحظة الضعف غاليا .........دعونا نتذكر هذا الثمن لعله يحمينا من الزلل
لا تقل واحدة : أين ذنوبي من ذنوبهن؟ لرب كلمة واحدة تهوي بالمرء في جهنم...... ولرب من يختم له عمره في لحظة لم يتق الله فيها .......الذنوب ليست كلها في التبرج ومخالطة الرجال ......... لقد قرن النبي خطر اللسان وخطر الزنا في الحديث الشريف "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة" رواه البخاري .....بل قال لأحد الصحابة يوما "وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم" صححه الألباني .....ولا اقول هذا للتهوين من شأن التبرج ولكن لننشغل بأنفسنا ولا يضحك علينا الشيطان.........كي لا نتأسى بإبليس ويكون كل ما نخرج به من مقتل سوزان تميم : أنا خير منه......كلنا عاص لله وكلنا مقصر فهل من توبة؟ متى تكون التوبة؟ كم مرة طرقت آذاننا كلمة الموت منذ شعبان الماضي ؟ هل نضمن ان يأتي شعبان القدام دون أن تقترن اسماؤنا بتلك الكلمة في أسماع الآخرين؟ بل حتى رمضان؟ بل ولو ضمنا أن نحيا فلم لا نحيا في طاعة؟ لم نبارز الله بالمعاصي ليلا ونهارا ؟ كيف لا نستحيي من الله ونحن نأكل من نعمه ونسأله المزيد والمزيد بلا نهاية؟ .......ثم تأتي لحظة تزول فيها النعم والمزيد الذي طلبناه ويحين وقت الحساب فهلا استعدننا لها؟
لا زلت اذكر يوم ماتت الأميرة ديانا .......سمعت الخبر ففتحت المذياع وكان المذيع يتكلم عن وصول الأمير تشارلز الى المستشفى فكانت أول جملة اسمعها (المستشفى المسجى فيه جثمان الأميرة) وطرقت الكلمة مسمعي : جثمان الأميرة .......الأميرة التي كانت ملء السمع والبصر .....التي قل ان يوجد شخص يعرف القراءة لم يسمع بها ......الأسطورة التي صنعها الاعلام ........المرأة التي نالت أكثر مما تتمناه أي امرأة من طالبات الدنيا ....... كل نساء العالم يلهثن وراء الموضة الا من رحم الله .....وديانا كانت الموضة تلهث وراءها .......كلهن يبحثن عن الأضواء وديانا كانت تصنع الأضواء ....... وفي طرفة عين أصبحت مجرد جثمان مسجى ....... فماذا ربحت؟ وماذا أخذت معها؟ وماذا بقي لها؟ صور هنا وهناك ولقب أطلقه عليها العامة من أبناء جلدتها فإذا بالمسلمين ينقلونه عنهم ويطلقونه على حكامهم ولا حول ولا قوة الا بالله .....وهكذا انتهت العظة المفترضة من موتها!

تأملوا هذه الآية "والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه" ......ياللهول .....فوفاه حسابه .......فوفاه حسابه......يارب أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك...... يارب غلبت علينا شقوتنا وضحك علينا الشيطان فتب علينا

يا أخواتي لحظة صدق مع النفس ......دعوني اكون عملية اكثر : حددي بينك وبين نفسك ذنبا بعينه ترتكبينه.... سماع الأغاني او الكذب أو الغيبة وتوبي عنه الآن .......ذنب واحد فقط من صغائر الذنوب انوي التوبة عنه الآن .......وضعي نصب عينيك أن الفرصة لا تأتي مرتين ......لو لاحت لك بادرة توبة فاغتنميها..... كم مرة ارضينا انفسنا أو الناس بالمعاصي فلم لا نرضي الله بتركها.....ذنب واحد فقط ....هل هذا كثير لإرضاء الله؟

على هامش الموضوع
1- أتمنى الا يخرج الموضوع من سياقه ....أنا اتكلم عن التوبة أخذ العظة من الموت ....ليس في كلامي عن سوزان تميم وسعاد حسني مدحا لهما ولا دفاعا عنهما ..... هما بين يدي الله والله يرحم أموات المسلمين جميعا ....أنا آخذ العظة من مقتلهما وأترك أمر الحكم عليهما لله وحده
2- لا يعنينا من قتل هذه أو تلك في شيء ..... هناك جرائم لا تحل أبدا .....وما حادث الطائرة المصرية التي سقطت على سواحل أمريكا ببعيد ......في البداية زعموا أن الطيار قال توكلنا على الله وانتحر قاتلا معه جميع الركاب! ثم انتهى التحقيق الى لا شيء .....وبقيت دماء الضحايا في انتظار القصاص يوم يوفى كل ذي حق حقه ......وبالمناسبة كان من بين الضحايا عدد لا بأس به أفضل ضباط القوات المسلحة المصرية عائدين الى مصر بعد فترة من التدريب والدراسة فمن المستفيد يا ترى؟
3- قرأت عنوانا لموضوع محذوف يشير الى انهيار الاقتصاد المصري بسبب شائعات تورط الملياردير المصري في الجريمة ......لم ارد على الموضوع لأنه تحول الى شجار لا يعنيني .....ولكن اقول لمن تهتم بالخبر من باب الاهتمام لأمر المسلمين أن الاقتصاد المصري لن ينهار من اجل هذا ....والأسباب كثيرة منها أنه في النهاية واحد من عشرات رجال الأعمال ومنها أنه لو كان متورطا حقا فسيجد مخرجا حتما كما وجده صاحب العبارة وان كان النائب العام لا يزال يطارد هذا لأخير! ومنها أنه قد لا يكون متورطا بالفعل .....لا أعرف شيئا عن اخلاقه ولكنني لو كنت مكانه ما أرسلت شخصا يعمل عندي في مهمة كهذه لأن مجرد مشاهدته في دبي وقتها كفيل بجذب الشكوك ....هذا بالاضافة الى ان ضابط الشرطة السابق والمسئول عن الأمن في فندق كبير لن ينسى بطاقة تدل عليه في ثياب يعرف مسبقا أنه سيخلعها في مكان الجريمة! ولو كان بهذا الغباء ما استحق راتبه ناهيك عن ملايين الدولارات ........وأعود فأقول أن ذلك الملياردير يعرف حتما كيف يحل مشاكله سواء كان مذنبا فعلا أو تعرض لقضية ملفقة من خصومه ......وبالتالي فلا خوف على الاقتصاد المصري ....تعرضت البورصة لهزة طبعا ولكن هذا متوقع من تأثير الشائعات وأحوال البورصة عندنا متذبذبة منذ فترة والله المستعان

بعد الهامش أقول : لا تنسي ما طلبته منك لله ......ذنب واحد فقط حدديه توبي عنه .......قربة واحدة فقط من صدقة أو نوافل أو تلاوة عودي اليها إن الحسنات يذهبن السيئات
106
8K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دندووونه شمر
دندووونه شمر
الله يجزاكـ الجنه
رندلي الرياض
رندلي الرياض
مشكوره ياكاتبة الموضوع


تصدقين انتي مثليي رغم اني كنت صغيره وقتها << بدينا كذب

بس موت الاميره ديانا كان صدمه واذكر البنات كلهم وقتها التزموا :06:
soolaf
soolaf
بل الصدى جزاك الله خير اختي ماكتبتيه كان يجول في خاطري
وقد قرأت ذاك الموضوع الذي كتبته اختنا وكم ازعجني ماوجدته
لكل منا ذنبه فياليتنا نلتفت لذنوبنا اولاً نصححها ونستقيم وتكون امتنا بأفضل مما هي عليه الآن
ليس بالسباب والشتائم وسب الاموات وتكفير الآخرين والقول عنه او عنها ماجن وفاسق نصبح الأفضل!!
بعد ان دفن فما كان الإسلام إلا دين رحمة وسلام
فلندعي لموتانا بالرحمة ولنكن اكثر إنسانية
اطالبك بالمزيد من هذه المواضيع
الله يحفظك
زائرة
الله يرحمهم ويغفرلهم ياااااارب

والله يجزااك الخير ولا يحرمك الاجر كلامك في الصميييم

والله يتوب علينا ونعتبر من الغير والله لا يجعلنا عبرة لغيرنا ياااارب
غرشوبة أبوظبي
اللهم ارزقنا توبه صادقه

واغفر ذنوبنا وتقبل منا صالح اعمالنا

جزاكِ الله خير